ما حدث من انتهاكات على أساس إثني وعنصري في ود مدني يستحق وقفة جادة من الشعب السوداني
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
ما حدث من انتهاكات على أساس إثني وعنصري في مدينة ود مدني يستحق وقفة جادة من الشعب السوداني بأسره لان القضية، في تقديري، تتجاوز مجرد الإدانة أو التنديد في التصريحات أو البيانات، بل تستوجب وضع حدود قانونية صارمة وقيم مجتمعية واضحة تلجم كل من تسول له نفسه التهاون بأرواح الناس وأخذ القانون بيده دون الرجوع إلى الأسس القانونية.
الحل لا يمكن أن يكون في إطار المهاترات السياسية والاتهامات المتبادلة فقط، بل يجب العمل على إعادة صياغة المفاهيم التربوية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ليشمل ذلك المناهج التعليمية وبرامج التوعية المجتمعية. المطلوب الآن هو بناء نظام قانوني ومجتمعي يحمي حقوق الجميع دون تمييز، ويرسخ قيم العدالة والمساواة، بحيث تصبح هذه القيم جزءاً أصيلاً من هوية الأمة السودانية. لان معالجة مثل هذه القضايا ليست مجرد خيار، بل ضرورة حتمية لبناء وطن متماسك قادر على تجاوز الأزمات والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
كما أن هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى الان، لقيام نظام مدني ديمقراطي تكون فيه المواطنة هي الأساس، بعيداً عن الجهوية والعنصرية والتهميش، لأنه الطريق الأمثل لبناء مجتمع متماسك قائم على العدالة والمساواة، ليتمتع كل مواطن بحقوقه دون تمييز، وأن يكون التشريع والإدارة العامة قائمين على مبدأ المواطنة المتساوية، بعيداً عن الانتماءات الجهوية أو العرقية.
المطلوب أيضاً تبني نهج شامل يحقق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تعزز من دور المؤسسات المدنية في حماية الحقوق وتكافؤ الفرص، وترسيخ قيم الديمقراطية. وهذا سيمكن السودان من تجاوز أزماته الراهنة والانطلاق نحو مستقبل قائم على الاستقرار والتنمية الشاملة.
أخطر نهج هو استخدام تلك الأحداث المشينة فقط للترويج والوصول إلى أهداف سياسية محددة دون التفكير الجدي في كيفية بناء مجتمع متعافٍ. فالتلاعب بالمشاعر والانقسامات لن يؤدي إلا إلى زيادة الاحتقان والتوتر، ولن يسهم في ترميم النسيج الاجتماعي. يجب أن تتجاوز السياسة المنافع الشخصية الضيقة، وتتجه نحو وضع استراتيجيات حقيقية تعالج جذور المشكلة وتبني أرضية مشتركة تسهم في توحيد الشعب السوداني وتعافيه.
د. نجم الدين كرم الله جيب الله / وارسو
n.karamalla-gaiballa@uw.edu.pl
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: تكافئ ترامب بأعلى وسام مدني
أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الإثنين، أنه سيمنح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلى وسام مدني في إسرائيل، تقديراً لدوره في تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة والمساعدة في إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
اقرأ ايضاً"بجهوده التي لا تعرف الكلل، لم يساعد الرئيس ترامب في إعادة أحبائنا إلى وطنهم فحسب، بل أرسى أيضا دعائم لحقبة جديدة في الشرق الأوسط تبنى على أسس الأمن والتعاون والأمل الحقيقي بمستقبل يسوده السلام".
وأضاف:"سيكون شرفًا عظيمًا لي أن أقلده وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن الوسام سيُمنح خلال الأشهر المقبلة، مع إبلاغ ترامب بقراره خلال زيارته لإسرائيل اليوم الإثنين.
زيارة ترامب وإطلاق صفقة تبادل الرهائنومن المقرر أن تجري إسرائيل وحماس عملية تبادل للرهائن والمعتقلين في إطار المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحها ترامب.
وتتضمن الخطة 20 نقطة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وسيقضي ترامب بضع ساعات في إسرائيل، حيث سيلقي كلمة في الكنيست ويلتقي بأسر الرهائن.
وسام الشرف ودوره التاريخييُمنح وسام الشرف الإسرائيلي للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة لدولة إسرائيل أو للإنسانية.وسابقًا، تم منح الوسام للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2013. View this post on InstagramA post shared by Albawaba (@albawabaar)
كلمات دالة:حركة المقاومة الاسلامية - حماسإنهاء الحربباراك أوباماإسرائيلدونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةرئيس السلاموسام مدنيإطلاق سراح الرهائن© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن