غزة … النصر والفتح
#نبيل_الكوفحي
…
سورة الفتح (انا فتحنا لك فتحا مبينا ) نزلت بعد صلح الحديبية في العام السادس للهجرة وكان فتح مكة في رمضان من العام الثامن للهجرة. كانت بيعة الرضوان وقِيل إنّها سُمِّيت ب(بيعة الشجرة)، في مقدمات صلح الحديبة، قال تعالى في تقرير تلك الحادثة (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)،
برغم انه لم يكن معلوما للصحابة ما سيحدث بعد ذلك وقد غضب الكثيرون من ذلك الصلح، لكن الله سماه فتحا مبينا، و ما كان ليكون لولا استحقاقهم رضى الله، إذ قال تعالى (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ)، وقد أثنى عليهم الرسول-صلّى الله عليه وسلّم-؛ فوصفهم بأنّهم خير أهل الأرض، أخرج البخاري أن جابر بن عبد الله قال: (قالَ لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الحُدَيْبِيَةِ: أنتُمْ خَيْرُ أهْلِ الأرْضِ وكُنَّا ألْفًا وأَرْبَعَ مِئَةٍ، ولو كُنْتُ أُبْصِرُ اليومَ لَأَرَيْتُكُمْ مَكانَ الشَّجَرَةِ).
هكذا هم أهل غزة وقد كتب نهاية العدوان عليهم ان شاء الله بعد (٤٧٠) يوما من العدوان الهمجي تجاه اهل غزة جميعا. فقد اعدوا الانسان ايام اعداد وكان منهم عشرات الالاف من حفظة كتاب الله ونحسبهم ممن رضي الله عنهم ولا نزكيهم على الله تعالى، واعدوا ما استطاعوا من العدة، تطبيقا لقوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من القوة) في ظل كتمان وخداع للعدو ، ثم بادروا ودخلوا عليهم الباب (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون)، ثم جاهدوا وصبروا (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فتم لهم نصر الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وخذلهم الكثيرون وعاداهم الظالمون والطغاة المتجبرين، لكنهم لم يكسروا ارادتهم وخاضوا معركة دفاع عن الارض والعرض وشرف الامة، فاحيوها واحيوا ضمائر كثيرة حول العالم، وكشفوا المجرمين والمتجبرين والمتخاذلين والخونة والعملاء ايضا.
قال رسول الله: (لقد أنزلت علي الليلة سورة، لهي أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس، ثمّ قرأ: إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا). سورة الفتح ترتيبها من حيث النزول (١١٣ ) وان وضعت في الترتيب (٤٨) وقد تلاها سورة النصر في المرتبة الاخيرة (١١٤) من القران الكريم برغم وضعها في الترتيب ( ١١٠).
تيمنا بنتائج صلح الحديبة والذي لم يعجب الكثيرين من الصحابة رضوان الله عليهم في حينه، نستبشر خيرا بانتهاء العدوان على غزة وانكسار تجبر اليهود وعدم استسلام المجاهدين ابدا برغم قرابة خمسين الف شهيد وما يزيد على ماية وخمسين الف جريح وتهديم معظم البيوت وتخريب كامل البنى التحتية.
كان طوفان الاقصى طوفانا بكل معنى الكلمة، ولسوف تستمر تداعياته على المستوى المحلي والعالمي، ولسوف نشهد باذن الله تحرير فلسطين، فالسقوط والانحدار قد بدأ ولن يكون بعيدا باذن الله.
مقالات ذات صلة المزارع بين عامي 1969 و2025 2025/01/19المصدر: سواليف
كلمات دلالية: نبيل الكوفحي
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة اليوم .. ياسر الغاياتي يؤكد: هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين .. والعشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها.. فيديو
خطبة الجمعة اليوم
الشيخ ياسر الغاياتي يؤكد:
العشر من ذي الحجة أحد مواسم الطاعات فاغتنموها
هذا سبب تنوع العبادات من الله للمسلمين
عشر ذي الحجة إشارة للشباب اليائس أن يبدأوا من جديد
قال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن فضل الله على عباده واسع، وبركات الله على عباده دائمة لا تنقطع أبدا.
وأضاف ياسر الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى من واسع كرمه وجوده، جعل لعباده مواسم للطاعات، هذه المواسم تتشكل فيها ألوان الطاعات وألوان القربات.
وأشار إلى أن من مواسم الطاعات، هذه الأيام التي نحياها جميعا، ألا وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في القرآن، فقال (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).
وتابع: وصح عن النبي أنه قال في تفسير هذه الآيات، هي العشر الأوائل من ذي الحجة، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر، يوم عيد الأضحى المبارك.
وأكد خطيب الأوقاف، أن الله تعالى إذا أقسم بشئ فإن هذا يدلنا على عظمة ومكانة المقسوم به، فإن الله تعالى هو العظيم ولا يقسم إلا بعظيم، فقسم الله بهذه الأيام وتلكم الليالي إنما ينبهنا على عظم مكانتها وجلالة قدرها، وينبهنا أيضا على ضرورة استثمار جميع أوقاتها في الطاعات والقربات.
واستشهد بحديث النبي الذي يقول فيه (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من عشر ذي الحجة، فقالو يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ).
وقال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله تعالى جعل هناك تنوعا في العبادات وهو يعلم سبحانه وجود الملل من العبد وأنه لا يصبر على كثرة العبادة في نوع معين كالصلاة فقط أو الصيام فقط.
وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن الله تعالى نوع في الطاعات والعبادات، ليدخل كل إلى رحمة الله من المدخل الذي يتناسب مع ما أعطاه الله تعالى، ولذلك نجد الأعمال الصالحة في هذه الأيام متنوعة، ففيها الصلاة الواجبة وفيها الصيام المستحب وفيها الصدقة المندوب إليها، وفيها يوم عرفة وفيها يوم النحر، فكثر خير ربنا وفاض علينا في هذه الأيام.
وأشار إلى أن من الأعمال الصالحة في هذه الأيام ويستحب فعلها هو كثرة الذكر لله تعالى، فقال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) وقال تعالى (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وقال العلماء إن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.
وأوضح أن من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة، صيام هذه الأيام أو صيام بعضها وإن لم تستطع فصيام يوم عرفة فإنه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة.
وتابع: وأقول لمن لم يستطع حج بيت الله الحرام "إن فضل الله واسع، فكرم الله يسع الجميع، وسيدنا النبي يريد أن يوسع لنا فضل الله، فيقول النبي (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم).
وقال الشيخ ياسر الغاياتي، من علماء وزارة الأوقاف، إنه إذا كانت العشر الأوائل من ذي الحجة هي نقطة بداية للمسلم ليتقرب إلى المولى بالطاعات والقربات، فإن فيها إشارة لكل يائس أو محبط بأن يبدأوا من جديد وينسوا ما مضى.
وأضاف الغاياتي، في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد علي إبراهيم، بمحافظة القليوبية، أن عشر ذي الحجة كشهر رمضان هي إشارة لكل من يريد أن يحقق أملا أو يحقق هدفا، تستطيع أن تبدأ من جديد عفا الله عما سلف.
وأشار إلى أننا نبين لشبابنا أن روحك أمانة فلا تفرط في روحك ونفسك ولا تيأس فإنما عند الله هو خير وأبقى والجزاء على قدر العمل.
وتابع: على الشباب ألا ييأسوا من رحمة الله، فباب رحمة الله واسع وكرمه واسع، مستشهدا بحديث النبي (من قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم).