اجتماع تاريخي بين ترامب وتيم كوك.. هل تستثمر آبل بشكل ضخم في الولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
خلال تجمع أقيم في واشنطن العاصمة للاحتفال بتنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الإثنين، عقد ترامب اجتماعًا مع الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك.
ووفقًا لتصريحات ترامب، أكد كوك أن آبل ستقوم باستثمار ضخم في الولايات المتحدة نتيجة لفوز ترامب في الانتخابات.
. 5 إصدارات تنضم لعائلة آيفون في 2025
أثارت هذه التصريحات اهتمام المراقبين، خاصة وأن كوك وآبل انضما إلى شركات تقنية أخرى، مثل ميتا وأمازون وألفابت/جوجل، التي قام رؤساؤها التنفيذيون بزيارة ترامب مؤخرًا في منزله بمار-إيه-لاغو في فلوريدا.
من بين هؤلاء مارك زوكربيرغ من ميتا، جيف بيزوس من أمازون، وسوندار بيتشاي من جوجل.
عودة إلى تصريحات مشابهة في 2017تصريحات ترامب عن استثمار آبل الكبير تشبه تصريحاته خلال يوليو 2017 عندما أعلن أن آبل تخطط لبناء "ثلاثة مصانع ضخمة وجميلة" في الولايات المتحدة. ولكن بعد ذلك نفت آبل هذه الخطة وأوضحت أنه لم يتم مناقشة أي مشروع مماثل مع الرئيس.
وعلى الرغم من عدم تعليق آبل على تصريح ترامب الأخير، إلا أن الأجواء تبدو مختلفة هذه المرة، حيث يظهر قادة التكنولوجيا اهتمامًا أكبر بالتعاون مع إدارة ترامب.
التعاون بين آبل وإدارة ترامبمن الجدير بالذكر أن تيم كوك شارك في فترة ولاية ترامب الأولى في "مجلس استشاري لسياسات القوى العاملة الأمريكية"، مما يعكس قدرة الطرفين على إيجاد أرضية مشتركة للتعاون.
وخلال فترة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، نجحت آبل في تجنب فرض تعريفات جمركية على أهم منتجاتها، بما في ذلك هاتف آيفون، مما يعكس أهمية العلاقات الجيدة مع الإدارة الأميركية بالنسبة للشركة.
لماذا تتقرب الشركات التقنية من ترامب؟يرى محللون أن شركات التكنولوجيا العملاقة ورؤسائها التنفيذيين يسعون للتقرب من ترامب لأسباب مختلفة. فمن جهة، قد يكون الهدف هو الحفاظ على علاقات إيجابية مع الإدارة الجديدة لضمان استقرار الأعمال.
ومن جهة أخرى، قد يشعر البعض بأن التعاون مع إدارة ترامب قد يجلب فرصًا جيدة للنمو والاستثمار.
يبقى أن نرى ما إذا كانت تصريحات ترامب بشأن استثمار آبل الكبير ستتحقق هذه المرة. ومع ذلك، فإن هذا التقارب بين شركات التكنولوجيا وإدارة ترامب يمثل مرحلة جديدة قد تؤثر بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا والاقتصاد الأميركي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب آبل تيم كوك المزيد الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
متى تتراجع الولايات المتحدة؟
لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.
من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.
في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر
منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.
صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.
الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.
ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.
هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.
وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض
1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.
2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.
3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.
أفغانستان والعراق
في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.
وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.
ما الذي نتوقعه؟
من المقاومة:
- الثبات والتطوير.
- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.
- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.
- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.
- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.
من الشعوب:
- كسر الوهم الأمريكي.
- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.
- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".
- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.
ومن الحكومات:
- عدم الثقة بالقاتل.
- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.
- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.
- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.
الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.