أوقفوا خطاب الكراهية وكفَوا عنه
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أوقفوا خطاب الكراهية وكفَوا عنه
أهل الكنابي يستحقون المعاملة بما هو أفضل من ذلك
صديق عبد الهادي*
الآن، وبعد أن أخرجت أثقالها، صعدتْ حرب السودان مدارج عُلا في القبح والانفلات. وقد وقف التوثيق المنجز، حتى الآن، لذلك التصعيد شاهداً واضحاً وفاضحاً. ولكن من بين كل الشواهد يبقى الأبرز هو ذلك الخطاب الذي نشرته حكومة الانقلاب والأمر الواقع في محاولتها النأي بنفسها عما جرى وما زال يجري في منطقة الجزيرة.
فالحرب هي الحرب، ولكن أمقتها تلك التي وقودها الكراهية؛ لأنها تجعل من الإنسان حيواناً متفلتاً غير عاقل، بل وآلة عمياء لنشر الموت والدم والدمار ودونما تمييز! هناك حقائق لا بد من إبرازها في شأن هذه الحرب الدائرة الآن وهي أن الكراهية الحادثة الآن، ومهما علا صوتها، فإن من يقومون ببثها ما هم إلا فئة قليلة لا تمثل السودانيين بأي حالٍ من الأحوال!، وأما الحقيقة الأخرى فهي أن منْ هم مستهدفون بتلك الكراهية ليس أهل الكنابي وحدهم، وإن وقع ثقل نتاجها عليهم، وإنما الاستهداف يشمل كل منْ نادى، وينادي بالتعايش السلمي، وبهذه الصفة يضحى السودانيون وبجمعهم هم الهدف المشروع والأساس لتلك الكراهية!.
يعتقد ممارسو الكراهية بأن أهل الكنابي هم الحلقة الأضعف في منطقة الجزيرة، فلذلك يجب البدء بهم؛ ومن ثم الانتقال إلى الأقل ضعفاً، وتسير هكذا رحلة صعود وحش الإرهاب في سبيل التهام الجميع بمن فيهم أولئك الواهمون الذين يعتقدون بأنهم في مأمن منه طالما كانوا في حرز “القبيلة”! أو كما هم يزعمون!.
إن الإرهاب لا يعرف الحدود، لأنه كلما صعد في سلم التوحش كلما تدنى وانحدر في درج الأخلاق وتسفَّل. فاليوم أهل الكنابي، وغداً قوى الثورة، وبعدها شباب المقاومة، هذا إن لم يكن قد ولغ في دمائهم ومنذ الأمس!.
إن أهل الكنابي لا يحتاجون تزكية من أحد، فقد اندمج الغالب الأعظم منهم في حياة الناس في الجزيرة لأكثر من مئة عام، أي بقدر حياة المشروع، وساهموا في تعضيد التنوع والتعايش السلمي الناتج عن ذلك التنوع. ومثلهم وأي مجموعة أخرى من أهل الجزيرة، فمنهم من دخل الحركة الإسلامية، ومنهم دخل الأجهزة الأمنية، بل ومنهم منْ مارس التعذيب تحت إمرة الحركة الإسلامية، ومنهم منْ عاضد الحركات المسلحة، ومنهم منْ انتمى إلى الجنجويد، وكذلك منهم من انتمى إلى الثورة، ونافح عن شعاراتها، فإذا كان هناك من مجموعةٍ إثنية، ولو واحدة، لم تشهد هذه الانتماءات، ولم تعرفها بين أبنائها وبناتها، فلترم ِ أهل الكنابي بحجر!.
لا أحد يدافع عن مجرم، ولكن الثأر خارج إطار القانون ينطوي على خطورة بائنة، وذلك مما يجعله مرفوضاً ومذموماً في آنٍ معاً، كما، وإن توسل جرائم الأفراد، وبالنتيجة، في سبيل النيل من الجماعة لا يفضي إلى غير أن يكون استهدافاً عنصرياً، وكما هو حادث الآن تجاه أهل الكنابي في الجزيرة.
من سخريات الأقدار التي يشكل سداتها ولحمتها التحامل العنصري أن استبقى الإسلاميون أهل الكنابي عنوة بين شقي الرحى، فحينما كان الجنجويد أصدقاء لنظام الإسلاميين لاحق الإسلاميين أهل الكنابي بفرية الانتماء الجماعي للحركات المسلحة، ودفعوهم الثمن غالياً، وحين تغلَّب صراع المصالح، وأفضى لإعادة الاصطفاف من خلال الحرب والدم، وأصبحت الحركات المسلحة صديقة وقوات الجنجويد عدوة تمَّ الإلحاق الجمعي لأهل الكنابي بالجنجويد وبجريرة “التعاون”! ومن ثمَّ كان العقاب الجماعي لا الفردي، بالإهانة والإذلال والحرائق، بل وبالذبح!
إن تقلُّب أحوال أهل الكنابي المأساوي في جحيم التصنيف الجزافي المستمر لم يكن واقعاً محتوماً وفقاً للأقدار بقدر ما أنه كان واقعاً مصنوعاً عن سبق الإصرار، بل ومختلقاً بفعل الكراهية!
إن منطقة الجزيرة هي منطقة إنتاج، وقد قامت بذلك الدور وعن كفاءة لمدة سبعين عاماً إلى أن جاءت سلطة الإسلاميين، وتراجعت الجزيرة عن أداء ذلك الدور خلال الثلاثين عاماً من حكمهم. وقد انحط الإنتاج، وانحطت كذلك حياة الناس فيها. كان أهل الكنابي جزءاً من تلك المسيرة في ازدهارها وانحطاطها. إن القاعدة الأساس التي أثبتها مشروع الجزيرة هي أن أحد أهم شروط الإنتاج والاستقرار فيه، والتي بُني عليها تأسيسه بدءاً هي قاعدة التنوع، فلقد كان أهل الكنابي جزءاً من كل ذلك، أي كانوا منتجين. ولكن خطاب الكراهية لا ينظر إلى مثل هذه الحقائق، بل ويتغاضاها العنصريون عن عمد.
إن طرفي الحرب هما المسؤولان عن كل تلك الجرائم الوحشية التي يندى لها الجبين، والتي حدثت في منطقة الجزيرة بشكل عام، واستهدفت أهل الكنابي بشكل خاص.
إنه، وكما قالوها من قبل لأهل دارفور “لن تكونوا وحدكم”، يقولها أهل السودان الآن ومرة أخرى لأهل الجزيرة وبمنْ فيهم أهل الكنابي “لن تكونوا وحدكم” في مواجهة هذه الكراهية.
إن وقف حملة الكراهية التي تستعر الآن مرتبط ولحد كبير بالعمل لأجل وقف هذه الحرب الظالمة التي لم توفر شيئاً لم تمتحن الناس فيه. إنها حربٌ مزرية، وليس هناك من سبيل لاجتيازها بغير رفض خطاب الكراهية الذي تحاول كل القوى المستفيدة من استمرارها تسويقه. إن رفض هذا الخطاب يمثل ضرورة، لأنه سيجرد أعمال العنف المتفشية الآن من أحد أهم مسوغاتها. فلننتظم جميعاً كسودانيين في التصدي لكل ما شأنه مغذياً للكراهية ومعضداً لها.
إحالة
في مواجهة هذه الموجة من الانفلات آل بعض الكُتَّاب الوطنيين على أنفسهم القيام بمجهودات تنويرية رصينة لأجل نشر الوعي، وللتعريف بأهل الكنابي، إذ عرضوا لتاريخ وجودهم وكذلك لأسباب استهدافهم غير المقبول، وذلك ليس لدفع الظلم عنهم وحسب، وإنما لقطع الطريق أمام أي استهداف آخر قد يهدد حياة مواطنين آخرين من أهل السودان.
ومساهمة في تلك الحملة التي تلقي الضوء على بعض قضايانا الوطنية ارفق للقارئ رابطاً لكتاب “بعض قضايا الاقتصاد السياسي لمشروع الجزيرة”، الذي عالج بعضاً من تلك القضايا المهمة.
رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة، السابق
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: خطاب الکراهیة منطقة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
كلمات للسيسي رسمت موقف مصر من حرب غزة - تحليل خطاب 24 فعالية رسمية
24 قمة ومؤتمرًا وفعالية رسمية، ترأسها أو شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء داخل الأراضي المصرية أو خارجها، وذلك منذ أحداث السابع من أكتوبر عام 2023، التي مثّلت شرارة الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وصولًا إلى اتفاق وقف إطلاق النار ضمن اتفاق إيقاف الحرب على القطاع.
جميع كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مختلف هذه المناسبات، لم تخلُ من عبارات بعينها رسمت موقف مصر الثابت من الحرب على غزة وسبل تحقيق السلام للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.
كلمات السيسي الأكثر تكرارا في مؤتمراته وقممه السياسية، جاءت كما يلي:
ذكر الرئيس كلمة وقف إطلاق النار 80 مرة، و61 مرة كلمة مساعدات، وشدد السيسي على رفض مصر لتهجير الفلسطينيين، حيث احتلت هذه الكلمة المرتبة الثالثة كأكثر الكلمات تكرارا بـ 52 مرة، فيما ذكر وأكد على ضرورة إيجاد طريق لحل الدولتين بـ34 مرة.
وأكد السيسي أيضا في معرض أحاديثه ولقاءاته، أن تكون عاصمة دولة فلسطين وفق حدود الرابع من يونيو 1967 ممثلة في كلمة القدس الشرقية بـ 34 مرة، أما كلمت حدود يونيو فجاءت في أحاديث الرئيس 28 مرة، وأخيرا "تصفية القضية" بـ17 مرة.
وأجرى "مصراوي" حصرًا رقميًا يتضمن عينة من أبرز 7 كلمات متكررة في أحاديث الرئيس في الفعاليات الـ24، خلص إلى ما يلي:
قائمة القمم والمؤتمرات الرسمية التي شارك فيها الرئيس السيسي متحدثًا عن غزة
وفق بيانات الفعاليات الخاصة بالرئيس السيسي عبر موقع رئاسة الجمهورية، بدأت الفعاليات الدولية والمحلية التي تطرق فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي للحديث عن العدوان الإسرائيلي على غزة، بدايةً من قمة القاهرة للسلام التي عُقدت بتاريخ 21 أكتوبر 2023، أي بعد نحو 13 يومًا من أحداث السابع من أكتوبر.
كما شارك الرئيس السيسي في فعاليات القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بتاريخ 11 نوفمبر 2023، ومؤتمر تغير المناخ "كوب 28" خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 2 ديسمبر 2023، واحتفالية عيد الشرطة الـ72 في 24 يناير 2024، والندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة في 9 مارس 2024، والقمة المصرية الأوروبية بتاريخ 17 مارس 2024، واحتفالية ليلة القدر يوم 6 أبريل 2024، والقمة العربية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مدار يومي 15 و16 مايو 2024.
وتضمنت مشاركات الرئيس التي تحدث فيها عن غزة وفلسطين أيضًا المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة يوم 11 يونيو 2024، ومؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي بتاريخ 29 يونيو 2024، والندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة في 14 أكتوبر 2024، وقمة تجمع دول بريكس على مدار 3 أيام من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، والنسخة الـ12 للمنتدى الحضري العالمي في 4 نوفمبر 2024، والقمة العربية الإسلامية غير العادية يوم 11 نوفمبر 2024، وقمة مجموعة العشرين من 17 إلى 19 نوفمبر 2024، والقمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي يوم 19 ديسمبر 2024، والقمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان بتاريخ 8 يناير 2025، واحتفالية عيد الشرطة الـ73 يوم 22 يناير 2025.
كذلك تحدث الرئيس عن القضية الفلسطينية في مؤتمر ومعرض "إيجبس 2025" بتاريخ 17 فبراير 2025، والقمة العربية غير العادية "قمة فلسطين" بتاريخ 4 مارس 2025، والندوة التثقيفية الـ41 للقوات المسلحة في 12 مارس 2025، واحتفالية ليلة القدر في 26 مارس 2025، والقمة العربية الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية بتاريخ 17 مايو 2025، وأخيرًا القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في 15 سبتمبر 2025.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الرئيس عبد الفتاح السيسي حرب غزة خطاب السيسي الحرب الإسرائيلية غزة وقف إطلاق النار أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
كلمات للسيسي رسمت موقف مصر من حرب غزة - تحليل خطاب 24 فعالية رسمية
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
30 21 الرطوبة: 41% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك
قائمة القمم والمؤتمرات الرسمية التي شارك فيها الرئيس السيسي متحدثًا عن غزة
وفق بيانات الفعاليات الخاصة بالرئيس السيسي عبر موقع رئاسة الجمهورية، بدأت الفعاليات الدولية والمحلية التي تطرق فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي للحديث عن العدوان الإسرائيلي على غزة، بدايةً من قمة القاهرة للسلام التي عُقدت بتاريخ 21 أكتوبر 2023، أي بعد نحو 13 يومًا من أحداث السابع من أكتوبر.
كما شارك الرئيس السيسي في فعاليات القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بتاريخ 11 نوفمبر 2023، ومؤتمر تغير المناخ "كوب 28" خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 2 ديسمبر 2023، واحتفالية عيد الشرطة الـ72 في 24 يناير 2024، والندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة في 9 مارس 2024، والقمة المصرية الأوروبية بتاريخ 17 مارس 2024، واحتفالية ليلة القدر يوم 6 أبريل 2024، والقمة العربية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مدار يومي 15 و16 مايو 2024.
وتضمنت مشاركات الرئيس التي تحدث فيها عن غزة وفلسطين أيضًا المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة يوم 11 يونيو 2024، ومؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي بتاريخ 29 يونيو 2024، والندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة في 14 أكتوبر 2024، وقمة تجمع دول بريكس على مدار 3 أيام من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، والنسخة الـ12 للمنتدى الحضري العالمي في 4 نوفمبر 2024، والقمة العربية الإسلامية غير العادية يوم 11 نوفمبر 2024، وقمة مجموعة العشرين من 17 إلى 19 نوفمبر 2024، والقمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي يوم 19 ديسمبر 2024، والقمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان بتاريخ 8 يناير 2025، واحتفالية عيد الشرطة الـ73 يوم 22 يناير 2025.
كذلك تحدث الرئيس عن القضية الفلسطينية في مؤتمر ومعرض "إيجبس 2025" بتاريخ 17 فبراير 2025، والقمة العربية غير العادية "قمة فلسطين" بتاريخ 4 مارس 2025، والندوة التثقيفية الـ41 للقوات المسلحة في 12 مارس 2025، واحتفالية ليلة القدر في 26 مارس 2025، والقمة العربية الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية بتاريخ 17 مايو 2025، وأخيرًا القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في 15 سبتمبر 2025.