سامسونج تعتزم تزويد الهواتف الذكية بتقنيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تعتزم شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة سامسونج إلكترونيكس ضخ جرعة جديدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الجيل المقبل من عائلة الهاتف الذكي سامسونج، في إطار الجهود المتسارعة لتسهيل حياة العملاء مع زيادة الاعتماد على جهاز يرافقهم في كل مكان.
يأتي ذلك في حين كشفت سامسونج في مؤتمر بمدينة سان خوسيه الأميركية اليوم الأربعاء عن 3 طرز جديدة من هاتف جالاكسي إس 25، والتي تمثل الجيل الثاني المصمم لعصر الذكاء الاصطناعي الذي انضمت إليه منافستها الأميركية أبل بهاتفها الذكي آيفون 16 الذي أطلقته في سبتمبر الماضي.
في الوقت نفسه فإن أغلب مكونات جالاكسي إس 25 هي نفسها الموجود في الجيل السابق، باستثناء وجود شريحة أسرع وعدسات أقوى في الكاميرا.
وفي المرحلة التالية، تعمل سامسونج على جعل الهاتف جالاكسي إس 25 مؤهلاً ليكون «رفيق الذكاء الاصطناعي» القادر على اكتشاف المزيد من طلبات المستخدم من خلال محادثاته، وكذلك تعلم روتين حياته، وتوقع احتياجاته والقيام بالمزيد من المهام التكنولوجية، مثل القدرة على حذف الأصوات غير المرغوب فيها من مقاطع الفيديو أو تحديد اسم الأغنية بناء على طلب المستخدم. تم تصميم الذكاء الاصطناعي في هواتف جالاكسي الجديدة للانتقال من تطبيق إلى آخر لجلب وتلخيص وإدارة المعلومات ومواد الترفيه والمحتوى المخزن على الجهاز.
وفي محاولة لجعل التكنولوجيا أكثر عملية وفائدة، ستتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي في جالاكسي إس 25 إنشاء ملفات رقمية مخصصة حول أنماط سلوك المستخدمين والخصائص الفريدة الأخرى التي تطلق عليها سامسونج «محرك البيانات الشخصية».
وقال تي.إم روه مسؤول قطاع الهواتف الذكية في سامسونج «كل شيء ترونه هنا بداية لواقع جديد.. الأشياء التي كانت تعتقدون أنه لا يمكن القيام بها، تستطيعون الآن القيام بها». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي سامسونج الهواتف الذكية
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.