مفاجأة جديدة من جوجل .. الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة قراءة الأخبار
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
أعلنت شركة جوجل، عن اختبارها لميزة جديدة تقوم على تقديم ملخصات مقالات مدعومة بالذكاء الاصطناعي على صفحات أخبار جوجل للمؤسسات الإخبارية المشاركة، وذلك في إطار برنامج تجريبي جديد.
تشمل المؤسسات الإعلامية المشاركة في البرنامج التجريبي كلا من صحيفة ذا جارديان وصحيفة واشنطن بوست وواشنطن إكزامينر، وKompas وFolha وDer Spiegel وEl País وInfobae وتايمز أوف إنديا، وغيرها.
قالت جوجل في منشور لها على مدونتها إن الهدف من هذا البرنامج هو “استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في جذب جمهور أكثر تفاعلا”، وكجزء من هذا البرنامج التجريبي، ستتعاون جوجل مع الناشرين لاختبار ميزات جديدة في أخبار جوجل.
من خلال إضافة ملخصات مقالات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تقول جوجل إن المستخدمين سيحصلون على سياق أكبر قبل النقر لقراءة المقال.
وعلى الرغم من أن الملخصات التي يولدها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى انخفاض عدد النقرات على المقالات الإخبارية، إلا أن الناشرين المشاركين في البرنامج التجريبي التجاري سيحصلون على مدفوعات مباشرة من جوجل، مما قد يعوض عن أي انخفاض محتمل في حركة المرور إلى مواقعهم.
ستظهر هذه الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي فقط على صفحات أخبار جوجل الخاصة بالمؤسسات الإعلامية المشاركة، ولن تكون موجودة في أماكن أخرى على أخبار جوجل أو في نتائج البحث.
هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها جوجل ملخصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للأخبار، ففي يوليو الماضي، طرحت الشركة ملخصات الذكاء الاصطناعي في Discover، وهي خلاصة الأخبار الرئيسية داخل تطبيق جوجل للبحث. مع هذا التغيير، لم يعد المستخدمون يشاهدون عنوانا واحدا من صحيفة رئيسية في الخلاصة، بل أصبحوا يرون شعارات عدة ناشرين إخباريين في الزاوية العلوية اليسرى، يتبعها ملخص من الذكاء الاصطناعي مع الاستشهاد بتلك المصادر.
تجرب جوجل أيضا تقديم موجزات صوتية للذين يفضلون الاستماع للأخبار بدلا من قراءتها، كجزء من البرنامج التجريبي الجديد.
تحسينات جديدة على مستوى الشراكات والتجارب
وقالت جوجل إنها تعمل مع منظمات مثل Estadão و Antara و Yonhap و The Associated Press لدمج المعلومات الحية وتحسين النتائج في تطبيق Gemini.
كجزء من إعلانها، أعلنت جوجل أنها ستطلق ميزة "المصادر المفضلة" على مستوى العالم بعد أن أطلقتها لأول مرة في الولايات المتحدة والهند في أغسطس.
كما تتيح هذه الميزة للمستخدمين اختيار مواقع الأخبار والمدونات المفضلة لديهم لظهورها في قسم "القصص الرئيسية" في نتائج بحث جوجل.
وخلال الأيام القادمة، ستكون الميزة متاحة للمستخدمين الناطقين بالإنجليزية عالميا، مع خطط لإطلاقها بكل اللغات المدعومة في أوائل العام المقبل.
مزايا جديدة في تطبيق Geminiفي الأسابيع القادمة، ستبرز جوجل أيضا الروابط من اشتراكات الأخبار الخاصة بالمستخدمين وتعرضها في كاروسيل مخصص في تطبيق Gemini، مع إضافة ميزات AI Overviews و AI Mode.
بينما توفر هذه الميزات للمستخدمين طريقة أسهل للوصول إلى الأخبار من مصادرهم المفضلة، فإنها قد تؤدي أيضا إلى محاصرة المستخدمين في "فقاعة فكرية" تحد من تعرضهم لوجهات نظر مختلفة.
كما أعلنت جوجل عن زيادة عدد الروابط الداخلية في AI Mode، مع تقديم "مقدمات سياقية" للروابط المدمجة، وهي تفسيرات موجزة توضح لماذا قد يكون الرابط مفيدا للاستكشاف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جوجل الذكاء الاصطناعي أخبار جوجل البرنامج التجریبی الذکاء الاصطناعی أخبار جوجل
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يفتح النار على جوجل.. تحقيقات احتكار بسبب استخدام محتوى الناشرين في أدوات الذكاء الاصطناعي
في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوتر بين الهيئات التنظيمية وشركات التكنولوجيا العملاقة، أعلنت المفوضية الأوروبية عن فتح تحقيق واسع ضد جوجل بشأن ممارساتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط اتهامات للشركة باستخدام محتوى الناشرين وصنّاع المحتوى دون تعويض عادل أو منحهم خيار الرفض. ويأتي هذا التحرك ضمن موجة متنامية من التدقيق العالمي تجاه شركات التقنية التي تسابق الزمن لبناء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة وتأثيرًا.
ورغم أن جوجل ليست غريبة عن قاعات التحقيق الأوروبية والأمريكية، فإن الملف الجديد يبدو أكثر حساسية، لأنه يتعلق مباشرة بالطريقة التي تُنشئ بها الشركة أدواتها في عصر يشهد منافسة شرسة بين الشركات الكبرى. وبحسب بيان المفوضية، فإن التحقيق يركز على محورين رئيسيين: الأول يتعلق بما إذا كانت جوجل قد اعتمدت على محتوى ناشري المواقع الإلكترونية لإنشاء ميزتي نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي ووضع الذكاء الاصطناعي، دون تقديم تعويض مناسب لهم، أو السماح لهم بإيقاف استخدام محتواهم دون أن يترتب على ذلك فقدان وصولهم إلى محرك بحث جوجل.
هذا الجانب بالتحديد أثار قلقًا واسعًا، نظرًا لاعتماد آلاف المؤسسات الإعلامية على محرك البحث لجذب الجمهور وتحقيق الإيرادات. فبحسب المفوضية، يخشى كثير من الناشرين المجازفة برفض استخدام جوجل لمحتواهم، خوفًا من تراجع ظهورهم في نتائج البحث وفقدان جزء كبير من جمهورهم.
المحور الثاني من التحقيق لا يقل أهمية؛ إذ تدرس المفوضية ما إذا كانت جوجل قد استخدمت – دون تصريح – محتوى منشئي الفيديو على يوتيوب لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها. فهؤلاء المبدعون يقدمون مكتبة ضخمة من الفيديوهات، تمثل ركيزة أساسية في المشهد الرقمي، وتعد مصدرًا غنيًا للبيانات التي يمكن استخدامها لتطوير نماذج لغوية وبصرية. إلا أن المفوضية تخشى أن تكون جوجل قد استفادت من هذه المواد بعيدًا عن أعين أصحابها، ودون مقابل.
وأوضحت الهيئة الأوروبية أن شروط استخدام يوتيوب تُلزم المستخدمين بالسماح لجوجل بالاستفادة من بياناتهم عند رفع المحتوى، ولكن هذا لا يمنح الشركة – بالضرورة – الحق في استخدام هذه المواد في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات التي تسعى للوصول إلى بيانات مماثلة. ولفتت المفوضية النظر إلى أن الشركات المنافسة لجوجل محرومة من استخدام أي محتوى محفوظ بحقوق الملكية الفكرية على يوتيوب، ما يضعها في موقف غير متكافئ.
في هذا السياق، صرّحت تيريزا ريبيرا، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية لشؤون الانتقال التنافسي، بأن التقدم الذي يحققه الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يأتي على حساب المبادئ الأساسية لمجتمعات أوروبا، مؤكدة أن المفوضية لن تتردد في اتخاذ إجراءات حازمة إذا ثبت أن جوجل فرضت شروطًا غير عادلة على الناشرين والمبدعين. وأكدت ريبيرا أن حماية المنافسة ومنع إساءة استخدام النفوذ الرقمي هما من الخطوط الحمراء التي يحرص الاتحاد الأوروبي على عدم تجاوزها.
من جانبها، لم تقف جوجل صامتة أمام هذه الاتهامات. فقد قال متحدث باسم الشركة لموقع Engadget إن الخطوة الأوروبية "تهدد بخنق الابتكار" في سوق يزداد تنافسية يوماً بعد يوم، مشيرًا إلى أن التقنيات الجديدة يجب أن تتاح للأوروبيين دون عراقيل. وأضاف المتحدث أن جوجل تعمل بشكل مستمر مع قطاعي الأخبار والإعلام للموازنة بين دعم الإبداع وتطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الشركة تمتثل للقوانين وتراعي حقوق أصحاب المحتوى.
ويذكر أن هذا التحقيق ليس الأول من نوعه، فقد تعرضت جوجل خلال السنوات الماضية لسلسلة من التحقيقات والغرامات الضخمة بسبب ممارسات الاحتكار والإعلانات الرقمية والخصوصية. لكن التحقيق الجديد يُنظر إليه باعتباره الأكثر تأثيرًا، لأنه يلامس قلب ما تراهن عليه الشركة الآن: الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ومع تصاعد المخاوف العالمية من سيطرة شركات التكنولوجيا على المحتوى، تبدو قضية جوجل بمثابة اختبار واقعي لكيفية توازن أوروبا بين تشجيع الابتكار وحماية الحقوق الرقمية. وفي الوقت الذي تواصل فيه المفوضية تحقيقاتها، تترقب شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام نتائج هذا التحرك، الذي قد يعيد رسم قواعد اللعبة بين الذكاء الاصطناعي وصنّاع المحتوى خلال السنوات المقبلة.