دعوة إسرائيلية للاندماج في مخططات التطبيع والتخلي عن أفكار الضمّ
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
مع تزايد الحديث الاسرائيلي عن إبرام صفقة تطبيع وشيكة مع السعودية في حال توقف العدوان على غزة، يستعيد الاسرائيليون محاولات سابقة لحكومات اليمين لفرض سياسات أحادية الجانب بزعم عدم وجود شريك فلسطيني للتسوية، فضلا عن ترويج اليمين للوهم القائل بأن السلام الإقليمي يمكن تحقيقه دون وجود مكون فلسطيني، ومع ذلك فقد انفجرت هاتان المقاربتان الفاشلتان في وجه الاحتلال في هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وزعم ناداف تامير الرئيس التنفيذي للفرع الإسرائيلي لمجموعة الضغط "جي ستريت"، وعضو مجلس إدارة معهد "ميتافيم" للسياسة الإقليمية، أن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر ساهم في ارتفاع جدران الخوف والعداء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبات الاحتلال يدرك أن القضية الأكثر أهمية له هي الأمن، لأن تجاهلها يشبه دفن الرأس في الرمال في مواجهة هذا الواقع المتغير، حيث أصبح الجمهور الإسرائيلي أكثر خوفاً، وأكثر تشككا، وأقل استعداداً للنظر في الاعتبارات السياسية".
وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "القناعات الاسرائيلية السائدة اليوم تتمحور حول ضرورة أن ينتهي الاحتلال من أجل تجنب الضرر الاستراتيجي، مقابل توفير الأمن الذي يجلب الترتيبات الدبلوماسية كالتي مع الأردن ومصر، وخلق جبهة إقليمية موحدة ضد المحاور المعادية في المنطقة".
وأوضح الكاتب مستشار الشؤون الدولية لمركز بيريس للسلام، والدبلوماسي السابق في البعثات الإسرائيلية في واشنطن وبوسطن، أن "الجمهور الإسرائيلي مستعد لقبول الدولة الفلسطينية، إن جاءت في شكل اتفاق تطبيع شامل مع الدول العربية، حيث تفضل غالبيته بنسبة 61% الانفصال عن الفلسطينيين على خيار ضمّ أراضيهم، وتشير هذه الأرقام أنه في النهاية سيكون الجمهور الإسرائيلي أكثر واقعية، لأنه بات يدرك أن الطريق للأمن يمرّ عبر التطبيع، بما يشمله من إقامة دولة فلسطينية، بجانب الاعتراف العربي بدولة الاحتلال".
وأشار إلى أن "غالبية كبيرة من الإسرائيليين غير مهتمين بإنهاء الاحتلال لأسباب أخلاقية، لكن الاتفاقات التي ستجلب ثمار الأمن والرخاء لهم ستحظى بدعم شعبي، والتحدي الذي يواجه معسكر السلام هو تنفيذ المبادرة العربية التي طرحت لأول مرة في 2002 كمبادرة سعودية، لكنها في الواقع تحولت لمبادرة عربية كاملة، وتقترح التطبيع الكامل بين العرب وإسرائيل مقابل حل شامل للصراع الفلسطيني على أساس حدود 1967".
وأكد أنه "رغم أن اتفاقيات إبراهيم التطبيع فتحت الباب أمام التعاون الإقليمي والاقتصادي، لكن تجاهلها للقضية الفلسطينية حصرها في عدد محدود من الدول، ولم تحل القضية الأساسية المتمثلة في الصراع العربي اليهودي، واليوم، بعد السابع من أكتوبر، لم يعد بوسع أي دولة عربية تجاهل القضية الفلسطينية، والسعوديون واضحون جداً في أن التطبيع يجب أن يشمل دولة فلسطينية، أي أن الدرس المهم من اتفاقيات التطبيع أن الإسرائيليين فضّلوا التطبيع على الضم".
وأضاف أن "توجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب باستكمال مسار التطبيع، وإضافة السعودية إليه، يعني أن لديه فرصة للنجاح، رغم اعتراضات اليمين، مما يستدعي من الإسرائيليين اعتماد خطاب فوائد الاندماج في المنطقة، بما يعزز أمن الاحتلال واقتصاده وشرعيته الدولية، رغم معارضة الحكومة الحالية، التي استولى عليها أكثر العناصر تطرفاً، لكن من المؤكد أنها ستفشل بتحقيق أهدافها، وبديلها تشكيل حكومة عاقلة".
وختم بالقول أن "مسارعة الاسرائيليين للتجاوب مع مخطط التطبيع من شأنها أن تسارع بإنشاء حلول مناسبة لهم في 2025، حلول عملية لمشاكلهم اليومية بسبب غياب الأمن، مما يستدعي تحويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من حقل ألغام إلى مفتاح لاندماج الاحتلال في المنطقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية السعودية الاحتلال التطبيع السعودية الاحتلال الضفة التطبيع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
زامير يهاجم المستوى السياسي الإسرائيلي على خلفية 7 أكتوبر
القدس المحتلة-ترجمة صفا
هاجم قائد أركان جيش الاحتلال إيال زامير المستوى السياسي الإسرائيلي وذلك على خلفية الهجوم الذي يشنه وزير الجيش يسرائيل كاتس على شخص زامير والجيش في الفترة الأخيرة.
وقال زامير خلال جلسة تقييم داخلي للجيش في أعقاب تحقيقات 7 أكتوبر مُهاجمًا المستوى السياسي: " تحمّل الجيش المسؤولية عن دوره في الفشل وقام بتحقيقات داخلية لكن الحدث ليس حكرًا عليه فقط وليس هو الوحيد الذي يجب أن تُوجّه له أصابع الاتهام. يجب فحص النظرية الأمنية المتعلقة بقطاع غزة في السنوات التي سبقت الكارثة. خلال السنوات التي سبقت كارثة 7 أكتوبر تبلورت نظرية تركز على احتواء حماس لمنح "إسرائيل" فترة هدوء على الجبهة الجنوبية للتفرغ لبقية الجبهات".
واتهم زامير المستوى السياسي بالفشل في السياسة التي انتهجها إزاء حركة حماس في الفترة التي سبقت الحرب قائلاً " نظرية الاحتواء الخاطئة مكّنت حماس من بناء قوة عسكرية كبيرة وفشلت في تقييم نوايا الحركة، نظرية الاحتواء كانت تعتمد على أن حماس "مرتدعة ومتآكلة ومُسيطر عليها استخباريًا" لكن جاء 7 أكتوبر ليثبت العكس".
بدورهم هاجم ضباط كبار في الجيش أفعال وتصرفات كاتس الأخيرة قائلين بأنها تدفع الجيش للغوص في الوحل من جديد وأن هذا يفكك الجيش وأنه يتوجب بدلا من ذلك الدفع بالجيش الى الامام والا فسيغرق في تحقيقات لا تنتهي وفقاً للضباط.
وجاء على لسان الضباط في حديث مع إذاعة الجيش أن " هنالك احباط كبير لدى الجيش من خطوات وزير الجيش الذي أعلن رفضه تعيين 30 ضابط رفيع الى حين استكمال التحقيقات في 7 اكتوبر ، وزير الجيش يربط مسائل غير متصلة ببعضها والضباط الذين رفض اقرار ترقيتهم وتعييناتهم لم يتورطوا في اخفاق 7 اكتوبر"
ووفقاً للإذاعة تخشى دوائر عسكرية من ان تؤدي خطوات كاتس في النهاية الى حالة من الاحباط في صفوف ضباط نوعيين في الجيش والذي سيفضلوا انهاء الخدمة على ضوء عدم رغبتهم بالانخراط بجيش غارق في الإعتبارات السياسية للوزير
ونقلت الإذاعة على لسان محافل عسكرية تحذيرها من تسبب تصرفات كاتس بموجة تسريح طوعي كبيرة من الجيش قائلة " من الاساس هنالك موجة عزوف من المئات من ضباط وجنود الخدمة النظامية عن استمرار الخدمة والذين طلبوا التسريح على ضوء انهاكهم في الحرب والخشية من ان يتسبب كاتس بتعاظم هذه الظاهرة وخاصة في صفوف كبار الضباط ".