اﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺿﻴﻒ ﺷﺮف ﻣﻌﺮض اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻟﻠﻜﺘﺎب الـ 56 .. و"الحراصى" ﻳﺸﺎرك ﻓﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﻓﺘﺘﺎح

حين تحلُّ سلطنة عُمان ضيف شرف على معرض القاهرة الدولى للكتاب فإنها لا تأتى محمَّلة بالكتب والمخطوطات فقط، بل تحمل على أجنحة الحرف تاريخًا متجذّرًا فى الأصالة، وثقافة عبرت البحار والصحارى لتترك بصمتها فى الشرق والغرب. إنها لحظة تلاق بين حضارتين عريقتين، تُعيدان اكتشاف بعضهما البعض فى ضوء الكلمة المكتوبة، والذاكرة الممتدة، والتاريخ المشترك الذى لم ينقطع رغم تبدل الأزمنة ورغم تحولات السياسة وارهاصاتها فى العالم العربى.

إن أهم دلالة يمكن قراءتها فى احتفاء معرض القاهرة الدولى للكتاب بسلطنة عُمان تتمثل فى عمق الجذور الثقافية التى تربط بين مسقط والقاهرة، بين ضفاف النيل وسواحل عُمان، حيث كان البحر رسول المعرفة والتجارة، وكانت القوافل التى تعبر الصحارى ذهابًا وإيابًا تحمل فى متونها إلى جوار البضائع القصص والأشعار والأفكار التى صاغت الوجدان العربى على مدى قرون.
لم تكن عُمان صاحبة التاريخ العريق رغم ما يحيط بها من جبال شامخة وبحار مضطربة فى معزل عن محيطها، كانت ساحة انتاج فكرى وحضارى ومهدا لحضارة قامت على التسامح والانفتاح على الثقافات؛ ولذلك فإن عُمان تحضر فى هذا المحفل الثقافى لتؤكد أن الثقافة كانت وما زالت جسرًا نحو المستقبل، وهى التى تعيد تشكيل الوعى فى لحظة يبدو فيها العالم العربى فى حاجة ماسة لبناء وعى جديد، وهى تسهم فى بناء إنسان أكثر إدراكًا لجذوره وأكثر استعدادًا لمواجهة التحديات التى تفرضها العولمة وتحولاتها.
ستقدم عُمان فى هذا المعرض إرثها الأدبى والثقافى الذى تميّز بالتوازن بين الأصالة والمعاصرة، حيث المخطوطات النادرة التى توثّق فكر العلماء والأدباء العمانيين، وحيث الأدب الحديث الذى يعكس تطلعات الجيل الجديد من الكُتّاب والشعراء. وسيكون للزائر فرصة الاطلاع على نتاج روائى متفرّد، وشعر متدفق، ودراسات عميقة توثق مسيرة الفكر العمانى فى مختلف المراحل.
وزير الإعلام العُمانى يُشيد بجهود وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة 
وقد انطلقت صباح يوم 23 يناير أعمال الدورة الـ٥٦ من معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يحتفـى هـذا العام بالثقافة العُمانية حينما تحل سلطنة عُمان ضيف شرف على المعرض الذى يستمر حتى الخامس من فبراير القادم.
وشارك الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصى وزير الإعلام العُمانى، فـى فعاليات حفل افتتاح المعرض ممثلًا لسلطنة عُمان ضيف شرف المعرض وبحضور السفير عبدالله بن ناصر الرحبى، سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ونخبة من المسؤولين والمثقفـين والناشرين العُمانيين المشاركين فـى فعاليات المعرض وحضور ثقافـى عربى واسع.
وجسّد احتفاء معرض القاهرة بالثقافة العُمانية حجم العلاقات بين عُمان ومصر إضافة إلى مكانة الثقافة العُمانية على خارطة الثقافة العربية والإنسانية وحجم المنجز الحضارى الذى أبدعته الأمة العُمانية طوال التاريخ.
ويعتبر معرض القاهرة من أكبر التظاهرات الثقافـية فـى العالم العربى والعالم حيث يزوره سنويًا أكثر من ٤.٥ مليون زائر ويحرص صناع الكتاب فـى العالم أجمع على المشاركة فـى معرض القاهرة لعقد صفقات نشر وترجمة.
وأكد الدكتور وزير الإعلام عبدالله الحراصى على أن اختيار سلطنة عُمان ضيفَ شرفِ معرضِ القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 يعكس عراقة العلاقات والروابط المتينة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة فى مختلف المجالات، لاسيما فى الجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية.
وأشاد الدكتور عقب حفل الافتتاح بجهود وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب فى تنظيم المعرض بدورته الـ56 والذى يعد من بين المعارض التاريخية البارزة فى الوطن العربى، ويُمثّل رافدًا مهمًّا للقرّاء والباحثين والأدباء والمهتمين، ومصدرًا للمعرفة وللمكتبات؛ نظرًا لما يحتويه من تنوع فى الإصدارات والمناشط والفعاليات الثقافية.
وأضاف أن مشاركة سلطنة عُمان ضيف شرف المعرض ستُعزز التواصل الثقافى والمعرفى من خلال التعريف بالإرث الأدبى والثقافى العُمانى عبر إصدارات وندوات وجلسات حوارية وعروض فنية وموسيقية، وعروض تُبرز ما تشهده سلطنة عُمان بقيادة جلالة السُّلطان المعظم /حفظه الله ورعاه/ من تقدم عصريّ فى مختلف مناحى الحياة.
ولفت وزير الإعلام العُمانى، إلى أهمية المناشط والمحافل الثقافية، ومن بينها معارض الكتب لدورها فى تحسين وتعزيز قيم السلام والتفاهم ودعم دور النشر والأدباء والمفكرين وتبادل الخبرات بينهم ونشر ثقافة القراءة والمعرفة.
كما أشاد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصرى، راعى المناسبة، بجناح سلطنة عُمان، مبديًا إعجابه بما تضمنه من معروضات تؤصل الثقافة العمانية تاريخيًّا، وتؤكد ترابطها وانفتاحها على الثقافات الأخرى والروابط العميقة بين الشعبين العمانى والمصرى منذ قديم الزمان، وهو ما كان سببًا رئيسًا فى اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف للمعرض فى دورته الحالية.
يقام معرض القاهرة الدولى للكتاب فى مدينة نصر، ويستمر حتى 5 فبراير القادم، بمشاركة نحو 80 دولة، ويضم 1345 دار نشر و6150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية، وتنظّم خلاله أكثر من 6 آلاف فعالية.
وتشارك سلطنة عُمان بجناح مميز يجمع عددًا من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدنى والأهلى إضافة إلى برنامج ثقافـى ثرى، إذ تشارك فـى المعرض 4 وزارات بأجنحة رسمية هى وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التراث والسياحة، بالإضافة إلى جامعة السلطان قابوس، والنادى الثقافـى، والجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء، ومركز ذاكرة عُمان، وبيت الزبير.
كما تشارك فـى المعرض ١٣ دار نشر عُمانية ومكتبة معنية بنشر الكتاب. ويأتى جناح سلطنة عُمان فـى المعرض على هيئة حارة عُمانية قديمة فـى إشارة إلى ربط اللحظة الآنية بالتاريخ الذى أبدع تفاصيله العُمانيون فـى مختلف المسارات وبشكلٍ خاصٍ فـى الجانب العمرانى.
ويتضمن جناح سلطنة عُمان فـى المعرض بوصفها ضيف شرف معرضًا للنتاج الفكرى العُمانى ويتضمن إصدارات المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى، ومعرضًا لنوادر المخطوطات العُمانية المسجلة فـى قائمة اليونسكو، ومعرضًا للترويج السياحى وتنظمه وزارة التراث والسياحة، كما خصص ركن للموسوعة العُمانية باعتبارها منجزًا ثقافـيًا وحضاريًا لسلطنة عُمان، كما تتضمن مشاركة سلطنة عُمان فنونًا شعبية عُمانية وعروضًا موسيقية.
برنامج ثقافـى عُمانى شامل متكامل 
وتشارك سلطنة عُمان ببرنامج ثقافـى يضم مجموعة من الندوات والمحاضرات والجلسات الحوارية التى تشكل فـى مجملها إضافة كبيرة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وأنطلق البرنامج الثقافـى بندوة حول «العلاقات العُمانية المصرية الحديثة.. مرتكزات ومواقف» شارك فـيها الدكتور عبدالمنعم الحسنى بورقة حول «التفاهم المشترك وتبادل الخبرات.. الإعلام والثقافة نموذجا»، كما تحدث الدكتور على الدين هلال بورقة حول «التاريخ المشترك للعلاقات العُمانية المصرية» والدكتور على العيسائى بورقة حول «التعاون السياسى والدبلوماسى والتنسيق حول القضايا الراهنة».
كما أقيمت ندوة بعنوان «الخطاب الثقافـى.. ومتغير العصر «شارك فـيها عبدالرحمن المسكرى بورقة حول «سوسيولوجيا التلقى وإنتاج خطاب المجلات الثقافـية» والدكتور أحمد عبدالحميد عمر بورقة حول «لغة الخطاب الثقافـى الراهن.. التحولات والمآلات»، وورقة بعنوان «السميولاكرا: من السينما إلى الرواية الرقمية» يقدمها حسام نائل، وتدير الجلسة الصحفـية هدى حمد.
«عباقرة عُمانيون.. من الفراهيدى إلى ابن ماجد»
يشهد معرض القاهرة للكتاب اليوم الأحد ندوة بعنوان «عباقرة عُمانيون.. من الفراهيدى إلى أبن ماجد» يشارك فـيها الشيخ أحمد بن سعود السيابى بورقة حول «العُمانيون وعلوم اللغة والأدب»، والدكتور حبيب الهادى ورقة بعنوان «العُمانيون وعلوم الطب»، وفهد السعدى بورقة بعنوان «العُمانيون وعلوم الملاحة».
وفـى ذات اليوم يشارك 4 من أساتذة الجامعات الذين عملوا فـى جامعة السلطان قابوس بتقديم جلسة حوارية بعنوان «جامعة السلطان قابوس فـى عيون الأكاديميين المصريين» يتحدث فـيها كل من الدكتور سعيد توفـيق والدكتور رضا أبو علوان والدكتور مختار عطا الله والدكتور محمد ساطور. ويدير الجلسة الحوارية الكاتب هلال البادى.
وتقام غدا /الاثنين/ ندوة «التراث العُمانى المخطوط.. كنوز ومشاريع» تقدم فـيها 3 أوراق عمل. يقدم الورقة الأولى محمد الطارشى الذى سيناقش الجهود الرسمية والأهلية فـى جمع وفهرسة وحفظ وتصنيف المخطوطات العُمانية، كما يقدم سلطان الشيبانى ورقة حول «التراث العُمانى المخطوط فـى جمهورية مصر العربية». ويقدم وليد النبهانى ورقة بعنوان «مشروع وزارة الثقافة والرياضة والشباب فـى حفظ ونشر المخطوطات العُمانية وممكنات «رؤية عمان ٢٠٤٠» والاستراتيجية الثقافـية لتطوير هذا المشروع». وتقام فـى اليوم نفسه ندوة بعنوان «صعودا على السفن المبحرة.. الثقافة العُمانية فـى تجلياتها المعاصرة» يشارك فـيها كل من الدكتور سالم البوسعيدى وحسين عبدالغنى وسليمان المعمرى.
«عُمان ومصر.. الوئام الأزلى» 
وتقام بعد غد /الثلاثاء/ ندوة بعنوان «عُمان ومصر.. الوئام الأزلى» تشارك فـيها الدكتورة بدرية النبهانية بورقة بعنوان «بخور الآلهة: اللبان جسر التقاء بين حضارتين»، والدكتور إبراهيم سلامة بورقة بعنوان «التبادل العلمى والثقافـى بين عُمان ومصر: شراكة فـى بناء المعرفة». والدكتور ممدوح الديماطى بورقة بعنوان «العلاقات العُمانية المصرية فـى العصور القديمة».
وتقام يوم الأربعاء ضمن فعاليات المعرض ندوة بعنوان «الدور العُمانى والمصرى فـى دعم الثقافة والإنتاج الفكرى» يشارك فـيها الدكتور نبهان الحراصى والدكتور أسامة طلعت والدكتور محمد الشعيلى. إضافة إلى ندوة موسيقية أخرى بعنوان «فهارس المقامات والألحان» يشارك فـيها إبراهيم المنذرى ومسلم الكثيرى ومحمد مصطفى والدكتور عصام الملاح ويديرها الموسيقار على الحجار.
ويوم الخميس تقام ندوة حوارية تناقش واقع صناعة النشر فـى سلطنة عُمان يشارك فـيها الدكتور ناصر البدرى من دار عرب وسمية اليعقوبية من دار الفلق ومازن حبيب من دار نثر. كما تقام فـى اليوم نفسه جلسة حوارية بعنوان «أثر الثقافة العُمانية فـى الشرق الإفريقى» يشارك فـيها كل من الدكتور محسن الكندى والدكتور سليمان المحذورى.
وفـى يوم الجمعة تقام ندوة بعنوان «منجزات عُمانية فـى فضاء الثقافة الإنسانية» يشارك فـيها خميس العدوى والدكتور أحمد درويش وراشد الدغيشى وعيسى الشبيبى.
وفـى الأول من شهر فبراير تقام ندوة ضمن البرنامج الثقافـى لمشاركة سلطنة عُمان ضيف شرف المعرض بعنوان «الشعر العُمانى.. محطات وملامح» يشارك فـيها الدكتور إسماعيل السالمى والدكتور محمد الحجرى والدكتور محمد المهرى والمهندس سعيد الصقلاوى.
وفـى الثانى من شهر فبراير تقام أمسية شعرية يشارك فـيها كل من بدر الشيبانى وعائشة السيفـية وحسن شهاب الدين وهاجر عمر. ويقدم الدكتور محمد البلوشى محاضرة تتناول «البيئة والإنسان فـى عُمان عبر العصور.. قراءة فـى السجل الأثرى».
وفـى الثالث من فبراير تقام ندوة حوارية بعنوان «من القاهرة.. هنا مسقط» يشارك فـيها سعادة السفـير عبدالله الرحبى سفـير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية والدكتور أحمد درويش. وتختتم الفعاليات الثقافـية بندوة بعنوان «مختبر الثقافة العُمانية» يشارك فـيها الدكتور محمد بن عبدالكريم الشحى والدكتور محمد البلوشى. وتقام طوال أيام المعرض فنون شعبية عُمانية وعروض موسيقية للتخت الشرقى، كما تعرض أفلام وثائقية متنوعة.

وزير الإعلام العُمانى وسفير عُمان بالقاهرة فى الافتتاح

المصدر: بوابة الوفد