فى عيد الشرطة 73.. عاطف الإسلامبولى شهيد الواجب وبطل لا يُنسى
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في الثاني من فبراير 2015، كان العميد عاطف الإسلامبولي، مفتش مباحث شرق الجيزة، يلاحق خيوط العدالة على درب مليء بالتحديات والمخاطر، بينما كان يتابع الحالة الأمنية، وصلته استغاثة من تعرض سيارة نقل أموال لسطو مسلح على طريق الكريمات في مدينة الصف.
وعلى الفور، انطلق لتلبية نداء الواجب، ليواجه الخطر بشجاعة لا تهاب الموت، لم يكن يعلم حينها أنه سيكون أول من يدفع ثمن هذه المواجهة، حيث استشهد برصاص المجرمين الذين كانوا في طريقهم للفرار.
25 عامًا قضاها العميد الإسلامبولي في خدمة الوطن، وقدوة لزملائه من الضباط، بدأ حياته المهنية في قطاع أمن الجيزة، وتنقل بين المناصب حتى أصبح مفتشًا لمباحث شرق الجيزة.
لم يكن مجرد ضابط، بل كان مدرسة في الشجاعة والالتزام، حيث علم تلامذته كيف يواجهون المخاطر دون تردد، وكيف يكونون درعًا للوطن في وجه الجريمة.
ورغم أن الرحيل المبكر قد غيّب جسده، إلا أن ذكراه تظل حية في قلوب من عرفوه، ابنته دينا عبّرت عن فخرها الكبير بوالدها، حيث قالت: "أنا بنت الشهيد، أنا بنت البطل، وبقول لكل بنت شهيد خليكي دايمًا فخورة مش مكسورة"، وكأنها رسالة لكل من يراهن على الفقدان، أن البطل لا يموت بل يعيش فينا، فينا نحن الذين نكمل المسير.
رحل العميد عاطف الإسلامبولي، لكنه ترك وراءه إرثًا من الفخر والشجاعة، وأبناء يحملون رايته ليكملوا مشواره في حماية هذا الوطن.
في 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التي سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يومٌ وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة في تاريخ مصر، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.
اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصري الذي قاوم وصمد ولم يركع، نحن في عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء في معركة الكرامة.
رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض في قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هي منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.
نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.
كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا في ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية في قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحي من أجله.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: شهيد الواجب عيد الشرطه اخبار الحوادث عاطف الإسلامبولي
إقرأ أيضاً:
اشتباك دموي في كشمير: من هم القتلى الثلاثة الذين أربكوا الهند؟
قتل ثلاثة أشخاص اليوم الاثنين في اشتباك مسلح مع الجيش الهندي في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، وفق ما أعلنته السلطات العسكرية، في عملية أمنية وصفت بأنها "متواصلة".
وذكرت مصادر إعلامية محلية أن القتلى يُشتبه في تورطهم بالهجوم الذي استهدف مجموعة من السياح الهندوس في 22 أبريل/نيسان الماضي، والذي أدى إلى توتر عسكري كبير مع باكستان.
وبحسب المصادر، وقع الاشتباك داخل محمية داشيغام للحياة البرية، الواقعة على بُعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة سرينغار، العاصمة الصيفية للجزء الهندي من كشمير. وأفاد الجيش في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأن العملية لا تزال جارية حتى لحظة الإعلان.
وحدثت الواقعة في محيط معبد أمارناث الهندوسي، الذي يشهد حالياً توافد أكثر من 350 ألف حاج من مختلف أنحاء البلاد. ورغم عدم إعلان هوية القتلى، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن اسمه، بأنهم جميعاً من جنسيات غير هندية.
ويأتي هذا التصعيد بعد ثلاثة أشهر على هجوم مسلح استهدف بلدة بهلغام، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً، معظمهم من الحجاج الهندوس. وألقت نيودلهي باللوم على باكستان، متهمة إياها بدعم منفذي الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد، مما أدى إلى اندلاع مواجهة استمرت أربعة أيام في مايو/أيار، أسفرت عن سقوط أكثر من 70 قتيلاً من الجانبين.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن