ترامب يخطط لناتو جديد للشرق الأوسط
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
قال غوردون تشانغ، كاتب سياسي مختص في الشأن الصيني، في مقال بموقع مجلة "نيوزويك" الامريكية، إن تحالف الصين مع إيران ووكلائها يشكل تهديداً مستمراً في الشرق الأوسط.
نمو تحالف ناشئ يمكنه أن يشكّل "حلف ناتو للشرق الأوسط"
وفي المقابل، تقدم "اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" للولايات المتحدة وحليفتها البحرين بديلاً استراتيجياً، مما يؤكد التزام أمريكا بالاستقرار والشراكة.وتذكر مجلة "نيوزويك" بأن المملكة المتحدة كانت قد انضمت إلى "اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" في ديسمبر (كانون الأول) 2023، مما يشير إلى نمو تحالف ناشئ يمكنه أن يشكّل "حلف ناتو للشرق الأوسط". وهذه المبادرة، التي أطلقتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في سبتمبر (أيلول) 2023 مع البحرين، تستفيد من "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي أُبرمت خلال رئاسة دونالد ترامب. وقد تجد المنطقة، التي عانت طويلاً من عدم الاستقرار، في هذه الاتفاقية إطاراً للأمن والتعاون المستدامين. البحرين وأهميتها الاستراتيجية
وكانت البحرين، الموقعة على "الاتفاقيات الإبراهيمية"، خياراً طبيعياً لواشنطن. وينسجم الاتفاق مع الدور التاريخي للمملكة كشريك رئيس للولايات المتحدة في منطقة الخليج. وتعتمد "اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" على ثلاث ركائز: الدفاع والأمن، والتجارة والاستثمار، والعلوم والتكنولوجيا.
Trump Has a New NATO—in the Middle East | Opinion https://t.co/MlwX17q33S
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) January 24, 2025ويعكس المكون الدفاعي، الموصوف في "المادة 4-5"، بند الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي (المادة 5) دون التزاماته الكاملة، مما يوفر ضمانات قوية للأعضاء. وأكد ناصر بن حمد آل خليفة، مستشار الأمن القومي في البحرين، أهميته للأمن الإقليمي في "منتدى أسبن للأمن".
التحديات المبكرة ورد فعل إيران تم اختبار الأهمية الاستراتيجية "لاتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" على الفور تقريباً. فبعد أيام من توقيع الاتفاقية، شنت قوات الحوثيين المدعومة من إيران هجوماً بطائرة دون طيار أسفر عن مقتل عشرة جنود بحرينيين.وبينما أدانت الولايات المتحدة الهجوم، عدت البحرين رد واشنطن فاتراً وغير كافٍ. وأشار جوناثان باس، الخبير الأمريكي الذي كان حاضراً في البحرين أثناء الحادث، إلى الخسائر العاطفية التي لحقت بالبلاد وتآكل الثقة في عزم الولايات المتحدة.
لكن الاتفاق صمد رغم هذه التوترات. وأكد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على الحاجة إلى وجود تحالفات قوية بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة لمواجهة العدوان الإيراني المتصاعد. وتظل البحرين، التي تقع على بعد 111 ميلاً بحرياً فقط عبر الخليج العربي من إيران، عُرْضة للخطر بشكل حاد، مما يجعل شراكتها مع الولايات المتحدة لا غنى عنها. التكامل الأمني والازدهار الشامل
وأوضح الكاتب أن إحدى نقاط قوة "اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" تكمن في قدرتها على التكيف. فهي توفر إطاراً للتعاون دون القيود البيروقراطية التي يمكن أن تعيق العمل في التحالفات التقليدية.
Trump Has a New NATO—in the Middle East | Opinion https://t.co/Z88LF6X6UE
— Charbel Antoun (@Charbelantoun) January 24, 2025وتتوافق هذه المرونة مع دعوة السناتور ماركو روبيو للسياسة الخارجية الأمريكية لإعطاء الأولوية للسلامة والقوة والازدهار. ومن خلال التأكيد على التكامل الاقتصادي جنباً إلى جنب مع الأمن، تعمل "اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" على تعزيز الروابط بين أعضائها وتقوية دعائم الاستقرار على المدى الطويل.
توسيع التحالف وقال الكاتب إن النجاح النهائي لاتفاقية "التكامل الأمني والازدهار الشامل" يعتمد على قدرتها على جذب المزيد من الأعضاء. فبينما تتسم مشاركة المملكة المتحدة بالأهمية، تكمن الخطوات الحاسمة التالية في جذب دول المنطقة. وتشكل الإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان، وكلها دول موقعة على الاتفاقيات الإبراهيمية، إضافات محتملة. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية هي المحور الرئيس.وكانت "اتفاقية الرياض" التي توسطت فيها الصين في عام 2023 مع إيران تطوراً مهماً ولكنها لم تحل التوترات الطويلة الأمد. ويظل التوافق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية أقرب بطبيعة الحال إلى البحرين ودول الخليج والولايات المتحدة. ومع ذلك، كانت العلاقات بين واشنطن والرياض متوترة في ظل إدارة بايدن.
ورأى الكاتب أن نهج الرئيس السابق ترامب تجاه المملكة العربية السعودية قد اتسم بالبراغماتية والتوافق مع مصالح الرياض. وتوفر الاتفاقية منصة لتعزيز التعاون مع الرياض وتعميق العلاقات الاقتصادية وتعزيز الموقف الجماعي ضد النفوذ الإيراني. مستقبل الاتفاقية ويمثل التحالف الاستراتيجي لدول "اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل" تحولاً واعداً في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، حيث يقدم إطاراً للاستقرار والأمن والازدهار. ورغم العدد القليل من الدول الأعضاء في الاتفاقية حالياً، فإنها تتسم بإمكانات كبيرة للتوسع وإعادة تشكيل المنطقة.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "سيكون توسيع قاعدة الدول الأعضاء أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لنا. فنجاح هذه الاتفاقية على المدى الطويل يؤكد أنها ليست مجرد تحالف استراتيجي؛ بل فرصة للولايات المتحدة لموازنة نفوذ الصين وتعزيز الشراكات الإقليمية وإعادة تأكيد زعامتها في الشرق الأوسط".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
السيسي وملك البحرين يؤكدان حتمية إعادة إعمار غزة وتنفيذ اتفاق ترامب كاملا
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق غزة، وإدخال المساعدات، مشددين على رفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، امس الخميس، أن السيسي وحمد بن عيسى، ناقشا هاتفيا “مستجدات الأوضاع الإقليمية، وبشكل خاص تطورات الوضع في قطاع غزة، وشددا على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف الحرب في القطاع وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق، فضلا عن حتمية البدء في عملية إعادة إعمار القطاع بما يكفل عودة الحياة الطبيعية لأهاليه”.
وقال المتحدث إن الزعيمين شددا على رفضهما القاطع لأي مساعٍ تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددين على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الاهتمام العربي والدولي.
ووفق المتحدث، اتفق الطرفان على أهمية التنفيذ الكامل لخطة الرئيس ترامب للسلام، وفقًا لما تم اعتماده في قرار مجلس الأمن ذي الصلة رقم 2803 باعتباره إطارًا لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأضاف أن السيسي وملك البحرين “اتفقا على مواصلة الاتصالات والتنسيق بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، بما يعزز وحدة الموقف العربي ويخدم مصالح شعوبها”.
ويمر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمرحلة مفصلية، حيث من المقرر الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تضمن بنودا أكثر تعقيدا مثل انسحاب إسرائيل وبدء إعادة الإعمار ونزع سلام حماس وتشكيل سلطة جديدة في القطاع ونشر قوة سلام دولية.
ومؤخرا أثار إعلان إسرائيلي حول عمل معبر رفح جدلا واسعا، بعد الحديث عن فتح المعبر للفلسطينيين في اتجاه واحد للخروج إلى مصر، بينما شددت القاهرة والدول المشاركة في اتفاق شرم الشيخ، على ضرورة تنفيذ الاتفاق الذي ينص على فتح المعبر في الاتجاهين، مؤكدين رفضهم التام لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
المصدر: RT