سودانايل:
2025-06-10@22:29:33 GMT

إنتصارات الجيش

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي

. منذ أسابيع لم يحل للكثير من أفراد شعبنا سوى الحديث عن تقدم الجيش في هذا المحور، أو تنظيفه لذاك الحي.

. ولا أخفيكم سراً أنني صرت أكره مفردة ( تنظيف) هذه من كثرة ترديدها من بعض العاطفيين والسذج.

. وسبب ذلك هو السؤال "ينظفون الأحياء ممن!"

. هل يقصودون تنظيفها من القتلة! ومن قتل أهلنا أكثر من الجيش نفسه!

.

من المغتصبين! ومن الذي علم الجنجويد إغتصاب الحرائر، بل من فاقهم نتانة بإغتصاب الرجال!

. ينظفونها من دنس المليشيا! وما جدوى أن تنظف دنساً لتدنس ذا المكان بمليشيات كيزانية أخرى أشد قذارة وإجراماً.

. أما اليومين الأخيرين فقد إشتدت فيهما وتيرة الأوهام التي ما انفكوا يبيعونها لهذا الشعب المغلوب على أمره بنشر عشرات الفيديوهات عن إكتساح ودحر مزعوم لمليشيا الجنجويد.

. والمثير للإشمئزاز أن بعضاً من أوعى الناس إفتراضاً يهللون معهم مرددين أن السلاح وحده هو من ركع الجنجويد، دون أن يسأل أي من هؤلاء (الواعين) نفسه عن فيديوهات تلك المعارك التي انتصرت فيها بندقية جيش الكيزان ومليشياتهم ولا عن حجم الخسائر في الأرواح والعتاد.

. مأساتنا جد كبيرة، فقد اختارت فئة من شعبنا شل عقولها بالكامل وأضحوا مثل أطفال يجدون قطع الحلوى التي يشتهون في مانشيتات (جدارية) الكرامة، مقالات بعض أرزقية الإعلام، أو في لايفات الإنصرافي وندى والمنشورات الرثة لكاتبات الغفلة اللاتي لمعن كنجمات في هذا الزمن الأغبر.

. فالواقع الماثل أمامنا يقول أن جيش الكيزان لم يخض معارك تذكر لتحرير أحد مقراته أو فك حصار آخر.

. وكل مافي الأمر أن ثمة طبخات تُطبخ ينسحب على إثرها الجنجويد من الأماكن المقرر إنسحابهم منها.

. فلماذا تصرون على خداع أنفسكم وتلغون عقولكم بهذا الشكل المأساوي يا قوم؟!

. وأكثر ما يغيظ في الفئة التي تحتفل مع الجيش والمليشيات المتحكمة في قراره أن الواحد منهم يتتبع أخبار الجيش (بالحتة) ويزعم أنه ليس (كوزاً) وأنه ثوري، لكن ذلك لا يمنعه من الوقوف مع جيش الوطن، ولا يدري أنه بمثل هذا الفعل قد أسدى للكيزان خدمة لا تقدر بثمن.

. فالحرب حربهم، ولا علاقة لها بكرامة مواطن السودان وهذا ما ظللنا نردده منذ ساعاتها الأولى دون أن يجد آذاناً صاغية.

. ومع مرور الأيام والأسابيع والشهور والسنوات إتضح بجلاء أن الحرب حرب كيزان.، وأن أهدافها القذرة تتمثل في الإجهاز على ثورة ديسمبر وقتل أكبر عدد من السودانيين إنتقاماً وتدمير البنى التحتية لإفقار من يزالوا على قيد الحياة، تماماً مثل ما فعلوا في سنوات حكمهم الأولى، ليجلسوا بعد ذلك علي طاولات التفاوض التي رفضوها فيما مضى ويقبلوا بأي تفكيك وتقسيم للوطن.

. لهذا قلنا منذ الساعات الأولى أن سلاحنا الأقوى في مواجهة كل المخططات الدنيئة (داخلياً وخارجياً) هو الوعي الذي كان لابد أن يدفع صاحبه لرفض فكرة الحرب جملة وتفصيلا.

. لكن من وين نجيب الوعي مع سودانيين كثر أصابتهم لوثة الأدمغة وجُرِفت عقولهم لدرجة أن يحتفي بعضهم بلايفات ندى القلعة والإنصرافي، ويصدقون أن مثل هذه الكائنات الغريبة يمكن أن تقدم شيئاً من أجل الوطن.

. وهب أن الجيش دحر الجنجويد وقضى على آخر واحد منهم، فهل في ذلك إنتصار يستحق الإحتفاء!

. إنتصارات على أشلاء السودانيين!

. الجيش نفسه لو فيه عقلاء لما إحتفل بما يسمونها إنتصارات.

. مليشيا بائسة من صنع إيديهم تخرجهم من مقراتهم وتتركهم مشردين على مدى عامين كاملين ثم بعد أن يعودوا لهذه المقرات يهللون ويكبرون ويسمون ذلك إنتصاراً!

. أين الإنتصار في عودتك لمكانك الطبيعي الذي لو كنتم جيش باسل حقيقة لما غادرتموه تحت أي ظرف من الظروف.

. لكنكم آثرتم السلامة وضحيتم بالمواطن تاركينه خلفكم ومولين الأدبار ثم عند عودتكم تتوهمون أنكم رجال حارة وحروب وقتال!

. من حورب وجاهد وناضل هو هذا المواطن المسكين، ولهذا يستفزنا جداً أن نجده واقفاً إلى جانبكم ومؤيداً لكم في حربكم المفتعلة القذرة لأنه سيكون أول المتضررين من انتصار أي من طرفيها.

. وقد سمعنا ورأينا (المناظر) بالأمس، ولعلكم تابعتم معنا كيف أن صعاليق ومجرمي مليشيات الكيزان عبروا عن غلهم من الشعب الذي ثار ضدهم، وأن ألسنتهم النتنة لا تنطق سوى ب (قحت) و (الثوار) الأنبل منهم جميعاً مع إن من أهانوهم وشردوهم من مقراتهم كانوا جنجويداً لا قحاتة ولا ثوار، لكنه الجبن والوضاعة والإستقواء على العزل.

. فهل من عاقل يمكن أن يستمر في دعم هؤلاء المجرمين تحت دعاوى أن القحاتة أساءوا إستخدام السلطة أو أرادوا تطبيق العلمانية، وأنتم ترون من يرفعون شعارات الإسلام (زيفاً) يجزون رؤوس البشر ويحملونها يإيديهم القذرة وهم يهللون ويكبرون وكأن هذا الإسلام الذي يؤمنون به غير الإسلام الذي نعرفه!

. اتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم وفي بلدكم يا من تناصرون القتلة والمجرمين فرب العزة سيأسلكم يوم لا ظل إلا ظله عن وقوفكم مع الباطل ومساهمتكم بصمتكم في هذا الدمار الهائل الذي نعيشه.

. وخذوا القدوة من شباب لجان مقاومة كرري الذين هبوا لنصرة ثورتهم واستفزهم أن يهين بعضاً من مقاطيع مليشيات الكيزان شهداء الوطن الأخيار فأصدروا بياناً قوياً أكدوا فيهم إصرارهم على مواصلة ثورتهم التي أوشكت أن تقضي على آفة إسمها الكيزان لولا التهاون والتساهل والغفلات والأخطاء الفادحة.

. فالثورة لا ثورة قحت ولا ثورة حمدوك كما ذكرت مراراً وكفاكم سذاجة وعواطف غبية جعلت منكم ألعوبة في أيدي هؤلاء الكيزان القتلة الفاسدين المجرمين.

. الحق الطبيعي والمفهوم أن يسعد أي مواطن لتوقف الحرب وعودته لداره الذي شُرد منه لتخاذل هذا الجيش، لكن ليس لدرجة أن يهلل هذا المواطن لجيش ومليشيات هي من تسببت له في كل هذا الأذى، فهؤلاء يجب أن يُحاسبوا لو كنا نعيش في بلد يعرف مواطنه حقوقه وواجباته.

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف علّق الأفارقة على قرار حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب؟

بالتزامن مع معاناة بعض الدول الأفريقية بسبب فرض الرسوم الجمركية من قبل إدارة ترامب، وجد العديد من الأفارقة أنفسهم في أزمة جديدة تتمثّل في حظر السفر إلى الولايات المتحدة بالإضافة إلى مقترح بضريبة مالية على تحويلات المغتربين.

وعندما سمعت المهندسة المعمارية إيسي فريدة جيرالدو المقيمة في لومي عن القيود الجزئية التي فرضها الرئيس ترامب على السفر من توغو إلى الولايات المتّحدة، أعربت عن أسفها وحزنها لفقدان ما اعتبره كثير من الشباب "أرض الفرص".

وقالت جيرالدو إن الولايات المتّحدة كانت حلما بالنسبة للتوغوليين، حيث يذهبون إليها للعمل، وتوفير المال، ودعم أسرهم، وإقامة مشاريع في أفريقيا.

المرسوم الذي وقّعه ترامب ويدخل حيز التنفيذ اليوم الاثنين يقضي بمنع مواطني دول أفريقية، هي تشاد، والكونغو الديمقراطية، وغينيا الاستوائية، إريتريا والسودان وهايتي والصومال.

كما فرض المرسوم قيودا جزئية على جمهورية توغو، وبوروندي، وسيراليون، مما يعني أن مواطنيها لن يتمكنوا من السفر إلى الولايات المتّحدة عبر جميع التأشيرات.

مفاقمة الأضرار

وبالنسبة للمهندسة المعمارية جيرالدو، التي تخرّجت سابقا من برنامج "زمالة مانديلا لقادة أفريقيا الشباب" الذي أطلقه الرئيس أوباما، فإن هذه القيود قد تفاقم الأضرار الناجمة عن خفض المساعدات.

إعلان

وقال المحلل السياسي ميخائيل نيامويا، إن حظر السفر والقيود الجديدة، سيؤدي إلى نمط من الإقصاء، ويضفي الطابع المؤسسي على تصوير الأفارقة على أنهم غرباء في النظام العالمي.

وأضاف ميخائيل بأن هذه الشروط على المدى القصير ستقيّد الوصول إلى التعليم والابتكار، أما على المدى الطويل، فإنها قد تبعد الأفارقة من الشراكات مع الولايات المتحدة.

ترامب التزم في حملته الانتخابية بحماية الولايات المتحدة من المهاجرين (الفرنسية)

من جانبها، قالت نائبة المتحدّث باسم البيت الأبيض أبيغل جاكسون إن الدول المدرجة في القائمة "تفتقر إلى آليات تحقق مناسبة، وتُظهر معدلات عالية لتجاوز مدة الإقامة، أو تمتنع عن مشاركة معلومات الهوية".

وأضافت المتحدثة عبر منصة "إكس" أن هذا القرار يمثل التزاما بوعود ترامب بحماية الأميركيين من جهات أجنبية خطيرة تريد إلحاق الأذى بالبلاد.

تعميق الانقسام

وترفض مديرة منظمة أوكسفام أميركا آبي ما كسمن جميع التبريرات المقدمة من قبل البيت الأبيض، بشأن حظر دخول مواطني بعض الدول إلى الولايات المتّحدة، قائلة إن ذلك يُعمّق عدم المساواة، ويُكرّس الصور النمطية الضارة، والعنصرية، وعدم التسامح الديني.

وقالت ماكسمن إن هذه السياسة لا تتعلق بالأمن القومي، بل تهدف إلى زرع الانقسام وتشويه صورة المجتمعات الباحثة عن الفرص والأمان في أميركا.

ويخشى كثير من الأفارقة من إقرار مشروع قانون اقترحه ترامب يفرض ضريبة بنسبة 3.5% على تحويلات المغتربين القيمين في الولايات المتحدة الأميركية.

وعندما يتم تمرير القانون فإنه سيلحق أضرارا بالناتج المحلي في العديد من البلدان الأفريقية التي تعتمد بشكل كبير على تحويلات المغتربين في الخارج.

ويقول جيفري غيتشوه الممرض الكيني البالغ من العمر 34 عاما إنه يرسل بانتظام مبالغ مالية لعائلته في كينيا، وإذا تم فرض رسوم جديدة على التحويلات فإن ذلك سيعقّد الأمور، ويزيد من الأعباء.

مظاهرات مؤيدة للمهجرين في نيويورك (الفرنسية)

وقد ندّد ناشطون في حقوق الإنسان بهذه القيود، والضريبة المقترحة، قائلين إنها تستهدف مواطني الجنوب العالمي بشكل غير منصف.

ويرى بعض الخبراء إن هذه القرارات من شأنها أن تضعف علاقات الولايات المتحدة الأميركية مع دول أفريقيا، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد خطابا أفريقيا مناهضا للغرب.

إعلان

ورغم ما يمثله قرار حظر الدخول من نظرة دونية وإقصائية، فإنه ليس سلبيا بالنسبة لمواطني بعض الدول التي شملها، كما هو الحال بالنسبة إلى ليبيا.

وقال الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة جليل حرشاوي إن كثيرين لن يتأثروا بالحظر الجديد لأن الولايات المتحدة ليست وجهة سفر رئيسية لهم.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم العنقري: الخلل في الأدوات التي تنفذ المشروع الرياضي
  • نواة الجيش السوداني التي يريد آل دقلو القضاء عليها واستبدالها بلصوص ومرتزقة
  • احتجاجات أميركا في عيون العرب.. ما الذي يحدث في لوس أنجلوس؟
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي
  • “الليلة أجمل عيد من غير الجنجويد” – فيديو
  • كيف علّق الأفارقة على قرار حظر السفر الذي فرضه الرئيس ترامب؟
  • الشفافية التي غابت عن الفترة الإنتقالية
  • بالفيديو .. من الشخص الذي أشعل فتيل الخلاف بين ترامب وماسك؟
  • إسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى