عربي21:
2025-05-30@14:56:37 GMT

لا يا ترامب.. غزة ليست عقارا للبيع والشراء!

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

ما لم يقدر على تحقيقه نتنياهو بقوة السلاح في حرب شعواء امتدت سنة ونصف يريد ترامب إنجازه بسرعة البرق عبر التهديد والبلطجة، مستغلا هشاشة الوضع العربي وخنوع أنظمته المستبدة والفاسدة.

ترامب صرح في حديث للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية إي. فورس وان: "قلت له (العاهل الأردني) أود أن تستقبل المزيد (من سكان غزة).

. أود أن تستقبل مصر أيضاً أشخاصاً.. نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص تقريباً، وسنقوم فقط بتنظيف كل هذا المكان”.

واضح أن قرار وقف إطلاق النار في مخططات  ترامب الخفية لم يكن غير جسر عبور باتجاه تهجير سكان غزة وتحويلها إلى منتجع سياحي فاخر على ضفاف المتوسط، يتقاسم أرباحه مع قطعان المستوطنين المتطرفين المنحدرين من كل أصقاع المعمورة. وهذا يتطابق مع ما سبق وأن صرح به صهره جاريد كوشنير في فبراير 2024 بأن "ممتلكات الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة".

حلم بات أقرب للمنال اليوم بعدما تفضل نتنياهو بإتمام نصف المهمة عبر نسف جل معمار غزة، ببيوتها ومستشفياتها ومدارسها وجامعاتها وجوامعها وكنائسها وكل مقومات الحياة فيها. صارت عزة إذن عقارا بكرا جاهزا للاستثمار والبيع والشراء. عقار مهجور بلا ملاك ولا حجج ملكية. أرض بلا شعب لعصابة من اللصوص يسيل لعابها للاستحواذ عليها، كما استولوا على ما قبلها في يافا وحيفا وعكا.. عقار ثمين على شاطئ البحر، بلا أصحاب ولا أسماء ولا عناوين ولا ماض ولا ذاكرة ولا تاريخ ولا معالم ولا هوية.

ذهب في خلد بعضهم أن ضغط ترامب لإنهاء القتال، إيفاء بوعد قطعه لبعض ناخبيه العرب بوقف الحروب في الشرق الأوسط. لكن ما غدا جليا هو أن ما يريده هو الانتقال من حرب ساخنة تكلف مليارات الدولارات لإشعال نيران قنابلها وذخائرها، إلى أخرى وقودها البلطجة والابتزاز السياسي. بدل الإنفاق على الحروب، تُضخ المداخيل لخزينة أمريكا، ضمن رؤية ترامب للشرق الأوسط على أنه لقمة سائغة وغنيمة حرب جاهزة. لا عجب إذن أن استهلّ عهدته الجديدة في البيت الأبيض بشفط 600 مليار دولار من السعودية، ما فتئ أن رفعها باستخفاف إلى ترليون دولار. ولا تبتعد غزة عن الخطوط العامة لنظرته الغنائمية الجشعة هذه. الشرق الأوسط ليس إلا  بترولا وغازا ودولارات وعقارا ينتظر من يسرع ليلهفه قبل غيره.
ما لا يدركه المتحيل ترامب هو أن الغزي من طينة غير الطينة التي عهدها من الحكام العرب الذين يلقي عليهم أوامره بازدراء على الهاتف، وهم يرتجفون مرتعدي الأوصال يرددون بلسان وجل: "السمع والطاعة يا مولاي!"
ما يغري ترامب هو أنه إزاء منطقة بالغة الثراء من ناحية الموارد والموقع الاستراتيجي الحيوي، وبالغة الوهن والتفكك السياسي زادتها الدكتاتورية خواءا وخورا. قد يطمع ترامب في موارد روسيا وأراضي الصين، لكنها بعيدة المنال، دونها قتال ودماء وجيوش جرارة. أما أرض العرب فمستباحة، سهلة هينة، لا يحتاج إلا أن يمد يده ليغرف منها ما شاء وكيفما شاء.

ما لا يدركه المتحيل ترامب هو أن الغزي من طينة غير الطينة التي عهدها من الحكام العرب الذين يلقي عليهم أوامره بازدراء على الهاتف، وهم يرتجفون مرتعدي الأوصال يرددون بلسان وجل: "السمع والطاعة يا مولاي!"

الغزيون ليسوا من صنف السيسي ولا عبدالله ولا بن زايد، محض بيادق تحركها أصابع على لوح شطرنج.
الغزيون بقوا منغرسين في أرضهم رغم الحمم تُصب على رؤوسهم صبا تترى على مدار 15 شهرا، 50 ألف طن من المتفجرات، أضعاف القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي مجتمعتين، في شريط ضيق لا يتجاوز 360 كم مربع هو الأكثر كثافة سكانية في العالم. قاتل الغزي الغزاة فوق الأرض وتحتها، في تلاحم أسطوري بين الشعب ومقاومته، حتى فرض عليهم الإذعان لشروطه وإبرام صفقة تبادل.

ما لم ينتزعه نتنياهو بالقنابل لن يفتكه ترامب بأوامره ونواهيه.
"كلا" التي لم يسمعها يوما من وكلائه المحليين في قصورهم المنيفة ستدوي في أسماعه هادرة بلسان واحد من أهل القطاع الصامدين: "لا تفريط في شبر واحد من أرضنا التي عمدتها دماء الشهداء الطاهرة وسقتها دموع الثكالى واليتامى!".

الغزاويون لن يكونوا هنود حمر الشرق الأوسط.
لن تتكرر فصول نكبة 48، التي حفرت في ذاكرة أجيال الفلسطينيين المتعاقبة، أجيال خبرت مدونة سلوك جيش الاحتلال المتناسل من عصابات الهاغاناه، وعايشت لعبة الأمم ومؤامراتها وخدائعها لاقتلاع أصحاب الأرض، لتتقاذفهم رياح الشتات. خبر الفلسطيني مرارة التهجير وبؤس المخيمات وما عاد يجدي معه ترغيب ولا ترهيب. يعدهم ترامب بما وُعد أجدادهم، بأن خروجهم مؤقت عابر.. قبل أن يجتاح بيوهم قطعان المجتلبين من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وبولونيا وخليط الأوروبيين الذين لا تربطهم بالأرض، حجرها وشجرها، صلة ولا رابطة.

سيسفه الغزيون الأساطير المعششة في رؤوس الإنجيليين المتطرفين حول حق توراتي مزعوم عمره 3 آلاف عام، ويثبتون بصمودهم أنهم أصحاب الأرض الأصليون وحراسها المخلصون، الأمناء على ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

كما جاء بايدن، الذي لم ينفك يؤكد صدق صهيونته بمناسبة وبغير مناسبة، واندحر يجر أذيال الخزي والعار، سيرحل من بعده السمسار الأكبر، ويبقى الغزي منغرسا في أديم أرضه شامخا يعانق عنان السماء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة الفلسطينيين التهجير فلسطين غزة التهجير ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لازريني: لو أن جزءا ضئيلا من التريليونات التي حصل عليها ترامب تذهب للأونروا

حث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دول الخليج على إعطاء جزء بسيط من الأموال المذكورة في "الصفقات الكبرى" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاجئين الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل البقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول المجاورة.

وقال فيليب لازريني في حلقة قادمة من بودكاست "شاهد خبير" على موقع "ميدل إيست آي" ستبث لاحقا: "نحن نواجه أزمة مالية حادة للغاية، وإذا استمرت في المستقبل القريب، فسوف تجبرني على اتخاذ قرار صعب ومؤلم".

وتتعرض الأونروا، التي يتألف معظم موظفيها من لاجئين فلسطينيين، لهجمات إسرائيلية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد قُتل ما لا يقل عن 310 من موظفيها على يد الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر التسعة عشر الماضية، كما دُمر أكثر من 80% من مبانيها.



وفي كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، علّقت 18 ولاية تمويلها للأونروا في انتظار التحقيقات في مزاعم تورط 12 موظفًا في الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ومع ذلك، بحلول تموز/ يوليو، أعادت جميع الدول باستثناء الولايات المتحدة تمويلها بعد أن لم يجد تحقيق للأمم المتحدة أي دليل على ارتكاب موظفي الأونروا أي مخالفات.

وقال لازاريني إنه حتى الآن لم تتدخل أي دولة لتعويض الوكالة عن نقص التمويل الأمريكي.

ودعا لازيريني الدول العربية الخليجية إلى تخصيص المزيد من التمويل للأونروا، قائلا إنه يتمنى أن تتضمن الاتفاقات التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولته الخليجية الأخيرة تعهدات بدعم اللاجئين الفلسطينيين.

أسفرت جولة ترامب في الشرق الأوسط، والتي شملت توقفا في قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عن صفقات بقيمة تزيد عن 700 مليار دولار، حيث زعم البيت الأبيض أنه تم الاتفاق على صفقات بقيمة 2 تريليون دولار.

وقال لازريني في تصريح لموقع "ميدل إيست آي": "أتمنى أن يذهب جزء بسيط من كل هذه التريليونات من الدولارات المخصصة للاجئين الفلسطينيين".

قبل تعليق التمويل الأخير، ووفقًا للتعهدات المقدمة للأونروا حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح مؤكد بمبلغ 422 مليون دولار، تليها ألمانيا (212.8 مليون دولار)، والاتحاد الأوروبي (120.165 مليون دولار)، وفرنسا (62.42 مليون دولار)، والسويد (48.8 مليون دولار)، واليابان (48.5 مليون دولار)، والنرويج (45.7 مليون دولار)، وهولندا (40.7 مليون دولار)، وكندا (39.3 مليون دولار)، والمملكة المتحدة (36.8 مليون دولار).

واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة 17 بين الدول المانحة، بتعهدات بلغت 17 مليون دولار، في حين تعهدت الإمارات بـ15 مليون دولار، وتركيا بـ22.1 مليون دولار.

قبل قرار 2024، علق ترامب تمويل الأونروا خلال رئاسته السابقة في عام 2018، وتم استئناف جزء من التمويل في عام 2021 في ظل إدارة جو بايدن.

وقال لازريني إن الدول العربية لم تقدم بعد التمويل اللازم لعام 2025. ودعاها إلى الاستثمار في الوكالة مع المشاركة في الجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية فاعلة.

وأضاف: حصلنا على دعم من الدول العربية العام الماضي. وما زلنا ننتظر هذا العام ما سيسفر عنه القرار.

الأونروا قد "تنفجر"
وتوجه لازريني إلى العالم العربي والدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة، قائلاً إن إنقاذ الأونروا يتطلب إرادة سياسية.

وقال: نحن على مفترق طرق. إذا لم تعد لدينا موارد مالية، فهناك خطر انهيار الوكالة. وإذا انهارت، فهذا يعني في غزة أو في الضفة الغربية - حيث الوضع صعب وفوضوي ومقلق أصلاً - المزيد من المعاناة واليأس، كما قال.

"يمكن لأي شخص أن يتخيل ما قد يعنيه إذا تركت وكالة مثل وكالتنا فراغًا خلفها، ولكنها سترسل أيضًا موجات صدمة في البلدان المجاورة، فكل منها لديها ديناميكياتها الداخلية الخاصة التي يجب التعامل معها، أو نقاط ضعفها الداخلية".

وأضاف المفوض العام أن الأونروا حظيت بدعم متزايد من المجتمع المدني العالمي والمانحين من القطاع الخاص على مدار العام الماضي.

وقال "في العام الماضي وهذا العام، وصلنا إلى مستوى قياسي في جمع التبرعات عندما يتعلق الأمر بالمانحين الأفراد والقطاع الخاص"، مضيفا أن عددا من الدول من الجنوب العالمي تعهدت بالمساهمة في الوكالة لأول مرة في إظهار التضامن بعد وقف التمويل الغربي.

"ولكن هذا لا يعوض النقص الذي خلفه انسحاب الولايات المتحدة".

وبالنسبة لازريني، الذي يعد الرئيس الحادي عشر للوكالة، فإن الأونروا يجب أن تكون جزءا من أي خطة مستقبلية لإقامة الدولة الفلسطينية، بهدف إنهاء ولايتها بمجرد إنشاء دولة فلسطينية فاعلة.

"أود أن تنهي الوكالة مهمتها من خلال كونها جزءًا من الحل، بدلاً من أن تواجه وضعًا حيث ننهار وننهار".



وقال لازريني إنه على اتصال بالمملكة العربية السعودية بشأن التمويل لعام 2025. ولكن حتى الآن لم يتم تأكيد أي تعهدات.

وأوضح أن المملكة العربية السعودية، الرئيس المشارك للتحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين، هي التي جلبت الأونروا إلى محادثات مع زعماء العالم لمناقشة خطط دمج عمل الأونروا في مجال التنمية البشرية تدريجيا مع الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وقال إن هناك وعيا بأهمية دعم الوكالة.

مقالات مشابهة

  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب
  • ترامب يتحدث عن كلفة تعديل الطائرة التي حصل عليها من قطر
  • المبعوث الأمريكي لدي دمشق: ترامب سيعلن أن سوريا ليست دولة راعية للإرهاب
  • عاجل. مبعوث ترامب: سنعلن أن دمشق ليست دولة راعية للإرهاب وثمة حاجة لاتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 29 مايو 2025 في البنوك "للبيع والشراء"
  • محكمة أميركية تمنع رسوم يوم التحرير التي فرضها ترامب
  • لازريني: لو أن جزءا ضئيلا من التريليونات التي حصل عليها ترامب تذهب للأونروا
  • ترامب محذرا نتنياهو: أي ضربة لإيران الآن ليست ملائمة
  • لماذا أطاح ترامب بنصير إسرائيل داخل مجلس الأمن القومي؟