جريدة زمان التركية:
2025-06-13@13:29:44 GMT

هل للغابة قانون يحكمها؟؟

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

بقلم: لواء دكتور صلاح

عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة المصرية

(محام بالنقض)

  القاهرة (زمان التركية)الكرة الأرضية التي نحيا عليها هي غابة كبيرة أخطر كائناتها الإنسان، فهل هناك قانون يحكم هذه الغابة ؟؟؟

    بداية: سنقدم وجهة نظر تتعلق بقوانين يفرضها ويتعامل من خلالها البشر، مع إيماننا الراسخ بأن قدرة خالق الكونفوق قدرات كل المخلوقات.

. ولعله من ثوابت التاريخ أن العالم تحكمه قاعدة أساسية مضمونها “البقاء للأقوى”، وفي عصرنا الحديث، تسعى غالبية الدول لإقامة تحالفات لتعزيز قدراتها على فرض إرادتها وتحقيق مصالحها، ولعل النموذجعلى هذا: حلف الناتو الذي تأسس عام 1948، ويضم في عضويته حاليًا عدد 32 دولة، في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم هذا التحالف القوي، فقد تتعارض المصالح في نطاقه وبين أعضائه.

    وقد فاجأ الرئيس ترامب العالم كله بتصريحاته التي طالب فيها كندا الموافقة على أن تنضم للدولة الأمريكية وتصبح الولاية (51) فيها، وصرح أيضًا برغبته في شراء جزيرة غرينلاند، وإن لم تمتثل الدنمارك لرغبته فسيستخدم الخيار العسكري.. وغني عن البيان أن كلا من كندا والدنمارك أعضاء في حلف الناتو !!! ورغم اعتراض الدولتين المشار إليهما فقد ينجح ترامب في كسب أرباح طائلة أخرى لمجرد استبعاد الحل العسكري لمطلبيه آنفي الذكر.. نعم هي طريقة عدائية في التفاوض، ولكنها قد تحقق أهدافها أحيانا.

   وعطفًا على ما سبق، فإنه من المؤكد أن سياسة الهجمات المرعبة قد تواجه بهجمات مرتدة تستهدف المهاجم في شخصه؛ وتأتي من ذئب منفرد، أو من خلال إجراء قانوني رادع، وقد تستهدف مصالح الدولة الأمريكية بشكل مؤثر.. ويكاد يجمع المحللين الأمنيين على أن هذه السياسات ستؤدي لخسارة على المستوى الاستراتيجي.. فإن استخدم القوة لإنفاذه هدفيه المشار إليهما فسيترتب على هذا حل حلف الناتو، ومن يرى أن هذا الأمر لا يمثل خسارة للولايات المتحدة الأمريكية فهو صاحب فهم سطحي، وهو عن السياسة الحكيمة المرتبطة بمصلحته بعيد كل البعد،فخسارة أوروبا تمثل خسارة فادحة ولا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية تحمل تبعاتها.. فبموجبها سيخسر أيضًا حربه الاقتصادية مع الصين.. التي ترد في الميادين التكنولوجية بمنتهى القوة، قوة سيترتب عليها خسائر فادحة للاقتصاد الأمريكي، يتضاءل بجانبها ملف تطبيق “تيك توك” الذي يناضل فيه الرئيس ترامب، فتخرج له الصين ماردًا جديدًا؛حيث أعلنت شركة “ديب سيك “DeepSeek الصينية عن إطلاق تطبيق ذكاء اصطناعي متقدم، تؤكد إنه يتفوق على التطبيقات الرائدة في الولايات المتحدة، وذلك بتكلفة تطوير أقل بكثير، ويهدد هذا الابتكار بإحداث تغييرات جذرية في قطاع التكنولوجيا العالمي.

   ولعله من المؤكد أيضًا أنه: في حالة غزو ترامب لغرينلاند عسكريًا، فإن الدنمارك وهي عضو في المحكمة الجنائية الدولية ستتقدم بشكوى للمحكمة ومن المؤكد أن الرئيس ترامب سيصبح على إثرها مطاردا من المحكمة الجنائية الدولية هو ووزير دفاعه، لارتكابهما جريمة عدوان وجرائم أخرى.. وفقا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وسيسجل التاريخ لرئيس الولايات المتحدة ووزير دفاعه أن لهما قدم السبق كمتهمين أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفي هذا الشأن وصمة عار لا يمحُها تدمير المحكمة بعمل عسكري. وليعذرني فخامة الرئيس ترامب لصراحتي في تحليل مواقفه.. فنحن كشعوب عربية نأمل أن يحقق هذا القائد السلام في ربوع الأرض، وأن يسجل التاريخ اسمه بأحرف من نور لمواقفه “العادلة” !!! رغم أنها تبدو حتى الآن بعيدة تمام البعد عن العدالة، خاصة في ظل التصريحات المشار إليها، هذا بجانب إعلان رغبته في تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن !!!. وقد خصصنا للملف الأخير مقالا مطولاً  بعنوان “رسائل للرئيس ترامب للخروج من دوامة الصرع الفلسطيني/الإسرائيلي”.

                                   

     هذا ومن ناحية علاقة ترامب بإسرائيل الحليف الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية، فهل سيستطيع تطبيق مبدأه “أمريكا أولاً” حتى لو تعارض تطبيقه برغبات ومصالح إسرائيل ؟؟؟ ولنتناول ملف إيران كنموذج لتعارض وجهتي النظر الأمريكية والإسرائيلية بشأنه، فالأخيرة ترغب من زمن في أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف المشروع النووي الإيراني بالتدمير، وحال استمرار معارضة البيت الأبيض لهذه الرغبة، فقد تتآمر إسرائيل على حليفتها وتجبرها على توجيه ضربة انتقامية تحقق الهدف الإسرائيلي.. ولكن كيف يحدث هذا ؟؟؟

    عطفًا على ما تقدم، فلعل أخطر القرارات التي اتخذهاالرئيس ترامب – من وجهة نظري- هي ما يتعلق برفع الحماية الخاصة عن جون بولتون؛ مستشاره السابق للأمن القومي، وقد سبق لترامب أن فصله من منصبه، وخطورة هذا القرار تأتي من الفرضية الآتية: ماذا لو تم تصفية الرجل ؟؟؟ وهو مهدد من قبل إيران لأسباب معلومة للجميع..فمن المؤكد أن الحادث سيتم تغطيته على نطاق واسع ومضلل على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، لدفع الرئيس ترامب إلى مهاجمة إيرانبكامل القدرات العسكرية الأمريكية المدمرة.. ولنا هنا أننتساءل: من أكبر المستفيدين وفقا لهذ الفرض ؟؟؟خلاصة رسالتي لفخامة الرئيس ترامب: الكثير من قراراتك تهدد أمنك الشخصي.. والخطر الأكبر قد يأتي من أهم حلفائك بالشرق الأوسط، وسيكون بالطبع تحكمه نظرية المؤامرة، فصديقك… خائن بطبعه، وقد يجبرك على تنفيذ مخططاته.. لذا اسمح لي معالي الرئيس ترامب بأن اقترح عليكم: صدور توجيهاتكم بعودة تأمين الخدمة السرية لحراسة “جون بولتون“ لاعتبارات سياسية وأمنية، أقول هذا رغم أنني اعتبره من أعداء الإنسانية.

   وختاما، دعوني أتساءل مع القراء الأعزاء: أليس من الغريب أن تستبعد الآن الغالبية العظمى من المنصات الإعلامية على المستوى الدولي وبما فيها السوشيال ميديا،الحديث عن التهديدات الإيرانية لإسرائيل ومشروع إيران النووي، ويُطرح على الطاولة فقط وبقوة ملف تهجير الفلسطينيين للأردن وسيناء، وكأن هناك من يوجه الإعلام حيث يشاء !!! فما السبب وراء تهميش الملف الإيراني، خاصة على مستوى اهتمام قادة أمريكا وإسرائيل ؟!!! ربما تكون الإجابة أن مهاجمة إيران تكلفتها الآن باهظة، ولا تتحملها إسرائيل ومن ورائها.. وهذا يدعو مصر إلى أن التفكر بجدية في اتخاذ كافة الإجراءات الردعية الوقائية الكافية.. لوأد أي فكرة لدى إسرائيل لتهجير الفلسطينيين لسيناء، خلاصة القول: “رب ضارة نافعة” فالقانون الرئيسي الذي يحكم غابتنا الأرضية هو ” البقاء للأقوى”.

لواء دكتور/ شوقي صلاح
الخبير الأمني وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة Tags: ترامبقانون الغابة

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: ترامب المتحدة الأمریکیة الولایات المتحدة الجنائیة الدولیة الرئیس ترامب من المؤکد

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا

يرى الكاتب الأميركي ديفيد فرنش أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل مع الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا برؤية قتالية كما لو أن الولايات المتحدة على شفا حرب، مؤكدا أن المؤشرات تتزايد يوميا على أن أميركا لم تعد بلدا مستقرا.

وكتب فرنش، في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن "إدارة ترامب تتأهب للقتال في شوارع أميركا" في تعاملها مع أعمال العنف التي اندلعت في أوساط المهاجرين في لوس أنجلوس إثر احتجاجات على الاعتقالات التي قام بها موظفو إدارة الهجرة والجمارك ضد المهاجرين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست تستطلع آراء ألف أميركي بشأن احتجاجات لوس أنجلوسlist 2 of 2صحيفة إسرائيلية: تحالف نتنياهو والحاخامات يحبط آمال الجيش بتجنيد الحريديمend of list

ولاحظ الكاتب أن مستوى أعمال العنف في لوس أنجلوس لا يزال حتى الآن محدودا، والأهم من ذلك أنه في مقدور مسؤولي ولاية كاليفورنا ومدينة لوس أنجلوس التعامل معه، لكن إدارة ترامب تميل للتعامل مع الوضع بأنه "تمرد" كما ورد على لسان ستيفن ميلر، أحد أقرب مستشاري الرئيس ترامب وأهم مهندس لسياسات الهجرة في إدارته.

"غزو"

ومن جانبه، يرى جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن ما يجري في لوس أنجلوس هو "غزو"، وكتب في تدوينة على منصة إكس "لدينا مواطنون أجانب ليس لديهم حق قانوني في الوجود في البلاد، يلوحون بأعلام أجنبية ويعتدون على سلطات إنفاذ القانون. يا ليت لدينا كلمة طيبة تُعبّر عن ذلك".

إعلان

وفي المنحى نفسه، برر وزير الدفاع بيت هيغسيث، في تدوينة على منصة إكس، لجوء الإدارة الأميركية إلى نشر الحرس الوطني لدعم قوات إنفاذ القانون الفدرالية في لوس أنجلوس وحشد قوات مشاة البحرية للغرض نفسه.

ونشر الرئيس ترامب السبت الماضي تدوينة على موقع "تروث سوشيال"، قال فيها إنه "إذا لم يتمكن غافن نيوسكوم حاكم كاليفورنيا، وكارين باس رئيسة بلدية لوس أنجلوس، من القيام بوظائفهما، وهو ما يعلم الجميع أنهما لا يستطيعان القيام به، فإن الحكومة الفدرالية ستتدخل وتحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة اللازمة".

وفي اليوم الموالي، قال ترامب إنه أعطى توجيهات لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ولوزير الدفاع بيت هيغسيث، والمدعية العامة بام بوندي، بالتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات المعنية الأخرى، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحرير لوس أنجلوس مما سماه "غزو المهاجرين".

انتهاك لسيادة الولاية

واستدعى ترامب 2000 عنصر من الحرس الوطني للخدمة الفدرالية، ونشرهم في لوس أنجلوس، رغم أن كارين باس وغافن نيوسوم لم يطلبا ذلك التدخل لأن ولاية كاليفورنيا تمتلك موارد هائلة للتعامل مع الاضطرابات الحضرية، في وقت لم يترك لهما ترامب الفرصة لإجراء اللازم.

وطلب نيوسوم من ترامب إلغاء نشر قوات الحرس الوطني، واصفا إياه بأنه "انتهاك خطير لسيادة الولاية".

وتوقف الكاتب مليّا عند مغزى قرار ترامب، وقال إنه بالتدقيق في الأمر "نجد أن تصرفات إدارة ترامب لا تتطابق تماما مع قلقها. نشر ترامب الحرس الوطني، لكنه لم يُفعّل قانون التمرد، وهذا تمييز قانوني بالغ الأهمية".

واستشهد الكاتب برأي ستيفن فلاديك، وهو أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، والذي قال إن "ترامب أمر الحرس الوطني بالتوجه إلى لوس أنجلوس بموجب قانون مختلف، يسمح للرئيس باستدعاء الحرس الوطني عندما يكون هناك تمرد أو خطر تمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة".

إعلان

وبموجب ذلك القانون، فإن قوات الحرس الوطني تتمتع بسلطة "قمع التمرد"، لكنها لا تتمتع بالسلطة الكاملة لإنفاذ القانون التي قد يمتلكها الجنود إذا قرر الرئيس نشر وحدات الجيش بموجب قانون التمرد.

وبالتالي فإن مهمة قوات الحرس الوطني التي أمر ترامب بنشرها في كاليفورنيا، تتمثل في حماية موظفي وزارة الأمن الداخلي من هجمات المتظاهرين، وفق تفسير ستيفن فلاديك.

لغة متطرفة

يخلص الكاتب إلى أن إدارة الرئيس ترامب تستعمل لغة متطرفة وأبدى تخوفه من أن تكون الخطوة التالية هي التعامل مع الأمر بأنه "تمرد" و"غزو المهاجرين" لتبرير المزيد من السيطرة العسكرية، وربما اللجوء إلى "قانون التمرد".

ويرى الكاتب أن صياغة "قانون التمرد" فضفاضة ومن شأنها أن تمنح الرئيس كل السلطة القانونية اللازمة لنشر عشرات الآلاف من الجنود في الشوارع، مشيرا إلى أن ترامب أعرب علنا عن ندمه لعدم استخدام المزيد من القوة لقمع الاضطرابات عام 2020 ويُقال إن حلفاءه وضعوا خططا لتفعيل قانون التمرد خلال ولايته الثانية.

وتساءل الكاتب: هل يريد ترامب إيذاء المتظاهرين؟ وهناك يتذكر الكاتب أن وزير دفاع ترامب السابق مارك إسبر صرّح بأن ترامب سأل رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك ميلي عام 2020 "ألا يمكنك إطلاق النار عليهم ببساطة، إطلاق النار على أرجلهم أو شيء من هذا القبيل؟".

ويرى الكاتب أن خلفية الصراع بين ترامب وحاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم تكمن في تلويح إدارة ترامب بإلغاء واسع النطاق للتمويل الفدرالي لولاية كالفورنيا، في حين اقترح نيوسوم حجب أموال ضرائب كاليفورنيا عن الحكومة الفدرالية، مشيرا إلى أن سكان كالفورنيا يدفعون للحكومة الفدرالية ضرائب أكثر مما تتلقاه الولاية من تمويل فدرالي.

مقالات مشابهة

  • ترامب يؤكد وقوف الولايات المتحدة بجانب إسرائيل في عدوانها على إيران
  • الصين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة
  • تمرد كاليفورنيا.. ما الأدوات التي تملكها الولايات لكبح السلطة الفدرالية؟
  • كاتب أميركي: الولايات المتحدة لم تعد بلدا مستقرا
  • الرئيس الإيراني: لن نستسلم للظلم والاستبداد والقوة التي تمارس ضدنا
  • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سيحضر مواجهة الاهلي وانتر ميامي
  • الرئيس الإيراني: لن نرضخ للتهديدات الأمريكية ومستعدون للمواجهة
  • البيت الأبيض: الرئيس ترامب لن يسمح بعنف الغوغاء في المدن الأمريكية
  • الولايات المتحدة تحذر من اغتيال الرئيس الشرع
  • احتجاجات الهجرة تنتشر في الولايات الأمريكية وآلاف المارينز يقمعون المتظاهرين