سودانايل:
2025-12-12@11:48:30 GMT

الحرب أخرجت الفئران من جحورها

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

هذه الشعب الطيب ابتلاه الله بالمحن التي ظلت تتنزل عليه من زمان بعيد ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط . )
ومن عظيم ما يبتلى به الناس الحرب وفيها كما في كل الابتلاء فوائد كثيرة منها :
• الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها.


• فتح باب التوبة والذل والانكسار بين يدي الله.
• قوة الإيمان بقضاء الله وقدره واليقين بأنه لاينفع ولا يضر الا الله.
• تذكر المآل وإبصار الدنيا والناس على حقيقتها.
وقد فتحت هذه الحرب أعين الكثيرين كما أعمت أعين الكثيرين ، فقد سقط كثيرون في الفتنة ، وبدلا من الرجوع لله وللحق ، اختاروا الوقوف مع الباطل ، ودافعوا بكل قوة عن القاتل ، والسارق والمغتصب ، ولم تتفتح ضمائرهم وانساقوا وراء تعلميات أحزابهم ونصرة جماعتهم حتى وهم ينظرون ما تقوم به مليشيات الدعم السريع الجنجويدية من فظائع يشيب لها الولدان .
نعم كان الناس يظنون في حميدتي ومليشياته أنه نصرة للناس وأنه كما رفعوا شعاراتهم ( حميدتي الضكران مخوف الكيزان ) ، لكن كما تبين لاحقا للأصحاء عقليا أن من المستحيل أن تجني من الشوك العنب ، فنفض الوطنيون يده منه ، وليس العيب أن تعود للصواب متى ما تبين لك الطريق (وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ اِبْرٰهِیْمَ لِاَبِیْهِ اِلَّا عَنْ مَّوْعِدَةٍ وَّعَدَهَاۤ اِیَّاهُۚ-فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهٗۤ اَنَّهٗ عَدُوٌّ لِّلّٰهِ تَبَرَّاَ مِنْهُؕ-اِنَّ اِبْرٰهِیْمَ لَاَوَّاهٌ حَلِیْمٌ ) ، فالحق قديم كما قال سيدنا عمر ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل .
عميت قلوب البعض وكلت أبصارهم لا لشيء إلا لفهمهم الناقص لـ ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) ولأنهم يؤمنون (بأن عدو عدوي صديقي ) .
من دافعوا ولا يزالون على ضلالهم لم يتبعوا إلا أحزابهم ومصالحها ، وضربوا أسوأ المثل خاصة من يدعون العلم ، وأثبتوا أنهم لا يدافعون عن الديمقراطية لأنهم أول من يصادرها إذا خالفتهم ، وبنفس منهج الكيزان اللئام من قدح في الشخصيات واغتيالها بلا علم ، ولا تثبت . لا فرق حقيقة بين المتعصبين سواء أكانوا كيزانا أم بعثيين أو شيوعيين أو غيرهم ، كلهم يدعون وصلا بليلى وليلى أبعد ما تكون عنهم .
مَن مِن الناس من لا يعرف الكيزان وألاعيبهم ؟ مَن مِن الناس لا يعرف نواياهم ؟ وحبهم للدنيا والسلطة وشهوتهم للمال ، لم يعنيهم أن يستفيدوا من درس الحرب فيشعروا بالندم على ما فعلوه بالناس ، ولا فتح الله عليهم مغاليق أنفسهم بالتوبة والرجوع لله تعالى في هذا الابتلاء العظيم ، ولم يؤمنوا أن الملك بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء .
وسرعان ما تكشفت للكل نواياهم مع بوادر النصرللقوات المسلحة وانكسار حدة القتال ، وأي مراقب للأحداث يعلم تماما أن ركوبهم لموجة تأييد الجيش كانت للوصول للسلطة والعودة للحكم ، هذا ديدنهم وهذا ما يعرفه القاصي والداني عنهم ، ولسنا في حاجة لمن ينبهنا له ، خاصة من أولئك الذين ليس في مخيلتهم إلا الكيزان ، حتى أصابهم رهاب الكوزنة ، فلم يعودوا يرون إلا الكوز في كل خطوة . هذا بالضبط ما أقعد الناس وحصرهم فلم يجدوا للأسف مخرجا إلا بنصرة القاتل والسارق ما دام يحارب نيابة عنهم عدوا متوهما في خيالهم المريض .
عميت أبصارهم عن رؤية الحقيقة الماثلة أمامهم من إجرام الجنجويد فطفقوا يشككون في الجيش ويتمنون هزيمته ولا يهم بعد ذلك ما يكون وإن استلمت البلد جموع الغوغاء والرجرجة الذين بيدهم سلاح يستخدمونه بلا تمييز ، في مجازر لا تفرق بين البرئ والمذنب .
لم يدرك هؤلاء أن قديما قالوا بدفع الضرر الأكبر مقدم على دفع الضرر الأصغر ، وأن تأييد الجيش كمؤسسة وطنية عريقة فيه دفع لأكبر ضرر يهدد كامل البلد ثقافيا واجتماعيا وديمغرافيا ، وأن الكيزان مهما بلغوا من السوء مقدور عليهم لو أبقينا على الوطن والأرض والعرض .
أما وأن نسلم البلد للمجهول فإن الجميع الكيزان وأعداءهم لن يجدوا وطنا يقاتلون فوق أرضه ,
أخطأت قحت وأخطأ من يشايعهم بترك الجيش كمؤسسة ليهتبلها الكيزان فرصة لا تعوض لركوب الموجة ، وهذه غفلة كبرى ، بل اصطفوا خلف الرهان الخاسر في تدافع غير محسوب النتائج ، وضخموا من تأثير الكيزان في الجيش حتى نسبوا لهم المؤسسة بأكملها .
هذا ليس مجرد كلام يقال ليأتي واحد من المغيبين ليصفه ويصف كاتبه بالكوزنة ، هذه حقيقة ، ولينظر أي عاقل أين يقف الشعب ، هل يظن ظان أن من فقد أملاكه أو قريبا له أو هجر من بلده سيقف مع من سرقه وأخرجه من بيته واستباح عرضه و من أجل ماذا ؟
وهل هذا المواطن سيقف ليستمع لك وانت تفلسف الأمور وتقول له قف مع قاتلك وسارقك لأنه يقتلك ويسرقك وينهك عرضك من أجلك ومن أجل البلد ؟
إذا كنت لا تستطيع أن تميز ولا أن تفهم فهذا شأنك ؟ ولكن لا تجبر الناس على أن يمشوا ضد قناعتهم ، ولا تصادر حقهم في قول ما يعتقدون .
ومن الغريب أن يقف المتعلم والمتذاكي خلف الجاهل و يؤيده ، من رئيس الجنجويد كبير الجهلة الذي يردد ما لا يفهمه عن الديمقراطية والمدنية إلى أصغر جندي من جنوده لا يعرف الكوز من الكوس ولا المدرعات من المدلعات ، حتى صاروا أضحوكة الدنيا ، هل بمثل هؤلاء يا أيها المتعلم تريد أن تبني بهم دولة الديمقراطية والمدنية لتزاحم بها في عالم اليوم .
وقديما قالوا الغرض مرض ، لا فرق بين كوز يسعى للسلطة عبر ركوب الموجة ، ولا بين أعدائهم الذين يريدون الحكم عبر فوهة بندقية حميدتي ، كلاهما في نظر الناس سواء ، أما الوطن والشعب فلا تتمسحوا بهما فليس الناس بالغباء الذي تعتقدون .
من أسوأ العمى أن تعمى القلوب التي هي في الصدور ولا تعمى الأبصار .

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

آلهة “تقدم” تعاقبنا بحمل صخرة الكيزان صعوداً وهبوطاً إلى قيام الساعة

آلهة “تقدم” تعاقبنا بحمل صخرة الكيزان صعوداً وهبوطاً إلى قيام الساعة
عبد الله علي إبراهيم
(استعيد هنا كلمة لي ليست قديمة جداً حيال البشر الذي رأيته طفح أمس على وجوه دعاة “لا للحرب” مكاء وتصدية بعد إعلان جماعة من دول الغرب الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. المتغطي بالعالم عريان)
أسأل نفسي ما هو ميس (في لعب الأطفال) أهل قحت وتقدم الذي يبلغون البلد به ويكون يوم النصر المؤكد على الكيزان فيرتاح خاطرهم وخاطر البلد. تربصوا بهم بعد انقلاب 1969 وسموهم “إخوان حتحوت” لينتهي الانقلاب التقدمي المزعوم في 1983 إلى ثيوقراطية دينية من أبو كديس أو أبو كيزان. وتربصوا بهم قبل ثورة ابريل 1985 وما بعدها ودمغوهم ب”السدنة” وتكأكأوا على شيخهم الترابي بأقصى “حي الصحافة” وغلبوه. ثم عاد الكيزان بانقلاب 1989 دولة ثيوقراطية لآخر حد. ثم اسقطوهم ك”فلول” في 2019 بل داسوهم دوس. ثم عادوا. ومدعوون نحن الشعب ما نزال للتعبئة لاستئصال الكيزان.
أليس ثمة شيء غاية في الخراقة هنا؟ حتاما نساري الكيزان في الظلم؟ فليس يصدق احتشادنا لعقود لهزيمة الكيزان بلا طائل إلا أن تكون أصابتنا “لعنة” الكيزان كما في لعنة سيزيف. فتقول الأسطورة الإغريقية عن لعنة سيزيف إن الآلهة عاقبته بحمل صخرة عظيمة إلى قمة جبل ما يبلغها حتى تتدحرج الصخرة مرة أخرى إلى أسفل. فيعيد الدورة. يرفعها إلى قمة الجبل. تتدحرج. يرفعها ثانية وهكذا دواليك إلى قيام الساعة لو اعتقد الإغريق الكفرة فيها.
يبدو أن لا قحت ولا تقدم تريد لنا أن نرى عيبها من وراء قرارهم تحميلنا صخرة الكيزان التي أوثقوها على أكتافنا. وعيبها أنها لا تحسن القضاء عليهم. فيخرج عليهم الكيزان من ثقب إهمال تراجيدي في أداء واجباتهم ويسألون: من أين جاء هؤلاء؟ وعلينا حمل الصخرة في الواد لأنهم حين فشلوا، وأدمنوا الفشل، خرجوا منه كالشعرة من العجين “واشكع على الكيزان”.
عبد الله علي ابراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/10 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة كانت الحلويات المتاحة في الدكاكين كلها تعود الى العصر الحجري2025/12/10 (المعلومة والجيوسياسية)2025/12/10 هجليج بين حدثين2025/12/10 جيران السودان ما عدا دولتين هما أسوا جيران جٌبلوا على الغدر ونقض المواثيق2025/12/10 كوزنة المقاومة تكنيك ناجح في خدمة الغزاة2025/12/09 السودان واستراتيجية ترمب للأمن القومي2025/12/09شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل 2025/12/09

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • بعد عام من وقف إطلاق النار.. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟
  • نجاح باهر.. لقاح جديد قد يحمي البشر من الحساسية المفرطة
  • الجيش الإيراني يزيح الستار عن منظومة الحرب الإلكترونية “صياد 4”
  • الجميّل: نحن في مرحلة مفصلية.. وحزب الله يُصعّب المهمة على الجيش
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية
  • آلهة “تقدم” تعاقبنا بحمل صخرة الكيزان صعوداً وهبوطاً إلى قيام الساعة
  • وزير إسرائيلي يعلق على هتافات الجيش السوري لغزة.. الحرب حتمية
  • وزير إسرائيلي يعلق هتافات الجيش السوري لغزة.. الحرب حتمية
  • الأوقاف: زيارة المتنافسين في المسابقة العالمية للقرآن للمتاحف تعزز فهم الحضارة المصرية
  • 6 خصال تفتح لك أبواب الجنة.. مكارم أخلاق وعد بها النبي