جندي روسي: أبناء النخبة لا يشاركون في المعارك بأوكرانيا
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
كشف جندي روسي عن أن أبناء كبار المسؤولين ورجال الأعمال يحتلّون الصفوف الخلفية في ساحات المعارك عند التحاقهم بالخدمة العسكرية في الحرب على أوكرانيا، وأنهم يعودون بعد 6 أشهر وقد حصلوا على شهادة "محارب قديم" للاستفادة من الامتيازات التي تحدث عنها الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية، يقول الكاتب غينادي سفيدريغايلوف إن هذا التوجه يثير استياء الجنود الذين يحتلون الصفوف الأمامية ويتعرضون للخطر، مما ينذر بتصاعد حالة من التوتر داخل القوات المسلحة ويقوّض مكانة "النخبة الجديدة".
ونقل الكاتب عن الجندي بافل غوباريف، المعروف منذ عام 2014 بلقب "الحاكم الشعبي" لمنطقة دونيتسك، قوله في تصريح للمراسل الحربي يوري كوتينوك، إن الآونة الأخيرة شهدت ظاهرة جديدة تتمثل في إرسال أبناء النخبة إلى مناطق المعارك ضمن "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا" بهدف الحصول على لقب "محارب قديم"، من دون أن يشاركوا فعليا في القتال.
في الخطوط الخلفيةوأضاف الكاتب -نقلا عن غوباريف- أن تصريح الرئيس بوتين الذي أكد فيه أن المشاركين في العملية العسكرية الخاصة سيشكلون "النخبة الجديدة" في البلاد، أثار رغبة عديد من أبناء كبار المسؤولين ورجال الأعمال في المشاركة في الحرب.
إعلانوذكر غوباريف أن أبناء النخبة يلتحقون بالعملية العسكرية، لكنهم يحرصون على أن يكونوا في الخطوط الخلفية، ويكتفون بتأدية مهام يسيرة ويتجنبون المشاركة المباشرة في العمليات القتالية، ثم يعودون بعد 6 أشهر حاملين شهادة "محارب قديم".
وأعرب غوباريف عن قلقه من أن تثير هذه الممارسات استياء المقاتلين الذين يخاطرون بحياتهم يوميا في الخطوط الأمامية، مؤكدا أن معايير "النخبة الجديدة" لا تعكس المساهمة الحقيقية في العمليات العسكرية، وقد تخلق نوعا من التوتر داخل صفوف الجيش الروسي.
النخبة الجديدةأوضح الكاتب أن الرئيس بوتين شدد في عديد من المناسبات على أهمية دور المشاركين في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، مطلقا عليهم لقب "النخبة الحقيقية" للبلاد.
وفي خطابه أمام البرلمان يوم 29 فبراير/شباط 2024، أكد بوتين أن النخبة الحقيقية يشكلها أولئك الذين يخدمون البلاد من عمّال وجنود أثبتت أفعالهم مدى ولائهم لروسيا.
وقال بوتين "أنظر إلى هؤلاء الشجعان، وأحيانا إلى شباب في مقتبل العمر، ويمكنني القول دون مبالغة إنني أفتخر من أعماق قلبي بشعبنا وأمتنا وهؤلاء الأشخاص تحديدا. هؤلاء لن يتراجعوا ولن يخذلونا ولن يخونونا".
وتابع الكاتب بأن بوتين أوضح أن مصطلح "النخبة" فقد مصداقيته بسبب أولئك الذين تمكنوا من تكوين ثروات في تسعينيات القرن الماضي خلال الأزمة الاقتصادية التي واجهتها البلاد، من دون أن تكون لهم أي إنجازات حقيقية تعود بالنفع على المجتمع.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، جدد بوتين تصريحاته بأن السلطات الروسية ستواصل الاعتماد على جنود العملية العسكرية الخاصة، مؤكدا أن هؤلاء المقاتلين يشكلون "النخبة الحقيقية" في البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات العملیة العسکریة الخاصة النخبة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
رغم لهيب المعارك.. روسيا وأوكرانيا على طاولة التفاوض في إسطنبول
عقدت روسيا وأوكرانيا، اليوم الاثنين في مدينة إسطنبول التركية، الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ اندلاع الحرب عام 2022، وسط تصاعد مستمر في العمليات القتالية وتباين واضح في مواقف الطرفين حول كيفية إنهاء النزاع.
وتأتي الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية، بعد ساعات من “هجوم نوعي” بالمسيرات شنته كييف على 4 قواعد جوية عسكرية داخل العمق الروسي، وآخر يعد الأكبر منذ 2022 نفذته موسكو في أنحاء مختلفة من أوكرانيا.
ووصل وفد أوكرانيا برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف، بينما يرأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين، في ظل توقعات بعقد اجتماع رسمي بين الجانبين خلال اليوم.
ورغم جهود الوساطة الدولية ومشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لم تُحقق الجولة الأولى التي جرت في 16 مايو أي تقدم على صعيد وقف إطلاق النار، بل اقتصرت على تبادل الأسرى وبيان مواقف التفاوض الأولية.
ومن جانبها، أعلنت أوكرانيا عن هجوم واسع استهدف قواعد روسية في سيبيريا، كما أطلقت روسيا أكبر هجوم بالطائرات المسيرة خلال الحرب على الأراضي الأوكرانية.
وتسعى كييف في مفاوضات إسطنبول إلى ضمان عدم تقييد قدراتها العسكرية مستقبلاً، ورفض الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي التي سيطرت عليها، إلى جانب طلب تعويضات عن الأضرار، مع جعل خط المواجهة الحالي نقطة انطلاق للنقاشات حول الأراضي.
في المقابل، عرض الكرملين مسودة اتفاق سلام تتضمن الخطوط العريضة لمفاوضات محتملة حول وقف إطلاق النار، لكن الجانب الأوكراني لا يزال ينتظر الحصول عليها بشكل رسمي.
بدوره، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إحلال السلام، لكنه حذر من انسحاب واشنطن من جهود الوساطة إذا استمر تعنت الطرفين، في حين يستمر القتال في إحداث دمار واسع ومآسي إنسانية.