موقع 24:
2025-07-28@17:52:19 GMT

القهاوي المصرية صمام أمان اجتماعي

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

القهاوي المصرية صمام أمان اجتماعي

في زياراتي إلى مصر، وتحديدًا القاهرة، أجد نفسي كل صباح في أحد مقاهي وسط البلد، أجلس هناك، أرتشف كوب الشاي بتمهل، وأراقب الحياة وهي تستيقظ على مهل. مع إشراق الشمس، يبدأ الشارع المصري في رسم ملامحه اليومية، حيث تمتزج نداءات الباعة بخطوات العابرين، وتتعالى ضحكات الصباح بين روّاد المقهى، الذين يجلسون وكأنهم جزء من هذا المكان منذ الأزل.

هنا، في هذه الزاوية الصغيرة من مصر، أشعر بأنني داخل مشهد حيّ يعكس روح هذا البلد بكل تفاصيله، من دفء العلاقات إلى بساطة الحياة التي لا تخلو من عمق.
في مصر، ليست المقاهي مجرد أماكن لشرب القهوة أو الشاي، بل هي منصات للحوار ومرافئ للراحة وملتقيات يتداخل فيها العام بالخاص. على الطاولات الخشبية العتيقة، تجد النقاشات تمتد من السياسة إلى كرة القدم، ومن هموم المعيشة إلى حكايات الطفولة. في هذه المساحات المفتوحة، تُعاد صياغة العلاقات، حيث يجلس رجل الأعمال إلى جوار البائع المتجول، ويتبادل المثقف حديثًا عفويًا مع العامل، في لقاءات تعكس طبيعة المجتمع المصري، الذي لا يعرف حواجز حقيقية بين أبنائه، بل يجمعهم الودّ والسجال اللطيف.
حين تضيق الحياة بأحدهم في مصر، لا يبحث عن العزلة، بل يجد في المقهى متنفّسًا يخفف عنه ثقل الأيام، وتقلبات الزمن. هناك، في زوايا هذه الأماكن العامرة بالحياة، تُروى الحكايات، تُطرح التساؤلات، ويجد كل شخص أذُنًا صاغية أو حتى نظرة تفهّم تُعيد إليه شيئًا من الطمأنينة. ليست المقاهي في مصر مجرد نقاط تجمع، بل هي نوافذ تطل منها الروح المصرية على ذاتها، حيث يتنفس الناس براح الحديث، ويتجدّد الأمل مع كل فنجان يُرفع، ومع كل ضحكة تخترق روتين اليوم.
لطالما كانت المقاهي في مصر ملتقى للمثقفين والمفكرين، حيث جلس العقاد، وتأمل طه حسين، وساجل المازني، وحاور نجيب محفوظ أصدقاءه، في جلسات أفرزت رؤى أثرت الأدب والفكر العربي. على هذه المقاعد، تشكّلت ملامح الحركات الثقافية، وتلاقحت الأفكار، وخرجت من بين الدخان المتصاعد روايات ومقالات حملت نبض الشارع المصري. هنا، لا تقتصر الأحاديث على الحياة اليومية، بل تمتد إلى أفق أوسع، حيث تناقش القضايا الكبرى كما لو أن هذه الطاولات الصغيرة تحولت إلى منابر للحوار الوطني والتأمّل العميق في واقع مصر ومستقبلها.
لكن المقاهي في مصر ليست فقط موطنًا للثقافة والفكر، بل هي أوطان صغيرة للتكاتف الاجتماعي. حين يمر أحد روّاد المقهى بلحظة فرح، يشاركه الجميع بهجته، وحين يواجه أزمة، يجد من يواسيه ولو بكلمة طيبة. هذا التلاحم البسيط، الذي قد لا يُلتفت إليه في زحام الحياة، هو ما يجعل المجتمع المصري متماسكًا رغم كل التحديات التي لا يبدو لها نهاية. هنا، بين طاولات المقاهي، تُبنى الصداقات، وتتشكل دوائر الدعم غير الرسمية، التي تحوّل اللقاءات اليومية إلى روابط أعمق من مجرد تقاطع طرق.
ورغم تطور مصر ودخول الحداثة إلى كل زاوية فيها، فإن المقاهي لا تزال تحافظ على روحها الأولى. صحيح أن البعض يجلس اليوم منشغلًا بهاتفه، لكن في المقابل، لا تزال هناك طاولات لا تعرف الصمت، ولا تزال الضحكات تمتزج بصوت ارتطام الملاعق بالأكواب، ولا تزال الأرواح تبحث عن لحظات الصفاء وسط ضجيج المدينة. في كل صباح، حين أجلس هناك، في قلب القاهرة، أشعر بأنني داخل لوحة حية، حيث تتشابك الأصوات، وتتداخل الحكايات، وتستمر مصر في البوح بأسرارها لمن يعرف كيف يصغي إليها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر لا تزال فی مصر

إقرأ أيضاً:

تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)

على الرغم من التهديدات، كشف تحقيق إسرائيلي عن مواصلة بعض شركات الطيران جدولة رحلاتها عبر المجال الجوي لإيران والعراق واليمن، وهي مناطق معرضة لخطر كبير من إطلاق الصواريخ والهجمات الإرهابية.

 

وبحسب التحقيق الذي أجرته صحيفة معاريف وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن عددًا كبيرًا من شركات الطيران لا تزال تعمل فوق إيران والعراق واليمن، بينما تتجنب معظم شركات الطيران الغربية وأمريكا الشمالية باستمرار الطيران في هذه المناطق خوفًا من استهداف طائراتها.

 

وحسب التحقيق لا تزال شركات الطيران من الشرق الأوسط وروسيا، وحتى أجزاء من آسيا وأوروبا، تتبع مسارات منتظمة هناك. بعضها يفعل ذلك باستخدام ما يُعرف بـ "الرحلات الجوية عالية الارتفاع"، أي التحليق فوق ارتفاع 32,000 قدم، على أمل أن يقلل ذلك من خطر التعرض للصواريخ.

 

يشير التحقيق إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع دولًا مثل إسرائيل والولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة إلى حظر الطيران فوق إيران ليس فقط التهديد المباشر بهجوم صاروخي، بل أيضًا الخطر الاستراتيجي الأوسع المتمثل في التصعيد الأمني في المنطقة.

 

وقال إن البرنامج النووي الإيراني واحتمال تصاعد التوترات التي قد تؤدي إلى عمل عسكري أو رد إيراني انتقامي يجعلان المجال الجوي الإيراني متقلبًا بشكل خاص.

 

في مثل هذا السيناريو، قد تجد طائرة مدنية تحلق عبر المجال الجوي الإيراني نفسها في منطقة صراع نشطة أو تُستهدف عن طريق الخطأ من قِبل أنظمة الصواريخ. علاوة على ذلك، فإن أي هبوط اضطراري في إيران - سواءً بسبب مشكلة طبية أو عطل فني - قد يُعرّض الطائرة وطاقمها، وخاصةً الركاب الإسرائيليين والأمريكيين والأوروبيين، لمخاطر جسيمة، بما في ذلك الاعتقال والاستجواب، أو حتى الابتزاز السياسي. وفق التحقيق.

 

في السنوات الأخيرة، أظهرت عدة حوادث كيف يُمكن للهبوط الاضطراري في دول معادية أن يُشعل فتيل الأزمات. من الأمثلة البارزة على ذلك إجبار طائرة رايان إير على الهبوط في بيلاروسيا، والتي استخدمها النظام آنذاك كأداة. في إيران نفسها، استُخدم مواطنون أجانب سابقًا كورقة مساومة. التهديد في مثل هذه الحالات ليس عمليًا فحسب، بل سياسيًا أيضًا. ومن الأمثلة المروعة للإسرائيليين الحلقة الافتتاحية من مسلسل "طهران"، حيث أُجبر إسرائيليان على الهبوط اضطراريًا في طهران، ثم استُجوبا تحت التهديد والتعذيب.

 

اليمن: خط أحمر واضح

 

يقول التحقيق "تُصنّف معظم هيئات الطيران الدولية المجال الجوي اليمني على أنه محظور تمامًا. تفرض إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، بموجب اللائحة SFAR 115، حظرًا تامًا على التحليق فوق اليمن. كما تدعو دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا إلى تجنب التحليق فوق اليمن تمامًا".

 

وزاد "اليمن في خضم صراع عسكري، وتواصل منظمة الحوثي الإرهابية إطلاق صواريخ متطورة، بما في ذلك باتجاه إسرائيل. تكاد لا تُحلّق أي شركة طيران تجارية فوق اليمن، باستثناء مسارات نادرة بعيدة عن الساحل فوق البحر الأحمر".

 

وتابع "في بعض الحالات، تسمح الجهات التنظيمية بالرحلات الجوية فوق العراق أو حتى إيران - ولكن فقط على ارتفاعات عالية جدًا، عادةً ما تتجاوز مستوى الطيران 320 (32,000 قدم). يُعتبر هذا بعيدًا عن متناول الصواريخ المحمولة على الكتف وأنظمة الدفاع الجوي الأساسية. ومع ذلك، فهو لا يحمي من الصواريخ الباليستية أو أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، كما أظهرت الحوادث السابقة".

 

كما هو متوقع، حسب التحقيق لا تُحلّق شركات الطيران الإسرائيلية - العال، ويسرائير، وأركيا، وحيفا للطيران - فوق أي دول معادية. حتى في الرحلات المتجهة إلى الشرق الأقصى، تمر عبر قبرص، وتركيا، وجورجيا، أو أذربيجان، متجاوزةً إيران والعراق تمامًا. بما أنه لا يُسمح لهم بالهبوط في دول العدو، فإن أي خطر من حدوث عطل فني يستلزم تجنب تلك المناطق تمامًا.

 

من يحلق فوق إيران؟

 

يُعتبر المجال الجوي الإيراني، المعروف بمنطقة معلومات الطيران في طهران، خطيرًا للغاية منذ إسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية بصاروخ في يناير 2020.

 

ورغم ذلك، تواصل العديد من شركات الطيران من الشرق الأوسط وآسيا، وحتى أوروبا الشرقية، التحليق فوق إيران يوميًا. تُسيّر طيران الإمارات وفلاي دبي رحلات مباشرة إلى طهران من الجنوب. واستأنفت الخطوط الجوية القطرية تسيير رحلاتها عبر العراق وإيران، بما في ذلك رحلات إلى كاتماندو ودلهي وكوالالمبور.

 

الرحلات التي تعبر إيران هي في المقام الأول تلك التي تسافر بين أوروبا الغربية وجنوب آسيا أو الشرق الأقصى. ومن أبرز هذه المسارات:

 

جنوب شرق، مرورًا بطهران، يزد، وكرمان.

 

المسار L124 - يعبر وسط إيران في منطقة زاهدان، ويستمر إلى باكستان، عُمان، أو الهند.

 

هذه المسارات أقصر بكثير من الطرق الالتفافية عبر الخليج، القوقاز، أو المملكة العربية السعودية.

 

ما هي شركات الطيران التي تستخدم المجال الجوي الإيراني؟

 

طيران الإمارات

 

فلاي دبي

 

الخطوط الجوية القطرية

 

الخطوط الجوية التركية

 

خطوط بيغاسوس الجوية

 

إيروفلوت

 

الخطوط الجوية الأوزبكية

 

الخطوط الجوية الصربية

 

طيران الجزيرة

 

العربية للطيران

 

كام للطيران (أفغانستان)

 

ماهان للطيران (إيران)

 

الخطوط الجوية السورية

 

ما هي شركات الطيران التي تتجنب إيران تمامًا؟

 

لوفتهانزا، الخطوط الجوية السويسرية، الخطوط الجوية النمساوية

 

الخطوط الجوية البريطانية

 

كيه إل إم

 

الخطوط الجوية الفرنسية

 

إيبيريا

 

فين إير

 

الخطوط الجوية الإسكندنافية (ساس)

 

فيرجن أتلانتيك

 

الخطوط الجوية الأمريكية

 

يونايتد إيرلاينز

 

خطوط دلتا الجوية

 

وطبقا للتحقيق فإن الخطوط الجوية الإسرائيلية (إل عال، يسرائير، أركيا، حيفا للطيران) - أيضًا لا تحلق فوق إيران أو العراق أو اليمن.

 

وخلص التحقيق إلى ان معظم شركات الطيران العالمية الكبرى تتجنب التحليق فوق إيران واليمن والعراق. مع ذلك، إذا كنت قلقًا، يُنصح بزيارة موقع شركة الطيران الإلكتروني لمراجعة المسار المُخطط له قبل حجز رحلتك.


مقالات مشابهة

  • البطاطس المصرية تغزو أوروبا.. خبير بالبحوث الزراعية: التسهيلات الأوروبية خطوة استراتيجية تعكس ثقة متزايدة في المنتج الزراعي المصري
  • مومياء غامضة تهز الجوف.. اكتشاف تاريخي يكشف أسرار حضارة منسية
  • هل أموال الضمان الاجتماعي في أمان؟
  • رغم الاحتجاجات.. هذه الوجهات الإسبانية لا تزال ترحب بالزوار
  • الإنسان من منظور اجتماعي
  • اندلاع حرائق غابات واسعة في اليونان
  • لكل هذا لا تزال سوريا قيدَ المتابعة الدولية!
  • صهر أردوغان يطلق منصة تواصل اجتماعي ويغرد برسالة رومانسية
  • “شياخات المحس” تحذر من “انفجار اجتماعي” قادم.. والسبب…
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)