واشنطن- أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا، الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني الجاري، لمكافحة ما يسمى بـ"معاداة السامية"، وتعهد بترحيل الأفراد الذين دعموا حركة حماس علنا في أعقاب هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجاء الأمر التنفيذي بالأساس مستهدفا الحراك الطلابي المناوئ لإسرائيل، في توسع عن الأمر السابق حول استهداف "معاداة السامية"، والذي صدر في عام 2019 خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

ويحدد أمر ترامب الأخير خطة فدرالية لقمع ما وصفته الإدارة بـ"حملة الترهيب والتخريب والعنف" لدعم حركة حماس بجميع أنحاء أميركا في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتشمل الإجراءات الواردة في الأمر توجيه وزير العدل "لمقاضاة التهديدات الإرهابية والحرق العمد والتخريب والعنف ضد اليهود الأميركيين"، إلى جانب ترحيل "الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة" لغزة.

وأضاف ترامب "سنجدكم، وسنرحلكم"، كما تعهد "بإلغاء تأشيرات الطلاب لجميع المتعاطفين مع حماس في حرم الجامعات".

ووفقا لبيان صدر عن البيت الأبيض، يطالب الأمر التنفيذي كل إدارة ووكالة فدرالية بمراجعة السلطات الجنائية والمدنية التي يمكن استخدامها لمحاربة "معاداة السامية"، مع شرط تقديم تقرير إلى البيت الأبيض في غضون 60 يوما.

إعلان

ومنذ هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقع أكثر من 10 آلاف حادث صنفت باعتبارها "معادية للسامية" في الولايات المتحدة، وفقا لرابطة مكافحة التشهير (ADL)، وهي أكبر المنظمات اليهودية الأميركية المؤيدة لإسرائيل وتتخصص في رصد هذه الحوادث. وتمثل هذه الأرقام زيادة بنسبة 200% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

اعتصامات للطلبة في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة (رويترز) مؤيدون لأمر ترامب

وعبّرت العديد من الجهات اليهودية الأميركية دعمها لتحرك ترامب، ورحبت منظمة "أيباك"؛ أكبر منظمات اللوبي اليهودي الأميركية، في تغريدة على موقع "إكس" بالإجراء الذي اتخذه ترامب لمكافحة موجة المد والجزر من "معاداة السامية وإسرائيل" في حرم جامعات البلاد وشوارعها في أعقاب طوفان الأقصى.

We welcome this important action by @POTUS Trump to combat the tidal wave of antisemitism that was unleashed by anti-Israel extremists on the nation’s campuses and streets in the aftermath of the barbaric Hamas attack of October 7. https://t.co/M5iL0NwYgD

— AIPAC ????????????????????️ (@AIPAC) January 30, 2025

 

كما أثنت منظمة "أيباك" على تحرك ترامب وإصداره "أمرا تنفيذيا حاسما يتمتع بأهمية كبيرة للجالية اليهودية الأميركية ودولة إسرائيل"، حسب قولها. ومدح الكونغرس "منع دخول أو ترحيل الرعايا الأجانب الذين يدعمون أو يساعدون المنظمات الإرهابية على النحو الذي تحدده الولايات المتحدة".

وزعم اللوبي اليهودي أنه "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدنا تعبيرات مقلقة معبرة عن الدعم لحماس وحزب الله من قبل جماعات طلابية معادية لإسرائيل ومعاداة للسامية وغيرها من المنظمات التي تقدم زورا هذه المنظمات الإرهابية على أنها "حركات تحرير" شرعية. نهنئ الرئيس ترامب على توفير أدوات فعالة في التعامل مع الأجانب الذين يروجون لأجندتهم".

إعلان

في حين قال آرون غورين، محلل الأبحاث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، وهي إحدى المنظمات البحثية الداعمة للمواقف الإسرائيلية، إن "الأمر التنفيذي للرئيس ترامب هو سياسة منطقية. يجب على أولئك الذين يعيشون بتأشيرات في أميركا، ويستفيدون من نظامها التعليمي الرائع، ويشيدون بالإرهابيين الذين يستهدفون تدمير البلاد، أن يرحلوا. تتخذ إدارة ترامب خطوة ضرورية في مكافحة ليس فقط معاداة السامية، ولكن أيضا التطرف العنيف المستوحى من الخارج".

رافضون لأمر ترامب

بالمقابل، عبّرت جماعات حقوقية عربية وإسلامية أميركية عن رفضها الصريح للأمر التنفيذي، واعتبرته اعتداء صارخا على الحقوق الدستورية الأساسية.

وعارضت منظمة "أيميدج"، وهي منظمة تهتم بتسجيل الناخبين المسلمين لممارسة حقهم الانتخابي، في بيان لها، الأمر التنفيذي واعتبرته مثيرا لمخاوف دستورية وقانونية وإنسانية كبيرة، ومشتملا على أحكام قد تنتهك حرية التعبير والحريات المدنية.

وحذرت المنظمة، في بيان لها، من أنه "يمكن للغة الفضفاضة أن تسكت الطلاب، وخاصة النشطاء الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمؤيدين للسلام مما يؤثر على تعليمهم ومستقبلهم في الولايات المتحدة. يوجه الأمر وزارة العدل إلى اتخاذ إجراءات ضد أنشطة الكليات والجامعات المعادية لأميركا، مما قد يؤدي إلى قمع الاحتجاجات القانونية وحرية التعبير".

كما وصف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمة للحقوق المدنية والدفاع عن المسلمين في أميركا، الأمر التنفيذي بأنه محاولة "غير شريفة وفضفاضة وغير قابلة للتنفيذ" لتشويه سمعة طلاب الجامعات الذين احتجوا على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية على غزة بطرق سلمية وبأغلبية ساحقة.

وأشار المجلس إلى أن اللغة الفضفاضة للأمر تهدد بالترحيل بناء على اختبارات أيديولوجية لا يمكن إثباتها ومجرد المشاركة في أي احتجاجات مناهضة للإبادة الجماعية، يمكن اعتبارها "مؤيدة للمقاومين" و"عنيفة" و"معادية للسامية".

مصطلح تستخدمه إسرائيل بكثرة لانتقاد معارضيها.. فما هي معاداة السامية؟ pic.twitter.com/KhqqPwu4wg

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) November 10, 2017

صعوبات التطبيق

طبقا للقوانين الأميركية السارية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعد تقديم أي دعم مادي لحركة حماس بمثابة "جريمة فدرالية"، حيث تعتبرها الحكومة الأميركية "منظمة إرهابية".

إعلان

في حين أن التظاهر الداعم لحق الفلسطينيين، أو المندد بالدعم الأميركي لإسرائيل، أو المهاجم للسياسات الإسرائيلية لا يندرج تحت هذا الأمر التنفيذي، أي تحكمه مواد حرية التعبير المنصوص عليها في الدستور الأميركي.

وفي حديث للجزيرة نت، قال أحد الناشطين المشاركين في الحراك الطلابي العام الماضي إنه "لا يمكن تطبيق هذا القرار، وأي محكمة ستوقفه بسهولة. هذا بالإضافة إلى أنه يستهدف الطلاب الأجانب بالأساس في حين أن أغلب المشاركين في الحراك الجامعي كانوا من الأميركيين سواء أصحاب الأصول العربية والمسلمة، أو من اليهود أو الأميركيين العاديين، ولم يشارك الطلاب الأجانب بنسب كبيرة كما يدعي البعض".

وأكد طالب أميركي ممن شاركوا في الحراك الطلابي إن "مشاركة الطلاب الأجانب في التظاهر يقع تحت حق ممارسة التعبير عن الرأي المثبت دستوريا. ومن الصعوبة حظر حق دستوري، ولن يدعم أحد في القضاء الأميركي هذا القرار".

وأضاف الطالب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، "أتصور أن الهدف هو تخويف الطلاب ليس إلا، هناك خشية من تكرار ما شهده العام الماضي من حراك طلابي غير مسبوق في مختلف الجامعات الأميركية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول 2023 معاداة السامیة الأمر التنفیذی

إقرأ أيضاً:

رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممداني كما سقط كوربين

حث رئيس تحرير صحيفة جيروزالم بوست يهود نيويورك على التوحد لإسقاط المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني، عبر اتباع الإستراتيجيات التي استخدمها اليهود بلندن لإسقاط زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن.

وفي مقاله، قدم زفيكا كلاين 6 إستراتيجيات لتحقيق ذلك، مشيرا إلى نجاح حملة يهود بريطانيا في 2019 التي أدت لهزيمة كوربين وتسجيل حزب العمال أسوأ نتيجة منذ عام 1935.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال بواشنطن بوست: حتى المدافعون عن إسرائيل بدؤوا أخيرا الاعتراف بالحقيقةlist 2 of 2موقع إيطالي: تسريب معلومات خطيرة بعد قرصنة شركة فرنسية عملاقةend of list

وأضاف أن فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية ضد عمدة نيويورك السابق أندرو كومو يمثل استفتاء ضد إسرائيل، ودعا يهود نيويورك للتحرك عاجلا قبل فوات الأوان.

1. توحيد الجهود

وأكد كلاين أن أولى الإستراتيجيات تتمثل في التوحد، مشيرا إلى أن الطوائف اليهودية في بريطانيا اجتمعت تحت راية واحدة وخرجت في احتجاجات حاشدة، أما في نيويورك، فالجهود مشتتة بين منظمات منفصلة وحملات إعلامية متباينة دون جبهة موحدة.

ودعا إلى تشكيل تحالف يهودي واحد، مدعوم من كل التيارات الدينية، بالإضافة إلى حلفاء من السود واللاتينيين والآسيويين، لإبقاء ملف اليهود في صدارة الأخبار.

2. السيطرة على الأخبار يوميا

والإستراتيجية الثانية، وفق الكاتب، هي السيطرة على الدورة الإخبارية يوميا، إذ كانت الصحافة اليهودية في بريطانيا تضخ معلومات جديدة عن كوربين صباح كل يوم، بما في ذلك تسريبات وشهادات واستطلاعات رأي، لإبقاء تهمة معاداة السامية حية في الإعلام.

وشدد على ضرورة ألا يدع اليهود بنيويورك "الناخبين ينسون كلمة معاداة السامية أبدا"، لربط حملة ممداني بأزمة التعامل مع اليهود.

3. توظيف البيانات

أما الإستراتيجية الثالثة، فتكمن في الاستناد إلى بيانات موثوقة، إذ اعتمد يهود بريطانيا على استطلاعات دقيقة أظهرت أن 87% من اليهود يرون كوربين معاديا للسامية، وأن نصف البريطانيين يوافقونهم الرأي.

وانتقد الكاتب عدم وجود استطلاعات مشابهة في نيويورك حتى الآن، وقال إنه ينبغي على مجلس العلاقات المجتمعية اليهودية أو رابطة مكافحة التشهير بالمدينة تمويل استطلاعات رأي حول معاداة السامية وحركة المقاطعة الفلسطينية، ونشر النتائج مرارا وتكرارا.

إعلان 4. إبراز الأصوات الدينية لا الحزبية

وذكر المقال أن الإستراتيجية الرابعة هي إبراز الأصوات الدينية لا السياسية، مشيرا إلى أن انهيار كوربين بدأ بمقال للحاخام الأكبر إفرايم ميرفيس حذّر فيه من أن حياة اليهود ستكون في خطر في ظل حكومة العمال، ودعا التقرير حاخامات نيويورك لاتخاذ موقف مماثل.

5. استجداء العاطفة فهي تغلب السياسة

وأشار الكاتب إلى أن الإستراتيجية الخامسة هي استجداء عاطفة الرأي العام عبر تسليط الضوء على بضع قصص إنسانية، مثل قصص الناجين من المحرقة.

ونصح اليهود باستخدام صحف نيويورك لتسليط الضوء على قصص من نيويورك مثل صاحب محل مأكولات في كوينز، رُشّ على محله شعار "اخرجوا أيها الصهاينة" بعد تجمع لممداني.

ورشح المقال أيضا قصة مهاجرة من غرب أفريقيا انضمت لعمال النظافة في المدينة "ردا لجميل" المتطوعين اليهود الذين قدموا لها الطعام خلال جائحة كورونا.

ممداني فاز في الأحياء المتنوعة عرقيا وديموغرافيا بسبب سياساته اليسارية وأسلوبه المتفائل وفق نيويورك تايمز (أسوشيتد برس)6. جعل العنصرية محور النقاش

أخيرا، أكد رئيس تحرير الصحيفة أن تأطير النقاش حول العنصرية أهم من تصويره كصراع سياسي، فقد رفض يهود بريطانيا السماح لكوربين أن يصوّر حملتهم كمؤامرة يمينية، بل أصروا على أن القضية أخلاقية.

وتابع الكاتب أن مستشاري ممداني يزعمون أن الانتقادات الموجهة له مجرد حملات تشويه مموّلة من أصحاب المليارات، وبالتالي على الائتلاف اليهودي في نيويورك أن يُبقي الجدل محصورا في قضايا معاداة السامية والتسامح المدني.

وقال إنه شاهد في لندن كيف تمكّنت جالية يهودية لا يتجاوز عددها 300 ألف من التأثير على نتائج انتخابات وطنية، أما يهود نيويورك فيبلغ عددهم 1.5 مليون، ولديهم صحف أكبر وموارد أوسع وتاريخ أعرق في العمل السياسي، ومع ذلك، تفشل حملتهم أمام "جيش ممداني على تيك توك".

وشدد الكاتب على أن الخطة جاهزة والمطلوب فقط تنفيذها، وإذا اتبعها اليهود بنيويورك، قد يتكرر في الانتخابات المقرر إجراؤها بنيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ما حدث في 2019 مع كوربين.

مقالات مشابهة

  • رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممداني كما سقط كوربين
  • جامعة فرنسية تلغي تسجيل طالبة فلسطينية بسبب منشورات.. ووزراء يتدخلون
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها
  • في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيادة بلاده
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • الرئيس التنفيذي لـ «إمستيل»: تأثير محدود للرسوم الجمركية الأميركية على صادرات المجموعة
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • ترامب يتعهد “بتصحيح الأمور” في غزة ونتنياهو يجري مشاورات
  • ترامب يتعهد بتصحيح الأمور في غزة ونتنياهو يجري مشاورات
  • هل ستعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية بعد إنذار بريطانيا؟ ترامب يرد