جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-04@12:11:54 GMT

نصف فطيرة بتذكرة درجة أولى!

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

نصف فطيرة بتذكرة درجة أولى!

 

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

 

 

"بياكل البيضة وقشرتها وبيقول ما شِفت شيء"! مثل لبناني شعبي.

********

 

في قصة طريفة يُحكى أن اثنين أصدقاء وفي جلسة تتخللها فناجين القهوة، واستكانات الشاي، وفي جو الشتاء الكويتي، والبرد الذي يدخل العظم، ولباس شتوي ثقيل، في جو غير بعيد عن أجواء إسكندنافيا أو بلاد الإسكيمو، وبلا شك في مثل هذه الأجواء تحلو الحوارات والنقاشات في كل شيء وأي شيء، بدءًا من نقاش حول قانون المرور الجديد، انتهاء وليس نهاية بسعر كيلو اللحم في طرابزون التركية.

من خلال الحوارات، قدَّم الصديق لصديقه نصف فطيرة جبن ساخنة لذيذة، وبعد تناولها من الصديق الضيف وكان واضحًا عليه السرور والحبور بهذه الفطيرة أو قل نصف الفطيرة، فوقع هنا في شر أعماله، ولا يُلام الضيف؛ حيث إنَّ لذة الفطيرة جعلته يفقد دبلوماسية الحديث؛ فعرض على المضيف تذكرة سفر إلى دولة ليست بعيدة كتكريم ومحبة ورغبة في أخوة السفر، ولأن الكحل في العين الرمدة خسارة، فوجئ الضيف بطلب غريب من المضيف إذ اعتذر (ولن أقول رفض!) عن قبول تذكرة السفر التي كانت على الدرجة السياحية، فطلب من الضيف Upgrade أي ترقية التذكرة إلى الدرجة الأولى، وكل هذا بسبب نصف الفطيرة لا أعادها الله.

ذكرتني هذه القصة الطريفة ببعض الأمور التي تحصل هذه الأيام؛ حيث تطلب دول للتو خارجة من أزمات سياسية وأمنية كبرى، وتطلب من دول الخليج دعمًا أو قل دعومات ضخمة وهائلة لإعادة الإعمار وغير ذلك، وهي بلاد بالأساس ملفها في هذه الأمور في أفضل الأحوال أكثر من الصفر بقليل.

بلاد ينخر بها الفساد السياسي والإداري والمالي، ومتخلفة عن دفع ديونها المتراكمة، وهي ديون بالأساس عليها ألف علامة استفهام؛ إذ لو وُجِّهَت هذه القروض لإعمار البلاد لوجدنا الأثر ماثلًا، لكن ما يراه الناس هو إعمار جيوب السياسيين ومن شابههم، فيما بلادهم ما بين تدخل خارجي يُعاين كل شيء إلّا مصلحة بلدهم، ويتحكم هذا التدخل حتى في تحديد بوصلة تعيين الحكومة والعلاقات، وبعد شبه زوال هذا التدخل، وبداية ملامح التغيير، وبدلًا من البدء في إصلاح الفساد وتنمية البلاد وتحسين معيشة المواطنين المغلوب على أمرهم، يبدأ مسلسل استجداء الدعم من دول الخليج، فقط يريدون دعماً، لكنهم لا يعملون أي بادرة تبين جدية العمل للإصلاح، وبدء عمل اتفاقيات لإعادة جدولة الديون والبدء بتنظيم مرتب للحياة العامة، عند ذلك ممكن الدول الداعمة تثق و تبدأ بتسيير الدعم المطلوب وفق أسس سياسية واقتصادية مناسبة ومعقولة، حتى لا تتكرر قصة نصف فطيرة بردت عجينتها مقابل تذكرة درجة أولى.

دول الخليج ملفاتها وسوابقها بيضاء ومُشرفة في تقديم الدعم للجميع ووصلت مساعدتها حتى لأدغال أفريقيا ودول الكاريبي، لكنها دول أيضًا عليها التزامات داخلية مُهمة؛ فأسعار النفط متذبذبة، والأحوال اليوم غير الأمس، وغير الغد، وإن أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع. دول الخليج منشغلة بتنمية بلادها، وبدعم التطورات الهائلة نتيجة المجهودات الضخمة من أجل مستقبل أفضل لشعوبها وسط بيئة أمنية وسياسية واقتصادية مستقرة، تقوم على عمود المصلحة العامة للبلاد، قصة عطني دعم ولا أعلم أين يذهب هذا الدعم في الواقع الحقيقي ولا تبين جدية الوفاء بتسديد القروض انتهت هذه القصة. أما أن تبين جدية تفعيل الدعم لما هو في صالح بلدك وشعبك، وتضع الأموال في خاناتها الصحيحة لا في جيوب السياسيين وتعبئة وقود طائراتهم الخاصة الفارهة، بينما الشعب يحتاج كل ليرة.

هناك مثل كويتي يقول: "ساعد نفسك حتى يساعدك الناس"، أي لنشاهد جديتك في مساعدة نفسك حتى نتشجع ونمد لك اليد السخية وبثقة. أما أن تتكرر عادة حليمة وعاداتها القديمة، فهذا لن يساعد على إعادة بلورة الأمور، ووضع القطار على السكة الصحيحة.

ثم أتذكر صديقي الذي يقهقه ضاحكًا: لا أعادها الله من فطيرة!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟

تنافس دول الخليج الغنية بالطاقة على أن تصبح مراكز للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي المُستهلكة للكهرباء، مُراهنةً على هذه التكنولوجيا لتشغيل كل شيء من التنويع الاقتصادي إلى الخدمات الحكومية، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وحسب تقرير للصحيفة، فقد أبرزت الصفقات التي كُشف عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة الشهر الماضي، تطلعات السعودية والإمارات إلى أن تُصبحا قوتين عظميين في مجال الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبك بلس تزيد إنتاج النفط في يوليو 411 ألف برميل يومياlist 2 of 2خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيرانend of list

يشمل ذلك شراكة بين شركة إنفيديا العملاقة للرقائق الإلكترونية وشركة هومين، وهي مجموعة ذكاء اصطناعي حديثة التأسيس ومدعومة من الحكومة السعودية، ولديها خطط طموحة لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار وتأمين استثمارات من شركات التكنولوجيا الأميركية.

وأعلنت أبوظبي مجموعة ضخمة من مراكز البيانات لشركة أوبن إيه آي وشركات أميركية أخرى كجزء من مشروعها (ستارغيت)، وتستثمر الإمارة، التي تُدير 1.7 تريليون دولار من صناديق الثروة السيادية، مليارات الدولارات من خلال صندوق الذكاء الاصطناعي إم جي إكس MGX، وتفتتح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التابعة لها مركزًا في وادي السيليكون.

إعلان

ونقلت الصحيفة عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سام وينتر ليفي "إن دول الخليج تمتلك رأس المال والطاقة والإرادة السياسية"، مضيفًا: "الشيء الوحيد الذي لم تكن تمتلكه هذه الدول هو الرقاقات والأشخاص ذوي المواهب. والآن [بعد زيارة ترامب] قد تمتلك الرقاقات".

السعودية تسعى إلى تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية  (رويترز)  تحدي توفر المهارات

ويحذر الخبراء من أن طموحات المنطقة الواسعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تواجه تحديات، إذ يفتقر كلا البلدين إلى القوى العاملة الماهرة التي تمتلكها وادي السيليكون أو شنغهاي، كما أن مخرجات البحث العلمي متأخرة عن دول أخرى.

وتستثمر السعودية والإمارات في الذكاء الاصطناعي، وتعتمدان على التكنولوجيا سريعة التطور لمساعدتهما على تعزيز التنوع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على عائدات الوقود الأحفوري المتقلبة.

ويرغب البلدان في استضافة مراكز البيانات الضخمة اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي قوية، وتخطط شركة هيومين Humain لبناء "مصانع ذكاء اصطناعي" مدعومة بمئات الآلاف من رقاقات إنفيديا Nvidia على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتعهدت شركة إيه إم دي  AMD، الأميركية الصانعة للرقائق، بتوفير الرقائق والبرمجيات لمراكز البيانات "الممتدة من السعودية إلى الولايات المتحدة" في مشروع بقيمة 10 مليارات دولار.

وفي حين أن مزودي مراكز البيانات التي تُصدر الحرارة عادةً ما يختارون المناطق الأكثر برودة، وترى دول الخليج أن وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة تُغني عن درجات حرارة الصيف الحارقة.

ضعف الشركات الرائدة

وعلى الرغم من كل طموحاتها، لا تمتلك دول الخليج شركة رائدة تُطور نماذج ذكاء اصطناعي، مثل أوبن إيه آي OpenAI، أو ديب سيك DeepSeek الصينية، أو ميسترال Mistral الفرنسية، كما تفتقر إلى تركيز عالٍ من المواهب البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

إعلان

ولجذب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، تجتذب دول الخليج شركات وباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من الخارج بضرائب منخفضة و"تأشيرات ذهبية" طويلة الأجل ولوائح تنظيمية متساهلة.

تُظهر البيانات التي جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من شبكة لينكدإن للوظائف، أن ثالث أعلى مستوى لهجرة الأشخاص ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024 كان إلى الإمارات، إذ جاءت الدولة الخليجية بعد دول أخرى منخفضة الضرائب مثل لوكسمبورغ وقبرص.

وتسعى دول الخليج إلى إقامة شراكات مع جهات غربية لتعزيز تطلعاتها التكنولوجية، وقد أعلنت مجموعة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42 – G42 الأسبوع الماضي عن شراكتها مع شركة ميسترال لتطوير منصات وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي. كما أقامت شراكة مع شركة صناعة الرقائق الأميركية Cerebras، التي تدير أجهزة الكمبيوتر العملاقة الخاصة بها، وفي العام الماضي، استعانت بشركة مايكروسوفت، التي استثمرت 1.5 مليار دولار لشراء حصة أقلية.

التحدي الصيني

ويحذر خبراء أميركيون من تسرب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين، ويبدو كثيرون في المؤسسة الأمنية الأميركية قلقين بشأن العلاقات مع دول الخليج في  حال أصبحت منافسًا للذكاء الاصطناعي.

ونقلت الصحيفة عن كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند، جيمي غودريتش: "يكمن القلق في أن تلجأ [دول الخليج]، في سعيها للتنافسية، إلى اختصار الطريق واستخدام كثير من العمالة الصينية أو حتى الشركات الصينية.. هذا يفتح الباب أمام مخاطر أمنية".

وأضاف أن الشركات الصينية قد تلجأ إلى الالتفاف على القيود المفروضة على التكنولوجيا الأميركية.

مقالات مشابهة

  • كتائب محمد الضيف تعلن انطلاق عملياتها من الجولان ضد إسرائيل.. والاحتلال يحمّل الشرع المسؤولية
  • كتائب الشهيد محمد الضيف تنظيم مسلح بدأ مقاومته من الجولان
  • ماذا وراء ظهور “كتائب محمد الضيف” في الجولان المحتل؟
  • ماذا وراء ظهور كتائب محمد الضيف في الجولان المحتل؟
  • كتائب الشهيد محمد الضيف تتبنى قصف مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل
  • إسرائيل تعترض صاروخاً من اليمن.. وكتائب الضيف تتبنى قصف الجولان
  • وزير الخارجية: أمن مصر هو من أمن دول الخليج والعكس
  • حرب البورسلان! الخليج يضرب بيد من نار ويغلق الأبواب أمام الصين والهند
  • مريم: تزوجني صالونات لإرضاء والدته وعايز يتجوز في الخليج
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟