في الوقت الذي تحرز فيه القوات المسلحة تقدما في مختلف محاور القتال في حرب الكرامة ضد المليشيا المتمردة ،تبرز تحديات أخرى للحرب النفسية والإعلامية تتخذ شكل تقارير من جهات دوليه تدعي بأن السودان يواجه مجاعة تهدد امنه الغذائي.لمعرفة حجم الهجمة وابعادها والآثار المترتبة عليها ، سوداناو التقت المهندس عمار حسن بشير عبدالله – إدارة الأمن الغذائي – وزارة الزراعة ، مؤسس شبكة الأمن الغذائي (سودان) للحديث عن موقف السودان من تقرير منظمة Ipc الذي زعمت فيه ان السودان يعاني مستويات حرجه من الجوع وانعدام الأمن الغذائيالمهندس عمار قال إن التصنيف المرحلي المتكامل للامن الغذائي الإنساني هو من آليات منظمة الأمم المتحدة للزراعة والاغذية لقياس وتقييم أوضاع الامن الغذائي التي تنبني على عدد من المؤشرات وترسيم خارطة ذات مراحل، وهذه الخارطة تستخدم الألوان وتتدرج في الترتيب الخاص بتقديم الأوضاع حسب المعلومات لكل مرحلة ، وفي النهاية يتم رسم خارطة بها الوان لتعطي تصنيفا متكاملا لمراحل الأمن الغذائي،، هذه الالية تحتاج الى قاعدة معلومات قوية حتى تستطيع توفير معلومات لكل مرحلة من المراحل.

، إلا ان هذه المنظمة لم تتبع تلك المراحل وبنت تقريرها على معلومات ذاتية ، حيث ينبغي لتلك المنظمة وحتى تستطيع الادعاء ان هناك مجاعة في اي جهه لابد من الحصول على المعلومات من فرق المنظمة الموجودة اصلا في تلك المناطق، وفي حالة عدم توفر المعلومات الكافيه تقوم تلك الفرق باجتماع ووضع تقديرات ذاتية للوضع ومن ثم تختار الوضع المناسب في حالة غياب المعلومات اوعدم توفرها ، لذا وجد هذا التقرير نقدا واضحا من الخبراء حتى من الذين كانوا ضمن الفريق العامل في إعداده وشككوا في صحته ووصفوه بعدم الدقة لعدم استناده على معلومات حقيقية.يقول المهندس عمار ان موقف السودان من هذه الالية كان واضحا بما اعلنه وزير الزراعة في مؤتمره الصحفي بوكالة السودان للانباء بمدينة بورتسودان بأن التقرير خرج بأرقام مضللة منها أن ٢٥ مليون نسمة من الشعب السوداني معرضين لشبح المجاعة.وذكر المهندس ان هذا التقرير الذي تم رفضه لعدم توفر المعلومات الحقيقية الناتجة عن مسح حقيقي، كما ان هذا التقرير لم يراع مايعرف (بالسنادة المجتمعية ) والتي يقصد بها ان هناك جوانب اجتماعية لم يراعها التقرير في ان يستوعب الاثار السالبة للحرب والعادات الاجتماعية التي يمكنها ان تستوعب تلك الاثار السالبة مثل نزوح كثير من الاسر السودانية الى الولايات الامنة لذويهم واهاليهم وديارهم حيث وجدوا الماؤى والمسكن والمطعم ،وهذه القيمة افتقدها التقرير في تقييمه الاخير، الذي بنت عليه كثير من المنظمات ان السودان يتعرض للمجاعة، لأكثر من ٢٥ مليون نسمة يمثلون نصف سكان السودان ، يضيف عمار وانه وبالرغم من ذلك يظل السودان حليفا للمجتمع الدولي ومتعاونا معه لدرجة كبيرة ومتواجدا في محيطه الدولي ممثلاً في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والمنظمات ذات العلاقة بالغذاء،يقول ، المهندس ، لكن من حق السودان أن يرفض أويعتمد ما يشاء من التقارير التي قد تمس سيادته، فهو دولة ككل دول العالم يمارس سيادته ويبسطها على رقعته الجغرافية، وأن سيادته تمثل خطاً احمراً لاتفريط فيه ولا يسمح لاحد بالمساس بها، وان المجتمع الدولي المتآمر على السودان سيظل يبحث عن آليات يراها فرصه للتدخل بامداد العدو بالسلاح والدعم ، وأن الموجودين في مناطق التمرد هم فقط من يحتاجون الى الإغاثة، وأن مناطق سيطرت التمرد هي التي تتعرض لفجوات غذائية ، وأن المطالبة بفتح معابر لوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين ماهي إلا زريعه يتخذها التمرد ومناصروه من دول الجوار والدول الاخرى ،لإيصال المساعدات العسكرية واللوجستية للعدو الذي يحارب الدولة السودانية ، والمواطن السوداني ،لذا اجمع الخبراء على رفض مثل هذه التقارير لان السودان يمارس سيادته على اراضيه وهذا امر لاتفريط فيه ، وأن السودان قد فتح كل المعابر البرية والجوية لوصول المساعدات الإنسانية وأن المواطن الان يتحرك من مناطق التمرد للأماكن التي يسيطر عليها الجيش بكامل الحرية.يشير عمار الى انه ولمواجهة الظروف التي نمر بها الان لابد من العمل على إيجاد مخزون استراتيجي منيع وقوي وحديث باعتباره احد المرتكزات الأساسية في توفير الغذاء في ظل الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية من فيضانات وسيول وذلك بدعم الإنتاج في المناطق الامنه والبنية التحتية على المدى الطويل اضافة الى توظيف وتقنين الهبات والمعونات بوضع تلك المنظمات والجهات المانحة تحت اشرافها عبر مفوضية العون الإنساني باعتبارها الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن عمل المنظمات .و اختتم المهندس عمار حديثه بدعوة المواطن السوداني بالانتباه والحذر من المحتوى الذي تتداوله وسائل الإعلام الخارجية من الترويج لاشاعات بوجود مجاعة بالبلاد و تفادي نشرها و تناقلها ،وان عليه التدقيق في كل مايقال وتمحيصه.بورتسودان (سوداناو/ سونا) – تقرير رقية الشفيعسونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمن الغذائی المهندس عمار ان السودان

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد

داخل أروقة مستشفى الشفاء في مدينة غزة ، تختنق الأمهات بصمت، وهن يراقبن أطفالهن يتقلبون بين الحياة والموت. المجاعة لم تعد مشهدًا في كتب التاريخ، بل تحولت إلى واقع يومي تعيشه آلاف الأسر الفلسطينية في القطاع المحاصر.

منذ فرض الحصار الكامل على غزة في 2 مارس 2025، أصبح الحصول على الغذاء الكافي حلمًا بعيد المنال. تحوّل الطعام من حق أساسي إلى رفاهية، ومن حاجة طبيعية إلى معركة يومية من أجل البقاء.

مأساة تتحدث بالأرقام:

بحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات دولية، استقبلت مستشفيات القطاع في شهر مايو وحده 5,119 طفلًا، تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، للعلاج من سوء التغذية الحاد. من بين هؤلاء، صُنّفت 636 حالة بأنها شديدة الخطورة، مهددة للحياة. هذه الأرقام تمثل قفزة بنسبة 50% مقارنة بشهر أبريل، وأكثر من 150% مقارنة بشهر فبراير.

يقول الدكتور محمود سليم، طبيب أطفال في مستشفى الشفاء: “نستقبل يوميًا أكثر من 100 طفل يعاني من الهزال الشديد. أجسادهم هزيلة، عيونهم غائرة، وبعضهم لا يقوى على البكاء حتى. الأسوأ أن المستشفى يعاني نقصًا حادًا في المغذيات العلاجية، وفي كثير من الأحيان نقف عاجزين أمام إنقاذهم.”

وجبة واحدة… بالكاد:

في حي التفاح شرق غزة، تجلس أم يوسف سليم، أم لخمسة أطفال، قرب جدار منزلها المدمر. تحاول إخفاء دموعها، وتقول: “من أسبوع، ما بطبخ إلا عدس. لا حليب، لا خضار، ولا حتى خبز يكفينا. ابني عمره 11 شهر، صار جلدة على عظم، ما بيقدر يتحرك من الضعف. ”تتابع الأم بحزن بالغ: “أخذته للمركز الصحي، قالوا لي يحتاج علاج غذائي خاص (RUTF)، بس الكمية خلصت. رجعت على البيت وقلبي مكسور، مش عارفة كيف أنقذه.”

سلاح الجوع:

منظمات أممية مثل اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) وصفت ما يحدث بأنه استخدام صريح للجوع كسلاح في الحرب، تحت ما يسمى بـ”weaponized hunger”. تقرير التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لشهري مايو/يونيو 2025 كشف أن 71,000 طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم أكثر من 14,000 طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم مباشرة.

الصحف العالمية، ومنها فايننشال تايمز، نقلت عن مسؤولين أمميين قولهم إن الوضع في غزة يمثل “جريمة وفاة جماعية”، والأسوأ منذ عقود في المنطقة.

الحليب… حلم مفقود:

زينة عدنان طالبة جامعية وأخت لرضيع يبلغ من العمر ثمانية أشهر، تحكي بمرارة: “الحليب صار يباع في السوق السوداء، وسعره صار جنوني. أمي تحاول تخلط الأرز بالماء لإشباع أخي، لكن جسمه صغير ما يتحمل، صار يتقيأ كل شيء،” وتضيف: “ذهبنا لمركز التغذية التابع للأونروا، لكن الموظف قال: ما في شي، تعالوا بعد أسبوع. أسبوع؟! أخي مش قادر ينتظر، يوم بيشكل خطر عليه، فكيف أسبوع؟

وفيات صامتة:

منذ بداية الحصار الكامل في مارس، تم توثيق وفاة 57 طفلًا بسبب مضاعفات سوء التغذية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ومع غياب المغذيات العلاجية، والمضادات الحيوية، وأدوية الإسهال، ومع نقص الكوادر الطبية المدربة، يُخشى أن تكون الأعداد الحقيقية أكبر.

يحذر الدكتور إياد النجار، أخصائي الصحة العامة: “سوء التغذية لا يعني الجوع فقط، بل انهيار المناعة. الطفل الضعيف ممكن يموت بسبب نزلة برد، أو التهاب بسيط في الأمعاء. الجسد لا يقوى على مقاومة أبسط الأمراض.

جهود إغاثية متعثرة:

رغم محاولات اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي توفير العلاج الغذائي الجاهز (RUTF)، إلا أن الكميات المتوفرة لا تلبي حتى 20% من الحاجة الفعلية. كما أن ضعف التمويل، والرفض الإسرائيلي لعبور القوافل الإنسانية، تسبب في تعطيل معظم الخطط الإغاثية.

مسؤول محلي في وزارة التنمية الاجتماعية، فضّل عدم ذكر اسمه، قال: "نرفع نداءات عاجلة كل أسبوع، لكن الردود بطيئة أو خجولة. لا نستطيع التعامل مع كارثة بهذا الحجم بدون جسر إنساني دائم ومفتوح."


 

صرخة حياة:

في ظل هذا الواقع المأساوي، أصبح كل تأخير في إيصال الغذاء والدواء يُترجم إلى موت محتوم لأطفال أبرياء. يقول أبو مصطفى قاسم والد لطفل مصاب بسوء التغذية: "مش معقول نظل نستني تصريح لمعبر، بينما بنتي بتضعف كل يوم قدامي." ويختم بقوله: "من لهؤلاء الأطفال؟ وين العالم؟"

توصيات يمكن أن تنقذ حياة:

توفير إمدادات كافية من التغذية العلاجية الجاهزة (RUTF): لضمان علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بشكل فوري، إضافة إلى زيادة المكملات الغذائية الخاصة بالأطفال والنساء الحوامل: لتعزيز صحة الأمهات والأطفال في مراحل النمو الحرجة، ويجب أيضًا إطلاق برامج تغذية مدرسية شاملة لتوفير وجبات غذائية متوازنة للأطفال داخل المدارس، وتحسين تغذيتهم اليومية، ويجب تفعيل حملات التوعية الغذائية للأمهات ومقدمي الرعاية: لتعليمهم أساليب التغذية السليمة وكيفية التعامل مع سوء التغذية، وإذا ما قمنا بدعم المرافق الصحية المتخصصة في رصد وعلاج سوء تغذية الأطفال: وتزويدها بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة فسوف نصل إلى مستوى جيد من الرضى، ومن المهم تأمين مياه نظيفة وصرف صحي جيد: للوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية التي تزيد من مخاطر صحة الأطفال

هل من يسمع:

إن أزمة سوء التغذية في غزة ليست فقط نتيجة حصار جديد، بل نتيجة تراكم سنين من التهميش، والاحتلال، والحرب. الأطفال في غزة لا يحتاجون الشفقة، بل العدالة. ولا يحتاجون مؤتمرات، بل مساعدات فورية وممرات آمنة.

وإذا لم يتحرّك المجتمع الدولي بشكل سريع وفعّال، فإن غزة لا تواجه فقط أزمة غذاء، بل كارثة إنسانية تاريخية، سيكون أطفالها وقودها الأول.

ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025

المصدر : وكالة سوا - ندى حسونة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة أزمة العملات الذائبة بغزة... بين عجز السوق وصمت السياسات المساعدات الأمريكية... مصائد الموت ومعركة البقاء "الجوكر شهيد".. أحمد فطيمة يرحل فترحل أمه كمداً على فراقه الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة داخلية غزة تصدر تحذيراً بشأن "مؤسسة غزة الإنسانية" الصحة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة ألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديث عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: غزة تواجه مجاعة مقنّعة وسط ارتفاع خطير في سوء التغذية
  • تعلن محكمة غرب الامانة الابتدائية بان على الاخ/ عمار مجاهد الأثلة تنفيذ منطوق الحكم
  • الجعدي يحذر من مجاعة في عدن ويدعو التحالف للتدخل
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • السودان.. اتهامات بجرائم حرب في دارفور وتحذيرات أممية من مجاعة واسعة بين الأطفال
  • مزاعم أميركا تجاه السودان على طاولة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
  • المستشارة أمل عمار تستقبل سفير كندا بالقاهرة لتعزيز فرص المرأة في التصنيع الزراعي
  • أمير جازان يطّلع على التقرير السنوي لفرع صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة لعام 2024
  • أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد
  • مجاعة وشيكة في اليمن: أكثر من 17 مليون جائع ومليون طفل يواجهون خطر الموت