افتتح مركز مرايا للفنون، المبادرة الإبداعية التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، أمس، بمقره، معرضين جديدين، الأول بعنوان “ناديا صيقلي ومعاصراتها”، ويضم عدداً من الأعمال من مجموعة مؤسسة بارجيل للفنون ومجموعة مقتنيات فنية خاصة. أما المعرض الثاني “بين الشروق والغروب”فهو عمل تركيبي للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم .


حضر حفل الافتتاح سعادة أحمد عبيد القصير الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، وسلطان سعود القاسمي مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، والدكتور براديب شارما مدير قسم الفنون والثقافة والتراث في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، إلى جانب عدد من المسؤولين .
وتعتبر الفنانة ناديا صيقلي من روّاد الفن التجريدي، حيث تركت بصمة في المشهد الفني اللبناني بفضل استخدامها المبتكر للمواد ونهجها المميز في اختيار الألوان وتستلهم أعمالها من مجموعة واسعة من المصادر المعرفية بدءاً من العلوم كالفلك والجيولوجيا وصولاً إلى الفلسفة والروحانية وانتهاءً بالطبيعة، وتعكس ممارستها الفنية روح التنوع والتجريب المفتوح الأمر الذي رسّخ حضورها كشخصية بارزة في مسار تطور الفن التجريدي في المنطقة.
وقال سلطان سعود القاسمي، نقدم اليوم أعمال الفنانة ناديا صيقلي الاستثنائية لجمهور دولة الإمارات من خلال التعاون مع مركز مرايا للفنون، حيث التقيت بها مرات عدة في باريس و تعرفت على أعمالها التجريدية الرائدة والتي تركت إرثاً فنياً غنياً في مجال الفن التجريدي على مستوى المنطقة .
وقالت الدكتورة نينا هايدمان مديرة مركز مرايا للفنون و 1971 – مساحة التصميم.. يسعدنا أن نعرض مجدداً أعمالاً من المجموعة الفنية الغنية لمؤسسة بارجيل للفنون في مركز مرايا للفنون بعد سنوات من التعاون المثمر امتد من عام 2010 إلى عام 2018 في منطقة القصباء بالشارقة، ولا يكتفِ هذا المعرض الاستثنائي بإبراز الدور المحوري الذي لعبته ناديا صيقلي في تطور الفن التجريدي بقدر ما يسعى إلى استعراض بصمتها المؤثرة على جيل كامل من الفنانات داخل لبنان وخارجه، ويشرّفنا أن نستضيف هذا المعرض المهم الذي سيأخذنا في رحلة عبر الزمن إلى العقود الذهبية للفن التجريدي خلال حقبة الستينيات والسبعينيات.
وأعرب عدد من الفنانين، عن إعجابهم بالأعمال التجريدية للفنانة ناديا صيقلي والنابع من فضولها العميق لاستكشاف العالم المحيط، وتسليطها الضوء أيضاً على التأثير الجماعي لممارسات الفنانات المعاصرات لها في بيروت وخارجها على مسار الفن التجريدي في العالم العربي.
وحول معرض، “بين الشروق والغروب”، للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، فقد تم تنسيق هذا العمل في الأصل من قبل مايا أليسون المدير التنفيذي لرواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي ورئيسة القيمين الفنيين بالجامعة، للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي الفنون 2022، ويتكون العمل التركيبي من 128 قطعة فردية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الليل الذي لا ينام في غزة.. رعب وخوف وندوب نفسية لا تنمحي

 

الثورة /وكالات

لا الليل ولا النهار في غزة يمكن أن يحتويا على لحظة من أمن أو راحة، وسط حرب الإبادة الصهيونية المستمرة على قطاع غزة منذ ما يقرب من عشرين شهراً.
ورغم أن شبح القتل يحوم فوق غزة ليل نهار، إلا أن انهيار ضوء النهار معلناً عن بدء ظلمة الليل، تعد بداية كابوس أصعب وأشد على الغزيين الرازحين تحت حمم الموت، فوساوس القتل وخيالات الرعب تلاحق الآباء والأمهات وحتى الأطفال، ما يجعل ساعات الليل أشد وطأة وأبطأ مسيراً.
كل هذا خلف آثاراً نفسية صعبة على الأهالي والأطفال في قطاع غزة، تظهر أعراضها ومؤشراتها بوضوح، حيث يمكن ملاحظتها في كل مكان في قطاع غزة.
الحصول على مياه آمنة للشرب في غزة مهمة شبه مستحيلة
الظلام واستيقاظ الخوف
“نحن لا ننام الليل، نحن نتظاهر بالنوم، بينما آذاننا ترقب كل صوت لطائرة استطلاع أو أخرى حربية، أو صوت إطلاق نار أو قذيفة أو قصف من طيران حربي، نحن نغلق أعيننا بينما في الحقيقة قلوبنا وآذاننا ووعينا مستيقظ تماما رغم الإرهاق والتعب الجسدي والعقلي”، هكذا وصفت الأم “أم رامي” حالها مع الليل في غزة.
“أم رامي” معلمة نزحت من مدينة رفح، وتعيش مع أطفالها في خيمة غرب مدينة دير البلح، توضح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن تعب النهار والمجهود المضاعف التي يبذله الجميع خلال النهار يستوجب أن يكون النوم في الليل سريعا وعميقاً، لكن الحال أن العكس هو الواقع المعاش.
خان يونس.. أوامر تهجير إسرائيلية تفاقم مأساة الإبادة
تضحك وتبكي “أم رامي” في نفس الوقت، وتقول: “أنا أنظر لأطفالي كل ليلة وهم نيام بجواري متراصين داخل الخيمة، ولا أعلم إن كانوا سيستيقظون أم سيكونون من ضحايا هذه الليلة، نحن نعيش في ترقب وقلق وخوف مستمر جعل النوم يجافي عيوننا وقلوبنا وعقولنا”.
أم “أبو محمد” وهو أب لثلاثة أطفال، فيصف حالته مع دخول ساعات الليل لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” ويقول:” صدقني أن قلبي ينقبض مع بدء ساعات الظلام، لا أحب الليل، صحيح أن النهار ليس أكثر أمناً، لكن الليل أكثر رهبة وخوفا وقلقاً”.
“العتمة، وصوت القصف وصوت الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع”، كلها تشكل عناصر تجعل من الليل بالنسبة لـ”أبو محمد” فترة ينتظر أن تنتهي بنور الصباح، مشيراً إلى أن أطفاله يلتصقون به وبأمهم طوال الليل بعكس ما كانوا عليه قبل الحرب حيث كان لكل واحد منهم مكانه المستقل للنوم بعيدا عن الآخر.
ليل غزة المخيف المظلم القاسي، والزنانة التي لا تكف عن الطنين، حتى صار ليل غزة يعني القصف والموت والدمار، فأين أمة العرب؟ أين المسلمون؟ أين الموحدون؟ إلى متى؟
“لا يتوقف عقلي عن تكرار الوساوس، وتخيل مشاهد القتل والموت التي قد نتعرض لها، أدفعها بذكر الله والصلاة على النبي وتكرار عدد كبير من الأذكار، لكن أصدقك القول رغم كل هذا يبقى الليل مرعبا ومخيفاً بشكل لن يتصوره إلا من يعيشه هنا في غزة” يقول “أبو محمد”.
الأطفال الأكثر تأثرا
منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، ترى أن جميع الأطفال في قطاع غزة بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.
وقال “جوناثان كريكس” مدير الاتصالات بمكتب يونيسيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تصريحات سابقة، إن الأطفال تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية. ولا يستطيعون النوم، أو يمرون بنوبات اهتياج عاطفي أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف”.
وبين أم “يونيسيف” كانت تقدر قبل الحرب أن 500 ألف طفل في قطاع غزة بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم نفسي، مبينا أن تقديراتهم اليوم تؤكد أن جميع الأطفال بحاجة إلى هذا الدعم، أي أكثر من مليون طفل.

لا بد من العلاج
استشارية الطب النفسي الدكتورة وئام وائل، تقول إن اضطرابات الكرب الحاد وكرب ما بعد الصدمة، المرتبطين بالحروب، قد تتحول إلى اضطرابات أسوأ إذا لم تُعالَج.
وتوضح الدكتورة وئام في حديث سابق مع موقع TRT عربي أن أبحاثاً علمية تشير إلى إمكانية الإصابة باضطرابات ذهانية حادة أو مزمنة بسبب التعرض لضغوط الحروب، حتى من دون استعداد وراثي، إذا لم تُعالج.
وتلفت إلى مشكلات الدعم النفسي للأطفال الفلسطينيين، من توفير الأدوية وصعوبة توافر العلاجات السلوكية والمعرفية أو علاجات الصدمات التي تحتاج إلى وقت طويل، غير أنها تحتاج إلى فِرَق طبية مدربة تدريبات خاصة.

مقالات مشابهة

  • المعرض 40 لـ «الإمارات للفنون التشكيلية».. قراءة للذات والطبيعة وبساطة الأشياء
  • 300 لاعب يشاركون في بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة
  • ما الذي يعنيه رفع العقوبات على الاقتصاد السوري؟
  • المشروب الذي رافق الأتراك منذ ألف عام.. ما سره؟
  • الليل الذي لا ينام في غزة.. رعب وخوف وندوب نفسية لا تنمحي
  • افتتاح مركز بحثي للذكاء الاصطناعي في «وادي السيليكون»
  • «الفجيرة للفنون القتالية» يحصد جائزة SPIA الشرق الأوسط 2025
  • غلاكسي إس 25 إدج.. ما الذي ضحت به سامسونغ من أجل التصميم الأنيق؟
  • النسخة الـ4 من «الوطنية» للفنون القتالية المختلطة تنطلق غداً في العين
  • افتتاح مهرجان الدوحة المسرحي في دورته الـ37