على مدار عقود طويلة، تألقت الفنانة القديرة عايدة عبد العزيز في سماء الفن المصري، حيث قدمت أعمالًا خالدة في المسرح والسينما والتلفزيون، جعلتها واحدة من أبرز نجمات جيلها، بموهبتها الفريدة وحضورها القوي، نجحت في تجسيد أدوار معقدة ومؤثرة، فأصبحت رمزًا للإبداع والاحترافية لكن رغم نجاحها الفني، عانت في سنواتها الأخيرة من مرض ألزهايمر، الذي أثر على حياتها حتى لحظة رحيلها.

  البدايات.. شغف مبكر بالفن والمسرح

 

 

وُلدت عايدة عبد العزيز في 27 أكتوبر 1930، ونشأت في بيئة شجعتها على حب الفنون.

 

 منذ صغرها، أبدت اهتمامًا خاصًا بالمسرح، مما دفعها إلى الالتحاق بـالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث صقلت موهبتها وتخرجت عام 1959، لتنطلق بعدها في رحلة فنية حافلة بالأعمال المتميزة.

 التألق في المسرح.. أولى خطوات المجد

 

بدأت مسيرتها الفنية من خشبة المسرح، حيث انضمت إلى المسرح القومي وقدمت عروضًا مسرحية قوية رسخت اسمها بين نجوم هذا الفن. تميزت بأداء متقن وأسلوب درامي قوي، مما جعلها من أبرز نجمات المسرح المصري في الستينيات والسبعينيات. ومن أشهر مسرحياتها:

دائرة الطباشير القوقازيةشيء في صدريثمن الحرية  الانتقال إلى السينما.. أدوار لا تُنسى

 

لم يقتصر نجاحها على المسرح، بل امتد إلى السينما، حيث شاركت في أفلام شكلت علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية. أظهرت قدرتها على تقديم شخصيات متنوعة، ما بين الدراما والتراجيديا وأدوار الأم الحنون والقوية. 

ومن أبرز أفلامها:

النمر والأنثى مع عادل إمام، حيث قدمت دورًا مميزًا ترك بصمة لدى الجمهور.حائط البطولات، الذي عكس جانبًا وطنيًا في أعمالها.خلطة فوزية، حيث قدمت أداءً مؤثرًا ضمن أحداث الفيلم. تألق في الدراما التلفزيونية

مع تطور الدراما التلفزيونية، أصبحت جزءًا أساسيًا منها، حيث شاركت في مسلسلات حظيت بجماهيرية واسعة، ومنها:

يوميات ونيس، الذي أحب الجمهور دورها فيه.الفرار من الحب، حيث قدمت شخصية درامية بامتياز.الليل وآخره، الذي كان من أبرز الأعمال الدرامية في مشوارها. رحيل الزوج وبداية المعاناة الصحية

 

في عام 2013، تلقت الفنانة عايدة عبد العزيز صدمة قوية بوفاة زوجها المخرج المسرحي أحمد عبد الحليم، الذي كان رفيق دربها وداعمًا رئيسيًا لها. 

أثر هذا الحدث على حالتها النفسية والصحية، حيث بدأت تعاني من أعراض ألزهايمر، الذي أفقدها القدرة على تذكر بعض محطات حياتها الفنية والشخصية.

  وداع مؤلم.. رحيل بعد سنوات من المعاناة

 

بعد سنوات من الصراع مع المرض، رحلت الفنانة عايدة عبد العزيز عن عالمنا في 3 فبراير 2022، عن عمر ناهز 91 عامًا. 

كان خبر وفاتها بمثابة صدمة للوسط الفني ومحبيها، حيث ودعها زملاؤها وجمهورها برسائل مليئة بالحزن والتقدير لمسيرتها الطويلة.

 إرث فني لا يُنسى

رغم رحيلها، ستظل أعمالها خالدة في ذاكرة الفن المصري، فقد قدمت أدوارًا تركت أثرًا في قلوب المشاهدين ورسخت مكانتها كواحدة من أبرز نجمات جيلها. 

ستبقى عايدة عبد العزيز نموذجًا للفنانة المبدعة التي قدمت للفن روحها وإبداعها، لتظل سيرتها محفورة في تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفنانة عايدة عبد العزيز الزهايمر المسرح القومى تاريخ السينما المصرية معهد العالي للفنون المسرحية

إقرأ أيضاً:

كوميدي.. اجتماعي: الصف الأول في قاعات السينما

عاد مرزاق علواش بقوة من خلال فيلمه الجديد الصف الأول، وهو كوميديا عائلية تُعرض في صالات السينما في الجزائر ابتداءً من 7 جوان 2025.

ويمثّل هذا الفيلم منعطفًا مهمًا في مسيرة المخرج، حيث يخوض لأول مرة تجربة الكوميديا العائلية المعاصرة. محافظًا في الوقت نفسه على نظرته الحادة للمجتمع الجزائري، وهي السمة التي لطالما ميّزت أعماله.

ويمزج فيلم الصف الأول بين الكوميديا والعاطفة والسخرية الاجتماعية، ويقدّم صورة حيوية لأشقاء يواجهون قرارات مصيرية في حياتهم، بين التقاليد والطموحات الفردية وعبثية الحياة اليومية. وبأسلوبه السلس والعميق، ينجح علواش في تقديم عمل إنساني، بسيط، ومرتبط بالواقع المحلي بكل تفاصيله.

وقد لقي الفيلم إشادة واسعة في المهرجانات الدولية: تم اختياره ضمن برمجة مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF)، وعُرض في عرض خاص بمهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة، حيث حصل مرزاق علواش على جائزة تكريمية من مجلة Variety، كما استُقبل بحرارة في أيام قرطاج السينمائية، حيث قدّم المخرج أيضًا ماستر كلاس حول السينما المغاربية المعاصرة.

وقال مرزاق علواش:
” أردت أن يُشاهد هذا الفيلم أولًا هنا، في الجزائر. إنه تحية لثقافتنا، ولروحنا الفكاهية، ولهذه القدرة الفريدة التي نملكها على الضحك معًا. الصف الأول هو فيلم يجمع الناس، بكل بساطة”.

يضم طاقم التمثيل عددًا من أبرز وجوه السينما الجزائرية - نبيل عسلي، هشام مصباح، هنا منصور، إدير بن عيبوش – إلى جانب مواهب شابة من الجيل الجديد من الممثلين والممثلات المحليين، ما أضفى على العمل طاقة حيوية وأصالة واضحة.

وأكدت أمينة كاستينغ، المنتج المشارك للفيلم:
” النجاح الذي حققناه في جدة عزز قناعتنا بأنه يمكننا صنع كوميديا تنبع من واقعنا اليومي، وتلقى صدى لدى الجمهور الدولي أيضًا”.

ولمرافقة هذا الإصدار الوطني، ستُطلق حملة ترويجية كبيرة لتسليط الضوء على الإبداع الجزائري وجذب جمهور متنوع من جميع الفئات. وسيتم الإعلان عن الخطوط العريضة لهذه الحملة قريبًا خلال حدث خاص موجه للمهنيين والصحفيين.

مع الصف الأول، يقدم مرزاق علواش فيلمًا سخيًا، واقعيًا، وإنسانيًا بعمق — دعوة للضحك، والمشاركة، والتفكير الجماعي.

اكتشفوه في دور العرض التالية ابتداءً من 7 جوان 2025: سينما TMV في غاردن سيتي، قاعة كوزموس، قاعة ابن زيدون، قاعة ابن خلدون، قاعة الساحل الشراڨة، سينه‌غولد وهران، AZ سين وهران، وقاعة أحمد باي قسنطينة.

مقالات مشابهة

  • 4.18 مليار درهم قيمة المساعدات الإماراتية المقدّمة للفلسطينيين منذ 2010
  • هل انتهت أزمة الرسوم الجمركية؟ ترامب يعلن عن اتفاق شامل مع الصين
  • بن ضو لـ Rue20: لم يتم إعفائي و مهمتي على رأس جامعة إبن زهر انتهت
  • في ذكرى ميلاده.. نجاح الموجي "الواد مزيكا" الذي خطف قلوب الجمهور ومات على أعتاب المسرح
  • بطل جديد يسطع في سماء السينما التركية.. بوراك أكاش يخوض تجربة استثنائية في "نيكاى أكسيانتار"!
  • فعاليات وزارة الثقافة في عيد الأضحى تحقق رواجًا لافتًا بأرجاء الجمهورية وترفع شعار “كامل العدد”
  • عايدة الأيوبي في ضيافة «أسرار النجوم» بهذا الموعد
  • السينما تكشف الوجهين المتناقضين للطبيعة بين الصداقة والعداء
  • كريم عبد العزيز وأحمد حلمي ضيوف فيلم الست بطولة منى زكي
  • كوميدي.. اجتماعي: الصف الأول في قاعات السينما