الجزيرة:
2025-08-12@11:19:42 GMT

العائدون إلى شمال غزة.. من الخيمة إلى الخيمة

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

العائدون إلى شمال غزة.. من الخيمة إلى الخيمة

غزة- خلال رحلة نزوحها إلى جنوب قطاع غزة، باعت صفاء حبيب بعض حليّها لشراء خيمة تؤوي عائلتها المكونة من 6 أفراد، ولدى عودتها مشيا على الأقدام برفقة أسرتها إلى شماله، وجدت نفسها مجددا بدون مأوى، دون أن تمتلك شيئا لتبيعه هذه المرة لشراء خيمة جديدة.

لكن بعض "أهل الخير" تبرعوا لأسرتها بخيمة، أقامتها قرب منزلها المدمر بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، لتبدأ فصلا جديدا من المعاناة.

ولم تستطع العائلة أن تحمل متاعها الذي جمعته خلال رحلة النزوح، والذي يشمل الخيمة والفراش والملابس، وبعض الأثاث، نظرا لإجبار إسرائيل غالبية النازحين على العودة مشيا على الأقدام لمسافة تصل إلى 14 كيلومترا.

ومنذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي، شرع عشرات الآلاف من النازحين بالعودة إلى مناطقهم التي هُجّروا منها، حسب ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

شريط من الأحزان

تحتفظ ذاكرة صفاء حبيب بالكثير من القصص المؤلمة لرحلة النزوح الأولى، ولا تبدو متفائلة بانتهاء معاناتها عقب عودتها لمسقط رأسها بشمال القطاع.

ونظرا لقرب منزلها من الشريط الحدودي مع الاحتلال شرقي مدينة غزة، نزحت حبيب منذ الأيام الأولى للحرب التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاركة أغراضها وأثاثها، قبل أن يدمر الاحتلال المنزل بالكامل.

إعلان

وخلال الحرب أصيب زوجها في رقبته، وقررت الأسرة النزوح إلى جنوب القطاع هربا من جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وبسبب الظروف الصعبة التي عاشها النازحون، وسياسة التجويع الإسرائيلية، أصيب أبناء حبيب بسوء التغذية، ففطمت طفلتها الرضيعة مبكرا، ونزل وزن ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات إلى 15 كيلوغراما فقط، وهي علامة خطرة.

وفي فترة النزوح، جنوبي القطاع، بنت حبيب حياة جديدة، بعد أن اشترت الخيمة، وعاشت حياة بدائية تعتمد على إشعال النار، وعلى طعام المساعدات.

وكانت أسرة حبيب ممن قرروا العودة مبكرا إلى شمال القطاع عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحديد موعد عودة النازحين، وإن كان ذلك قد كلفهم فقدان خيمتهم ومتاعهم، نظرا لعودتهم مشيا على الأقدام في رحلة قاسية اضطرت فيها للنوم في الشارع، ومقاساة الجوع والعطش والبرد.

فقدت أسرة القصاص أثاثها ومتاعها في جنوب القطاع بعد أن أجبرتهم إسرائيل على العودة مشيا (الجزيرة) ذاهبون إلى المجهول

وبعد أن وصلت العائلة إلى حيّها "الشجاعية"، اصطدمت بالواقع الجديد، الذي لا يقل صعوبة عن الحال الذي عانته في بداية الحرب، حيث لا يوجد منزل أو متاع.

وترى حبيب أنها محظوظة لأنها وجدت من يتبرع لها بخيمة. وبدأ زوجها في تسوية الأرض تمهيدا لنصب الخيمة، والتي ستكون "شبه فارغة من الفراش والأثاث".

وفي انتظار إقامة خيمتها كي تأوي إليها مع أطفالها، تختم حبيب حديثها قائلة "من خيمة إلى خيمة.. نحن ذاهبون إلى المجهول".

خيمة علي القصاص مجاورة للمقبرة ويقول إنه كان يقيم داخل مقبرة أيضا في جنوب القطاع (الجزيرة) من المقبرة إلى المقبرة

وفي حي الشجاعية أيضا، فرّ المُسن علي القصاص بأسرته البالغ عددها 25 شخصا، وتضم أبناءه وأحفاده، هربا من جرائم الاحتلال إلى جنوب القطاع، في بداية الحرب.

وهناك عانت الأسرة الأمرين، حيث سكنت في مقبرة، وأقامت خياما مهترئة، لا تقي الحر ولا تحمي من البرد، وسط ظروف معيشية قاسية بسبب الفقر وقلة الطعام والماء.

إعلان

وكانت رحلة عودة الأسرة، صعبة للغاية، حتى إن الأب علي القصاص، قد أغمي عليه في الطريق بسبب الإرهاق الشديد، وجرى نقله للمستشفى.

فرِح القصاص لوصوله لغزة، كما يقول. لكن الأوضاع الصعبة التي تعاني منها المدينة نغصت عليه سروره، فقد وجد منزله مدمرا.

لجأت الأسرة إلى مراكز إيواء صغيرة، يبدو أنها أُقيمت على عجل في بعض الأحياء، لكنها أبت أن تستقبلها كون جميع الخيام الفارغة محدودة العدد و"محجوزة" لعائلات أخرى سبقتها بتسجيل أسمائها.

ويضيف "أخذت أبكي، ثم بعنا بعض الأشياء من نسائنا واشتريت خيمة، ووضعناها هنا قرب المقبرة، في الجنوب كنا في مقبرة وهنا في مقبرة".

فرحة رغم الألم

ولا تتوقف مأساة الأسرة على السكن فقط، فالعائلة بلا مال لتشتري الطعام والماء، والذي اعتادت الحصول عليه بسهولة نسبية في أواخر عهدها بالنزوح في الجنوب. وتابع "اليوم الصبح ذهبت لأسجل للحصول على الطعام والمساعدات، ولم أجد".

وتلتقط زوجته غادة القصاص طرف الحديث لتكشف جانبا آخر من المعاناة، حيث تقول إن ابنتها وضعت طفلا قبل 3 أيام، وتقيم معهم في الخيمة ذاتها، كما أن زوج إحدى بناتها "شهيد" والآخر "جريح".

وتشير إلى أحد أبنائها وتقول "هذا جاء (من الجنوب) بدون خيمة وبدون أي أغراض لأنه لم يستطع أن يحملها، يسكن معي، نحن 25 شخصا، لا نعرف أين نذهب".

ورغم المعاناة الشديدة، فثمة فرحة للأسرة بالعودة إلى مسقط رأسها، حيث تقول الزوجة القصاص إنها قبّلت الأرض لدى عودتها لحي الشجاعية.

لكنها تأمل أن تتحسن الظروف، وأن تصل للعائدين المساعدات التي تمنع إسرائيل إدخالها حتى الآن، كالبيوت المتنقلة، لعلها تنسيهم قليلا ما فعلت بهم الخيام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جنوب القطاع

إقرأ أيضاً:

21 شهيدًا ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على غزة

غزة - صفا استشهد 21 مواطنًا، وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الثلاثاء، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في اليوم الـ676 للعدوان. وأفاد مراسل وكالة "صفا" باستشهاد ثلاثة مواطنين من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم وسط القطاع. وقال إن خمسة مواطنين ارتقوا وأصيب آخرين، في قصف إسرائيلي على خيمة في منطقة المجايدة بمواصي خان يونس جنوبي القطاع. وأوضح أن الشهداء هم: ماهر أبو لطيفة وزوجته سناء أبو لطيفة وابنهما عبد الرحمن، وزياد سليمان الشواف، وأسيد زياد الشواف. وذكر أن أربعة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "الحصري" قرب مسجد الفاروق بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وفي السياق، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد مواطنة وإصابة آخرين، بقصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في محيط منطقة الصحابة بحي الدرج وسط مدينة غزة.  بدورها، أفادت مصادر طبية باستشهاد سبعة مواطنين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وكان مستشفى العودة استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية شهيد طفل و11 إصابة، جراء استهداف الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة والاستهدافات التي طالت مناطق وسط القطاع. وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 61,369 شهيدًا، و152,850 مصابًا، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • دنقلا تسجل أعلى درجة حرارة.. والأمطار تعم معظم بقاع السودان
  • ختام دور المجموعات في البطولة المدرسية للألعاب الشاطئية
  • 21 شهيدًا ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على غزة
  • 8 شهداء من عائلة واحدة بغزة وإصابة جندي إسرائيلي شمال القطاع
  • الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط
  • إثارة كبيرة في انطلاق البطولة المدرسية للألعاب الشاطئية
  • سرايا القدس تدك كيبوتس “ناحل عوز” و”كفار سعد” في “غلاف غزة” بالصواريخ
  • “الخيرية الهاشمية” تواصل توزيع الوجبات في غزة
  • 47 شهيدا جراء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • 3 شهداء من منتظري المساعدات شمال غربي القطاع