"التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" فى ندوة بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
شهدت قاعة العرض، الندوة الأخيرة ضمن محور "مصريات" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة كتاب "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة"، حيث ناقشت الدكتورة ليلى ممدوح عزام أستاذة الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان مضمون كتابها الذي يسلط الضوء على إحدى الوسائل العلاجية في مصر القديمة الخاصة باستخدام التعاويذ السحرية في الشفاء من الأمراض، وأدار الندوة الباحث محمود أنور.
في مستهل الندوة أوضح أنور أهمية الكتاب الذي يعنى بدراسة استخدام قدماء المصريين التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في عصر الدولة الحديثة اعتمادا على مصادر كالبرديات والشقف وقد تناول الكتاب مفهوم السحر والمرض والتعويذة والمعبودات الشافية وممارسو العلاج.
وأكدت الدكتورة ليلى عزام أن مفهوم السحر في مصر القديمة كان يختلف تماما عن الفهم المعاصر له، حيث لم يعتبر خرافة أو شعوذة، بل كان أداة ضرورية للتعامل مع تحديات الحياة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. فقد كان السحر يستخدم لحماية الأفراد والدولة، وحتى المعبودات نفسها كانت تلجأ إليه في صراعاتها الكونية من أجل الحفاظ على النظام والتوازن في العالم.
كما شرحت كيف كان المصريون القدماء يدركون وجود قوى خفية تؤثر على حياتهم، ويسعون إلى مواجهتها باستخدام التعاويذ السحرية التي لم تكن مجرد كلمات تتلى، بل كانت تعتمد على النصوص المقدسة، والممارسات الطقسية، والرموز التصويرية.
وأضافت أن هذه التعاويذ تظهر منذ العصور المبكرة، حيث كانت تستخدم لعلاج الأمراض وحماية المرضى من الأرواح الشريرة، فضلا عن التصدي للأوبئة غير المفهومة.
وسلطت "عزام" الضوء على مكونات التعاويذ السحرية، حيث يبدأ كل نص بعنوان يحدد نوع المرض والعضو المصاب، ثم يتبع ذلك المضمون الذي يتنوع بين الدعاء للمعبودان طلبا للشفاء أو تهديد الكائنات الشريرة المسؤولة عن المرض. كما تشمل التعاويذ تعليمات حول توقيت وأسلوب أدائها، وقد تتضمن رسومات توضيحية تمثل المرض أو المعبودات التي يتم استدعاؤها للعلاج.
كما استعرضت العلاقة بين الطب والسحر في مصر القديمة، موضحة أنه لم يكن هناك تمييز صارم بين المجالين، حيث كان الطب يستخدم لعلاج الأمراض ذات الأسباب الواضحة، بينما كانت التعاويذ السحرية تستخدم عندما يعجز الأطباء عن تفسير الحالة المرضية. وكان الاعتقاد السائد أن بعض الأمراض لم تكن ناجمة عن أسباب مادية، بل عن غضب إلهي أو تأثير كائنات غير مرئية.
كما تطرقت أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة إلى مفهوم "عفاريت الأمراض"، التي كان يعتقد أنها تدخل جسم الإنسان عبر الأنف أو الفم أو حتى من خلال الجروح المفتوحة، مما يستدعي طردها عبر طقوس خاصة تعتمد على التعاويذ السحرية. وناقشت أيضا دور ممارسي العلاج في مصر القديمة، حيث لم يكن الأطباء وحدهم مسئولين عن التداوي، بل كان هناك أيضا الكهنة والسحرة وحاملو التمائم، ولكل منهم أساليبه الخاصة في العلاج.
كما تناول النقاش بعض الاكتشافات الطبية المتقدمة التي سجلها المصريون القدماء، مثل إدراكهم لدور الذباب في نقل الأمراض، وفهمهم لأمراض العيون مثل المياه البيضاء، كما أدركوا أن بعض آلام البطن تنتج عن الديدان المعوية، وطوروا تعاويذ للحماية من "الهواء الملوث"، مما يشير إلى فهمهم المبكر لانتقال الأمراض عبر الهواء.
وفي ختام الندوة، أكدت "عزام" أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد شعب يؤمن بالخرافات، بل كانوا يتمتعون بفهم علمي متقدم، حتى وإن كان مغلفا بمعتقداتهم الروحية، وأشارت إلى الممارسات الشعبية الحالية الموروثة من مصر القديمة.
وشددت على أن السحر لم يكن بديلا عن الطب، بل كان جزءا من نظام علاجي متكامل يعكس رؤيتهم العميقة للعالم، ويكشف عن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعتقدات الدينية في حضارتهم العريقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب المصرية القديمة الوسائل العلاجية
إقرأ أيضاً:
فريق صيني ينجح برقمنة نقوش عظام الأوراكل القديمة في أوروبا
بكين-سانا
نجح فريق جامعي في مقاطعة خنان وسط الصين بإكمال رقمنة 542 نقشاً عظمياً من عظام الأوراكل الموجودة في المؤسسات الأوروبية بدقة عالية.
وذكرت وكالة “شينخوا” اليوم أنه تمت رقمنة النقوش من قبل مختبر معالجة معلومات نصوص عظام الأوراكل في جامعة آنيانغ للمعلمين في مدينة آنيانغ المعروفة بأنها موطن عظام الأوراكل، ومن بينها 485 نقشاً في المتحف الإثنولوجي في برلين بألمانيا، والباقي موجود في مؤسسات مختلفة في فرنسا.
وفي هذا الصدد، قال مدير المختبر، ليو يونغ قه: إن “الفريق يقوم حالياً بمعالجة البيانات لإنشاء نماذج رقمية مفصلة، حيث ستتم مشاركتها عالمياً عبر منصة لبحوث الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن المختبر يتفاوض أيضاً مع مؤسسات في سويسرا والسويد وهولندا وبلجيكا لحفظ المزيد من نقوش عظام الأوراكل رقمياً.
يشار إلى أن عظام الأوراكل هي قطع من عظام الحيوانات أو أصداف السلاحف، نُقشت عليها أحرف صينية قديمة، وتم التنقيب عن أكثر من 160 ألف نقش من أطلال “ينشيوي” في آنيانغ وهي الآن ضمن مجموعات موزعة داخل الصين وخارجها.
رقمنة نقوش عظام الأوراكل 2025-08-11najwaسابق بعد تهجير دام سنوات… 50 عائلة تغادر إدلب متجهة إلى قراها في القصير بريف حمصآخر الأخبار 2025-08-11بعد تهجير دام سنوات… 50 عائلة تغادر إدلب متجهة إلى قراها في القصير بريف حمص 2025-08-11أستراليا تعلن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونيوزلندا تدرس ذلك 2025-08-11الأجندة الثقافية في سوريا ليوم الإثنين الـ 11 من آب 2025 2025-08-11مصرع شخص وإصابة 29 بجروح جراء زلزال باليكسير غربي تركيا 2025-08-11إطلاق مشروع إنارة دوار وجسر اليمن بالطاقة الشمسية في اللاذقية 2025-08-11مجلس الأمن يدعو للالتزام بوقف إطلاق النار في السويداء واحترام سيادة سوريا ووحدتها 2025-08-10الداخلية السورية تفتح تحقيقاً في فيديو المشفى الوطني بالسويداء 2025-08-10إطلاق منصة Global Action Mosaic لتعزيز أهداف التنمية المستدامة في سوريا 2025-08-10كريستال بالاس يحرز لقب درع المجتمع على حساب ليفربول 2025-08-10الأمن الداخلي في دير الزور يعلن توقيف قتلة الشاب كِندي العدّاي
صور من سورية منوعات فريق صيني ينجح برقمنة نقوش عظام الأوراكل القديمة في أوروبا 2025-08-11 منصة إنستغرام تطلق خاصية جديدة تتيح مشاركة المكان 2025-08-10
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |