أصر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الأربعاء، 5 فبراير 2025 ، على أن "الجميع يحبون" فكرته، وذلك خلال حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض، متجاهلًا المعارضة الشديدة التي قوبل بها المقترح من الفلسطينيين ودول المنطقة والمجتمع الدولي.

وقال الملياردير الجمهوري للصحافيين في البيت الأبيض ردّا على سؤال بشأن ردود الفعل على فكرته إنّ "الجميع يحبّونها".

وجاءت تصريحات ترامب بعدما كشف عن خطته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، فجر الأربعاء، حيث أعلن أنه يريد "السيطرة" على قطاع غزة ، مقترحًا ترحيل سكانه إلى الأردن أو مصر، رغم الرفض القاطع لهذه الفكرة من قِبل القاهرة وعمان والفلسطينيين أنفسهم.

وأثار المقترح الأميركي موجة غضب دولية، إذ أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، أن "الترحيل القسري للسكان من الأراضي المحتلة محظور تمامًا" وفق القانون الدولي، مشددًا على أن الحق في تقرير المصير "مبدأ أساسي يجب أن تصونه جميع الدول".

من جهتها، وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، خطة ترامب بأنها "غير قانونية وغير مسؤولة تمامًا"، محذرة من أنها قد تؤدي إلى "تفاقم الأزمة الإقليمية، وتُسهم في التواطؤ بجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال الأشهر الماضية".

وفي السياق ذاته، نددت جامعة الدول العربية بالمقترح، معتبرة أنه "طرح مرفوض قانونيًا وأخلاقيًا، ويمثل وصفة لانعدام الاستقرار"، مشددة على أن الحل الوحيد المقبول دوليًا هو "تحقيق حل الدولتين، وليس الترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين".

وعلى الصعيد العربي، أكدت الرياض رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مجددة التزامها بحل الدولتين، ومشيرة إلى أن أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل "لن تتم إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

وفي تصريحات لاذعة، وصف الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مقترح ترامب بأنه "يصعب فهمه"، مشددًا على أن الفلسطينيين هم الأجدر بتقرير مصير غزة وإعادة إعمارها، وليس أي جهة خارجية.

أما وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، فقد شدد على أن "طرد الفلسطينيين من غزة غير مقبول نهائيًا، ولا يمكن لدول المنطقة القبول به أو حتى مناقشته".

كما أكدت الصين وفرنسا وألمانيا وإسبانيا رفضها لأي مخطط يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في غزة، في حين شددت إيطاليا على أن "الحل الوحيد هو إقامة دولتين، وليس فرض أمر واقع جديد".

وخلال حديثه عن رؤيته لمستقبل غزة، قال ترامب إن الأراضي التي دمرتها الحرب "يجب تحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط"، معتبرًا أن سكان القطاع المدمر "يمكنهم العيش في أماكن أخرى، تمامًا كما حصل مع لاجئين في مناطق أخرى من العالم". ولم يقدّم أي تفاصيل بشأن كيفية تنفيذ هذه الخطة أو الطريقة التي سيتم بها تهجير أكثر من مليوني فلسطيني من القطاع.

وتمثل المشاريع التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه، ضربًا من الخيال غير القابل للتحقيق، بقدر ما تثير سيلاً من المعارضة داخل المنطقة وخارجها.

ويعيد هذا الطرح إلى الأذهان تصريحات سابقة لترامب خلال ولايته السابقة، حين اقترح ضم قناة بنما وغرينلاند، أو جعل كندا الولاية الأميركية الـ51، أو حتى نقل السجناء المتهمين بجرائم عنيفة من السجون الأميركية إلى السلفادور لقضاء عقوباتهم هناك. وكما واجهت هذه المقترحات رفضًا واسعًا، يبدو أن مشروعه بشأن غزة يصطدم بواقع لا يمكن تجاوزه بسهولة.

ولا يأخذ ترامب في الاعتبار مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم، وهو ما ظهر جليًا عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث عاد نصف مليون نازح إلى شمال قطاع غزة رغم حجم الدمار الهائل. وفي هذا السياق، قالت الشابة لميس العوادي (22 عامًا)، لدى وصولها إلى منزلها المدمّر في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي: "إنه أجمل يوم في حياتي... سنعيد بناء بيوتنا حتى لو كان ذلك بالطين والرمل".

وتوقعت المحللة السياسية، إميلي هاردينغ، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، أن "تنتقل ردود الفعل من الارتباك إلى الاستنكار، مع تصاعد الاحتجاجات في الشرق الأوسط وخارجه خلال الأيام المقبلة". ويعد اقتراح ترامب إرسال قوات أميركية إلى غزة لفرض سيطرته عليها خرقًا لوعوده الانتخابية بعدم التدخل في نزاعات خارجية.

وفي هذا السياق، أشار دبلوماسي أوروبي في القدس إلى أن مقترح ترامب يتناقض مع سياسة "أميركا أولًا" التي يروج لها، قائلاً: "لكنه يعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، وأن هذا ليس حربًا ولا أفغانستان ولا العراق... لكنه لا يدرك مدى تعقيد الوضع، وهذا ما يثير القلق".

ويُضاف إلى ذلك أن خطاب ترامب يتعارض مع القواعد الراسخة في القانون الدولي. وفي هذا السياق، أشار خبير القانون الدولي في جامعة سيدني بأستراليا، تامر موريس، إلى أن "الولايات المتحدة لا تستطيع السيطرة على غزة إلا بموافقة إسرائيل، وإسرائيل لا تستطيع التنازل عن غزة لأميركا، كما أن السلطة الفلسطينية لا يمكنها منح هذه الموافقة نيابة عن شعب له حق تقرير المصير".

وأضاف أن "الطريقة المرتجلة التي يطرح بها ترامب قضايا مثل السيطرة على الأراضي ونقل السكان، توحي بأن هذه القواعد يمكن خرقها بسهولة"، وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا للنظام والقانون الدوليين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية محدث: تنديدات دولية واسعة لمخطط ترامب بشأن غزة وتهجير سكانها الصين ترفض تصريحات ترامب حول غزة نتنياهو: خطة ترامب بشأن غزة "قد تغير التاريخ" الأكثر قراءة محدث: 10 شهداء في قصف إسرائيلي على طمون الرئيس عباس في رسالة لنظيره المصري - نقدر رفضكم تهجير شعبنا من غزة الجيش الإسرائيلي يقرّ بتنفيذه خروقات في غزة الإعلان عن أسماء الدفعة الثالثة من الأسرى عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، مساء الاثنين 28 يوليو / تموز 2025 ، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم طرح خطة على الكابينيت الأمني والسياسي المصغّر، تقضي بضمّ تدريجي لأجزاء من قطاع غزة ، وذلك في محاولة لإبقاء وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ضمن الحكومة.

وبحسب هآرتس ، تنصّ الخطة على أن تُمهل إسرائيل حركة " حماس " عدة أيام للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، وفي حال رفضها، تبدأ إسرائيل بضم مناطق من القطاع بشكل تدريجي. ووفق "هآرتس"، سيُعرض هذا المخطط على الكابينيت بعد قرار نتنياهو زيادة حجم المساعدات الإنسانية لغزة وهو القرار الذي اتُخذ رغم اعتراضات "الصهيونية الدينية" بقيادة سموتريتش.

وبحسب التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء في الحكومة، فإن عملية الضم ستبدأ بالمناطق الحدودية الفاصلة قطاع غزة عن مناطق الـ48 (الغلاف الداخلي الذي أحدثه الاحتلال لقطاع غزة)، ثم تمتد إلى شمالي القطاع، ولا سيما المناطق القريبة من "سديروت" و"عسقلان"، وصولًا إلى ضم القطاع بالكامل على مراحل. وادعى نتنياهو في هذه المحادثات أن "الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن سموتريتش قال لنتنياهو خلال الأيام الأخيرة إنه "سيُقيّمه بالأفعال"، وإنه "سيبقى في الحكومة في هذه المرحلة إذا نُفذت خطة الضم". وفي رسالة وجّهها إلى أعضاء حزبه، كتب سموتريتش: "نحن ندفع باتجاه خطوة إستراتيجية جيدة، ولا داعي لتفصيلها الآن، وسنعرف قريبًا إن كانت ستنجح وإلى أين سنتجه". وأضاف: "لا ينبغي اتخاذ قرارات سياسية خلال الحرب. سنُقيّم الموقف بناء على النتيجة – أي حسم المعركة ضد حماس".

وحذّرت الصحيفة من أن تهديد إسرائيل بضمّ أراضٍ في غزة، بالتوازي مع دعوات العديد من الوزراء لإقامة مستوطنات في القطاع، من شأنه أن يُدخلها في صدام مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة. ورجّحت "هآرتس" أن تُشعل خطوة كهذه موجة اعترافات بالدولة الفلسطينية على غرار ما قامت به فرنسا، إضافة إلى فرض عقوبات على إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يُبدِ حماسة في السابق لخيار الضمّ، لكنه بات مستعدًا للمضي فيه في محاولة لإنقاذ حكومته. وأبلغ وزراءه أن وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، قدّم الخطة لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وأنها "تحظى بدعم البيت الأبيض". وذكرت الصحيفة أن الرئيس دونالد ترامب، الذي يزور حاليًا أسكتلندا، لم يحضر الاجتماع.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية جنود إسرائيليون يرفضون العودة للقتال في غزة تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة بشأن غزة نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب" الأكثر قراءة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح محدث: ارتفاع عدد المتوفين نتيجة التجويع في غزة إلى 20 خلال يومين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عماد الدين حسين: مصر تقف سدا منيعا ضد مخطط تهجير الفلسطينيين
  • خبير إستراتيجي: مصر تقف حائط صد أمام محاولات تهجير سكان غزة
  • بث مباشر| أحمد موسى: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من غزة
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل مهددة بعزلة دولية .. ونرفض تهجير الفلسطينيين
  • جمعية الإغاثة في غزة: مصر وقفت سدا منيعا أمام تهجير الفلسطينيين
  • «العرابي»: مصر بقيادة الرئيس السيسي تقف حائط صد ضد تهجير الفلسطينيين
  • هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة
  • الرئيس السيسي: رفضنا تهجير الفلسطينيين لعدم تفريغ فكرة حل الدولتَين
  • الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين
  • عاجل| الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين سيؤدي لتفريغ فكرة حل الدولتين وإقامة الدولة المستقلة