التوهج البيولوجي.. ظاهرة بحرية فريدة تقتنصها عدسة سالم الشملي في مسقط
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
لطالما عشق المصور الفوتوغرافي سالم بن حمدان الشملي البحر، متأملاً جماله في مختلف حالاته، فنراه تارةً يوثق الشطآن، وتارةً أخرى يخوض رحلات بحرية، ثم يغوص في أعماقه ليلتقط شيئًا من كنوز بحر عمان الزاخر بتنوع الأحياء البحرية والشعاب المرجانية الملونة.
من خلال عدسته، يأخذ متابعيه في منصات التواصل الاجتماعي إلى عوالم لم تألفها العين، مقدماً صورًا آسرة تعكس سحر البحر وأسراره.
في الأيام الأخيرة، ازدحم حساب سالم الشملي على منصة إنستجرام بصور رائعة لظاهرة بحرية نادرة تُعرف باسم "التوهج البيولوجي"، أو علميًا "Bioluminescence"، حيث تضيء حركة الأمواج باللون الأزرق المتوهج. هذه الظاهرة تنتج عن كائنات بحرية دقيقة تُعرف بـالعوالق النباتية، وخاصة نوع معين من الطحالب يُسمى "الدينوفيلاجيات"، والتي تطلق ضوءًا أزرق ساحرًا عند تحفيزها بحركة الأمواج أو اضطراب الماء بسبب قارب سريع أو احيانا من خلال تحريك أيدينا في الشاطئ، ويعود هذا التوهج إلى تفاعل كيميائي داخل خلاياها، حيث تتفاعل مادة "اللوسيفيرين" مع إنزيم "اللوسيفيراز" بوجود الأكسجين، مما يؤدي إلى هذا الإشعاع الطبيعي الخلاب.
وكما هو الحال في العديد من الشواطئ، تحدث هذه الظاهرة في فترات معينة من العام، وتختلف شدتها من عام إلى آخر، بل من يوم لآخر. وإذ سحرته هذه الظاهرة، شدّ سالم الشملي رحاله إلى الشواطئ الهادئة البعيدة عن التلوث الضوئي، ليقتنص بعدسته هذه المشاهد الفريدة التي تبدو كأنها تنتمي إلى أفلام الخيال العلمي، مثل فيلم "أفاتار"، أو إلى الأفلام الوثائقية التي يوثقها عادة مصورون عالميون. واليوم، يترك الشملي بصمته الفنية والتوثيقية عبر صوره التي توثق هذه الظاهرة بأسلوب يجمع بين الجمال والعلم.
وعلى المستوى الشخصي، لطالما شهدت هذه الظاهرة خلال رحلات بحرية مع الأصدقاء، إلا أن محاولاتنا لتوثيقها لم تقترب مما قدمه سالم الشملي بعدسته الاحترافية. ومن بين تلك الرحلات، كانت إحداها برفقة الصديق الخضر بن سالم المعشري، الذي يُعرف بعلاقته العميقة بالبحر، فهو خبير في عالمه ويدير شركة متخصصة في الرحلات البحرية.
يقول الخضر المعشري عن هذه الظاهرة التي اعتاد مشاهدتها، خاصة على شواطئ مسقط المتنوعة: "التوهج البيولوجي يعود إلى نوع معين من الطحالب المجهرية التي تعيش بها كائنات دقيقة تمتلك خاصية الإضاءة الحيوية. تحدث هذه الظاهرة مرتين في السنة على شواطئنا، وتكون أكثر وضوحًا خلال الفترات الانتقالية بين الصيف والشتاء، خصوصًا في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي. تبدأ الطحالب في التجمع والظهور بشكل ملحوظ، ثم تتلاشى تدريجيًا بعد شهر أو شهرين. في مسقط، تزداد فرص رؤية هذه الظاهرة في المواقع التي تتأثر بحركة الرياح والتي تشهد تجمعات للرواسب والطحالب. ويكون التوهج أكثر وضوحًا بين شهري فبراير ومارس، ثم يتلاشى مع ارتفاع درجات الحرارة. عادةً ما يبلغ ذروته عند انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 28 درجة مئوية، وهو ما يمكن ملاحظته في بعض المواقع البحرية المعروفة بمسقط".
وتزخر محافظة مسقط بالعديد من الشواطئ البديعة البعيدة عن التلوث الضوئي، مثل شاطئ السيفة، وشاطئ يتي، والخيران، وغيرها من الشواطئ التي تمنح زوارها فرصة مشاهدة هذه الظاهرة في ليل هادئ، حيث يكتمل المشهد بصوت أمواج البحر ونسماته العليلة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه الظاهرة
إقرأ أيضاً:
ميزة مذهلة من يوتيوب.. ابحث عما تراه داخل مقاطع Shorts بلمسة واحدة
أعلنت يوتيوب عن خطوة جديدة لتعزيز تجربة المستخدم من خلال دمج ميزة Google Lens في مقاطع Shorts، ما يتيح للمشاهدين قريبًا البحث مباشرة عما يرونه أثناء المشاهدة دون الحاجة لمغادرة الفيديو.
هذه الميزة الجديدة تفتح المجال أمام المشاهدين لاكتشاف معلومات إضافية بطريقة بصرية وتفاعلية، فمثلًا يمكن للمستخدم أثناء مشاهدة مقطع مصوّر في موقع سياحي أن يحدد أحد المعالم الظاهرة ويسأل عدسة Google للتعرف عليه، ما يتيح له استكشاف خلفيات ثقافية وتاريخية حول المكان بنقرة واحدة.
ووفقاً لموقع "تك كرانش"ستُتاح هذه الميزة للمستخدمين من خلال إيقاف الفيديو مؤقتًا والضغط على خيار "Lens" في الشريط العلوي، ليتمكن بعدها من تحديد أي عنصر داخل الشاشة سواء بالرسم أو النقر، ثم تظهر النتائج البصرية مباشرة على الفيديو ذاته مما يضيف طبقة جديدة من التفاعل والاكتشاف البصري.
وفي المرحلة التجريبية الأولى، لن تظهر إعلانات ضمن نتائج البحث المرتبطة بهذه الميزة، كما أوضحت يوتيوب أن عدسة Google لن تعمل على Shorts التي تحتوي على روابط تسوق تابعة أو ترويج مدفوع لمنتجات.
أخبار ذات صلةيأتي هذا الإعلان في إطار منافسة يوتيوب المتواصلة مع منصات مثل TikTok وInstagram Reels التي لا تقدم وظائف بحث بصري مماثلة، ويمنح هذا التكامل مع عدسة Google ليوتيوب ميزة فريدة ضمن منظومة Google الأكبر، حيث تسعى المنصة إلى تقديم أدوات أكثر ذكاءً واستفادة من تقنيات البحث المتقدمة.
تزامنًا مع هذه الخطوة، تواصل يوتيوب تطوير أدوات Shorts للمبدعين، بعد إعلانها في أبريل عن تحديثات تشمل محرر فيديو محسن، وملصقات بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومزايا لمزامنة المقاطع الموسيقية مع الفيديو، إلى جانب قوالب إنتاج أكثر مرونة.
الميزة بدأت فعليًا بالظهور تدريجيًا للمستخدمين هذا الأسبوع ضمن مرحلة تجريبية أولى، ومن المتوقع أن تتوفر للجميع خلال الأسابيع المقبلة.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي