النوّاب السنّة لسلام: لا لاختصار الطائفة بـكلنا إرادة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
كلّ المؤشرات توحي بانقطاع حبل الودّ بين الرئيس المكلّف نوّاف سلام والنواب السنّة. ما كان يقوله هؤلاء في اجتماعاتهم المُغلقة عن ظلم يلحق بهم تحوّل إلى مواقف على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة.
وكتبت لينا فخر الدين في" الاخبار": تعامل «الرئيس الثورجي» الذي يُريد حكومة خارجة عن المألوف مع معظم الأحزاب والشخصيّات على قاعدة الحفاظ على التوازنات الطائفيّة وتركيبة الدّولة التقليدية، فيما قرّر شطب كل هذه القواعد في التعاطي مع النوّاب السنّة.
من هذا المنظور، خرجت علاقته مع ائتلاف النوّاب السنّة، الذي يضمّ نوّاب كتل «الاعتدال الوطني» و«التوافق الوطني» و«لبنان الجديد»، ومعهم بعض المستقلين كالنائب فؤاد مخزومي، عن المعايير المُتّبعة للتمثيل مع الكتل النيابيّة الأُخرى، كأنّهم «صفر على الشّمال»، مع كيل اتّهامات لهم من بعض الذين يدورون في فلكه بأنّهم «يبيعون ويشترون» في المناصب الوزاريّة.
كلّ ذلك، أدّى إلى انقطاع حبال التواصل مع سلام في اليومين الماضيين بعدد من النوّاب السنّة، طالباً لقاءهم لمحاولة إعادة ما انقطع. إلا أن هؤلاء باتوا متيقّنين من أن الرّجل «يفعل غير ما يقول، ويبيعهم أوهاماً عندما يلتقيهم قبل أن يكتشفوا أنّها ليست إلا وعوداً في الهواء».
وحتّى مُلاحظات دار الفتوى بالكاد نجحت في حماسة الرئيس المكلّف لبعض الأسماء، كما هو حاصل مع المرشّحة حنين السيّد التي اعترض مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان على توزيرها بسبب زواجها بغير مسلم وتغيير قيودها، ما لا يصحّ معه أن تكون من الحصة السنّية. وتقول مصادر إنّ المفتي دعا سلام، الذي زاره أمس، إلى التعاطي مع النواب السنّة بالطريقة نفسها التي يتّبعها مع نواب الطوائف الأُخرى.
اتّهامات للرئيس المكلّف بأنه نصّب نفسه «الوكيل الشرعي» الوحيد للطائفة السنيّة
وتشير معلومات إلى أن اللقاء الأوّل بين الطرفين، الذي حصل بعد رفض الرئيس المكلف زيارة المرجعيات الدينيّة، لم يكن سلبياً، وأن الأخير وعد المفتي بتغيير اسم السيّد، وحمل معه إلى القصر الجمهوري اسماً بديلاً منها، يتردّد أنّ رئيس الجمهوريّة لم يوافق عليه.
لا يحسم النواب أمر إعطاء الثقة من عدمها، وإن كان البعض قد جاهر بأن الطريق إلى «اللاثقة» بات سالكاً، وينتظرون عقد لقاء جامع بينهم قريباً لإعلان موقفهم.
في هذا الإطار، يقول النائب نبيل بدر لـ«الأخبار» إنّ «عتبنا نابع من أنّ النوّاب السنّة هم من سمّوا سلام لتشكيل الحكومة وفتحوا الباب أمامه، باعتباره الأصلح، وبالتالي عليه أن يردّ الجميل بالجميل، وليس بإبعادهم عن التشكيلة الحكوميّة واختصار الطائفة به، علماً أنّه ليس زعيماً سياسياً يحظى بشرعيّة شعبيّة».
وانتقد بدر التعاطي بمعايير مختلفة مع النوّاب السنّة، لافتاً إلى أنّ سلام قال على باب القصر الجمهوري إنّه لم يعتمد معيار نائب لكل كتلة من 5 نوّاب، «فلماذا إذاً أعطى القوات 5 نوّاب وأعطى حصّة للكتائب؟ كما أنه يردّد بأنّه أتى من رحم الثورة، فكيف يكون ذلك وهو يُريد تمثيل جميع أحزاب المنظومة؟». وخلص إلى أن سلام «يفعل عكس ما يقول، ونحن كنوّاب ترشّحنا إلى الانتخابات النيابيّة بقصد المُشاركة بالسلطة، وليس بهدف إلحاق الغبن بنا واستبعادنا عن التركيبة دوناً عن جميع الكتل».
كذلك شدّد النائب وليد البعريني لـ«الأخبار» على أن «لا اعتراضات على سلام، فهو صاحب كفٍّ نظيف وسيرة ممتازة، لكنّي أُطالبه بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة لأنه لم يمثّل في حكومته إلا من شتمه وتجاهله، أمّا نحن الذين سمّيناه، وقرّرنا أن نكون درع حماية له ونشدّ عضده، فقرّر تهميشنا». وعن إمكانية حجب الثقة، قال: «هذا الأمر نحسمه بعد اجتماعنا، إما ككتلة اعتدال أو كائتلاف الكتل الثلاث».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر تؤكد ريادتها في ترسيخ السلام من خلال “قمة شرم الشيخ”
صرّح الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن “قمة شرم الشيخ للسلام”، برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجسّد الدور المصري التاريخي في دعم جهود السلام وترسيخ قيم الحوار والتعايش في الشرق الأوسط.
وأكد أن مشاركة قادة العالم وممثلي المنظمات الدولية في القمة تعكس الثقة العالمية في القيادة المصرية، وإيمان المجتمع الدولي بأن السلام يبدأ من أرض مصر.
رسالة أمل جديدة للإنسانيةوأضاف أن مبادرة الرئيس السيسي تمثل رسالة أمل جديدة للإنسانية، بأن صوت العقل أقوى من صوت السلاح، وأن العدالة والسلام هما الطريق الحقيقي لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
وأشار الدكتور زكي إلى أن تكريم الرئيس السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقلادة النيل يأتي تقديرًا لدوره في دعم مسار السلام ووقف الحرب في غزة، مؤكدًا أن مصر تثمّن كل جهد صادق يسعى إلى بناء عالم أكثر أمنًا وعدلًا وإنسانية.
واختتم رئيس الطائفة الإنجيلية تصريحه مؤكدًا أن “قمة شرم الشيخ للسلام” ليست مجرد حدث سياسي، بل رسالة إنسانية تُعيد الأمل في مستقبلٍ تُصان فيه كرامة الإنسان، ويعلو فيه صوت السلام فوق كل صوتٍ آخر.