الشهيد الصماد.. الرئيس الذي بقيت مسيرته نبراساً للأمة
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
سبع سنوات مرت على استشهاد الرئيس المجاهد صالح علي الصماد، سبع سنوات وذكراه لا تتلاشى، بل تتجدد، تزداد رسوخاً، تنبض في قلوب اليمنيين كأنها لم تغادر يوماً. ليس غريباً أن تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالثناء والتقدير، فالشعب اليمني ليس شعباً ينسى، وليس أمة تجحد، إنه الشعب الذي يكتب الوفاء بمداد دمائه، والذي يرى في التضحية أعلى درجات المجد، لذلك يظل اسم الصماد محفورًا في ذاكرة الأجيال، رمزاً للعزة والكرامة، ورجلاً لم يكن رئيساً لجغرافيا، بل رئيساً للقلوب.
تولى الشهيد صالح الصماد قيادة اليمن في واحدة من أحلك مراحل التاريخ، حين كانت السماء تمطر ناراً، والأرض ترتجف تحت وطأة العدوان، لكنه لم يكن رجل إدارة في وقت الرخاء، بل كان قائدًا في زمن الأزمات، فارسًا في معركة البقاء. لم يتنصل من المسؤولية، لم يهرب، لم يبحث عن المنافع، بل وضع روحه درعاً للوطن، وقالها بوضوح: “يد تحمي ويد تبني”، كان يعلم أن بناء الدولة لا يتم تحت القصف، لكنه كان يؤمن أن اليمنيين إذا حملوا السلاح في يد، وحملوا معاول البناء في الأخرى، فلن يكون هناك مستحيل.
لم يكن الصماد داعية حرب، ولم يكن رجل صفقات، بل كان رجل مبدأ، طالب بالسلام، لكنه السلام الذي يحفظ الكرامة، لا السلام الذي يبيع الأرض والشرف. في 2017م، قالها صراحة أمام حكماء وعقلاء اليمن:”نحن مع السلام، لكن السلام المشرف، لا الاستسلام”.
لم يكن يخشى المواجهة، ولم يكن يخدع شعبه بوعود زائفة، بل وضع الحقيقة أمام الجميع، وقال بوضوح: “إن أرادوا السلام فنحن مع السلام، لكن إن استمر العدوان، فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة”.
هذه الكلمات ليست مجرد خطابات، بل كانت منهجاً لقائد لم ينحنِ، لم يتراجع، لم يساوم، لذلك كان استشهاده اغتيالاً للكرامة اليمنية، لكنه كان أيضاً ميلاداً لعهد جديد من العزة والصمود.
لم يكن اغتيال الشهيد الصماد جريمة عابرة، بل كان عنواناً للوحشية التي تمارسها قوى الطغيان وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، ظنوا أنهم باغتياله سيطفئون نور المقاومة، لكنهم لم يدركوا أن القادة العظماء لا يموتون، بل يتحولون إلى رموز تتجذر في القلوب والعقول، إلى رايات لا تسقط، وإلى صوت لا يخفت.
كان احتشاد اليمنيين في ذكراه رسالة واضحة” أن: دماء الشهيد الصماد لن تسقط بالتقادم، والعدو سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً”، هذه ليست كلمات انتقام، بل حقائق التاريخ، فكل من تجرأ على كرامة هذا الشعب، وجد نفسه في النهاية مهزوماً، مدحوراً، مذلولاً أمام صمود لا يُكسر.
لم يكن الشهيد الصماد رجل سلطة، لم يكن يسعى لمجد شخصي، كان رجلاً من الناس، وبين الناس، عاش بسيطاً، ومات عظيمًا. لم يكن ثرياً بالمال، لكنه كان ثرياً بقيم المدرسة القرآنية، لم يكن يبحث عن كنوز الدنيا، لكنه ترك إرثاً أغلى من الذهب، إرثاً من العزة والوفاء.
حين أطلق مشروعه الوطني “يد تحمي ويد تبني”، لم يكن مجرد شعار سياسي، بل كان خارطة طريق، رؤية لبناء اليمن المستقل، اليمن الذي لا يكون تابعاً لأحد، لا شرقاً ولا غرباً، اليمن الذي يعتمد على نفسه، اليمن الذي يرفض أن يكون مجرد ورقة في يد المستعمرين.
ثلاثة مبادئ أساسية بنى عليها مشروعه:
الاستقلال الكامل – لا وصاية، لا تبعية، لا خضوع. المصالحة الوطنية – توحيد الصف، وإنهاء الخلافات الداخلية. الاعتماد على الذات – بناء اقتصاد قوي، وتقوية مؤسسات الدولة.هذه الرؤية لم تمت باستشهاده، بل أصبحت الأساس الذي تسير عليه اليمن اليوم، فالعدو لم ينجح في إسقاط اليمن، بل زاده قوة وصلابة، والصماد لم يكن فردًا، بل كان فكرة، والأفكار العظيمة لا تُقتل.
في الذكرى السابعة لاستشهاده، لا نقف عند الحزن، بل نقف عند الفخر، عند العهد المتجدد بأن اليمن لن يركع، لن يستسلم، لن يكون ولاية لأحد، ولن يكون ورقة تفاوض بيد الطغاة.
“الصماد لم يمت، بل عاد في كل مقاتل، في كل فلاح، في كل طالب، في كل أمٍّ تودّع ابنها إلى الجبهات، عاد في كل رجل يقول: لا للذل، نعم للكرامة”، رضوان الله وسلامه عليك يا صالح الصماد، كنت رئيساً لليمن، فصرت رئيساً للقلوب، وذكراك ستبقى خالدة، ما دام في اليمن رجالٌ يعرفون معنى العزة والكرامة
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الشهید الصماد لم یکن بل کان
إقرأ أيضاً:
عرض قد يبدو بسيطا.. لكنه قد يكشف عن الإصابة بالسرطان
عانت السيدة بيث هاريس البالغة من العمر 24 عاما من سعال مستمر، لكنها افترضت أنه سيزول، بعد إلحاح عائلتها، طلبت المساعدة من طبيبها الذي شخّصها بعدوى في الصدر ووصف لها نوعين مختلفين من المضادات الحيوية.
ولكن السعال استمر، وللتأكد من عدم وجود أي مشكلة خطِرة، أرسل الطبيب بيث -والتي تعيش في ستافوردشاير في إنجلترا- إلى المستشفى المحلي لإجراء فحص بالأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب وفقا لما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية.
بعد أسبوعين، عادت لتتلقى خبر إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية البائية في مرحلته الثانية، وهو نوع من سرطان الدم.
سرطان الغدد اللمفاويةليمفوما الخلايا البائية هو نوع من السرطان يبدأ في خلية بائية بيضاء تُسمى الخلية الليمفاوية. تُنتج هذه الخلايا أجساما مضادة، وهي بروتينات في الجهاز المناعي تُساعد على مكافحة العدوى. غالبا ما توجد هذه الخلايا في العقد الليمفاوية أو أنسجة لمفاوية أخرى مثل الطحال.
تفقد بعض الخلايا الليمفاوية صحتها في هذا النوع من السرطان ولا تُقاوم العدوى. بل تنمو خارج السيطرة، مُزاحمة الخلايا السليمة ومُسببة تضخم العقد الليمفاوية. مع تطور المرض، قد ينتشر إلى نخاع العظم، والجهاز العصبي المركزي، والكبد، والطحال، والأعضاء التناسلية.
إعلانكشفت الفحوصات عن وجود عدة كتل في رقبة السيدة وصدرها، منها ورم رئيسي يسد مدخل قلبها ورئتها اليسرى. وقالت بيث: "بمجرد أن اطلعوا على نتائجي، رأوا أنني أحقق جميع مؤشرات الإصابة بالسرطان".
أعراض ليمفوما الخلايا البائية
تعتمد أعراض ليمفوما الخلايا البائية على الجزء المُصاب من الجسم، وسرعة نموه، ومدى انتشاره وقت التشخيص. ومن الأعراض الشائعة تورم غير مؤلم في الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبط أو الفخذ. تشمل الأعراض الأخرى:
تورم البطن بسبب وجود كتلة أو تضخم في الكبد أو الطحال التعب السعال أو صعوبة التنفس فقدان الوزن الحمى رحلة العلاجفي البداية، أُخبرت بيث أنها ستخضع للعلاج الكيميائي ستة أشهر في المستشفى، ولكن بسبب وجود سائل حول قلبها، اتُخذ قرار بتغيير الخطة.
غالبًا ما يكون العلاج كيميائيا، وعادة ما يتضمن أربعة أدوية، هي سيكلوفوسفاميد، دوكسوروبيسين، فينكريستين، وبريدنيزون، إضافة إلى الجسم المضاد وحيد النسيلة ريتوكسيماب. يُعطى هذا النظام العلاجي غالبا في دورات تفصل بينها ثلاثة أسابيع.
الأجسام المضادة وحدية النسيلة هي نوع من البروتينات المصنعة في المختبرات والتي تعمل مثل الأجسام المضادة في أجسامنا.
يوجد خمسة عوامل تحكم على تطور المرض وحالة المريض في المستقبل وفقا للجمعية الأميريكية للسرطان وتشمل: عمر المريض، ومرحلة الورم اللمفاوي، وما إذا كان الورم اللمفاوي في أعضاء خارج الجهاز اللمفاوي أم لا، ومدى قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية العادية، ومستوى إنزيم اللاكتات ديهيدروجينيز (lactate dehydrogenase) في الدم، والذي يرتفع مع زيادة حجم الورم اللمفاوي في الجسم.