سودانايل:
2025-07-31@15:33:57 GMT

كيف بدأ الانقلاب على ثورة ديسمبر؟

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

اوضحنا سابقا أن انقلاب اللجنة الأمنية لنظام الانقاذ كان البداية لتصفية ثورة ديسمبر ، والتفريط في السيادة الوطنية، واستمر الهجوم على الثورة والثوار كما حدث في مجزرة فض الاعتصام، وانقلاب 25 أكتوبر الذي أعاد التمكين للاسلامويين، وقاد للحرب الجارية بهدف استكمال تصفية الثورة، والتمكين للمحاور الإقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب لنهب ثروات البلاد.


وبهذه المناسبة، نعيد نشر هذا المقال الذي تابع بداية الهجوم على الثورة بعنوان "انقلاب القصر يكشف عن طبيعته الديكتاتورية" الذي نشر في سودان بوست بتاريخ :٩ /٥/ ٢٠١٩.
اشرنا سابقا أن انقلاب المجلس العسكري الذي جاء بعد ازاحة البشير ونائبه ابنعوف هو انقلاب قصر ، يهدف إلي قطع الطريق أمام الثورة، ومنعها من الوصول إلي أهدافها بقيام حكم مدني ديمقراطي يكرّس فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وسيادة حكم القانون وقومية الخدمة المدنية والنظامية ، وتصفية الشمولية وتفكيك دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن ، وبقايا النظام الإسلاموي الفاسد في كل مفاصل الدولة من وزارات و هيئات قضائية ودبلوماسية وإعلامية ، وخدمة مدنية وقوات نظامية، وتصفية جهاز الأمن وإعادة هيكلته ، بحيث يصبح جهازا لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها ، وإلغاء قانون الأمن وكل القوانين المقيدة للحريات ،ومصادرة كل شركاته وترسانته العسكرية وسجونه ، ومحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم التعذيب والاغتيال السياسي ، وغيرها من الانتهاكات. إضافة لتصفية مليشيات النظام الفاسد ومصادرة كل اسلحتها وعتادها الحربي وضمها للجيش دون استيعاب تلك العناصر الارهابية فيه ، وحل كل المليشيات ، وجمع كل اسلحتها في يد القوات النظامية ، ومحاكمة الذين ارتكبوا جرائم الحرب في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان ، ومحاكمة كل رموز النظام الفاسد واستعادة كل أموال الشعب التي تم نهبها ، وأصول وأراضي البلاد.
ما كان يجب السماح بالمطاولة في المفاوضات مع المجلس العسكري الذي قفز للسلطة بأثر عنفوان الثورة وانحياز صغار الضباط والجنود لها ،بعد الاعتصام في محيط القيادة العامة وأمام حاميات الأقاليم، في محاولة يائسة لاجهاضها، وكان المطلوب منه تسليم السلطة لحكومة مدنية باعتبار ذلك مطلب شعبي ودولي كشرط للاعتراف بالنظام في السودان .
لكن المجلس العسكري بدعم من قوى الثورة المضادة وبعض القوى الإقليمية والدولية ظل يناور لكسب الزمن ، وبأمل فض الاعتصام ، وتكرار تجربة اجهاض ثورة أكتوبر 1964 ، بعد التآمر لحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان ورفض قرار المحكمة العليا ببطلان قرار الحل مما أدي لتقويض الديمقراطية الثانية بانقلاب 25 مايو 1969، وكذلك انتفاضة ابريل 1985 التي اجهضها انقلاب سوار الذهب ، مما أدي لتمكين الجبهة الإسلامية التي قوضت الديمقراطية وقضت عليها بانقلاب 30 يونيو 1989 . وهذا أدي ليقظة ثوار ديسمبر الذين واصلوا الاعتصام حتي تحقيق الحكم المدني كما في شعار ” مدنية أو ثورة أبدية” ، و ” سقطت ما سقطت صابينها”.
رغم أن ما حدث انقلاب عسكري دبرته اللجنة الأمنية للنظام السابق، حاولت بعض القوى تصويره بأنه انحياز للثورة ، في حين كل الشواهد تؤكد استمرار كل رموز النظام الفاسد في كل مفاصل الدولة ، وأخذ المجلس العسكري يمارس مهام سيادية مثل : تعيين رئيس القضاء ، والابقاء علي اتفاقات النظام السابق الدولية ، وغير ذلك من القرارات التي اتخذها مجلس الانقلاب ، فضلا عن الابقاء علي سياسات ومؤسسات النظام الفاسد وخاصة في الشركات والمؤسسات الاقتصادية ، مما أدي لمواصلة النظام في طلب المساعدات المشروطة من دول مثل ” السعودية – الإمارات – مصر” ، في محاولة من تلك الدول لاستمرار المجلس العسكري ، وقطع الطريق أمام تسليم السلطة للقوى المدنية، وقيام نظام ديمقراطي تعددي ، يقفل الطريق أمام الحلقة الشرير ” ديمقراطية – انقلاب- ديمقراطية – انقلاب..الخ” ، وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو اللون، أو المعتقد السياسي أو الفلسفي. الخ، والحفاظ السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى وسحب قواتنا من اليمن، وإلغاء اتفاقية الميناء الجنوبي ببورتسودان ، ورفض قيام قاعدة عسكرية تركية في سواكن ، واستعادة حلايب وشلاتين والفشقة وبقية الأراضي السودانية.
كان من نتائج تباطؤ المجلس العسكري في تسليم السلطة للمدنيين في قوى ” الحرية والتغيير”، أن تنامت قوى الثورة المضادة التي أصبحت تتحرك بحرية ، ساعدها في ذلك قرارات اتخذها المجلس لوقف المد الجماهيري مثل : القرار بتجميد النقابات ومحاولة فرض تدخل الدولة عليها بتكوين لجان تسيير، علما بأن النقابات تستمد شرعيتها ووجودها من قواعدها وجمعياتها العمومية التي تنتخب لجانها التمهيدية لمتابعة شرعية تكوين نقاباتها واصدار قانون ديمقراطي يكرس ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية .
ومن القرارات التي تؤكد سير المجلس في سياسات النظام السابق منع قوات الأمن المؤتمر الصحفي للتحالف الديمقراطي للمحامين في دارهم ، واعتقال لاعب الكرة الدولي هيثم مصطفي وضربه بسبب انحيازه الواضح للثورة ، وقيام الثورة المضادة في نيالا تحت مسمع ومرأي من المجلس العسكري ووالي دارفور بمهاجمة المعتصمين في محاولة يائسة لفض الاعتصام، مما أدي لاستشهاد مواطن واصابة 9 آخرين، مما يتطلب فتح تحقيق عاجل ومحاكمة من تسببوا في ذلك ، إضافة للمحاولات والمناوشات المستمرة لفض اعتصام القيادة العامة.
إضافة لافتعال أزمات الشح في الوقود والخبز والسيولة التي عادت الصفوف فيها من جديد ، واستمرار الارتفاع في الأسعار والغلاء ، وتدهور الجنية السوداني بعودة ارتفاع الدولار من جديد . وتدهور مرتبات العاملين حتي بعد الزيادات الأخيرة ” 500 جنية لأقل درجة ، و2500 للدرجات العليا ” ، وخاصة بعد دخول شهر رمضان واحتياجاته وبعده العيد ، والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي ، وأزمة الجازولين وأثرها علي التحضير للموسم الزراعي الجديد.
كما أن استمرار الحكم العسكري سوف يزيد من تعقيدات الأزمة الاقتصادية والمعيشية ، باستمرار عدم تزويد السودان بالتمويل ، بسبب متأخرات الديون ، إضافة لعدم رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، وحتى المنحة المقدمة من السعودية والإمارات 3 مليارات دولارغير كافية ، فضلا عن ديون السودان البالغة حوالي 54 مليار دولار، والعجز في الميزان التجاري الذي يبلغ 6 مليارات دولار، وغياب الإنتاج والصادر الذي يقوى موقف الجنية السوداني.
جاء رد المجلس العسكري علي الوثيقة الدستورية المقدمة من قوى “الحرية والتغيير” ، ليكشف نية المجلس للسيطرة علي المجلس السيادي وتحويله لمجلس رئاسي يكرس كل السلطات في يده ، من تعيين لرئيس الوزراء وأعضاء حكومته ، وتعيين رئيس القضاء والمستشارين وأعضاء النيابة العامة والمراجع العام ، وابرام الاتفاقات الدولية والتحالفات العسكرية مع الدول ، وإعلان الحرب وحالة الطوارئ ، وتعيين السفراء ، وتشكيل مجلس القضاء الأعلي ، وتعيين حكام الأقاليم. مما يعني تكريس الشمولية والديكتاتورية، وإعادة النظام الفاسد ، بكل ممارساته من تزوير للانتخابات ومصادرة الحقوق والحريات الأساسية ، ووقف محاكمة الفاسدين…الخ. إضافة للتهديد بإقامة انتخابات خلال 6 شهور في حالة عدم الاتفاق مع قوى التغيير ، علما بأنه مع وجود كل عناصر النظام الفاسد في أجهزة الدولة والقضاء ومفوضية الانتخابات ، والدعم المالي الخارجي . الخ ، سوف تكون نتيجة الانتخابات مزورة ومعروفة لصالح بقايا النظام الفاسد.
كما كشف المجلس العسكري عن مزايدته علي الشريعة ، في حين أن مصادر التشريع مكانها الدستور الدائم وليس الوثيقة الدستورية الانتقالية، فضلا عن أن شعبنا كشف استغلال الشريعة لمدة 30 عاما وكانت الحصيلة الفساد والنهب والقمع والحروب وفصل الجنوب باسم الدين ، فعن أي شريعة يتحدثون؟.
عليه ، لا بديل غير مواصلة الثورة وتصعيد النضال الجماهيري بمختلف الأشكال من قيام وتقوية لجان المقاومة في الأحياء ، وانتزاع النقابات ، ومواصلة المواكب والمظاهرات في الشوارع ، وتعزيز الاعتصامات في القيادة العامة والأقاليم، وتصعيد مطالب الجماهير اليومية حتى الاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب العسكري ، وقيام الحكم المدني الانتقالي الديمقراطي.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجلس العسکری النظام الفاسد مما أدی

إقرأ أيضاً:

Xiaomi 16 Ultra سيُحدث ثورة في التصوير بهواتف الأندرويد بفضل ميزة التكبير البصري المتواصل

لطالما كان التصوير باستخدام الكاميرات التقليدية يمنح المصورين حرية التنقل بين البُعد البؤري دون فقدان الجودة، لكن التجربة على الهواتف الذكية تختلف جذريًا، حيث يضطر المستخدم للاختيار بين مستويات تكبير ثابتة أو الاعتماد على التكبير الرقمي الذي يضعف من جودة الصور.

ومع ذلك، قد تشهد هذه المعادلة تحولًا جذريًا مع إطلاق هاتف Xiaomi 16 Ultra المرتقب، والذي تشير التسريبات إلى أنه سيحمل ميزة نادرة في عالم الهواتف الذكية: التكبير البصري المتواصل (Continuous Optical Zoom)، وهو ما قد يرضي طموحات عشاق التصوير ومحترفي الكاميرا المحمولة.

تقريب مرن دون فقدان الجودة

الميزة الرئيسية في هذا النظام هي القدرة على التقاط صور عند مستويات تقريب غير تقليدية مثل 3.5x أو 4.1x دون التضحية بجودة الصورة، وهو أمر لا توفره العدسات ذات التقريب الثابت الموجودة حاليًا في معظم الهواتف.

ووفقًا للتسريب، ستستخدم شاومي مستشعر CMOS واحدًا يخدم نطاقي تقريب بصري مختلفين، ما يسمح بانتقالات سلسة عند التكبير أو التصغير دون فقدان الوضوح. 

يعالج هذا النوع من التصميم  إحدى المشكلات الشائعة في الكاميرات متعددة العدسات، حيث غالبًا ما تكون الفجوات بين العدسات مملوءة بالتكبير الرقمي منخفض الجودة.

بمعالج قوى وقدرة شحن جبارة .. شاومي تغزو الأسواق بهاتف Xiaomi 16 UltraXiaomi Pad Mini.. جهاز لوحي فاخر بحجم صغير يستعد للإطلاق عالميًاببطارية عملاقة وقدرة شحن جبارة.. مواصفات هاتف Xiaomi 16 Pro"Xiaomi 15 Ultra".. مواصفات وأسعار هاتف "شاومي" الجديدنظارة شاومي Xiaomi AI Glasses .. ميزات ثورية رائعةتحسين تجربة التصوير اليومي

في الهواتف الحالية مثل Oppo Find X7 Ultra، والتي توفر عدسات تقريب 3x و6x، يضطر المستخدم غالبًا إلى الالتزام بمستوى تكبير معين أو التقاط الصورة عند أقرب خيار وتكبيرها لاحقًا عبر القص.

 أما مع التكبير البصري المتواصل، فإن عملية اختيار الإطار تصبح أكثر سلاسة، أقرب إلى التجربة التي تقدمها الكاميرات الاحترافية.

سيكون بإمكان المستخدم ببساطة استخدام حركة "الزوم" بإصبعيه داخل التطبيق للحصول على الإطار المطلوب، مع ضمان أن العدسة نفسها تتحرك فعليًا لتتناسب مع هذا التغيير، دون الاعتماد على خوارزميات تكبير رقمية تُضعف جودة الصور.

خطوة ثورية مرتقبة في عالم التصوير المحمول

إذا نجحت شاومي في تنفيذ هذه التقنية بالشكل الصحيح، فقد تمثل نقلة نوعية حقيقية في عالم التصوير عبر الهواتف الذكية. 

إذ ستتيح للمستخدمين حرية تأطير الصورة بشكل أكثر دقة، دون الحاجة للتفكير في مستويات تقريب محددة مسبقًا أو التضحية بجودة الصورة.

في حال تم الإعلان رسميًا عن Xiaomi 16 Ultra بهذه الميزة، فسيكون من أوائل الهواتف التي تدمج تجربة الكاميرات التقليدية مع قدرات الذكاء الاصطناعي والتصوير المحمول، لتمنح المستخدمين تجربة تصوير مرنة وسلسة بشكل غير مسبوق.

طباعة شارك Xiaomi 16 Ultra هاتف Xiaomi 16 Ultra Xiaomi Oppo Find X7 Ultra

مقالات مشابهة

  • ثورة في علاج «هشاشة العظام».. علاج جديد يمنح الأمل للملايين
  • ميانمار تلغي حالة الطوارئ وتشكل لجنة لانتخابات عامة
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
  • المشهداني والحكيم يؤكدان على دعم وحماية نظام المحاصصة الفاسد
  • قرعة «مونديال 2026» في لاس فيجاس 5 ديسمبر
  • مؤرخ: دخول الثانوية في عام 56 كان بـ 18.5 جنيه
  • فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف
  • Xiaomi 16 Ultra سيُحدث ثورة في التصوير بهواتف الأندرويد بفضل ميزة التكبير البصري المتواصل
  • طالبة سورية تعدل مشروع تخرجها في هولندا لتسهم بإعادة إعمار حي جوبر الذي دمره النظام البائد