حكم صيام الكفارة والنذر مع صيام رمضان
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية لا يجوز للصائمِ في رمضان أَنْ يجمع مع نيةِ صوم رمضان نيةَ صوم واجب آخر، كالكفارة والنذر، فإنْ فَعَل وجَمَعَ بين النيتين في صوم رمضان فيقع صومه عن رمضان فقط؛ لأنَّ زمانخ مُتعينٌ لصومه فقط، ولا يَسَعُ صِيَامَ غيرِهِ، على ما ذهب إليه فقهاء الحنفية.
وأوضحت الإفتاء أنه يجب على الصائم بعد انتهاء شهر رمضان وفاءُ النَّذْر وصومُ الكفارة.
من الصومِ الواجبِ: صوم رمضان، والنذور، والكفارات، وإذا كان الصوم في حقيقته صورة واحدة -وهي: الإمساك عن المفطرات- إلَّا أنَّ الذي يَفْرِق بين هذه الأنواع هو النية.
وقد ينوي المكلَّف أداء العبادة الواحدة بأكثر من نيةٍ -وهو ما يُسَمِّيه العلماء "تشريك النية"-، فإذا كانت العبادتان واجبتين، كأَنْ ينوي الصيام بنيةِ أداء رمضان وبنية الكفارة أو النذر، فقد نَصَّ جمهور الفقهاء مِن المالكية، والشافعية، والحنابلة: على أنَّه لا يجوز أَنْ يجمع مَع صيام رمضان صيام واجب آخر؛ كصوم قضاءٍ أو كفارةٍ، أو نذرٍ، كما في "منح الجليل" للعلامة عليش المالكي (2/ 161، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (6/ 299، ط. دار الفكر)، و"كشاف القناع" للعلامة البُهُوتي الحنبلي (2/ 359، ط. دار الكتب العلمية).
ومُدْرَكهم في ذلك: أنَّ صوم رمضان واجبٌ، فإذا جَمَع في نيته صومًا واجبًا آخر، فقد حَصَل التشريك بينهما، والقاعدة أنَّه: "لا يجوز التشريك بين فَرْضين"، كما نَصَّ على ذلك الإمام السيوطي الشافعي في "الأشباه والنظائر" (ص: 23، ط. دار الكتب العلمية).
مذهب الحنفية في هذه المسألة
أَمَّا فقهاء الحنفية فيرون أَنَّ الصائم إذا كان مقيمًا صحيحًا، ونَوَى مع صوم رمضان صوم واجب آخر، كصوم الكفارة، أو النذر، فإنه يقع عن رمضان، وإذا كان مسافرًا، فيرى الصاحبان: أنَّه يقع عن رمضان، ويرى الإمام أبو حنيفة: أنَّه يقع عن الواجب الذي نواه.
قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 84، ط. دار الكتب العلمية): [لو صام رمضان بنيةِ واجبٍ آخر مِن القضاء، والكفارات، والنذور: يقع عن رمضان عندنا.. هذا الذي ذكرنا في حَقِّ المقيم، فأَمَّا المسافر: فإن صام رمضان بمطلق النية، فكذلك يقع صومه عن رمضان بلا خلافٍ بين أصحابنا، وإن صام بنية واجب آخر يقع عَمَّا نَوَى في قول أبي حنيفة. وعند أبي يوسف ومحمد: يقع عن رمضان] اهـ.
ومعنى هذا: أنَّ الصومَ في هذه الحالة صحيحٌ، سواء كان مقيمًا أو مسافرًا، غايةُ الأمر هو الخلاف في صفةِ وقوعه إذا كان مسافرًا.
وعلةُ تصحيحِ الصوم في هذه الحالة: أَنَّ الصائم إذا نوى مع صومِ رمضانَ صومًا واجبًا آخر، فإنه قد نوى الأصلَ، وهو رمضان، ونوى الوصفَ، وهو الواجبُ الآخر، والوقتُ الذي نوى فيه الأصل والوصف معًا قابلٌ للأصلِ، أي: يصح إيقاعه فيه، وغير قابلٍ للوصفِ، أي: لا يصح إيقاعه فيه، فبطُلَت حينئذٍ نيةُ الوصفِ، وبَقِيَت نيةُ الأصلِ كما هي، كما أفاده العلامة البابرتي الحنفي في "العناية شرح الهداية" (2/ 310، ط. دار الفكر).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رمضان صيام رمضان النذر الكفارة شهر رمضان صوم رمضان واجب آخر
إقرأ أيضاً:
واجب مقدس.. الخدمات الإدارية تشكل غرف عمليات لمتابعة انتخابات الشيوخ
قرر مجلس إدارة النقابة العامة للعاملين بالخدمات الإدارية والاجتماعية برئاسة هشام فاروق المهيري نائب رئيس اتحاد عمال مصر، عقد مجموعة من الندوات التوعوية بكافة مواقع الإنتاج لدعوة جموع القواعد العمالية للمشاركة بكثافة في انتخابات مجلس الشيوخ المقرر أجراؤها يومي الرابع والخامس من شهر أغسطس المقبل.
كما قرر المجلس إنشاء غرفة عمليات رئيسية بالمقر الرئيسى للنقابة على أن ينببثق منها مجموعة غرف فرعية لبث ودعوة جموع الطبقة العاملة للمشاركة بالانتخابات والإدلاء بأصواتهم فى صناديق الاقتراع.
وتابع المهيري، موجها الدعوة إلى رؤساء وأعضاء اللجان النقابية التابعة لتصنيف النقابة بضرورة التنسيق مع مدراء ومسئولي مواقع الإنتاج لعقد الندوات التوعوية وغرف العمليات الخاصة بدعوة القوى البشرية العاملة للمشاركة بعرس انتخابات مجلس الشيوخ الديمقراطي وتقديم كل التسهيلات للناخبين من أبناء الطبقة العاملة.
وأشاد نقيب الخدمات الإدارية بإجراءات الهيئة الوطنية للانتخابات وحيادها في إتمام العملية الانتخابية التي ستتم تحت إشراف قضائي كامل، مؤكدا أن الشفافية والحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين هي الفلسفة العقائدية للهيئة الوطنية للانتخابات والتي تتمتع بالاستقلالية.
ودعا المهيري، جموع القوى البشرية إلى المشاركة بالانتخابات باعتبارها واجب وطني مقدس يساهم في صناعة مسقبل مصر السياسى ويرسم خارطة بناء وتعمير الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي.