غزة – كشف الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من “محور نتساريم” وسط قطاع غزة عن حجم الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية، والمنازل، والمنشآت الفلسطينية، جراء الإبادة التي ارتكبتها تل أبيب على مدار أكثر 15 شهراً.

ورصدت عدسة الأناضول مشاهد الدمار في المناطق المحاذية للمحور، مثل المغراقة، والنصيرات، وجحر الديك، وحي الزيتون، حيث بدت معالم هذه المناطق مدمرة بفعل القصف المكثف والتجريف الواسع الذي طال الأراضي الزراعية والممتلكات المدنية.

وأظهرت مقاطع الفيديو حجم الدمار الذي طال شبكات الكهرباء والمياه، فيما بدت الصدمة واضحة على وجوه الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم، التي لم يجدوا منها سوى أنقاض.

كما بدت الشوارع مدمرة بالكامل، مع وجود حفريات كبيرة خلفها الجيش الإسرائيلي في محاولة منه لتغيير جغرافية المنطقة.

والأسبوع الماضي، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، خلال مؤتمر صحفي، إن القطاع أصبح “منطقة منكوبة إنسانيا، تنعدم فيها كافة مقومات الحياة وسبل العيش الآدمي، جراء الإبادة الإسرائيلية”.

وانسحبت الآليات العسكرية الإسرائيلية، الليلة الماضية، من محوّر نتساريم الذي أقامه الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية وسط غزة ويفصل شمالي القطاع عن جنوبه، بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلاله.

وفصل الجيش الإسرائيلي محافظتي غزة والشمال عن محافظات الوسط والجنوب أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وأجبر وقتها مليون فلسطيني على النزوح، تحت القصف والإبادة، إلى جنوب وادي غزة.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من محور “نتساريم” من شارع الرشيد (البحر) غربا حتى شرق شارع صلاح الدين شرقا، يوم 27 يناير/ كانون الثاني الماضي؛ تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار؛ ما مكّن أكثر من نصف مليون نازح فلسطيني من العودة إلى شمال قطاع غزة.

وفي 27 يناير الماضي، بدأت عملية عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة سيرا على الأقدام عبر الطريق الساحلي وبالمركبات على طريق صلاح الدين، فيما تولت 3 شركات أمنية أمريكية ومصرية عملية تفتيش المركبات العائدة، وفق إعلام عبري.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟

استبق الاحتلال الإسرائيلي عملية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وهدد على لسان وزير دفاعه يسرائيل كاتس بمواصلة الحرب على قطاع غزة بحجة تدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية، مما يترك تساؤلات عن مدى جدية الاحتلال في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال كاتس إنه أمر قوات الجيش بالاستعداد لتنفيذ مهمة تدمير أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد الإفراج عن الأسرى، زاعما أن "تدمير أنفاق حماس هو معنى تنفيذ المبدأ المتفق عليه بشأن نزع سلاحها وتجريدها من قدراتها".

وتنص الخطوات التنفيذية لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة على أن تسلم حماس جميع الأسرى الأحياء الموجودين لدى الفصائل، كما تسلم الحركة أيضا رفات الأسرى الإسرائيليين بغزة.

وتشمل صفقة التبادل الإفراج عن نحو 250 أسيرا محكوما بالمؤبد ونحو 1700 أسير من قطاع غزة احتجزوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويشير النقاش العام في إسرائيل إلى أن تل أبيب تنوي من خلال الاتفاق -الذي تم بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب- حسم المعركة مع حركة حماس وتحقيق ما عجزت عنه من خلال الحرب وهو القضاء على سلاحها، وهو ما يقوله الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عماد أبو عواد، والذي لفت إلى أن ما يفهم من كلام كاتس هو أن إسرائيل ذاهبة باتجاه إطالة أمد المرحلة الثانية من الاتفاق.

ويرجح أبو عواد -في حديثه لقناة الجزيرة- أن إسرائيل ستتبنى إستراتيجية تقوم على وضع المزيد من العراقيل أثناء تطبيق المرحلة المقبلة متذرعة بوجود أنفاق وسلاح، وبأن حماس لا تزال موجودة في قطاع غزة.

ويرى أن إسرائيل تفكر الآن بأن الحرب بطريقة أخرى هي الوسيلة التي من الممكن أن تحقق من خلالها بعض الأهداف الإستراتيجية ومن أبرزها، استمرار التضييق على الفلسطينيين من أجل أن يكون مشروع التهجير حاضرا في أذهانهم وتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للعيش.

أهداف إسرائيلية

وحسب مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي، فإن تصريح كاتس يقرأ بأنه محاولة إسرائيلية رسمية على المستوى العسكري لتسويق الخطة التي صادقت عليها الحكومة على أنها إنجاز يحفظ الأهداف الإسرائيلية وتتمثل في "نزع قدرات حماس وإبعادها عن الحكم وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد مستقبلي ضد إسرائيل".

إعلان

وأشارت إلى تصريحات لرئيس الأركان إيال زامير كشفت عنها هيئة البث الإسرائيلية، حيث قال خلال اجتماع الحكومة الخميس الماضي إن "الحرب لم تنته وإنما المرحلة الأولى منها انتهت".

ويرى مدير مركز رؤية للتنمية السياسية، أحمد عطاونة، أن هناك نقاطا شائكة في خطة الرئيس الأميركي تحتاج إلى نقاش معمق وتفصيلي بين الوسطاء وبين الفلسطينيين، وبين الفلسطينيين أنفسهم، مشيرا إلى أن الدول العربية والإسلامية أعلنت أن السلاح هو قضية فلسطينية يحل ضمن النقاش الفلسطيني الداخلي، وأن إدارة قطاع غزة يجب أن تكون فلسطينية وليس إدارة دولية.

وتوقع عطاونة -في حديثه للجزيرة- أن تكون المرحلة الثانية من الاتفاق صعبة على مستوى المفاوضات وأكثر صعوبة على مستوى التنفيذ، لكنه شدد على أهمية الإجابة عن مجموعة من الأسئلة وتفسير بعض القضايا وتحديد المقصود منها قبل أن تتحول خطة ترامب إلى خطة دولية، كما يسعى لذلك.

وأشار إلى أن الفلسطينيين يرفضون غالبية بنود خطة ترامب وخاصة المتعلق بالمرحلة الثانية منها.

وأُعلن فجر التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2025 في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام في قطاع غزة.

وأكدت حماس أنها توصلت إلى اتفاق ينهي الحرب، يتضمن انسحابا إسرائيليا من غزة وتبادل الأسرى، لكنها دعت ترامب والدول الوسيطة إلى ضمان أن تنفذ إسرائيل وقف إطلاق النار بالكامل.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يداهم منازل أسرى مفرج عنهم والمستوطنون يهاجمون قرى فلسطينية مع بدء موسم قطف الزيتون
  • استشهاد مواطن بنيران الجيش الإسرائيلي في خانيونس
  • الدفاع الروسية: تحرير بلدتين شرق أوكرانيا وتكبيد الجيش خسائر كبيرة
  • الجيش الإسرائيلي: الصليب الأحمر أكد أن الرهائن الـ13 في عهدته وهم في طريقهم إلينا
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تسلم 7 أسرى
  • تداول أكثر من 37 مليار سهم بسوق العراق للأوراق المالية في سبتمبر الماضي
  • بعد وقف إطلاق النار.. أين يتمركز الجيش الإسرائيلي في غزة؟
  • ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
  • البنك المركزي:أكثر من 90 تريليون ديناراً حجم الدين الداخلي للعراق في شهر تموز الماضي
  • الجزيرة ترصد منطقة مركز توزيع المساعدات الأميركية في محور نتساريم