الجزيرة نت ترافق اليونيفيل في مهمة فتح الطرقات الحدودية المغلقة
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
جنوب لبنان- في ساعات الصباح الباكر، رافقت الجزيرة نت قافلة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، من بلدة إبل السقي قضاء مرجعيون باتجاه المناطق الحدودية، وتحديدا إلى بلدة عين عرب، حيث كانت المهمة تهدف إلى إزالة السواتر الترابية التي أقامها الجيش الإسرائيلي، والتي أغلقت طرقات حيوية مانعة الأهالي من العودة إلى قراهم.
لم تكن الطريق إلى عين عرب مجرد مسار جغرافي، بل كانت مسرحا لحالة من الترقب والحذر، تقدمت عربات "اليونيفيل" البيضاء ببطء، تلتها الجرافات الضخمة، وعند أول ساتر ترابي في منطقة وطى الخيام توقفت القافلة، وبدأ أفراد القوة الأممية بتأمين المكان عبر عمليات فحص دقيقة، للتأكد من خلوه من المتفجرات أو المخاطر المحتملة.
بعد دقائق من الانتظار، أعطت فرق الاستطلاع الضوء الأخضر للجرافات التي شرعت في إزالة العوائق، بينما كانت فرق أخرى تراقب الوضع باستخدام المناظير المتطورة.
لم تكن المهمة مجرد عملية هندسية، بل تضمنت أبعادا أمنية معقدة تتطلب الحذر الدائم، وأثناء التنقل من وطى الخيام باتجاه عين عرب، لاحظنا عملية تفخيخ منازل على الجهة المقابلة للطريق، مما يبرز بوضوح أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يسعى لفرض واقع جديد على الأرض.
إلى جانب ذلك، برزت مشاهد لتدمير جارف للأراضي الزراعية والبساتين التي كانت في معظمها تحتوي على أشجار السنديان والزيتون المعمرة، كما تفاوتت على طول الطريق صعوبة وتعقيدات السواتر الترابية، مما استدعى التوقف مرارا لإعادة تقييم التقدم.
وتحدث رائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" أنجيل دي إسبينوزا للجزيرة نت، ذاكرا أن هذه المهام ليست يومية، بل تتطلب تنسيقا دقيقا مسبقا لضمان نجاحها، وأوضح أن القافلة ضمت فريقا أمنيا، وفريق استطلاع متخصصا بالكشف عن الذخائر غير المنفجرة، بالإضافة إلى وحدة هندسية مختصة بإزالة العوائق وإعادة تأهيل الطرق.
إعلانوأضاف إسبينوزا أن عملية فتح الطرق لا تنتهي عند إزالة السواتر، بل يتبعها تنسيق مع الجيش اللبناني الذي يتولى مسؤولية الطريق، ويقرر ما إذا كان بإمكان الأهالي العودة إلى قراهم بأمان، وشدد على أن قوات اليونيفيل تواصل دورها في الجنوب اللبناني من خلال تسيير دوريات تهدف إلى حفظ السلام وضمان الاستقرار.
ومع اقتراب المهمة من نهايتها، وصلت القافلة إلى بلدة عين عرب حيث بدأت معالم الطريق بالظهور مجددا، بعد أن كانت مغطاة بالركام، وبعد إنجاز المهمة عادت القافلة إلى مقر "اليونيفيل" في إبل السقي، تاركة وراءها أثرا ملموسا بالعودة إلى الحياة في منطقة تعيش مزيجا من الخطر والأمل.
ويبقى فتح الطرقات الحدودية أكثر من مجرد إزالة للعوائق، بل هو استعادة لحق الأهالي في العودة، واستمرار لجهود حفظ السلام، في بقعة لا تزال تحت وطأة التوترات والمخاطر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أنقاض وركام.. سكان غزة يعودون إلى حطام منازلهم آملين إعادة الإعمار بقيادة مصر.. الأهالي : القاهرة صانت حقوق الشعب الفلسطيني
عاد الآلاف من أبناء غزة الى حطام منازلهم التي دمرتها آلة الحرب الاسرائيلية واحالتها الى ركام على مدار عامين من القصف الإسرائيلي المتواصل.
ووقف الغزاويون وسط الأنقاض وركام بناياتهم المتصدعة، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وديارهم.. وقد ردد كثيرون منهم صيحة النصر "الله أكبر"، ومنهم من سجد شكرا لله تعالى أن عاد لبيته حتى وإن كان مدمرا.
ويؤكد سكان غزه ايمانهم بأن مصر التي حافظت على بقائهم في ديارهم خلال الحرب قادرة على قيادة جهود الاعمار واعادة البناء وتشييد ما تهدم من مرافق القطاع وبنيته التحتية والسكنية، حيث تمتلك مصر قدرات عالية في هذا الصدد كما تمتلك رؤية واضحة لاعادة الاعمار في غزة تفرضها عوامل الجغرافيا والتاريخ والتفاعل البشرى والإنساني.
وتؤكد التقارير الواردة من القطاع أن كل سكان غزة يحملون فى قلوبهم تقديرا كبيرا لمصر التي دافع قائدها عن قضيتهم رافضا كافه الضغوط لإجلائهم عن ديارهم قسرا أو طوعا أو تحت أية مبررات.
ويؤكد سكان القطاع أن مصر بمواقفها المبدئية الثابتة وأصالتها في النضال من أجل الحقوق الفلسطينية قد نجحت بذلك في الحفاظ على الحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة "حفاظا وجوديا"، وحالت دون تحويل ملف القضية الفلسطينية إلى "ماض فى سجل التاريخ".
وقال عدد من سكان غزة الفرحين بوقف اطلاق النار انهم عازمون على اعادة اعمار القطاع ويتطلعون الى جهد دولي جاد بدعم عربي واسلامي لاعادة اعمار القطاع واحياء بنيته التحتية ومرافقه الخدمية.
ويعول أبناء غزة كثيرا على مصر في أن تقوم شركات مقاولاتها ومؤسساتها الانشائية بدور كبير في هذا الصدد وهى الجار الاقرب لغزة.
ويؤكد الغزاويون ان مصر هي اول من دعت الى عقد مؤتمر دولي لاعادة الاعمار في غزة الا ان استمرار الحرب فى غزة لم يسمح بوضع تلك المخططات موضع التنفيذ فى حينه.
كما ثمن ابناء غزة شريان قوافل الاغاثة والمساعدات الانسانية والغذائية والطبية القادم من مصر الى القطاع لتروي ظمأهم وتسد جوعتهم.
وحيا ابناء غزة سواعد المئات من شباب مصر وشاباتها من متطوعي الهلال الاحمر المصري وسائقي الشاحنات والاطقم الطبية لإسهامهم في تدفق المساعدات الى داخل القطاع بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار في مرحلته الاولى وانتهاء الحرب.
وكانت الساعات الاولى من صباح أمس الجمعة قد شهدت مسيرات شعبية للغزاويين اتسع نطاقها عقب صلاة الجمعة رفعوا فيها الأعلام المصرية والفلسطينية وصور الرئيس عبدالفتاح السيسي، معبرين عن تقديرهم لدور مصر بقيادته في احلال السلام وانهاء معاناة سكان القطاع وإجهاض مخططات التهجير الظالمة.
كما قدم سكان غزة واطفالها الشكر للشعب المصري "الاصيل الكريم" الذي اقتسم رغيف الخبز معهم وقت محنتهم مقدما برا وجوا كافة اشكال الدعم والمؤونة لهم خلال عامي الحرب برغم كل العراقيل والمعوقات التي واجهت ذلك .