تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الفركتوز يعتبر سكر طبيعي، حيث يوجد في الفواكه وبعض أنواع الخضار والعسل، ولا يشكل أي خطر على صحة الفرد إذا استهلكه من مصدر طبيعي مثل التفاح أو التمر، لكنه قد يمثل مشكلة صحية حقيقية لدى استهلاكه بشكل شراب الذرة المركز عالي الفركتوز، أو تناول المشروبات الغازية والمخبوزات والحلويات المعلبة.

 ووفقا لدراسة حديثة نشرت في medicalnewstoday لاحظت وجود ارتباط بين استهلاك الفرد للفركتوز أو شراب الذرة المركز عالي الفركتوز، وارتفاع خطر إصابته بداء ألزهايمر وداء السكري من النمط الثاني، إضافة إلى مرض الكبد الدهني واضطرابات الكلية والسرطان.

وقالت الدراسة يوجد الفركتوز طبيعيًا في عدد كبير من الفواكه والخضروات، ما يدل على تعرض البشر له منذ وقت طويل، لكن شاع استخدام الفركتوز خلال العقود الأربعة إلى الخمسة السابقة بشكل محل صناعي في الأطعمة المصنعة، ما أدى حاليًا إلى تعرض كثير من الناس لمستويات أكبر بكثير من الفركتوز مقارنة بما سبق، ويؤكد ذلك ضرورة فهم تأثير هذا التغير في صحة الإنسان، وأن الفركتوز الصناعي قد يعزز من نمو الخلايا الورمية لدى نماذج حيوانات التجربة المصابة بالميلانوما وسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.
واستعان الباحثون في الدراسة بنماذج حيوانية مصابة بأورام، وحرصوا على وضع حيوانات التجربة ضمن نظام غذائي غني بالفركتوز، ويعد اعتماد الخلايا الورمية على الغلوكوز أمرًا معروفًا منذ نحو 100 عام، ولطالما استفاد الباحثون من ذلك، إذ يعطى مرضى الأورام في أثناء التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني جرعة من الغلوكوز المشع، لتتوهج بدورها مظهرة الخلايا الورمية في الصور المشعة بسبب امتصاصها كميات أكبر من الغلوكوز مقارنة بخلايا الجسم السليمة.
وتوصلت للدراسة أن كل من الغلوكوز والفركتوز يتشكل من الذرات ذاتها تمامًا، والاختلاف الوحيد بينهما هو طريقة ترتيب تلك الذرات.

وقد توقع الباحثون استهلاك الخلايا الورمية للفركتوز بالطريقة ذاتها نظرًا لشراهتها العالية للغلوكوز، وتبين للفريق استنادًا إلى التحليلات ونتائج البحث أن الكبد يحول الفركتوز في الجسم طبيعيًا إلى نوع من أنواع الشحوم يسمى (الليزوفوسفاتيديل كولين) الذي أثبت سابقًا ارتباطه بحالة الالتهاب في الجسم.

ويتطلب انقسام الخلايا الورمية كميات كبيرة جدًا من الشحوم، والمستويات المرتفعة من الليزوفوسفاتيديل كولين في مجرى الدم تساعد الخلايا الورمية على التضاعف، ما يؤدي بدوره إلى نمو الورم، ويحول الجسم الكميات الزائدة من الطعام المتناول إلى شحوم، وهي الآلية التي يخزن من خلالها جسم الإنسان الطاقة، وإن تناول مستويات عالية من الفركتوز الصناعي يحرض العملية ذاتها. يحول الكبد الفركتوز إلى طليعة الشحم أو الليبيدات التي تغذي بدورها الخلايا الورمية.

وتتميز الخلايا الورمية عن غيرها من خلايا الجسم الطبيعية بقدرتها على الانقسام المستمر، ما يسمح بدوره بنمو الأورام بسرعة كبيرة، ويجب على الخلية الورمية تشكيل مجموعة جديدة ومتكاملة من المكونات الخلوية، لتتمكن من الانقسام إلى خليتين، ويتطلب ذلك كمية كبيرة من العوامل المغذية، التي يحصل عليها الشخص عادة من نظامه الغذائي.

 ومن المؤكد أن تغيرات الحمية الغذائية للفرد تؤثر في عملية نمو الورم وتطوره.

يؤدي عدد من العوامل الأخرى دورًا في تلك التغيرات أيضًا مثل موقع الورم من جسم الإنسان، ونوع الجينات الورمية التي يحويها، وأنواع الأدوية التي يتناولها المريض، والعوامل المغذية التي تصل إلى الورم وتغذي نموه، وما يزال فهم العلماء للمشكلات السابقة مبدئيًا وبسيطًا. 

لكن الباحثين يعملون في عدد من الدراسات الحالية على تسليط الضوء على بعض التفاصيل الهامة، وأتمنى أيضًا أن يعود بحث فريقنا بالفائدة على تلك الأبحاث أيضًا.

وشك العلماء منذ فترة طويلة في الدور المحتمل لبعض أنواع المكملات الغذائية مثل المحليات والأغذية المصنعة في زيادة خطر الإصابة بالسرطان، لكن لم يكتشف أحد حتى الآن الآلية التي تتسبب بها تلك المواد بذلك، وتعد هذه الدراسة واحدة من الدراسات القليلة التي قدمت بالفعل آلية محتملة لدور الفركتوز الموجود في شراب الذرة المركز، والأطعمة المصنعة، والمحليات في زيادة خطر الإصابة بمجموعة مختلفة من السرطانات. 

يؤكد ذلك ضرورة انتباه الناس إلى اعتدال استخدامهم للمحليات أو السكر غير الطبيعي -الموجود في الأغذية المصنعة وليس الفواكه والخضار، وقال مضيفًا: “يوجد الفركتوز في عدد كبير من المنتجات الغذائية حاليًا، ما يرتبط بدوره مع الازدياد الكبير لعدد الشباب المشخصين بأنواع محددة من السرطانات مثل سرطان الكولون والمستقيم ويفسره أيضًا”.

وأصبح غنى الأطعمة المصنعة بمستويات عالية من الفركتوز أمرًا معروفًا، ما يدعم بدوره الآلية السابقة أيضًا، ويجب إجراء مزيد من الدراسات السريرية في المستقبل بين الأشخاص الذين يتناولون المحليات الصناعية، وذلك مقارنة بغيرهم ممن يعتمدون في نظامهم الغذائي على السكر من مصدر طبيعي، وذلك للبحث عن فوارق ورمية بين المجموعتين، قد يفيد إثبات صحة الآليات السابقة من خلال الدراسات والتجارب السريرية أكثر في الحياة العملية.

ويرى الباحثون أن الحل بسيط مع إنه قد يبدو صعبًا وغير منطقي لبعض الناس، ويتمثل في تجنب تناول كميات مفرطة أو أنواع غير صحية ومفيدة من الفركتوز، وذلك بالابتعاد عن الأطعمة المعلبة والمصنعة، وينصحون الناس بالالتزام بتناول الفركتوز طبيعي المصدر، أي من الفواكه والخضار، والابتعاد عن الفركتوز الصناعي، فالألياف والفيتامينات والمعادن تجعل استهلاك الكاربوهيدرات مثل الفركتوز الموجود في الخضار والفواكه طبيعيًا أمرًا آمنًا، وتعود الألياف والمواد المغذية أيضًا بالفائدة على بكتيريا الأمعاء التي لاحظ العلماء أيضًا تأثرها بالاستهلاك المفرط للفركتوز نتيجة تناول الأطعمة المصنعة وغير الطبيعية.

وتقول الدراسة، إنه يعرف مصنعو الأغذية والأطعمة الطريقة الصحيحة والذكية للترويج لمنتجاتهم. قد تقول اللصاقة مثلًا أن المنتج هذا لا يحوي على شراب الذرة المركز عالي الفركتوز، بينما يحوي هو ذاته على الكمية ذاتها أو أكثر من الفركتوز أو الغلوكوز أو السكروز، وهو سكر الطعام، وقد يلاحظ الشخص ذلك في المقرمشات المصنعة، والبسكويت، والمشروبات الغازية، والعصائر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سكر طبيعي الفركتوز المشروبات الغازية الأطعمة المصنعة من الفرکتوز الفرکتوز ا طبیعی ا

إقرأ أيضاً:

«اللوز المنقوع» كنز غذائي قد يساعد على تحسين الهضم والمذاق

يُعد اللوز من أشهر أنواع المكسرات وأكثرها فائدة، بفضل غناه بالدهون الصحية، والبروتين النباتي، والألياف، ومضادات الأكسدة، مما يجعله حليفًا قويًا لصحة القلب، وتنظيم سكر الدم، والتحكم في الوزن، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وفقًا لما ذكره موقع "هيلث".

وبينما يستهلك كثيرون اللوز بشكل نيئ أو محمص، يلجأ البعض إلى نقعه في الماء لعدة ساعات أو طوال الليل بهدف تحسين ليونته وسهولة هضمه، ويُعتقد أن هذه الخطوة تساعد على إزالة مركب نباتي يُعرف بحمض الفيتيك أو الفايتات، والذي يُصنّف كـ"مضاد تغذية" لأنه يرتبط ببعض العناصر الغذائية ويقلل امتصاصها في الجسم.

لكن الدراسات الحديثة تُشير إلى أن نقع اللوز لا يقلل فعليًا من تركيز الفايتات بدرجة كبيرة. ورغم ذلك، فإن نقع اللوز يحمل بعض الفوائد المحتملة الأخرى:

1. تحسين الهضم

اللوز يحتوي على نسبة ضئيلة من الماء، وعند نقعه يصبح أكثر طراوة، ما يسهل على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية تحمله مقارنة باللوز الجاف.

2. تعزيز النكهة والمضغ

يؤدي النقع إلى تحسين قوام اللوز وجعله أسهل في المضغ، وهو ما يُطلق نكهة أقوى أثناء الأكل ويُحسّن تجربة التذوق عمومًا.

3. دعم مستويات الكولسترول

اللوز غني بمضادات الأكسدة والدهون الأحادية غير المشبعة والألياف، مما يساعد في خفض مستويات الكولسترول الضار، سواء كان نيئًا أو محمصًا أو منقوعًا. وإذا كان النقع يُسهّل تناول كميات أكبر منه، فقد تكون له فائدة إضافية لصحة القلب.

4. المساعدة في فقدان الوزن

تشير بعض الأبحاث إلى أن إدراج اللوز المنقوع في نظام غذائي متوازن قد يُساعد على خفض الوزن، خاصة أن اللوز يُعد من أكثر المكسرات تأثيرًا في تقليل كتلة الجسم. كما أظهرت دراسة أن تناول 10 غرامات من اللوز المنقوع قبل الإفطار لمدة 12 أسبوعًا ساعد في دعم فقدان الوزن.

5. تنظيم سكر الدم

اللوز من الأطعمة منخفضة المؤشر الغلايسيمي، وغني بالألياف والمغنيسيوم، ما يجعله مفيدًا في تحسين استجابة الجسم للغلوكوز. ورغم محدودية الدراسات حول اللوز المنقوع تحديدًا، فقد أشارت إحداها إلى دوره في تحسين تنظيم سكر الدم.

لا ضرورة للنقع دائمًا

ورغم هذه الفوائد المحتملة، لا يُعد نقع اللوز ضروريًا من الناحية التغذوية، إذ يقدم اللوز النيئ تقريبًا نفس القيم والفوائد. وتشير الأبحاث إلى أن مركبات مثل الفايتات ليست ضارة لمن يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا.

ومع ذلك، قد يكون اللوز المنقوع خيارًا مريحًا لمن يعانون من مشاكل في الأسنان أو الجهاز الهضمي، حيث يسهل مضغه وهضمه دون التأثير على الفوائد الغذائية.

أخبار السعوديةاللوزتحسين الهضمأخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • 99 % نسبة إصلاح البنية الأساسية بطريق السُّلطان قابوس
  • ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة
  • ما حكم الخمر إذا تحوّل إلى خَلّ طبيعي؟.. أمين الفتوى يجيب
  • مختص: «الخزعة» لا تُسبب انتشار الأورام السرطانية
  • أخصائي تغذية: هذه أبرز أعراض نقص الفيتامينات والمعادن لدى النساء .. فيديو
  • بديلا لـ الفياجرا.. التوصل إلى حل طبيعي لعلاج ضعف الانتصاب
  • الخلايا الجذعية تعالج “السكري من النوع الأول”
  • مشروب يساعد على خفض ضغط الدم و يحمي من جلطات القلب
  • «اللوز المنقوع» كنز غذائي قد يساعد على تحسين الهضم والمذاق
  • 4 فواكه لا يجب تناولها في بداية اليوم.. خبيرة تغذية توضح أفضل الأنواع