من 10 ساعات إلى «الصفر».. «إيمان» تحمي طفلها من مخاطر «الموبايل»
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
على مدار السنوات الأخيرة، أصبحت التكنولوجيا من العوامل الأساسية فى حياة الكثير من الأشخاص بمختلف المجالات، خاصةً الألعاب الإلكترونية، التى تجذب أعداداً كبيرة من الأطفال، لدرجة أن البعض يستخدمونها لأوقات طويلة، قد تتجاوز 8 أو 10 ساعات يومياً، وربما يجهل الكثير من الآباء مخاطر هذا الأمر على صحة أطفالهم، وهذا ما حدث بالفعل مع الطفل «محمد أسامة»، ابن محافظة أسوان، الذى كان يستخدم «الموبايل» بشكل مفرط كل يوم، من خلال قضاء ساعات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية.
«محمد»، الطفل الذى لم يتجاوز 10 أعوام، بدأت تظهر عليه سلوكيات غريبة فى التعامل مع والديه والآخرين، تحدثت والدته إيمان حمدى لـ«الوطن»، عن تجربتها مع ابنها: «ابنى كان بيلعب بالموبايل من عمر 4 سنين، كان بيقضى أكتر من 10 ساعات كل يوم على الحال ده، وبعدين بدأت ألاحظ إنه بقى شخص عدوانى وسلوكه حاد»، وتتابع الأم قائلةً: «كنت باسيبه على الموبايل من الساعة 2 ظهراً حتى الساعة 2 صباحاً، كان بيقعد يتفرج على يوتيوب ويلعب حاجات كتير، وكنت معتقدة إنى بأريح دماغى وأمنعه من البكاء».
بالتزامن مع ظهور السلوك العدوانى على الطفل، بدأ «محمد» فى الانعزال عن غيره من الأطفال فى محيطه، كما بدأ يفقد القدرة والرغبة فى التواصل مع المحيطين، مما اضطر «إيمان» إلى إخبار زوجها، للعمل معاً على إيجاد حل لهذه المشكلة، ومواجهة المخاطر التى أصيب بها ابنهما، ومنذ هذه اللحظة، اتخذ الوالدان قراراً لتعديل سلوك الطفل، وحمايته من مخاطر الألعاب الإلكترونية، وتقول الأم عن ذلك: «زوجى ساهم بشكل كبير فى تعديل سلوك ابنى، كان بييجى من الشغل وياخده بعدين يخرج بيه، ويقعده مع الأطفال والناس، وكمان كنا بنلعب معاه وبنتحول لأطفال ونفس التفكير بتاعه».
تمكنت «إيمان» وزوجها من تعديل سلوك طفلها «محمد»، حتى أصبح لا يرغب فى استخدام الهاتف إلا بوجودهما: «ابنى دلوقتى بقى صفر ساعة استخدام الهاتف، وبدل ما كان مدمن على استخدام الموبايل، الحمد لله مبقاش يستخدم الألعاب إلا لما نكون احنا قاعدين بنلعب معاه»، ووجهت «إيمان» عدة نصائح إلى أولياء الأمور: «بأنصح كل أب وأم يمنع طفله من الأول إنه ما يستخدمش الهاتف ولا الألعاب الإلكترونية، لأنها فعلاً بتؤثر على الطفل بشكل سلبى، زى ما حصل مع ابنى، وكمان بتؤثر على مجهوده الدراسى، وده أنا لاحظته مع طلابى فى المدرسة، كان فيه أطفال شاطرين جداً، ومستواهم بدأ يقل بسبب الألعاب الإلكترونية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المرأة دور المرأة حماية المرأة الأسرة الألعاب الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
انتظرته عائلته 15 عاما.. استشهاد الطفل محمد بعد أسبوع من الألم ونقص العلاج
استشهد الطفل الفلسطيني محمد رشدي حمادة متأثرا بجروح بليغة أصيب بها مطلع الشهر الجاري، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلته في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وكان الطفل محمد هو الوحيد لأبويه، وقد وُلد بعد 15 عاما من محاولات الإنجاب في دول متعددة عبر عمليات زراعة وإخصاب خارجي.
وأُصيب محمد بجروح خطرة في غارة إسرائيلية نُفذت في الأول من يونيو/حزيران الجاري، وظل على أجهزة التنفس الصناعي في مستشفى أصدقاء المريض بغزة لمدة 7 أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تدهور حالته الصحية ونقص المعدات الطبية اللازمة لعلاجه.
وفي تقرير مصور لمرسل الجزيرة أنس الشريف، ظهرت تفاصيل الواقعة منذ لحظاتها الأولى، إذ أعاد بث ما وثّقته الكاميرا من مشاهد مؤلمة ظهر فيها والد الطفل وهو يركض حافيا وسط أنقاض الحي، حاملا ابنه المصاب، ومناشدا من حوله المساعدة في العثور على سيارة إسعاف.
وأوضح مدير مستشفى أصدقاء المريض -في إفادته للجزيرة- أن الطفل محمد كان يعاني كسورا متعددة في الجمجمة وإصابات في الوجه وفروة الرأس، وكان في حالة حرجة منذ اللحظة الأولى.
وقال إن الطاقم الطبي بذل كل ما بوسعه في ظل الإمكانيات المحدودة، غير أن نقص الأدوية والمعدات جراء الحصار الإسرائيلي حال دون إنقاذ حياته.
إعلانوأضاف أن الطفل "كان على جهاز التنفس الصناعي منذ اللحظة الأولى، وتم تقديم العلاجات الممكنة، لكن حالته كانت مأساوية، وقد توفي اليوم متأثرا بجروحه".
وفقدت عائلة محمد حمادة طفلها الوحيد الذي انتظرته طويلا، إذ جاء إلى الحياة بعد محاولات علاجية استمرت أكثر من عقد ونصف العقد، شملت تنقلا بين عدة دول بهدف إنجاب طفل.
ولم تنتهِ فصول المأساة عند لحظة الوفاة، فقد أكد المراسل أن طائرات الاحتلال قصفت محيط مقبرة جباليا البلد في أثناء مراسم دفن الطفل، مما اضطر والده إلى الهروب بجثمان ابنه إلى أن تمكن من دفنه في وقت لاحق.
وتُظهر اللقطات الوالد وهو يردد متأثرا -بينما يحمل جثة طفله- "يا عمري، يا حبيبي، يا محمد"، في مشهد هز مشاعر من حضروا الجنازة، وعبّر عن حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، لا سيما الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر تحت الحصار والقصف المتواصلين.
والطفل محمد ليس سوى واحد من آلاف الحالات المماثلة، حيث يحرم كثير من الجرحى من حقهم في العلاج بسبب الانهيار الكامل للنظام الصحي في القطاع المحاصر، وسط مخاوف من أن يلقى آلاف الأطفال المصير ذاته في حال استمر منع دخول المساعدات والمستلزمات الطبية.