مشاركون: أهمية تسريع التخلي عن البيروقراطية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
دبي: «الخليج»
شهد اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2025، جلسات عدة ضمن محور «الكفاءات الحكومية»، أكدت أهمية تسريع التخلي عن البيروقراطية في عصر التحول الرقمي.
في مستهل الجلسات ألقى فيليكس أولوا نائب رئيس جمهورية السلفادور، كلمة رئيسية، سلط فيها الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلاده، بفضل استراتيجيات الإصلاح التي قادت إلى تغيير وجه الدولة.
وتطرّق إلى جهود حكومة السلفادور في الحفاظ على الأمن، وتطوير الاقتصاد الرقمي والتعليم، وتحسين الكفاءة الحكومية والخدمات العامة.
وأشار إلى أن بلاده تتحول نحو الاقتصاد الرقمي، وتهدف إلى تطويره، حيث إنها اعتمدت «البيتكوين» عملة قانونية في العام 2021.
وقال: إن «السلفادور، قبل خمس سنوات، كانت تستورد 20% من احتياجاتها من الطاقة، من غواتيمالا والمكسيك، فيما أصبحت السلفادور اليوم مصدّرة للطاقة إلى دول أمريكا الوسطى. وأكد أن جهود حكومة جمهورية السلفادور تهدف إلى القضاء على البيروقراطية.
تصفير البيروقراطية
وتناولت جلسة «كيف يمكن للحكومات تصفير البيروقراطية؟»، التي شارك فيها سيغموند فرويند، وزير الإدارة العامة في جمهورية الدومينيكان، التحديات والفرص المرتبطة بتحويل المؤسسات الحكومية البيروقراطية إلى أنظمة أكثر مرونة واستجابة، لتعزيز الابتكار والرشاقة الحكومية.
من جانبها، أكدت هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن الإمارات تتبنى نهجاً قائماً على الابتكار والرشاقة الحكومية، مع الانتقال إلى الخدمات الرقمية، وتقليل الإجراءات، وتحقيق الشفافية. ولفتت إلى مبادرات حكومة دولة الإمارات ضمن «برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية»، وهي إلغاء 2000 إجراء حكومي غير ضروري، وتخفيض مدة المعاملات الحكومية بنسبة 50%، والقضاء على أي تكرار في العمليات والإجراءات.
تمكين المواهب
وركزت جلسة بعنوان: «من البيانات إلى القرارات.. الكفاءة الحكومية في وقت الأزمات»، والتي شارك فيها قادة عدد من المؤسسات الدولية المتخصصة في السياسات الاستراتيجية على دور القيادة في تمكين المواهب، من خلال إنشاء بيئة داعمة لدفع النمو والابتكار مع تعزيز الحوكمة المسؤولة.
وناقش جون كليفتون، الرئيس التنفيذي، لشركة «جالوب»، الشركة الرائدة عالمياً في مجال التحليلات والاستشارات، كيف يمكن للحكومات استخدام البيانات المتقدمة والتحليل التنبئي لتعزيز الكفاءة والمرونة في العمل، مشيراً إلى نتائج «تقرير جالوب»، الذي يركز على أسباب اتباع الناس للقادة، حيث أظهر التقرير أن السبب الرئيسي هو الأمل، ثم التعاطف، والاستقرار، والثقة، وهو ما يجب أن تعمل عليه الحكومات.
في حين، لفت جيف ديجاردان رئيس تحرير «فيجوال كابيتاليست»، إلى تحديات البيانات الضخمة التي تعانيها بعض الدول، وتؤثر في الشفافية والثقة بين الحكومات والمواطنين.
دور القادة فيما ركزت جلسة بعنوان «قيادات المستقبل.. إعادة تشكيل كفاءة الحكومة وسياساتها»، والتي شارك فيها كل من بوب ويلين، الشريك الإداري ورئيس مجلس إدارة شركة (كيرني)، ولاي ساندالز، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة (ديلفري أسوسييتس) على دور القادة كونهم محركاً أساسياً للابتكار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات
إقرأ أيضاً:
ما هو وقت الأضحية في الإسلام؟.. اعرف آراء الفقهاء فيها
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (رجلٌ يتطوع بالأضحية كلَّ عام، وفي هذا العام اشترى شاةً للأضحية، إلا أنه قد طرأت له بعض الظروف في يوم عيد الأضحى واليوم الذي يليه حالت بينه وبين ذبحها حتى أصبح في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، فهل يجزئه التطوع بالأضحية بعد ذلك؟ وما الحكم لو خرج الوقت دون أن يذبح؟ هل يشرع له الذبح بعده وتكون أضحية؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه من المقرر شرعًا أن الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، قال تعالى: ﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ﴾ [الحج: 36]، وهي سُنة مؤكدة في أيام النحر على المختار للفتوى، فقد ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» أخرجه الأئمة: الترمذي -واللفظ له- وابن ماجه والبيهقي في "السنن". وفي رواية: «وَإنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجها الإمام الحاكم في "المستدرك" وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وأوضحت دار الإفتاء، أن نحر الأضحية مقدَّرٌ ومحدَّدٌ بوقت إجزاءٍ شرعي بحيث لا تقع الأضحيةُ صحيحةً مجزئةً عن صاحبها بالخروج عن هذا الوقت، ولَمَّا كان ابتداءُ وقتها يومَ النحر -على تفصيلٍ في ذلك بين الفقهاء- فقد أجمع الفقهاء على أنه لا يجزئ في الأضاحي ما كان قبل طلوع فجر يوم النحر.
وقت الأضحيةوتابعت: ولِآخِر الوقت الذي تجزئ فيه الأُضحية وتصحُّ شرعًا -قولان:
القول الأول: أنَّ الأضحية مؤقتةٌ بثلاثةِ أيامٍ، هي: يوم النحر، ومعه يومان مِن أيام التشريق الثلاثة، بحيث ينتهي وقتها بغروب شمس اليوم الثاني عشر مِن شهر ذي الحجَّة، وهو مذهب جمهور الفقهاء مِن الحنفية والمالكية والحنابلة.
ودليلهم على ذلك: ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ» أخرجه الإمام مسلم. ومعلوم أنه أباح الأكل منها في أيام الذبح، "فلو كان اليوم الرَّابع منها لكان قد حَرُم على مَن ذبح في ذلك اليوم أن يأكل مِن أضحيته"، كما قال الإمام أبو الوليد البَاجِي في "المنتقى" (3/ 99، ط. مطبعة السعادة).
والقول الآخَر: أنَّ وقت الأضحية أربعة أيام، فيستمر مِن يوم النَّحر إلى آخر أيام التشريق الثلاثة، بحيث ينتهي وقتها بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجَّة، وهو ما ذهب إليه الشافعية، واختاره بعض فقهاء الحنابلة، منهم الإمامان أبو الفَرَج الشِّيرَازِي، وابن عَبْدُوس.
ودليلهم على ذلك: ما رواه جُبَيْر بن مُطْعِم رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ.. الحديث» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند" واللفظ له، وابن حِبَّان في "الصحيح"، والبَيْهَقِي في "السنن الكبرى".
وأوضحت أنه إذا انتهى الوقت المشروع للأضحيةِ المسنونةِ قبل نحرها، فجمهور الفقهاء مِن المالكية والشافعية والحنابلة على أنَّها تسقط عنه وتفوته بفوات وقتها؛ إذ الذبح بعد فوات أيام النحر لا يُعد أُضحية، كما أنها لا تُقضَى عندهم؛ لأنها سُنَّةٌ تَعَلَّقَت بوقتٍ محدَّدٍ لا يمكن أداؤها إلا فيه، ولا يمكن قضاؤها إلا في مثله من العام المقبل، ولو انتظر ليقضيها في وقتها التالي مِن العام المقبل فلن تصادف وقتًا خاليًا يسمح بالقضاء؛ لأنها تقع منه حينئذٍ أداءً عن العام الجديد، كمن اعتاد صيام التطوع في أيام مخصوصة كالإثنين والخميس، فلو فاته يومٌ لم يستطع قضاءه دون أن يترك للقضاء أداءَ يومٍ آخَر مثله، فلما تزاحم القضاءُ مع الأداء سَقط قضاء السُّنن التي تفوت مواقيتها كالأضحية؛ لتحقُّقِ الفوات فيها وانقطاع المستدرك.
بينما ذهب الحنفية -تبعًا لوجوب الأضحيةِ عندهم على الموسِر وهو الذي يملك نصابًا من المال تجب فيه الزكاة- إلى أنَّها إن فات وقتها فإنه يجب على المكلَّف إن كان موسرًا أن يتصدَّق بثمنها، سواءٌ أكان قد اشتراها أم لم يشتَرِهَا، أما إذا اشتراها مَن لا تجب عليه ثم فات وقتها من غير أن يضحي بها، فإن عليه أن يتصدق بها حيَّةً إلى الفقراء والمحتاجين دون أن يذبحها؛ لفوات وقت الذبح وقد عيَّنها قُربةً لله، فيتصدق بعينها، وفي كلِّ ذلك لا تكون أضحية، وإنما هي خروجٌ عن عهدة الوجوب، كالجمعة تقضى عند فواتها ظهرًا، والفدية لمن عجز عن الصوم.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ التطوع بالأضحيةِ له في الشرع الشريف وقتٌ معلومٌ، بحيث لا يجزئ ذبحُها كأضحيةٍ قَبلَه ولا بَعدَه، وغروب شمس يوم الثالث عشر مِن ذي الحجة هو آخِر وقت لها، فمَن تأخَّر عن ذلك دون أن يذبحها فقد فاتته في ذلك العام، ولا يجب عليه شيءٌ، ومِن ثمَّ فإن الرجل المذكور الذي مرَّ به يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة دون أن يذبح ما اشتراه من شاة للأضحية المندوبة -يجوز له شرعًا أن يذبحها ثالثَ أيام التشريق، وهو يوم الثالث عشر مِن شهر ذي الحجة، فإن فاته الذبح في ذلك اليوم حتى غربت شمسُه فإن التطوع بالأضحية يفوته عن ذلك العام بلا إثمٍ أو لزومِ قضاءٍ.