إستراتيجية إيران القادمة بين الضغوط الأمريكية والتشبث بالحياة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تشير التوقعات إلى عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، وذلك بسبب طبيعة الخلاف بينهما والذي لا يقتصر على الجانب الفني بقدر ما يتجاوز إلى الخلاف الأيديولوجي للجمهورية الإسلامية وواشنطن، بالإضافة إلى الخلاف السيكولوجي بينهما.
قيادة إيران تختلف بالمقاييس عن قيادة الولايات المتحدة، لذلك تعلن رفضها لأي إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن، وهذا ما أكده خطاب خامنئي الأخير بأن المباحثات مع الإدارة الأمريكية تفتقر إلى الشرف والمصداقية، لذلك لا نجد جدوى من هذه المباحثات، وما هي إلا محاولات لكسب الوقت وشحن الرأي العام ضد إيران وزيادة الضغط عليها للقبول بتخليها عن برنامجها النووي والصاروخي.وهو ما ترفضه طهران بصورة قطعية ولا تقبل أي تفاوض بهذا الشأن، خاصة إذا ما علمنا أن إيران باستطاعتها صنع قنبلة نووية، لكنها ملتزمة بقرارات منظمة الطاقة الذرية، ولا تريد أن تكون سببا في توتر المنطقة وذريعة للتواجد الأجنبي فيها.
طهران، ومن خلال تجاربها الطويلة مع واشنطن، لا تثق بأي مباحثات معها، وتعتبرها مضيعة للوقت وسببا في تأخر تطورها العسكري والتكنولوجي. هذا ما يفسر رفض خامنئي لأي مفاوضات مع واشنطن، وعدم تطبيع إدارة بايدن العلاقات مع الجمهورية الإسلامية لأن الأخيرة تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة عنصرية إمبريالية تستخدم قوتها للسيطرة على مقدرات العالم وشعوبه وسرقة خيراته.
وتسعى طهران إلى الانفتاح على العالم العربي والإسلامي ليكون ورقة ضغط على ترامب بعدم تشديد الإجراءات الاقتصادية ضد إيران. كما أنها تسعى إلى التحرك نحو المجتمع الأوروبي أملاً في تحييد مواقف الدول الأوروبية ضد إيران وإقناعها بضرورة تغيير مواقفها المؤيدة لواشنطن. كما أن طهران جادة في ضرورة فتح قنوات الحوار مع المملكة العربية السعودية لما لها من تأثير واضح على السياسة الإقليمية للشرق الأوسط، ويمكنها أن تمارس دورا إيجابيا في تهدئة الصراع بين واشنطن وطهران.
الجمهورية الإسلامية تسعى لتكون قوية في كل المحاور التي تتطلب الحوار، وإبقاء الباب مفتوحاً على الجميع مع التمسك بحقها في امتلاك الطاقة النووية “السلمية”. وهذا ما أعلنته أكثر من مرة. لذلك، يسعى ترامب إلى الضغط على إيران من أجل إيقاف صادرات النفط الإيراني، هادفا بدرجة أساسية إلى إيصال هذه الصادرات إلى “صفر برميل”. كما فرض عقوبات قاسية على الأسطول البحري الإيراني من ناقلات النفط. والهدف الأساسي من كل تلك العقوبات هو تطبيق حملة ضغط قصوى لحرمان إيران من الوصول إلى الطاقة النووية وصناعة الصواريخ الباليستية وصنع الصواريخ العابرة للقارات.
إيران من جانبها تعتبر أن هذه العقوبات غير مجدية، وأنها لا يمكن أن تجعل إيران ترضخ أو تتخلى عن طموحها في امتلاك الطاقة النووية، ولن تفعل ذلك مستقبلا مهما زادت هذه الضغوط أو تم استهدافها من قبل الولايات المتحدة أو الكيان الإسرائيلي.
لذلك، سيلجأ دونالد ترامب إلى التهدئة مع إيران وتوسيع عقوباته عليها في محاولة لجرها نحو طاولة الحوار أو التلويح بضربة عسكرية تستهدف منشآتها النووية، والتي لن تكون سهلة وستعرض المنطقة والعالم لحرب عالمية جديدة تغرق فيها واشنطن وتل أبيب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران
حذَّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الخميس من احتمال جفاف السدود التي تمد العاصمة طهران بالمياه خلال الأشهر المقبلة، في حال لم يتم خفض الاستهلاك.
وقال بزشكيان خلال زيارته إلى زنجان في شمال غرب إيران: «إذا لم نتمكن من إدارة الوضع في طهران وإذا لم يتعاون الناس ولم نتمكن من ترشيد استهلاك المياه، فلن يتبقى ماء خلف سدودنا».
وأضاف: إن الاحتياطيات قد تنفد بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول عندما تُفتح المدارس عادة وتزداد الحاجة إلى المياه قبل بداية موسم الأمطار.
ووفقاً لرسم بياني نشرته وكالة الأنباء الرسمية إرنا، فإن خزانات المياه التي تخدم طهران تحتوي حاليا على 20% فقط من طاقتها ويبلغ متوسط مستوى خزانات المياه على الصعيد الوطني 44% فقط.
ووفقاً لشركة إمدادات المياه في محافظة طهران، تراجعت مستويات الخزانات إلى «أدنى مستوى لها منذ قرن».وحثت السلطات السكان على تركيب خزانات مياه ومضخات لمواجهة انقطاع الإمدادات، حيث أبلغ العديد من المنازل عن انقطاعات متكررة في الأسابيع الأخيرة.
في الأثناء، يتم قطع التيار الكهربائي لمدة لا تقل عن ساعتين يومياً في بعض الأحياء في البلاد، كما قال مسؤولون إنه تم قطع التيار الكهربائي أكثر من مرة في اليوم في بعض المناطق لتخفيف الضغط على الشبكة.
والأسبوع الماضي، قال محمد علي معلّم، مدير سدّ كرج (إحدى المنشآت الرئيسية التي تزود طهران بالمياه) لوكالة مهر للأنباء: «رغم أن محطة الطاقة الكهرومائية تعمل حالياً، فمن المحتمل خلال الأسبوعين المقبلين أن ينخفض مستوى المياه إلى حد يجعل إنتاج الكهرباء غير ممكن».
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتساب