دمشق- في ساحة سجن صيدنايا العسكري، الذي بات رمزا لسياسة الاعتقال والتعذيب والقتل والتغييب القسري في حقبة نظام الأسد، أعلن ناشطون وحقوقيون وأهالي معتقلين تدشين "رابطة معتقلي الثورة السورية" يوم أمس الجمعة.

وتأسّست الرابطة بقرار رقم (155) صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل نهاية الشهر الماضي، وقد صنّفت الوزارة مجال عملها في قطاعات التعليم والتمكين، والقانون والدفاع عن الحقوق، بالإضافة للخدمات الاجتماعية.

وتهدف الرابطة المُشهرة في ريف دمشق، والتي يغطي نشاطها كافة أراضي الجمهورية لمدّة 6 أشهر، إلى:

تطوير المهارات الحياتية وبناء القدرات والتدريب والاستشارات والبحوث والدراسات، ومساعدة المعتقلين على تحسين وضعهم المعيشي والتطلّع لمستقبلٍ أفضل بعد سنوات الاعتقال. دعم المعتقلين وعائلات المفقودين في الثورة السورية في كافة المجالات الإنسانية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية، وسُبل العيش والمطالبة بالتعويضات لهم لرسم مستقبلٍ أفضل. تقديم المشورة القانونية والمساعدة في حل النزاعات، وتقديم الدعم النفسي والتعليمي والخيري لهم ودمجهم في المجتمع. حسين النادر مدير رابطة معتقلي الثورة يعلن إشهارها (الجزيرة) حضور كثيف

تهدف الفعالية في ساحة سجن صيدنايا، حسب الدعوة، لتسليط الضوء على واقع المعتقلين والمفقودين وذويهم، وتحقيق العدالة وتخفيف معاناة الآلاف من المعتقلين السابقين.

وقد احتشد في ساحة السجن الخارجية معتقلون محرّرون برفقة عائلاتهم، وذوو مفقودين، بالإضافة لوفود شعبية من المحافظات السورية، ورفع محررون وذوو مفقودين لافتاتٍ تبيّن مطالبهم وتذكّر بقيصر والشهيد مازن الحُمادة، وصورا لأحبتهم المفقودين، فيما زيّنت صورة المنشد عبد الباسط الساروت منصّة الفعالية.

وافتتح مدير الرابطة حسين النادر الفعالية بعد تلاوة بضع آياتٍ من سورة الفتح بصوت المعتقل المحرّر محمد الجاسم، وتلاه كلمة لشادي القطيش المدير التنفيذي.

وعرّف النادر بالرابطة وأهدافها، واحتياجات المعتقلين وذوي المفقودين، كما لفت القطيش لضرورة وجود هيئة حكومية ترعى هذا الملف الحساس، وأكّد على المحاسبة والمساءلة كسبيل أساسي للعدالة الانتقالية وترسيخ السلم الأهلي.

إعلان

وأشار إلى وجود معتقلين سوريين خارج سوريا على خلفية الثورة، ومنهم معتقلون في سجن رومية بلبنان، الذين بدأ أكثر من 100 معتقل منهم إضرابا عن الطعام منذ 11 فبراير/شباط احتجاجا على عدم تسليمهم للإدارة الجديدة في سوريا.

تلا ذلك تقديم مجموعة من المعتقلين المحرّرين لعرضٍ مسرحي قصير يبرز يوميّاتهم في السجن، وركّزوا على تفصيل يومي يتعلق بشحّ الطعام وضعف التغذية وممارسات السجّانين.

ويصوّر العرض البسيط أفرادا تصلهم حصة ناقصة من الطعام، ويحدث خلاف بينهم، قبل أن ترتفع أصواتهم، وينتهي بعقاب السجّان لجميع الموجودين.

اهتم العرض بتوضيح نظام العلاقات بين السجناء والسجانين، كانعدام التواصل البصري، وكيل الشتائم والضرب لأدنى الأسباب، كما سلّط الضوء على شكل علاقة المقايضة بين السجناء؛ كأن يستبدل معتقل حصّته القادمة من الخبز مقابل بيضة مسلوقة من معتقل آخر، نظرا لوصول مخصّصات منقوصة من الطعام.

قريبة أحد المفقودين ترفع صورته وتطالب بالكشف عن مصيره (الجزيرة)

في الفعالية، تحدّثت السورية أحلام الخطيب عن تجربة اعتقالها في سجون الأسد، وعن زوجها المفقود، وافتتحت كلمتها بمقطع شعري من قصيدة "يا ظلام السجن خيّم".

كما تحدث خالد السمّان، رئيس بلدية "عين منين" القريبة من السجن، وهو من بين الأهالي الذين هبّوا لفتح أبواب السجن فجر الثامن من ديسمبر/كانون الأول بعد انسحاب القوات الأسديّة منه، وذكّر في كلمته بمشاهدات البلدة لحركة المعتقلين خلال حكم الأسد المخلوع إلى المحاكم أو إلى مصائر مجهولة.

وفي كلمة لها، شددت لينا الكردي من فريق "المفقودون.. الأمل المنتظر في سوريا"، على رفض اعتبار المفقودين في عداد الأموات بدون وجود أدلّة قطعية. وطالبت بالتحقيق بموضوع البرادات (سيارات الشحن) التي رُصدت وهي تتحرّك في محيط السجن قبل سقوط النظام.

مطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين في سجن رومية بلبنان (الجزيرة) تحديات كبيرة

يتحدث المعتقل المحرّر باسل طالب من منطقة جيرود للجزيرة نت عن تجربته كمعتقل منذ عام 2019 وحتى خروجه "يوم التحرير"، إذ اعتُقل وزوجته حامل ليخرج وقد أصبح عمر ابنته 5 سنوات، وكان مصابا بمرض السل، وعبّر عن صعوبة فترة الاعتقال والتعذيب اليومي والسجن بالمنفردات، وطالب بتحقيق العدالة تجاه معذّبيهم.

إعلان

وتحدثت شقيقة معتقل، للجزيرة نت، عن أخيها المغيّب منذ عام 2013، وينحدر من منطقة سعسع، وقد عانت الأسرة في بحثها عنه، ودفعت أموالا طائلة بسبب ابتزازها من رجال النظام مقابل الكشف عن مكانه بين الأمن العسكري والقضاء العسكري ثم سجن صيدنايا. واستمرار ابتزاز العائلة حتى بعد سقوط النظام.

وفي تصريحه للجزيرة نت، يقول عضو مجلس إدارة رابطة معتقلي الثورة السورية الدكتور محمد المرشد "أسسنا الرابطة بعد تحريرنا من النظام البائد.. ونتطلع لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمعتقلين وذوي المفقودين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثورة السوریة سجن صیدنایا

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يعلنون فتح طريق عقبة "ثرة" الرابطة بين محافظتي أبين والبيضاء

أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، فتح طريق عقبة "ثرة" الرابطة بين محافظتي البيضاء وأبين.

 

وذكرت وكالة سبأ التابعة للحوثيين، أن محافظي أبين صالح الجنيدي والبيضاء عبدالله إدريس ومعهما مدير مديرية مكيراس ياسر جحلان، افتتحا طريق عقبة ثرة مكيراس لودر أمام المسافرين.

 

وأشارت إلى أنه تم إزالة مخلفات الحرب دعمًا لمبادرة فتح طريق "البيضاء - أبين"، ومساندة جهود فريق الراية البيضاء.

 

وفي وقت سابق، أعلنت سلطات أبين التابعة للحكومة الشرعية موافقتها على فتح طريق عقبة ثرة لدواعي إنسانية.

 

ويوم أمس، وصل قائد محور أبين العميد سند الرهوة ومسؤولين آخرين إلى جبهة ثره برفقة قيادات عسكرية لبدء تنفيذ مخرجات اللجنة الأمنية بشأن نزع الألغام وإعادة التموضع وصيانة الطريق المؤدي إلى البيضاء تمهيداً لفتحها.

 

ويعد طريق عقبة "ثرة" من أهم وأبرز الطرق الحيوية الرابطة بين المحافظات والمغلق منذ أكثر من عشر سنوات الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين المتنقلين بين المحافظات اليمنية المختلفة.


مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون فتح طريق عقبة "ثرة" الرابطة بين محافظتي أبين والبيضاء
  • رابطة دوري المحترفين تتولى الرقابة المالية للأندية
  • هجوم من رابطة الاساتذة المتعاقدين على سلام: دولته ترك كرامي تستبد بالأساتذة
  • إشهار جمعية قاع جهران التعاونية الزراعية متعددة الأغراض في ذمار
  • سيمبوزيوم التشكيليين الأردنيين في مهرجان جرش يحتفي بالهوية العربية
  • إصابة معتقل في سجون الحوثيين بالعمى الجزئي وسط مخاوف من تدهور حالته الصحية
  • رابطة دوري المحترفين تتسلم مهام الرقابة المالية
  • الداخلية تكشف تفاصيل إشهار شخص بمطعم سلاح أبيض
  • 15 أكتوبر انطلاق الموسم الرياضي لرابطة الهواة لكرة القدم
  • اعتقال وزيرتين سوريتين سابقتين في إطار التحقيق بملف ‎أطفال المعتقلين