سياسي أردني: إنشاء صندوق عربي يمثل حاجزا قويا أمام محاولات إقصاء سكان غزة
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
قال د. صالح الطراونة، المحلل السياسى الأردنى، إن المبادرة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة تمثل حائط صد حقيقياً أمام مخططات التهجير، إذ تسعى بعض الأطراف إلى فرض واقع جديد من خلال تهجير السكان ثم البدء فى الإعمار. وأكد «الطراونة»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه مع تولى الدول العربية ملف الإعمار بشكل مباشر، فإن ذلك يلغى أى فرصة للتدخل الخارجى ويشكل جداراً منيعاً أمام هذه المخططات.
كيف ترى أهمية جهود إعادة الإعمار فى غزة؟
- تكتسب جهود إعادة إعمار غزة أهمية كبرى فى ظل الأوضاع الراهنة، حيث تسعى بعض الأطراف، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إلى فرض مخطط تهجير قسرى لسكان القطاع، ولكن تأتى المبادرة المصرية التى تدعو إلى إنشاء صندوق عربى لإعادة الإعمار، بمشاركة مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات وقطر، كخطوة استراتيجية لإفشال هذا المخطط، خصوصاً إذا تحولت هذه الجهود إلى واقع ملموس، فإنها ستشكل حاجزاً قوياً أمام أى محاولات لإقصاء سكان غزة عن أرضهم، وستؤكد تمسك الدول العربية بدعم القضية الفلسطينية.
مصر حريصة على بلورة موقف قوى يدعم إعادة الإعمار وينفى أى تدخلات خارجيةكيف تقيّم الدور المصرى فى قيادة جهود إعادة إعمار غزة؟
- الدور المصرى فى إعادة إعمار غزة برز بقوة منذ اللحظة الأولى، ومصر حريصة على بلورة موقف قوى يدعم إعادة الإعمار وينفى أى تدخلات خارجية، مما يثبت أن الجهود المصرية تسير فى الاتجاه الصحيح، ومن المتوقع أن تؤتى ثمارها قريباً، حتى قبل انعقاد القمة العربية المقبلة.
إلى أى مدى يمكن أن تشكل مبادرة إعادة الإعمار حائط صد للتهجير؟
- المبادرة حائط صد حقيقى أمام مخططات التهجير، إذ تسعى بعض الأطراف إلى فرض واقع جديد من خلال تهجير السكان ثم البدء فى الإعمار، لكن مع تولى الدول العربية ملف الإعمار بشكل مباشر، فإن ذلك يلغى أى فرصة للتدخل الخارجى ويشكل جداراً منيعاً أمام هذه المخططات، خاصة أن عملية إعادة الإعمار قد تمتد من 10 إلى 15 عاماً، ما يضمن استمرار الوجود الفلسطينى فى القطاع.
كيف يمكن أن ينسق الأردن مع مصر ودول عربية أخرى لضمان نجاح خطط إعادة الإعمار؟
- بدأ التنسيق فعلياً من خلال التحركات المصرية الأردنية لعقد لقاء خماسى يضم السعودية، الإمارات، وقطر، بهدف تبنى مشروع إعادة إعمار غزة وطرحه فى القمة العربية المقبلة، وهذه الجهود تمهد لفكرة شاملة لإدارة الإعمار، والتى ستسهم فى تعزيز صمود الشعب الفلسطينى على أرضه رغم كل التحديات.
ما أبرز التحديات التى تواجه الدول العربية فى دعم ملف إعادة الإعمار فى ظل التعقيدات السياسية الإقليمية؟
- أبرز التحديات تكمن فى ضرورة توحيد الصف الفلسطينى بين الفصائل المختلفة مثل فتح، وحماس، والجهاد، لضمان نجاح مشروع إعادة الإعمار، كذلك من المهم أن تحظى هذه المبادرة بدعم الدول العربية كافة، إلى جانب تأييد من الاتحاد الأوروبى الذى رفض فكرة التهجير، لضمان عدم طمس القضية الفلسطينية.
برأيك.. هل يمكن لإعادة إعمار غزة أن تسهم فى تقوية الموقف التفاوضى الفلسطينى على المدى البعيد؟
- بلا شك، عندما يكون الجهد عربياً خالصاً فى إعادة الإعمار، فإنه يعزز من موقف القيادة الفلسطينية فى أى مفاوضات مستقبلية، وإن نجاح الفلسطينيين، بدعم عربى، فى بناء قطاع غزة من جديد، سيجعلهم يفاوضون من منطلق قوة، مستندين إلى إنجاز ملموس يعكس قدرتهم على الحفاظ على أرضهم ومؤسساتهم.
ما المطلوب من الدول العربية والإسلامية لضمان استمرار وديمومة عملية إعادة الإعمار فى غزة؟
- المطلوب هو إيمان الدول العربية بفكرة إعادة الإعمار كجهد مشترك، مع ضرورة توحيد الصف الفلسطينى، كما يجب أن تحظى هذه المبادرة بدعم من القوى الدولية مثل الاتحاد الأوروبى، وروسيا، والصين، لإقامة مجتمع فلسطينى مثالى يحفظ حقوق الشعب.
كيف يمكن للأردن استغلال موقعه الدبلوماسى وعلاقاته الدولية للضغط لاستمرار عمليات إعادة الإعمار دون تدخلات سياسية؟
- الأردن يمتلك ثقلاً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً، مستفيداً من استقراره السياسى والاقتصادى وعلاقاته المتينة مع الاتحاد الأوروبى ودول أخرى، وقدرته على التحرك الدبلوماسى تُمكنه من ضمان استمرار إعادة الإعمار رغم أى ضغوط، مع تأكيد دعمه لاستقرار الدولة الفلسطينية وبناء مستقبل مشرق لها، بالتعاون مع الدول العربية.
تخفيف المعاناةالجهود الإنسانية، كالمستشفيات الميدانية واستقبال المرضى وتقديم الرعاية الصحية، بالإضافة إلى القوافل المستمرة عبر الجو والبر، ساهمت بشكل كبير فى تخفيف المعاناة عن سكان القطاع، وهذه الجهود تؤكد التزام الدول العربية بدعم غزة، وتبرز فى المواقف السياسية والدبلوماسية أمام العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية إعادة إعمار غزة الدول العربیة إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية إيطاليا: تهجير الفلسطينيين خارج أي نقاش ..وندعم المبادرة العربية بقيادة مصر لإعادة إعمار غزة
أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الأربعاء، أن رد إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر يتخذ "أشكالاً دراماتيكية وغير مقبولة"، مشدداً على أن ما يشهده قطاع غزة يسبب "معاناة إنسانية هائلة" يتكبدها السكان منذ سنوات.
جاء ذلك خلال جلسة إحاطة عاجلة في مجلس النواب الإيطالي حول تطورات الأوضاع في غزة، حيث دعا تاياني إلى وقف فوري للقصف واستئناف دخول المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
شهداء غزة .. عداد دماء لا يتوقف والمصابون فوق الـ123 ألفا
البابا ليو : صرخات أمهات وآباء غزة تصل إلى السماء.. يجب وقف قتل الأطفال
كما طالب الوزير الإيطالي حركة حماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، مشيراً إلى أن الحل السياسي القائم على حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، أوضح تاياني أن الحكومة الإيطالية تعمل على التنسيق مع الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة، مشيراً إلى تعاون مكثف مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإعادة إطلاق الحوار واحتواء الأزمة.
وأضاف: "كنت أول وزير خارجية أوروبي يزور المناطق المتضررة من هجوم حماس بعد 7 أكتوبر، وأكدت حينها تضامننا مع الضحايا ودعوت إلى رد فعل متوازن من قبل إسرائيل".
وفيما يتعلق بالمساعدات، أعلن تاياني أن 15 شاحنة إيطالية محمّلة بالمساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة مؤخراً عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار برنامج "الغذاء لغزة"، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي والصليب الأحمر الدولي، مؤكداً استمرار الجهود لزيادة تدفق المساعدات.
كما كشف الوزير الإيطالي عن استكمال عملية إجلاء جديدة لـ31 فلسطينياً من غزة، من أقارب مواطنين إيطاليين أو حاملي تصاريح إقامة، مشيراً إلى أن بلاده قامت بإجلاء أكثر من 700 شخص منذ بدء التصعيد.
وعن إعادة الإعمار، أشار تاياني إلى أن خبراء إيطاليين من معهد البندقية للهندسة المعمارية سيتعاونون مع نظرائهم الفلسطينيين ضمن مشروع بتمويل أممي قيمته 5 ملايين يورو لإعادة تأهيل القطاع.
ورداً على بعض الطروحات بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، شدد تاياني على أن هذا الخيار "مرفوض تماماً ولن يكون مقبولاً تحت أي ظرف"، مؤكداً أن تقوية أجهزة الأمن الفلسطينية ونزع سلاح حماس يشكلان ركائز أساسية لقيام الدولة الفلسطينية المنشودة، على أساس الاعتراف المتبادل مع إسرائيل.
واختتم الوزير الإيطالي بالتأكيد على دعم بلاده الكامل للمبادرة العربية بقيادة مصر لإعادة إعمار غزة، ورفضها القاطع لأي سيناريوهات للتهجير القسري، مضيفاً أن "الدول العربية المعتدلة تلعب دوراً محورياً في بناء هيكل سياسي وأمني جديد في المنطقة، والحوار يظل المسار الرئيسي لتحقيق السلام".