في كلمة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد أن حكومته ستتعامل بحزم مع المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بدعم مباشر من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تقبل أي قرارات أو تحركات دولية تستهدفها. كما شدد على أن حكومته سحقت محور إيران، لكنها لا تزال تواجه تحديات أخرى تتطلب المواجهة المستمرة.

  

وخلال خطابه، وصف المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بأنها "مؤسسات عبثية"، معتبرًا أن تحركاتهما ضد إسرائيل مسيّسة وتهدف إلى تقويض سيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها.  

إيران تحت المجهر: تهديد مستمر واستعداد للمواجهة  

خصص نتنياهو جزءًا كبيرًا من خطابه للحديث عن إيران، معتبرًا أنها "قضية أيديولوجية سيئة" تمثل التهديد الأكبر في المنطقة. 

وأكد التزام إسرائيل بمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، محذرًا من أن النظام الإيراني يُعدّ أحد أكبر داعمي الإرهاب في العالم، ويستخدم وكلاءه لزعزعة استقرار المنطقة.  

وقال نتنياهو في هذا الصدد "لن نسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية، وسنواصل العمل على جميع المستويات لضمان أمن إسرائيل ومنع التهديدات قبل وقوعها."  

سوريا ولبنان: لا ملاذ آمن للهجمات على إسرائيل  

فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح باستخدام الأراضي السورية لمهاجمتها، مؤكدًا استمرار الضربات العسكرية الاستباقية ضد أي تهديدات قادمة من سوريا أو لبنان.  

وأضاف "لن نسمح باستهداف إسرائيل من لبنان أو أي مكان آخر. كل من يحاول تهديد أمننا سيدفع الثمن غاليًا"  

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوترات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، فضلًا عن الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع داخل سوريا، والتي تدعي تل أبيب أنها تستهدف شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى حزب الله.  

غزة: خيار المغادرة أمام السكان  

أما فيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، فقد أثار نتنياهو جدلًا واسعًا بقوله إن سكان غزة يجب أن يُمنحوا خيار المغادرة، في إشارة إلى أن إسرائيل لا تمانع خروج المدنيين الفلسطينيين من القطاع كحل لما تعتبره مشكلة أمنية مزمنة.  

وقال في هذا الصدد "الوقت قد حان للنظر في حلول بعيدة المدى لسكان غزة، وينبغي أن يكون أمامهم خيار المغادرة لمن يريد ذلك" 

تصريحات نتنياهو هذه تعكس استمرار نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع ملف غزة بالقوة العسكرية والحصار، مع محاولة فرض تغييرات ديموغرافية على المدى الطويل.  

دعم أمريكي وإصرار على المواجهة  

أكد نتنياهو خلال خطابه أن إسرائيل تحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة في كافة تحركاتها، سواء فيما يتعلق بمواجهة إيران، أو التصدي للمحاكم الدولية، أو العمليات العسكرية في سوريا ولبنان وغزة.  

وأضاف نتنياهو "نحن نقف بحزم أمام كل التحديات، وسنواصل التصدي لأي تهديد ضد إسرائيل، بدعم كامل من أصدقائنا في الولايات المتحدة والعالم."  

مواجهة مفتوحة مع خصوم إسرائيل  

تعكس تصريحات نتنياهو تمسك إسرائيل بنهج المواجهة العسكرية والدبلوماسية في مواجهة خصومها، معتمدًا على الدعم الأمريكي القوي واستراتيجية الضربات الاستباقية في مختلف الجبهات. 

وبينما يرى البعض أن هذه السياسة تعزز الردع الإسرائيلي، يحذر آخرون من أن التصعيد المستمر قد يقود إلى مواجهة شاملة في المنطقة.  

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي محكمة العدل الدولية المزيد أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

خبراء: الضغوط الغربية على الجنائية الدولية تهديد خطير لمستقبل العدالة الدولية

حذر خبراء قانونيون من أن الضغوط والتهديدات الغربية الموجهة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، تشكّل "تهديدا خطيرا" لمستقبل العدالة الدولية، وذلك عقب التحقيق الذي فتحه بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وأُدرجت كل من المحكمة والمدعي العام على قائمة العقوبات الأميركية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وفي تصريحات للأناضول، قال المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، إن الهجمات على المحكمة "وصلت إلى مستويات غير مسبوقة" تهدد أسس العدالة الدولية، مضيفا أن ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية "يمكن أن يُعتبر جريمة وفقا لنظام روما الأساسي".

وأكد أن العقوبات التي فرضها ترامب منعت موظفي المحكمة من الوصول إلى النظام المصرفي، داعيا الاتحاد الأوروبي لحماية المحكمة وموظفيها.

ضغوط ممنهجة

بدوره، حذر الأكاديمي مارك كيرستن من أن الضغوط الممنهجة ضد مسؤولي المحكمة قد تلحق "أضرارا لا يمكن إصلاحها" بالعدالة الدولية، مشيرا إلى أن بعض هذه الممارسات دفعت شخصيات بارزة إلى مغادرة المحكمة.

أما أستاذة حقوق الإنسان في جامعة بوسطن، سوزان أكرم، فأوضحت أن المادة 70 من نظام روما الأساسي تمنح المحكمة سلطة مقاضاة كل من يهدد أو يمنع موظفيها من أداء واجبهم، مؤكدة ضرورة عقد جلسة خاصة لجمعية الدول الأطراف لمواجهة هذه التهديدات.

وكشف تحقيق نشره موقع "ميدل إيست آي" كشف أن خان تعرض لضغوط مكثفة من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل منذ أبريل/نيسان 2024، مع اقترابه من إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت.

إعلان

وذكر التحقيق أن وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد كاميرون هدد بانسحاب بلاده من المحكمة إذا صدرت المذكرات، بينما تلقى خان إحاطة أمنية بشأن نشاط للموساد في لاهاي أثار مخاوف على سلامته.

وبالتوازي مع ذلك، تواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، ارتكاب عمليات قتل وتجويع وتهجير في غزة، ما أدى إلى استشهاد 61 ألفا و430 فلسطينيا وإصابة 153 ألفا و213، وفقدان أكثر من 9 آلاف، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف وتفشي المجاعة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: لا يمكن لإيران تحت أي ظرف من الظروف امتلاك أسلحة نووية
  • دعوى أمام الجنائية الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الصحفيين في غزة
  • رفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية بشأن استهداف إسرائيل للصحفيين بغزة
  • رفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية بشأن استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة
  • النرويج تتعهد باعتقال نتنياهو إذا وطأت قدماه أراضيها تنفيذًا لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية
  • سنيدل أمام الجنائية الدولية.. هل تصل ليبيا للعدالة الدولية؟
  • تهديدات إرهابية تستهدف الإمارات.. وواشنطن ولندن تحذران أبوظبي .. إيران وحفائها في اليمن في قائمة المرشحين
  • تصاعد القصف على شرق غزة بعد تهديدات نتنياهو
  • خبراء: الضغوط الغربية على الجنائية الدولية تهديد خطير لمستقبل العدالة الدولية
  • عراقجي: مسؤول بالوكالة الذرية يزور إيران دون تفقد مواقع نووية