أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في العاصمة اللبنانية بيروت ورقة علمية تحت عنوان "القوى الصاعدة في النظام الدولي وطوفان الأقصى… تباينات وتقاطعات المواقف والتوجهات"، وهي من إعداد الأستاذ الدكتور عبد القادر دندن.

عرضت الورقة لانعكاسات معركة طوفان الأقصى الاستراتيجية على العلاقات الدولية الراهنة، وما خلّفته من آثار عميقة، في استقرار المنطقة والعالم.

حيث وجدت القوى الصاعدة والرافضة للهيمنة الغربية، ولا سيّما الأمريكية منها، في الحدث وتداعياته فرصة لتأكيد وجودها كحركة احتجاجية مؤثرة، ما أسهم في بروز مواقف وتوجهات متباينة من تلك القوى وخصوصاً الصين وروسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل تجاه تلك التطورات.

وتكمن أهمية الدراسة في أنها سلطت الضوء على أثر علمية طوفان الأقصى في بروز القوى الصاعدة ذات توجهات المناهضة لنظيرتها الغربية، وبالتالي أنتجت توازناً أكبر في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية. كما أن هذه العملية مثلت فرصة للقوى الصاعدة لتقديم نفسها كخط بديل لذلك الغربي الذي ساد طويلاً، ومجالاً لترويج تلك القوى الصاعدة لنفسها كمناصر للقضايا العادلة لدى شعوب المنطقة.

وتباينت، في البداية، مواقف القوى الصاعدة في العلاقات الدولية تجاه عملية طوفان الأقصى وحرب غزة، وتراوحت ما بين القوة في شجب الأعمال العسكرية والإجرامية الإسرائيلية، وعدم إدانة عملية حركة حماس بوصفها تدخل ضمن عمليات المقاومة المشروعة، وتأييد الحق الفلسطيني في تأسيس الدولة المستقلة، وهو ما تجلى في مواقف الصين وروسيا وجنوب إفريقيا. فيما كانت مواقف البرازيل والهند متوافقتين بداية في إدانة العملية ووسمها بـ"الإرهابية"، على الرغم من تأكيدهما على الدعوة لإقامة دولة فلسطينية، غير أن ذلك المسار عرف تشعبات متباينة فيما بعد، بميل الموقف البرازيلي بشكل كبير نحو التنديد بالجرائم الإسرائيلية بقوة، فيما كانت مواقف الهند انعكاساً لسياسات وأيديولوجية الحزب القومي الهندوسي الحاكم، المعروف بتطرّفه وبدعمه لـ"إسرائيل" وتقاربه مع الأيديولوجية الصهيونية.

وخلصت الورقة إلى أن عملية طوفان الأقصى أعادت إحياء القضية الفلسطينية ورفعتها إلى صدارة المشهد العالمي مرة أخرى. فالقوى الصاعدة الرئيسية، وعلى رأسها الصين وروسيا، وجدت في العملية وإفرازاتها فرصة لبلورة مواقف تنمُّ عن توجهات معظمها مناقض ومخالف للتوجه الأمريكي، في إشارة قوية إلى واشنطن بأن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس بمعزل عن المرحلة الانتقالية الحرجة التي يعيشها النظام الدولي، الذي يبدو متهالكاً وغير مستقر ولا يتخذ صورة محددة وصلبة لتوزيع القوى؛ مما يمنح شرعية أكبر لتحركات تلك القوى نحو تشكيل عالم متعدد الأقطاب، والمضي قدماً في مسار طويل ومعقّد لإصلاح المنظومة المؤسساتية الدولية، وتلك الحركية التي تقودها القوى الصاعدة، تعدّ عموماً في صالح المقاومة والقضية الفلسطينية، ولكن جني ثمار ذلك عملياً يتوقف على عدة متغيرات، منها مدى قدرة تلك القوى على الذهاب بعيداً في معارضتها للهيمنة الأمريكية وإضعافها، ومدى قدرة الشتات السياسي الفلسطيني على التوحّد والمصالحة، ومدى قدرة الصف العربي كذلك على توفير بيئة مساعدة بشكل أكبر على فرض ضغط حقيقي على الولايات المتحدة و"إسرائيل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب اللبنانية الدراسة دراسة لبنان عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى تلک القوى

إقرأ أيضاً:

موسكو تؤكد دعمها لهانا تيتيه وتدعو لتوحيد الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية

موسكو والأمم المتحدة تبحثان حل الأزمة الليبية: دعم لمبادرة شاملة بقيادة أممية

ليبيا – أجرى نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرغي فيرشينين، مشاورات عبر تقنية الفيديو مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، لبحث مستجدات الملف الليبي وآفاق التسوية السياسية.

التأكيد على جذور الأزمة وتوحيد الجهود الدولية
وبحسب ما نشرته السفارة الروسية لدى ليبيا عبر حسابها الرسمي على “تيلغرام”، ناقش الجانبان الوضع الراهن وآفاق حل الأزمة الليبية الداخلية، مؤكدين أن جذور هذه الأزمة تعود إلى عدوان حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011، وفق الرؤية الروسية.

دور أممي قيادي وضرورة النوايا الحسنة
وشدد الطرفان على أهمية التحلي بحسن النية وتوحيد الجهود الدولية لتجاوز الصراع المستمر، مع التأكيد على الدور القيادي للأمم المتحدة في إدارة مسار الحل، بما يضمن استقرار ليبيا ووحدة أراضيها.

التزام مشترك ببناء دولة موحدة بمؤسسات قوية
وأعرب الجانبان عن التزامهما المشترك بدعم مسار بناء ليبيا موحدة ومستقرة، ذات مؤسسات قوية تمثل كافة مكونات الشعب الليبي، بعيدًا عن الإقصاء والاستفراد بالسلطة.

مبادرات الحل في إطار عملية شاملة
وأكد الجانبان أن أي مبادرة لحل الأزمة يجب أن تنطلق ضمن عملية شاملة تشمل مشاركة جميع القوى السياسية الليبية المؤثرة، لضمان مشروعية واستدامة أي اتفاق سياسي محتمل.

دعم روسي لتيتيه واستعداد لتقريب وجهات النظر
وأعلن الجانب الروسي دعمه الكامل لأنشطة المبعوثة الأممية هانا تيتيه، معربًا عن استعداد موسكو لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، مستفيدًا من ما وصفه بـ”علاقات روسيا البناءة مع مختلف القوى الليبية الرئيسية”.

مقالات مشابهة

  • عرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • أهلها بيعيشوا أكثر من 100 عام.. ياترى إيه سر هذه القرية؟
  • الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا تدخل حيز التنفيذ.. نقطة تحول في العلاقات الدولية
  • عرض شعبي لـ 1500 من خريجي دورات (طوفان الأقصى) في حجـة
  • القوى العاملة بالقليوبية تعلن توفير 249 فرصة عمل شاغرة
  • موسكو تؤكد دعمها لهانا تيتيه وتدعو لتوحيد الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية
  • طوفان الأقصى واللوبي الإسرائيلي في تركيا
  • دراسة علمية تكشف تأثيرات غير متوقعة لصيام الماء 5 أيام
  • عرض شعبي لـ 2200 من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة “صور”
  • بمشاركة 2000 مقاتل: قوات التعبئة العامة بحجة تنظم عرضاً شعبياً لخروجي دورات طوفان الأقصى