محاربة " داعش" في نيجيريا تنتهي إما بـ"الإدمان" أو "الإرهاب"
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعاني عدد كبير من الجنود وأفراد قوات الأمن النيجيرية، الذين قاتلوا ضد جماعة بوكو حرام وعناصر داعشية و بعض الإرهابيين، من اضطراب نفسي كبير بسبب الصدمة، إلى جانب العديد من التوترات، خلال فترة قضائهم لمهامهم القتالية، ويتعرض الجنود لمشاهد مروعة من العنف أو يكونون شهودًا على فظائع لا تُمحى من ذاكرتهم؛ ما يترك صدمات نفسية عميقة للغاية، والأفكار المزعجة، والكوابيس الرئيسية، واسترجاع الذكريات المؤلمة.
وفي هذا السياق، حذرت كلا من الدكتورة شيوما أونيماوبي، وكيبيهوم أنغل فونديشن في أبوجا، من مكافحة الجماعات الإرهابية المتعددة دون التأهيل النفسي بعدها؛ حيث يجدون أنفسهم أنهم معرضون لفقدان حياتهم في لحظات، ويفقدون زملاءهم أثناء المعارك، وكل هذه الأمور تجعلهم يتعرضون للصدمة والاكتئاب والقلق المزمن وفي بعض الأحيان للإدمان.
ولمكافحة الأزمة، تم إطلاق مشروع الدفاع الدفاعي في فبراير 2024 عن إنشاء مراكز متخصصة للتكيف مع الكرب التالي للصدمة ، وحوادث العنف بين الجنود، بما في ذلك قتلهم أو الانتحار.
عقبات
وبحسب مركز مكافحة الإرهاب الوطني في نيجيريا، أن الجنود الذين حاربوا تنظيم داعش و عناصر بوكو حرام الإرهابية، عدد كبير منهم بسبب أهوال الموت و المشاهد البشعة التي تعرضوا لها، لم يحصلوا على تأهيل نفسي جيد، و اغلبهم اتجه للمواد المخدرة ليتمكنوا من تخطي المرحلة التي عاشوها.
وأكد المركز أنه بسبب الإدمان و حالة المرض، أصبحوا عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المتطرفة حتى يتمكنوا من الحصول على المخدرات دون مقابل مادي باهظ الثمن.
ولذلك العلاج النفسي شيء مهم للغاية ومطلوب، لأن الإرهابيين يستغلون أي شيء ولو كان بسيط لتحقيق مصالحهم الشخصية.
أدوات تحسين الصحة النفسية في الجيش
لتكون هذه الإستراتيجية أكثر فعالية، لابد من اتخاذ عدة تدابير منها.
إدراج برامج الدعم النفسي ضمن المناهج اللاحقة للجنود قبل نشرها في العمليات التشغيلية، مع توفير وحدات دعم نفسي متنقلة تصل إلى القوات في ميادين القتال، وكذلك لابد من إجراء فحوصات دورية للصحة النفسية، وتنظم في المقام الأول حالات العجز النفسي، وأيضًا التعاون مع المنظمات الدولية لضرورة العلاج الفعال لبيئات القتال في نيجيريا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش نيجيريا بوكو حرام الإرهابية الادمان
إقرأ أيضاً:
الإدمان الإسمنتي: ما بين التطور والمخاطر
لقد واكب التطور البشري مختلف جوانب الحياة، ومن أبرزها التطوير العقاري، الذي شهد قفزات كبيرة في العقود الأخيرة. غير أن هذا التطور ظل يعتمد بشكل مفرط على مادة واحدة أساسية في البناء، وهي: الإسمنت.
فرغم ما يتمتع به الإسمنت من خصائص مفيدة، مثل الثبات والعزل، إلا أن الاعتماد المطلق عليه يحمل في طياته العديد من المخاطر والمساوئ، سواء على الإنسان أو البيئة.
فالواقع أن البحوث العلمية، حتى اليوم، لم تتمكن من اكتشاف بديل عملي وآمن للإسمنت يحقق نفس المستوى من الصلابة والاستدامة. لكن ذلك لا يعني غض الطرف عن الأضرار البيئية والإنسانية التي قد يخلفها هذا “الإدمان الإسمنتي”.
ففي الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، تتحول المباني المشيدة بالإسمنت إلى أنقاض قاتلة. ولعل ما حدث في زلزال تركيا مثال حي على ذلك؛ فقد انهارت آلاف المباني، وخلّفت تحت ركامها مآسي إنسانية وأضرارًا بيئية جسيمة. وعند تساقط هذه الأبنية، تنبعث منها سحب كثيفة من الغبار والأبخرة السامة التي تلوث الهواء وتزيد من خطر التسمم البيئي.
وقد نتساءل: لماذا يتمسك العالم بالإسمنت كخيار أول في البناء؟ أهو لقوته أم لعوامل اقتصادية؟ في المقابل، هناك تجارب أخرى لافتة مثل بعض مناطق إندونيسيا، حيث تُبنى المنازل القريبة من الشواطئ باستخدام الأخشاب، ورغم بساطتها وضعف إمكانياتها، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر أمانًا من المباني الإسمنتية عند الانهيار، نظرًا لخفّتها وانخفاض أضرارها المباشرة على الأرواح.
إن البحث عن بديل للمباني الإسمنتية يشبه في تعقيده البحث عن علاج لمرض السرطان؛ فكلاهما يمثل تحديًا ضخمًا للبشرية، يحمل في طياته الأمل والخوف معًا. فكما أن السرطان ينهش في جسد الإنسان بصمت، فإن الإسمنت قد يُنهك البيئة ويهدد حياة الإنسان من حيث لا يشعر، خاصة عند سقوطه أو تهاويه. وما أشبه هذا بذاك!
إن التفكير في بدائل أكثر أمانًا واستدامةً أصبح ضرورة ملحة، وليس مجرد خيار مستقبلي. فالإسمنت، رغم فوائده، لا ينبغي أن يكون الطريق الوحيد للبناء، خصوصًا في زمن ترتفع فيه وتيرة الكوارث الطبيعية وتزداد الحاجة لحلول بيئية مستدامة