هل يستغل "داعش" إغلاق وكالة المساعدات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
يحذر خبراء مكافحة الإرهاب من أن إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد يؤدي إلى تأجيج الإرهاب، حيث سيؤدي قطع المساعدات الأمريكية إلى تضرر مناطق عديدة حول العالم، وهو الأمر الذي سيستغله تنظيم داعش الإرهابي في تجنيد أعضاء جدد، حسب ما أفاد المحرر السياسي شين كراوتشر في مجلة "نيوزويك".
إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية سيؤدي إلى تأجيج المظالم حول العالم
وقال الكاتب في تقرير للمجلة الأمريكية من لندن إن "وزارة كفاءة الحكومة التي يقودها إيلون ماسك نسفت وكالة المساعدات الخارجية الأمريكية، حيث فصلت جميع موظفيها تقريباً وحرمت آخرين من الوصول إلى أصولها".
وكلف الرئيس دونالد ترامب وزارة كفاءة الحكومة الجديدة بمعالجة الهدر والاحتيال في الإنفاق الفيدرالي، وهي الصفات التي رآها ماسك متوطنة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وجاء في ورقة حقائق أصدرها البيت الأبيض عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "كانت الوكالة غير مسؤولة أمام دافعي الضرائب لعقود من الزمان، حيث كانت تحول مبالغ ضخمة من المال إلى مشاريع سخيفة، وفي كثير من الحالات خبيثة، لصالح بيروقراطيين راسخين، دون أي إشراف يذكر".
كما ذكرت الورقة أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أنفقت "مئات الآلاف من الدولارات لصالح منظمة غير ربحية مرتبطة بمنظمات إرهابية محددة".
It's been 24 hours and @elonmusk has already reduced USAID—among the most suicidally wasteful agencies ever conceived—to a HUSK of its bloated former self. And thanks to the DOJ's @EagleEdMartin, DOGE has the full backing of US Marshals to do its job
READ @DailyCaller ⬇️ pic.twitter.com/VFs8cdxgPp
وتستمر التداعيات المترتبة على محاولة وزارة العدل إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مع وجود عدد من الدعاوى القضائية التي تشق طريقها عبر النظام القضائي. لكن إحدى العواقب المحتملة الأكثر أهمية قد تنعكس في صورة انطلاق الإرهاب. وأرسلت مجلة "نيوزويك" بريداً إلكترونياً إلى المكتب الصحافي للبيت الأبيض للتعليق.
وسألت "نيوزويك" خبراء عن الرابط بين إلغاء مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبين جهود مكافحة الإرهاب، وما النتيجة المحتملة لخفض برامج المساعدات في المناطق المضطربة في إفريقيا والشرق الأوسط.
يقول الخبير ريتشارد بيتس، أستاذ في معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام، إن تخفيض المساعدات في برامج الصحة والغذاء التي ستنتهي إلى فقدان أرواح ستثير حفيظة السكان المتضررين وستستغل ذلك الجماعات المعادية لأمريكا في الدعاية. وأقل تأثير سلبي لذلك الخطر سيتمثل في تعزيز تجنيد المتطوعين من قبل المنظمات الإرهابية.
Could the shuttering of USAID end up fueling terrorism? Experts on counterterrorism say it's possible.
https://t.co/wxVeRfcKGB
من جانبه، قال جيمس فورست، أستاذ ومدير الدراسات الأمنية في كلية علم الجريمة ودراسات العدالة في جامعة ماساتشوستس لويل، إن مكافحة الإرهاب الذي ينشأ في بلدان أجنبية يكون أكثر نجاحاً عندما يكون الناس في تلك البلدان على استعداد لمشاركة المعلومات الاستخباراتية، ومراقبة السلوكيات المشبوهة والإبلاغ عنها للسلطات، ومعالجة الأسباب الجذرية للتطرف العنيف.
وتابع "عندما نغض الطرف عن احتياجات هؤلاء الناس ونرفض الاستثمار في أنواع بناء العلاقات الطويلة الأجل التي تيسرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بانتظام، فإننا نخاطر بفقدان تعاونهم في جهودنا لمكافحة الإرهاب".
وستستغل الجماعات الموالية لتنظيم "داعش" هذه التداعيات، حيث ستتفشى الأسباب الجذرية للتطرف العنيف، ومنها الفقر والافتقار الواسع النطاق إلى العدالة والمساءلة، خاصة في مناطق الصراع وبين اللاجئين والنازحين داخلياً.
وفي حين قد ترى إدارة ترامب أن زيادة الإرهاب من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا هي مشكلة بعيدة ولا تخصها، فسيكون من الحكمة لفريق مكافحة الإرهاب الذي عيّنه الرئيس أن يذكّره بأن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) كانت من تخطيط مجموعة صغيرة من المتطرفين الذين تمتعوا بملاذ آمن في أفغانستان على الجانب الآخر من العالم.
واختتم الكاتب تقريره بالقول: "في عالم العولمة الذي يتميز بحدود مرنة وترابط عابر للحدود الوطنية، لا يظل أي تهديد محلي مقيداً لفترة طويلة حتى يمتد إلى البلدان الأخرى".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيلون ماسك ترامب داعش إيلون ماسك الولايات المتحدة ترامب داعش الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة مکافحة الإرهاب
إقرأ أيضاً:
دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي
مريم بوخطامين (أبوظبي)
كشفت دراسة ميدانية حديثة أجريت ضمن إطار برنامج «مرصد 2025»، التابع لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، عن تأثير ظاهرة الأخبار المضللة وتأثيرها المتزايد على الوعي المجتمعي، مع تسليط الضوء على أبرز المنصات والمصادر التي تسهم في انتشار المعلومات الزائفة، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأفراد، وتهدف الدراسة، التي ركزت على عينة من فئة الشباب، إلى قياس مستوى وعي المجتمع الإماراتي بخطورة الأخبار المضللة، وتحديد أبرز المنصات التي تنشرها، إلى جانب تقديم توصيات عملية للحد من الظاهرة، وتعزيز ثقافة التحقق الإعلامي.
تحذيرات مجتمعية
أوضحت منيرة عبدالله، مدربة ومستشارة أسرية وتربوية، أن النتائج أظهرت أن 75.8% من المشاركين يدركون حجم الخطر الذي تمثله الأخبار المضللة على وعي المجتمع، حيث وصفها أكثر من 41% بأنها «خطر كبير جداً». ونوهت بأن الدراسة بينت أن عدداً من المنصات تمثل البيئة الأنشط لتداول المعلومات الزائفة.
وأظهرت الدراسة أن الشباب بين 18 و35 عاماً، هم الأكثر عرضة لتأثير الأخبار المضللة؛ نظراً لكثافة استخدامهم لوسائل التواصل، في حين أن الأطفال والمراهقين يمثلون فئة حساسة تتطلب استهدافاً خاصاً ببرامج توعية وتربوية.
وبينت أن المشاركين أوضحوا أن السرعة الكبيرة لانتشار المعلومات (55.2%)، وضعف الوعي الإعلامي (34.5%)، من أبرز أسباب تفاقم هذه الظاهرة، مما يسهم في نشر الذعر بين أفراد المجتمع، ويؤثر على القرارات الاجتماعية والسياسية، ويقوض الثقة بالإعلام الرسمي.
مسؤولية وطنية
أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن برنامج «مرصد» في إصداره الخامس، يترجم توجهات دولة الإمارات نحو ترسيخ مجتمع أكثر وعياً ومناعة فكرية، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مشيراً إلى أن حماية منظومة القيم في المجتمع الإماراتي مسؤولية وطنية، تتطلب تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية، لتعزيز مناعة الشباب بالقيم والوعي النقدي، وتحصينهم فكرياً عبر مؤسسات التعليم والإعلام والمجتمع المدني.
وأضاف ابن عنبر أن النتائج التي خرج بها «مرصد»، تعكس مستوى وعي الشباب الإماراتي وإدراكه للمخاطر التي تحيط به في الفضاء الرقمي، خاتماً حديثه بالتأكيد على أن دولة الإمارات، بقيادتها الملهمة ومجتمعها المتلاحم، قادرة على مواجهة هذه التحديات بقوة المعرفة ونفاذ البصيرة.
بدورها، قالت شيخة الحبسي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الدراسة تهدف إلى تمكين شرائح وفئات المجتمع من أداء أدوارها الأساسية، وبناء قدرات توظيف التقنيات الحديثة وإدارة مخاطرها، وتطوير القدرات المجتمعية في الريادة والابتكار وصناعة المستقبل، وتعزيز ثقافة وأنماط الحياة الصحية في المجتمع، ودعم جهود الاستدامة والمحافظة على بيئة صحية تعزز الروابط الاجتماعية في الأسرة والمجتمع، وتوسيع التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الثقافات والشعوب الأخرى، وزيادة اندماج ومشاركة شرائح المجتمع في خدمة الوطن ورفع مستوى مساهماتهم الاجتماعية، وتعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية والقيم الثقافية، والمساهمة في الحفاظ على استخدامات اللغة العربية في كافة المجالات.
مكافحة الظاهرة
من جهتها، قالت هديل البلوشي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الدراسة خرجت بعدة توصيات لتقليل مخاطر الأخبار المضللة، ورفع مستوى وعي الجمهور، من أهمها إطلاق برنامج وطني شامل للوعي الرقمي والإعلامي، يدمج مهارات التفكير النقدي في المناهج التعليمية، وتشديد القوانين الرادعة ضد ناشري الأخبار الكاذبة، وتفعيل العقوبات لضمان الردع، وتعزيز دور الإعلام الرسمي في كشف وتفنيد الأخبار المضللة، واستعادة ثقة الجمهور، وإطلاق حملات وطنية للتوعية بالتحقق من المصادر، وتشجيع الأفراد على تبني ممارسات مسؤولة في النشر، وتطوير أنظمة مراقبة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل ورصد انتشار المعلومات الكاذبة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات في مواجهة الظاهرة.
وأكدت البلوشي أن الدراسة أكدت أن مواجهة الأخبار المضللة، تتطلب تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمؤسسات الإعلامية والتعليمية والمجتمع المدني، مشددة على أن الوعي، إلى جانب التكنولوجيا والقانون، يمثل خط الدفاع الأول في حماية المجتمع من آثار التضليل الإعلامي.
تأثير الشهرة
من جانبها، قالت شيخة الحبسي، من جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، إن الدراسة تتناول تأثير ظاهرة الشهرة على هوية الشباب وقيمهم، خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتسعى لفهم دوافع الشباب للسعي وراء الشهرة والمنصات التي تؤثر في تشكيل هذا التوجه، منوه أن الدراسة اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي، واستخدمت الاستبيان كأداة لجمع البيانات من عينة شبابية في الإمارات، كما تناولت الدراسة الأبعاد الاجتماعية، النفسية، والأخلاقية للشهرة، وركزت على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الظاهرة، والتي تهدف إلى قياس تأثير الشهرة على هوية الشباب الإماراتي، وتحديد القيم المتأثرة سلباً بالسعي وراء الشهرة، وفهم دوافع الشباب نحو الشهرة، ناهيك عن معرفة المنصات الأكثر تأثيراً، وتقييم ما إذا كانت الشهرة هدفاً رئيسياً للشباب.
برامج توعية
قال محمد أبوالعزم، مدير وحدة الاتصال المؤسسي والإعلام، بجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، إن الدراسة أظهرت نتائج عدة، منها تأثير الشهرة بشكل ملحوظ على هوية الشباب، خاصة القيم الأخلاقية والاجتماعية، ناهيك عن دوافع أخرى تشمل: المال، المكانة، التقدير، وإثبات الذات، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من الشباب يعتبر الشهرة هدفاً رئيسياً.
وأوصى أبو العزم بأهمية تنفيذ برامج توعية حول مخاطر الشهرة السطحية وتعزيز القيم الأصيلة في التعليم والأسرة، ودعم المحتوى الرقمي الهادف والمؤثرين الإيجابيين، وإجراء دراسات مستقبلية لفهم أعمق وتأثيرات طويلة المدى، مشيراً إلى أن الدراسة أكدت أن الشهرة أصبحت ظاهرة تؤثر بعمق في هوية الشباب وقيمهم، مما يستوجب تدخلاً تربوياً ومجتمعياً منظماً؛ بهدف بناء جيل متوازن قادر على التمييز بين النجاح الحقيقي والشهرة الزائفة.