مصر تضع اللمسات الأخيرة على مقترح مضاد لخطة ترامب بشأن غزة.. ما تفاصيله؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، موضحة أن القاهرة تضع اللمسات الأخيرة على مقترح يهدف إلى إعادة البناء دون إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع، وذلك ردًا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وكانت صحيفة "الأهرام" المصرية أشارت إلى أن المقترح المصري الجديد ينص على إنشاء ثلاثة "مناطق آمنة" داخل غزة يمكن للفلسطينيين العيش فيها في البداية ريثما تقوم شركات البناء المصرية والدولية بإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية.
ووفقًا للمقترح المصري، ستشارك أكثر من عشرين شركة مصرية ودولية في جهود الإعمار، مما سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لسكان غزة، وقد تستمر عملية إعادة الإعمار لمدة خمس سنوات.
وبحسب "أسوشيتد برس"، فقد ناقش المسؤولون المصريون الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين ومع دول عربية مثلالسعودية وقطر ودولة الإمارات. كما تم تناول سبل تمويل إعادة إعمار القطاع، والتي يمكن أن يتم تنظيمها من خلال مؤتمر دولي.
وقالت الوكالة إن كلا من فرنسا وألمانيا دعمتا فكرة أن تقوم دولة عربية بتقديم مقترح مضاد لخطة ترامب، مشيرة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ناقش جهود حكومته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أطلع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي نظيره الألماني ومسؤولين آخرين من الاتحاد الأوروبي على الخطة على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ الأسبوع الماضي، حسب المصادر.
ومن المقرر أن يعرض المقترح المصري على السعودية وقطر والإمارات والأردن في اجتماع الرياض هذا الأسبوع، قبل تقديمه إلى القمة العربية في وقت لاحق من الشهر الجاري، حسب الوكالة.
ويأتي هذا الاقتراح بعد موجة استنكار دولية واسعة جراء دعوة ترامبلترحيل سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني فلسطيني وإعادة توطينهم في دول مجاورة كمصر والأردن.
وقد وضعت خطة الرئيس الجديد الدول العربية، لاسيما عمان والقاهرة، أمام تحدٍ لإقناعه بالعدول عنها، خاصة وأنها ستكون بمثابة "نكبة" ثانية للفلسطينيين.
Relatedكيف تفاعلت الدول الأوروبية مع مقترح ترامب بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟ترامب: إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة بعد انتهاء القتال ونتنياهو يصفها بـ"خطة اليوم التالي"ترامب: أنا ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وقد أمنح جزءًا منها لدول في الشرق الأوسطترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العربوفي حين أصرّ ترامب على مخططه، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة مستعدة للاستماع إلى مقترحات بديلة، إذا وجدت.
وأضاف روبيو في برنامج "كلين وباك شو" الإذاعي الأمريكي يوم الخميس: "إذا كان لدى الدول العربية خطة أفضل، فهذا أمر رائع."
من سيحكم غزة.. ملف أساسي في إعادة الإعمار؟في هذا السياق، تشير وكالة "أسوشيتد برس" إلى أنه من غير الممكن المضي في إعادة الإعمار دون الاتفاق على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي تشمل تحديدمن سيتولى حكم غزة. غير أن هذا الملف لم يُحسم بعد، خاصة وأن تل أبيب تطالب بالقضاء على حكم حماس بشكل نهائي.
وتلفت مصادر "أسوشيتد برس" إلى أن المقترح المصري تطرق إلى هذا الملف، ونص على إنشاء إدارة فلسطينية مستقلة عن حماس والسلطة الفلسطينية للإشراف على إعادة الإعمار.
كما تضمن الاقتراح تشكيل شرطة فلسطينية تتألف أساسًا من ضباط سابقين بقوا في غزة بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، مع تعزيزات من قوات مدربة في مصر والغرب.
أما فيما يتعلق بإمكانية نشر قوة عربية في غزة، قال مسؤول مصري ودبلوماسي عربي للوكالة إن الدول العربية ستوافق فقط على هذا المقترح إذا كان هناك "مسار واضح" لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضحت الوكالة أن حماس أبدت استعدادها للتنازل عن حكم القطاع، ونقلت عن عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسمها، قوله إن الحركة قبلت بحكومة وحدة فلسطينية بدون مشاركة حماس، لكن السلطة الفلسطينية تعارض حتى الآن أي خطط تستثنيها.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "ديب سيك" الصينية ومخاوف من انتهاك الخصوصية.. هل يجب أن نقلق؟ نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعادة إعمار غزة رغم الاتفاق..هل تفشل جهود التهدئة؟ حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار غزةدونالد ترامبحركة حماسعبد الفتاح السيسيالأردن مصرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة دونالد ترامب حركة حماس عبد الفتاح السيسي الأردن مصر دونالد ترامب روسيا إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلاديمير بوتين الصين الاتحاد الأوروبي أزمة إنسانية قطاع غزة سباحة إعادة الإعمار أسوشیتد برس یعرض الآنNext إلى أن
إقرأ أيضاً:
محللون: مقترح ويتكوف يواجه الانهيار واتهامات له بالانحياز لإسرائيل
أثار إعلان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترحه لوقف إطلاق النار في غزة "غير مقبول بتاتا"؛ موجة ردود فعل متباينة بين الأطراف السياسية، في حين رأت الحكومة الإسرائيلية أن الرد يعيد الوضع إلى الوراء، وأكدت حماس أنها لم ترفض المقترح بل توافقت معه على صيغة قابلة للتفاوض.
وفي الوقت الذي حمّل فيه عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم الوسيط الأميركي مسؤولية الانحياز للطرف الإسرائيلي، شدد على أن الحركة تعاملت مع المقترحات "بإيجابية ومسؤولية عالية"، وتساءل عن سبب اعتبار الرد الإسرائيلي وحده أساسا لمواصلة التفاوض، واصفا ذلك بأنه "مخالف للنزاهة والعدالة في الوساطة، ويشكل انحيازا كاملا للطرف الآخر".
وخلال الأيام الماضية، قدم الوسيط الأميركي مقترحا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى، تمهيدا لمفاوضات تفضي إلى آلية لإدخال المساعدات الإغاثية ووقف دائم لإطلاق النار.
ورغم أن حركة حماس وافقت عليه بداية، وأبلغت ردها للوسيط الأميركي، فإن إسرائيل رفضته وقدمت تصورا جديدا وتبناه ويتكوف وطالب حماس بالموافقة عليه، وهو ما باعد بين الطرفين وجعل مقترح إنهاء العدوان على غزة صعب التحقق.
إعلان
مقترح يوافق الرؤية الإسرائيلية
وفي تحليل خلفيات هذا التعثر، استطلع الجزيرة نت آراء عدد من المحللين السياسيين عن مآلات دور الوسيط الأميركي، وما مصير مقترحه، وهل يمثل ذلك انهيارا للمفاوضات أو أنها جولة ضمن جولات متعددة؟
وقد قال الباحث الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن مقترح ويتكوف كان منذ البداية أقرب للموقف الإسرائيلي، موضحا أن إسرائيل وافقت عليه لأنه يضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء، من دون تعهدات واضحة بوقف الحرب أو الانسحاب من المناطق التي احتلتها في غزة بعد انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي.
ورأى مصطفى -في تصريحاته للجزيرة نت- أن هناك تناقضا جوهريا بين موقفي إسرائيل وحماس يغفله مقترح ويتكوف؛ فإسرائيل تصر على الإبقاء على منظومتها لتوزيع المساعدات في جنوب غزة، وهي منظومة تعد جزءا من العملية العسكرية، بينما لا يلتزم المقترح الأميركي بحصر إدخال المساعدات ضمن المسارات الدولية القانونية، وهو ما ترفضه حماس وتراه نقطة محورية في أي مفاوضات.
وأضاف الباحث في الشأن الإسرائيلي أن المقترح يعيد المشهد إلى اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، إذ قد تستأنف إسرائيل الحرب بعد هدنة مدتها 60 يوما إذا لم تفضِ المفاوضات إلى اتفاق يرضيها، "وهذه المرة بعد إعادة نصف الأسرى الإسرائيليين".
ورغم ذلك، أشار مصطفى إلى أن رفض حماس وضع إسرائيل في مأزق؛ فمواصلة العمليات العسكرية يكتنفها تحديات، منها عدم وجود إجماع داخلي ومخاوف الجيش من مقتل أسرى إسرائيليين، كما أن اتفاقا جزئيا كان هدف العملية منذ بدايتها للضغط على حماس للقبول بصفقة واحدة ثم استئناف الحرب.
انحياز الوسيط الأميركي
الموقف الأميركي من المفاوضات الأخيرة، تأرجح بين أكثر من صيغة، ورغم أن الصيغة الأولى تعد مقترحا أميركيا، فإنه عاد وتبنى الرؤية الإسرائيلية مرة ثانية، وهذا ما ذهب إليه المفكر العربي الفلسطيني منير شفيق.
إعلانإذ يقول -في تصريحات للجزيرة نت- إن انهيار مشروع ويتكوف سببه تراجع الوسيط الأميركي عن صيغته الأولى التي وافقت عليها حماس، ثم طرحه مشروعا يمليه عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
مشيرا إلى أنه "كان من الطبيعي أن تنهار المفاوضات"، مؤكدا أن ذلك يعزز فشل وساطة إدارة ترامب ويمثل ضربة لويتكوف وللرئيس الأميركي دونالد ترامب معا.
وحذر المفكر العربي من أن الانهيار سيعيد الزخم للحملة العالمية المناهضة للسياسات الإسرائيلية، خاصة في أوروبا وأميركا، منوها إلى أن الانقسام خرج إلى العلن داخل منظمات وشخصيات ذات ولاء صهيوني، "وهذا يحدث لأول مرة على هذا النطاق".
وانتقد شفيق استمرار الانحياز الأميركي، معتبرا أن "الوساطة الأميركية ستفشل لأنها غير حاسمة مع نتنياهو"، وأن ويتكوف "تواطأ بمشروعه الأخير"، مشددا على ضرورة العودة إلى وساطة قطرية ومصرية لتحقيق بعض التوازن.
وفيما يتعلق بطبيعة العملية التفاوضية وديناميات الوساطة، فإن الباحث والمحلل السياسي المقيم في أميركا أسامة أبو أرشيد يرى أن ما يحدث لا يُعدّ انهيارًا للمفاوضات بقدر ما يعكس تحديات جديدة أمام جولة تفاوضية متجددة.
وقال أبو أرشيد -في تصريحات للجزيرة نت- إن هناك نمطًا متكرّرًا يتمثل في طرح مقترحات أميركية توافق عليها المقاومة الفلسطينية، لكن إسرائيل ترفضها، فتعدل واشنطن موقفها لإرضاء تل أبيب، وهو ما نشهده في جولة المفاوضات الحالية.
وأوضح المتحدث نفسه أن تسلسل الاتفاق بدأ بمقترح قدمه ويتكوف في 25 مايو/أيار الماضي، ووافقت عليه حماس، ثم رفضته إسرائيل، ليتم لاحقًا تعديله في 31 من الشهر ذاته بما يلبي المطالب الإسرائيلية، فطلبت حماس تعديلات عليه، لتأتي الاتهامات لحماس بأنها المسؤولة عن العرقلة، وهو ما يتيح لإسرائيل "ضوءًا أخضر لمواصلة الهجمات وتشديد الحصار".
إعلانأما الباحث في الشؤون السياسية محمد غازي الجمل فقال إن المفاوضات تعرضت لنكسة واضحة، لكنها لم تنهر كليا، وأرجع ذلك إلى استمرار الرغبة الأميركية في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ورأى الجمل أن الخطوة التالية يجب أن تركز على إعادة التأكيد على مطالب حماس بإنهاء الحرب ورفع الحصار والسماح بسفر المرضى والفلسطينيين، وتبادل الأسرى، مبينا أن "استمرار الضغوط الدولية والرفض العالمي لتجويع غزة والمجازر يشكلان عامل ضغط على إسرائيل".
وأضاف أن عودة الإدارة الأميركية إلى موقفها الأصلي في التفاوض مع حماس قد تخلق فرصة جدية لإتمام اتفاق، لكن هذا المسار قد يحتاج إلى وقت، في حين تزداد معاناة الشعب الفلسطيني مع استمرار العدوان الإسرائيلي وجرائمه.
وتشن إسرائيل عدوانا على قطاع غزة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، راح ضحيته أكثر من 54 ألف شهيد ونحو 124 ألف إصابة، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم أو في الشوارع ولا تستطيع فرق الدفاع المدني والإسعاف الوصول إليهم، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.