تُعدُّ الدبلوماسيَّة والعلاقات العامَّة والإعلام بأُسُسها السَّليمة هي الطريق الناجح للتعامل مع جميع القضايا والإشكاليَّات والعقبات التي تواجه المؤسَّسات، كما يُمكِن استخدامها لتحقيق التوازن بَيْنَ المصالح ووجهات النظر المختلفة، وهي الجزء الأهم في تحقيق الأهداف المطلوبة للمؤسَّسات. هذا ما يتمُّ التأكيد عليه من قِبل المدارس والمعاهد الدبلوماسيَّة المتخصِّصة في صقل وتطوير مهارات الدبلوماسيِّين لجميع الدَّرجات؛ لكونها هي البوَّابة للتميُّز والانفراد على قمَّة هرم العلاقات العامَّة، وتحقيق الأهداف المرجوَّة والمرسومة لهم في اقتناص أفضل الفرص على مختلف مُسمَّياتها، وبالتَّالي فإنَّ البعثة المتميِّزة برأي أغلب المدارس المختصَّة هي التي تتميَّز بتطبيق مبادئ العلاقات العامَّة والإعلام المبرمج ضِمْن بوتقة (التخطيط والتنفيذ والمتابعة).


ويُعدُّ المجال الإعلامي والعلاقات العامَّة من أهم المجالات الوظيفيَّة التي تكُونُ مرآةً وانعكاسًا لجهود جميع العاملين بهذا القِطاع، فهو المُمثِّل الرئيس للشركة أو أي قِطاع عمل، فمن خلالها يصل المنتج أو الخدمة إلى الجمهور والنَّاس، حيث يهدف الإعلام وبشكلٍ أساسي للوصول إلى أكبر عددٍ من النَّاس وبكافَّة الطُّرق التقليديَّة والحديثة، ونظرًا لأهمِّية هذا المجال واهتمام أشهر الشركات والدوَل به والمنافسة على تقديم أفضل الطُّرق الإعلاميَّة، أصبحت هناك دَوْرات تدريبيَّة كثيرة جدًّا في الإعلام والعلاقات العامَّة. وتهدف مفاهيم ونظريَّات وأُسُس العلاقات العامَّة بالتعامل مع وسائل الإعلام لنقل المعلومات بطريقة ناجحة لخدمة أهداف موضوعيَّة تخصُّ المؤسَّسات بكُلِّ أشكالها، سواء كانت حكوميَّة، أو أهليَّة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الدبلوماسيَّة الشَّعبيَّة، القنوات المرئيَّة والمسموعة والمقروءة، المؤتمرات، أو أيّ وسيلة إعلاميَّة تتيح الوصول إلى أكبر عددٍ من النَّاس.
لذا فإنَّ على الدبلوماسي أن يغوصَ في التعلُّم والتعرُّف وتطبيق أُسُس ومبادئ العلاقات العامَّة ومفاهيم الدبلوماسيَّة الحديثة وارتباطهما مع بعض، وكذلك قواعد التعامل السليم مع وسائل الإعلام، بالإضافة إلى القدرة على فهم توظيف وسائل الاتصال، والتعرُّف على مفهوم الإعلام التكنولوجي بشكلٍ عامٍّ والذي سوف يكُونُ في قمَّة النجاح في عمله وقدوةً للجميع لِمَا حصل على معلومات قيِّمة في هذا المجال، وهذا ينطبق على جميع موظفي العلاقات العامَّة والإعلاميِّين؛ كونهم في نفس خطِّ السَّير الوظيفي.
إنَّ كاريزما ومهام موظفي العلاقات العامَّة والدبلوماسيَّة والإعلام تعني القدرة على تحقيق النجاح الشخصي والمؤسَّسي، والتعامل مع وسائل الإعلام والإعلاميِّين بشكلٍ ناجح، التحدُّث لهم ومعهم بما يخدم المؤسَّسة ويدافع عَنْها ويُعزِّز صورتها الذهنيَّة انطلاقًا من رسالتها ورؤيتها وأهدافها الاستراتيجيَّة وتعريفًا بمكانتها وأعمالها وإنجازاتها وجوانب تميّزه، القدرة على الكتابة الصحفيَّة في قوالبها المختلفة، تنظيم الفعاليَّات الإعلاميَّة وفق النظريَّات الحديثة للدبلوماسيَّة، تعميق الفهم بالعلاقات العامَّة والدبلوماسيَّة والإعلام ومؤسَّساته وأهمِّيته، إتقان المهارات الاتصاليَّة النَّاجحة التي يحتاجها العاملون في العلاقات العامَّة، إتقان فنِّ المفاوضات وإدارة الحديث، إثراء مهارات التعامل مع وسائل الإعلام والإعلاميِّين، التعمُّق في مفاهيم الإعلام الحديثة وخصوصًا التكنولوجيا المصاحبة، التعمُّق في مفهوم العلاقات العامَّة من إدارة وقيادة وتخطيط وتنفيذ ومتابعة، التعرُّف على مفهوم لغة الجسد وكيفيَّة توظيفه في مجال العلاقات العامَّة والإعلام، استيعاب ومواكبة مفاهيم البروتوكول والإتيكيت وتأثيرهما في العلاقات العامَّة والإعلام.
وتُعدُّ إدارة العلاقات العامَّة من أهم مجالات فنِّ الدبلوماسيَّة، والدبلوماسي النَّاجح، على مختلف درَجاته، هو مَنْ يتميَّز بعلاقات وثيقة وطيِّبة مع مختلف رجالات المُجتمع في ساحة عمله وليس التقوقع في مكتبه، وإنَّ مفهوم الدبلوماسيَّة بصورة عامَّة لَمْ يطرأ عليه أيُّ تغيير كبير منذ اتفاقيَّة فيينا عام 1961م إلى يومنا الحاضر إلَّا الشيء البسيط، وهو في موضوع ومفاهيم المراسم واستقبال كبار الشخصيَّات والدعوات، وإتيكيت الموائد والأعياد الوطنيَّة للبُلدان.
إنَّ الدبلوماسيَّة هي استراتيجيَّة وأداة الحكومة لغرض تحقيق أهدافها السياسيَّة الخارجيَّة، والتأثير على جميع الهيئات والدوَل والمنظَّمات والمؤسَّسات الخارجيَّة؛ بهدف كسب تأييدها وتحقيق أهدافها مهما كانت مجالاتها. بعض المختصِّين في فنِّ وعِلم الدبلوماسيَّة يَعدُّ مفهوم الدبلوماسيَّة أنَّه يستند إلى إدارة العلاقات العامَّة والإعلام؛ لأنَّها مهنة دقيقة تحتاج إلى كاريزما وشخصيَّة بارعة في فنِّ الاتصال والتواصل الاجتماعي والإقناع. فإنَّ العلاقات العامَّة هي وظيفة إداريَّة في غاية الأهمِّية وتُبنى بشكلٍ جوهري على العنصر البشري وكاريزما الشخص أو الأفراد ومن أهم المؤهِّلات المطلوبة هي:(التخاطب، الاستماع، الكتابة، لباقة الكلمة، حُسن المظهر، البساطة، التواضع، الثقافة، الحماسة، الكياسة، التنظيم في قدرة هيكلة العمل، التواصل والمتابعة، القدرة على التعامل مع المفاهيم الإداريَّة، إمكانيَّة صنع واتِّخاذ القرار في الأوقات الحرجة، مواكبة التطوُّر والمناهج الحديثة، وأخيرًا الاهتمام بموضوع الإتيكيت، خصوصًا احترام الوقت).

* (المصدر: البروفسور‏ الدكتور/ عبد الرزاق الدليمي).

د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی العلاقات العام مع وسائل الإعلام ة والإعلام القدرة على

إقرأ أيضاً:

الحكومة: تفعيل آليات التصدي للشائعات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من ينشر الأخبار الكاذبة

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعا؛ لمتابعة إجراءات تفعيل آليات التصدي للشائعات، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمستشار عدنان فنجري، وزير العدل، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والمهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وعدد من مسئولي الجهات المعنية.

في بداية الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى الحجم الهائل من الشائعات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بصفة يومية، بالإضافة إلى كم الأخبار الزائفة التي تنشرها وسائل الإعلام الخارجية المعادية للدولة المصرية، ويتم الترويج لها باعتبارها حقائق؛ بهدف إحداث بلبلة في المجتمع، مشيرا إلى أن الدولة تعمل على التصدي لهذه الشائعات والأخبار الزائفة من خلال آليات محددة لهذا الغرض،  ضمن استراتيجية تتعاون في تنفيذها مختلف أجهزة الدولة والجهات المعنية، ويأتي على رأس ذلك نشر الحقائق والبيانات الصحيحة، ولكن يجب أن تكون هناك وقفة ضد من يتعمد الإضرار بالدولة المصرية.

 وفي ضوء ذلك، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أننا نرحب بأي نقد موجه للأداء الحكومي، وهناك انتقادات مختلفة تنشر في هذا الشأن؛ سواء على وسائل التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام، ونحن نناقشها ونتفاعل معها، وهناك حرص شديد على ذلك، إلا أننا نعني هنا المحاولات الدءوبة لزعزعة الثقة في الاقتصاد الوطني، ولا سيما في ظل المؤشرات الإيجابية العديدة خلال هذه الفترة، ضاربا عددا من الأمثلة لما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي توضح حجم المغالطات والأكاذيب التي تستهدف إحداث بلبلة في المجتمع.

وأضاف رئيس الوزراء: رغم ما تبذله الأجهزة الحكومية المختلفة من جهود في الرد على كل ما يثار في هذا الصدد، إلا أنه يجب اتخاذ إجراءات رادعة حيال من يتعمد اختلاق وقائع كاذبة، ونشر أخبار مغلوطة تستهدف النيْل من الاقتصاد الوطني.

خلال الاجتماع، استعرض الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ملامح "المنصة الرقمية" للمركز الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة؛ للمساعدة على التحقق من صحة الأخبار المنشورة، عبر إجراء "تحليل مضمون" في ثوان معدودة لأي خبر منشور، أو صورة منشورة، وإعطاء النتيجة بدقة عالية، مشبرا إلى أن المنصة حاليا في مرحلة التشغيل التجريبي، وسيتم إطلاقها قريبا.

وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسميّ باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع شهد مناقشة جهود الوزارات والجهات المعنية في التصدي للشائعات، خاصة وزارات: الأوقاف، والداخلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى جهود وزارة الشباب والرياضة فيما يتعلق بإنشاء وحدة "تصـدوا معنا" لمواجهة التحديات ذات الصلة بالشائعات، فضلا عن جهود كل من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام.

وقال المتحدث الرسمي: شهد الاجتماع كذلك تأكيد أن القوانين الحالية تحتوي على العديد من العقوبات الكفيلة بمواجهة "جرائم نشر أخبار كاذبة" عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتي من شأنها إلحاق الضرر بالمجتمع، أو بالمصلحة العامة للدولة، وهو ما يحقق الردع المطلوب.

وأضاف المتحدث الرسمي: تم التوافق خلال الاجتماع على تفعيل عمل جهات رصد الشائعات والأخبار الكاذبة على مختلف المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات القانونية مباشرة، كما سيتم بحث تغليظ العقوبات ضد كل من يتعمد الإساءة للمجتمع، والإضرار بالاقتصاد الوطني عبر نشر أكاذيب، واختلاق وقائع مفبركة.

كما تم التوافق على توحيد جهود جميع الوزارات والأجهزة والجهات المعنية بالدولة في التصدي لمختلف الشائعات المنتشرة عبر بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة، من خلال استراتيجية وطنية متكاملة للتصدي للأكاذيب والشائعات، مع ضرورة التوافق على إجراءات تنفيذية وأدوات لقياس نتائج هذه الإجراءات. 
 

طباعة شارك التصدي للشائعات مجلس الوزراء الأخبار الكاذبة رئيس الوزراء

مقالات مشابهة

  • الإعلام الإسرائيلي يبث مشاهد لفرار رئيس الموساد الجديد خلال طوفان الأقصى
  • "تأثير القوى الناعمة على العلاقات الدبلوماسية المصرية".. ندوة ثقافية بمكتبة القاهرة الكبرى (الأربعاء)
  • مصر ورومانيا تبحثان الاستعداد للاحتفال بمرور 120 عامًا على العلاقات الدبلوماسية
  • رئيس الوزراء: لن نتهاون مع مختلقي الأخبار الكاذبة واستهداف الاقتصاد الوطني
  • تفعيل آليات التصدي للشائعات.. واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من ينشر الأخبار الكاذبة
  • الحكومة: تفعيل آليات التصدي للشائعات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من ينشر الأخبار الكاذبة
  • الجمعية العمومية للنادي.. قرار مثير من إدارة الزمالك تجاه وسائل الإعلام
  • الزمالك يمنع وسائل الإعلام من حضور تغطية الجمعية العمومية المقبلة
  • وزارة الدفاع تحصد جائزة أفضل تواصل استراتيجي بقمة ICON 2025
  • كيف قرأت وسائل الإعلام الغربية سيطرة الانتقالي على حضرموت؟