اضطرت أم بريطانية إلى وضع أطفالها الثلاثة في رعاية التبني، بعد أن أدى سرطان عنق الرحم إلى تدهور حالتها الصحية بشكل حاد.

وشُخصت حالة تشارلي جين لوي، البالغة من العمر 31 عاماً، في مراحل متأخرة من المرض، بعدما تجاهل الأطباء أعراضها لفترة طويلة، معتقدين أنها مجرد اضطرابات مرتبطة بالدورة الشهرية.

وبدأت لوي، تعاني من نزيف حاد مع جلطات دموية "بحجم كف يدها" في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها قوبلت بالتجاهل من قبل أطباء رجال في أحد مستشفيات لندن، حيث أكدوا لها أن ما تعانيه "مجرد دورة شهرية".


وفي النهاية، تمت إحالتها إلى قسم أمراض النساء في مستشفى كينغز كوليدج، حيث خضعت لسلسلة من الفحوصات الشهر الماضي، ليتم إبلاغها بالتشخيص المدمر: سرطان عنق الرحم في مرحلة متأخرة، امتد إلى الأعضاء المحيطة.
وأدى فقدانها المفرط للدم وخسارتها أكثر من أربعة أحجار (حوالي 25 كغ) من وزنها إلى تدهور حالتها الصحية، مما استدعى إدخالها إلى المستشفى للمراقبة.

وفي ظل غياب الدعم العائلي، وجدت نفسها مضطرة لاتخاذ القرار الصعب بوضع أطفالها في رعاية التبني الطارئة.

تقول لوي إنها تدرك تماماً أنه لولا دخولها المستشفى، لما بقيت على قيد الحياة، مشيرة إلى التحديات الصحية الكبيرة التي واجهتها بسبب إهمال الأطباء لأعراضها.

وبعد التشخيص المدمر، بدأت حالتها تتحسن تدريجياً، حيث استعادت بعض الوزن وتنتظر بدء العلاج الكيميائي، وفقاً لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

وتتمنى لوي أن تصنع أكبر قدر ممكن من الذكريات مع أبنائها قبل أن يقضي المرض عليها، ولهذا أطلق إحدى أفراد عائلتها حملة تبرعات بهدف تمويل عطلة للوي وأطفالها، من أجل قضاء وقت مميز معهم وخلق ذكريات تدوم معهم طول العمر

القاتل الصامت

ويُعرف سرطان عنق الرحم بـ"القاتل الصامت"، إذ تموت نحو امرأتين يوميًا في بريطانيا بسببه، نظراً لتشابه أعراضه مع مشكلات صحية أخرى أقل خطورة. وفي حال اكتشافه مبكراً، تصل نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات إلى 95%، بينما تنخفض إلى 15% عند اكتشافه في مراحل متقدمة. ومن أبرز أعراضه النزيف غير الطبيعي والحيض الكثيف.
ينجم المرض عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) عالي الخطورة، الذي قد يستغرق سنوات حتى يُظهر أعراضه، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
لحسن الحظ، يتوفر لقاح فعال ضد الفيروس بنسبة تفوق 80%، وهو مُعتمد في العديد من الدول المتقدمة. يُعطى اللقاح عادة للأطفال بين 11 و12 عاماً على جرعتين بفارق 12 شهراً، بينما يتلقى الشباب بين 15 و26 عاماً ثلاث جرعات في حال فوات التطعيم المبكر.
وفي بريطانيا، طُرح اللقاح للفتيات منذ 2008، ثم توسع ليشمل الفتيان في 2019، كما يتم تشجيع النساء بين 25 و64 عاماً على إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.

I've got terminal cervical cancer at 31 - here's the sign doctors dismissed that every woman should know https://t.co/yV7eUddxwN

— Daily Mail Online (@MailOnline) February 18, 2025

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صحة سرطان عنق الرحم

إقرأ أيضاً:

حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟

في عصر باتت وسائل التواصل الاجتماعي تتحكم فيه بكل شيء تقريبا، لم تسلم الحياة بكل تفاصيلها من تدخل هذه الأداة في إعادة في تعريفنا للعديد من المعايير.

وبالنسبة للنساء، أصبحت صورتهن الشخصية وتقديرهن لذواتهن منوطا بما يظهرن عليهم عند استخدامهن لهذه الوسائل، إذ تتوفر عبر التطبيقات ما يُعرف بـ"مرشّحات الصور" أو "الفلاتر"، التي تقدم حلولا تجميلية فورية لا تقوم فقط بتحسين الصورة، بل قد تكون لها آثار طويلة الأمد على معايير المرأة للجمال والقيمة الذاتية.

الثقة بالنفس في العالم الرقمي

لطالما كانت المرآة وسيلتنا المباشرة لاكتشاف ملامحنا الحقيقية كما هي، دون تعديل أو تزيين. لكن مع انتشار الكاميرات الأمامية في الهواتف الذكية، وأدوات التعديل والتنقيح الرقمي، تغيّر هذا المفهوم؛ إذ أصبحت الصور تُلتقط وتُعالج لتُظهر ملامح أكثر جمالًا، وبشرة أنقى، وإضاءة تجعل كل التفاصيل تبدو مثالية.

ولم يعد الفلتر اليوم مجرد أداة تجميل بسيطة، بل تحول إلى وسيلة للتعبير عن الذات أو للتوافق مع نمط جمالي معين. وهكذا أصبحت الصورة التي تُعرض على منصات التواصل الاجتماعي، بفضل تقنيات التجميل الرقمي، المرجع الذي تقارن به كثير من النساء أنفسهن، بدلًا من صورتهن الحقيقية في المرآة.

الاعتماد المفرط على الفلاتر والتعديلات الرقمية يترك آثارًا سلبية (بيكسلز)تأثيرات عميقة وتداعيات خطيرة

تكشف دراسات عدة أن الاعتماد المفرط على الفلاتر والتعديلات الرقمية يترك آثارًا سلبية على الثقة بالنفس وصورة الجسد، خصوصًا لدى الفتيات اليافعات.

فقد توصل باحثون في جامعة لندن إلى وجود علاقة واضحة بين استخدام الفلاتر وتراجع الرضا الذاتي. وفي دراسة شملت 175 مشاركة بمتوسط عمر 20 عامًا، قالت 90% منهن إنهن يستخدمن الفلاتر أو يعدّلن صورهن بشكل متكرر.

أما أكثر الفلاتر شيوعًا فكانت تلك التي تُوحّد لون البشرة وتفتحها، وتُبيّض الأسنان، وتُضيف لونا برونزيا للجسم، أو تُغيّر ملامح الوجه مثل تصغير الأنف أو الفك، وتكبير الشفاه وتوسيع العينين. وعند سؤال المشاركات عن سبب اللجوء لهذه الأدوات، أقرت 94% منهن بشعورهن بضغط كبير للظهور بمظهر مثالي يتوافق مع المعايير المنتشرة على هذه المنصات.

إعلان

وفي تجربة أخرى نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب، صُممت لدراسة العلاقة بين تعديل صور السيلفي وعدم الرضا عن شكل الجسم، طلب الباحثون من 130 امرأة (متوسط ​​أعمارهن 20 عاما) مشاهدة صور إنستغرام لنساء نحيفات أو متوسطات الحجم كوسيلة لإثارة عدم الرضا عن شكل الجسم لدى المجموعة الأولى.

ثم طُلب من المشاركات التقاط صورة سيلفي على جهاز آيباد، وأُعطيت لهن 10 دقائق لتعديلها. بعدها أكملن استبيانات حول حالتهن المزاجية، ومستوى عدم الرضا عن شكل الجسم، وعدم الرضا عن شكل الوجه في البداية، ثم بعد مشاهدة الصور، وبعد تعديل صور السيلفي.

أدى عرض صور النحيفات إلى زيادة المواقف السلبية وعدم الرضا عن شكل الجسم/الوجه. كما أدى التقاط وتعديل صور السيلفي إلى زيادة الحالة المزاجية السلبية وعدم الرضا عن شكل الوجه لدى كلتا المجموعتين. علاوة على ذلك، يُنبئ الوقت المُستغرق في تعديل صور السيلفي بارتفاع مستوى عدم الرضا عن الوجه.

مقارنة النفس بنسخ غير واقعية

يبدو أن الإفراط في تعديل الصور الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي أصبح ممارسة تؤثر سلبًا في الشابات، فكلما زاد الانشغال بتحسين المظهر رقميا، تعمقت آثاره الضارة على النفس والجسد.

فالفتيات لا يقارنَّ أنفسهن اليوم بصور المشاهير أو الأصدقاء المثالية فحسب، بل أيضًا بنسخ مصفّاة من ذواتهن؛ إذ أصبحت صور السيلفي المُفلترة مرجعًا لتقييم الجمال الشخصي. هذه المقارنة المستمرة -كما يوضح خبراء سيكولوجي توداي- تضعف الثقة بالنفس وتشوه الصورة الإيجابية للجسد.

وتؤكد الدراسات أن هذه الظاهرة تُغذّي ما يُعرف بـ المقارنة الاجتماعية، حيث يسعى المستخدمون إلى بلوغ معايير جمال غير واقعية تفرضها الفلاتر الرقمية.

ومع الوقت، تنشأ فجوة مؤلمة بين المظهر الحقيقي والصورة المُعدّلة التي تُعرض للعالم، ما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة، أبرزها اضطراب تشوّه الجسم -وهو انشغال مَرَضي بعيوب جسدية متخيلة- إضافة إلى مشكلات أعمق مثل القلق والاكتئاب.

الفتيات لا يقارنَّ أنفسهن اليوم بصور المشاهير أو الأصدقاء المثالية فحسب، بل أيضا بنسخ مصفّاة من ذواتهن (بيكسلز)غياب الفاصل بين الواقع والخيال

لم يتوقف الأثر النفسي العميق لاستخدام الفلاتر عند حدود المظهر الخارجي؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن هذه التقنية قد تُحدث تشويشًا في إدراك الذات، ففي عام 2018، كشفت دراسة نُشرت في مجلة (JAMA Facial Plastic Surgery) أن الصور المُفلترة تُضعف قدرة الأفراد على التمييز بين الواقع والخيال، ما يزيد احتمال الإصابة باضطراب تشوّه الجسم.

وفي السياق نفسه، أوضحت بيريز إشبيلية، المتخصصة في جراحة تجميل الوجه والفكين، في حديث لمجلة (El Pais)، أن الاستخدام المتكرر للفلاتر يُعيد برمجة الدماغ تدريجيا، قائلة: "عندما تنظر إلى نفسك من دون مكياج أو فلتر، قد تشعر بالنفور من ملامحك، لأن دماغك أصبح يفضّل النسخة المحسّنة رقميا".

وتُظهر الإحصاءات حجم انتشار الظاهرة، إذ يستخدم أكثر من 90% من الشباب في الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة فلاتر الواقع المعزّز عبر تطبيق سناب شات، بينما تشير بيانات "ميتا" (Meta) إلى أن أكثر من 600 مليون شخص جرّبوا هذه التأثيرات على فيسبوك وإنستغرام. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسب الاستخدام في العالم العربي لا تختلف كثيرًا.

إعلان

ومع هذا الانتشار، يتزايد الهوس بالمقارنة الرقمية والحكم الذاتي عبر الصور المعدّلة، فقد رصدت الباحثة أشنا حبيب هذا الاغتراب عن الواقع في دراستها المنشورة عام 2022 حول تأثير فلاتر سناب شات على الشابات.

وقالت: "تبدأ الفتيات بملاحظة عيوب لم يكن أحد يراها -مثل شكل الأنف أو عرض الجبهة- ثم يقضين وقتا طويلا في تعديل الصور للوصول إلى مظهر مثالي، قبل أن يحاولن لاحقًا مطابقة هذه النسخة الرقمية من خلال عمليات التجميل".

وفي الختام، ورغم تزايد حملات التوعية الإيجابية بالجسد والتحذير من مخاطر الفلاتر، فإن الطريق نحو بناء علاقة صحية مع الصورة الذاتية ما زال طويلًا.

فالمسؤولية، كما يرى خبراء الصحة النفسية، تقع في المقام الأول على الفرد نفسه، من خلال تنظيم وقته أمام الشاشة، ومراجعة المحتوى الذي يتابعه، والابتعاد عن الحسابات التي تُضعف ثقته بذاته بدل أن تعززها.

مقالات مشابهة

  • حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟
  • استشاري: أغلب أورام الثدي لدى النساء ليست وراثية
  • خبير أممي يطّلع على التجربة العُمانية في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم
  • بايدن يبدأ العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا
  • 5 علامات شائعة للعقم لدى النساء يجب أن تعرفيها
  • غلق صناديق الاقتراع وبدء الفرز بانتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء
  • انطلاق عملية التصويت في انتخابات نقابة الأطباء
  • كيف تقي نفسك من هشاشة العظام؟
  • لازم تكشف فورا .. في 4 حالات آلام الدورة الشهرية تكون مؤشر خطر
  • هل يقيّم شات جي بي تي النساء أقل من الرجال؟