في خطوة مثيرة وسط أزمة سياسية حادة، أقر رئيس الوزراء الفرنسي المعاد تعيينه سيباستيان ليكورنو، بأنه لا يوجد “وفرة من المرشحين” لتولي منصبه، محذراً من استمرار الأوضاع على حالها وسط انقسامات سياسية عميقة تهدد استقرار الحكومة.

وأعاده الرئيس إيمانويل ماكرون إلى رئاسة الوزراء مساء الجمعة الماضية، بعد أسبوع من الفوضى السياسية التي اجتاحت البلاد، ودعا ليكورنو إلى تهدئة الأوضاع ودعم الأحزاب السياسية لإقرار ميزانية الدولة قبل المواعيد النهائية القادمة.

وينظر إلى تعيين ليكورنو، الذي استقال مطلع أكتوبر بعد 27 يوماً فقط من شغله المنصب، على أنه الفرصة الأخيرة لماكرون لإحياء ولايته الثانية التي تمتد حتى 2027، إلا أن تيار الوسط الذي ينتمي إليه يفتقر للأغلبية في الجمعية الوطنية، ويواجه انتقادات متزايدة حتى من داخل حزبه.

وفي تصريحات للصحفيين، قال ليكورنو: “لا أعتقد أن هناك وفرة من المرشحين”، مؤكداً استعداده للبقاء في منصبه طالما “تم الوفاء بالشروط”، لكنه بدا واعياً لاحتمال التصويت على سحب الثقة في البرلمان المنقسم.

وتلقى تعيين ليكورنو انتقادات حادة من اليمين واليسار المتطرفين، الذين اعتبروا القرار مؤشراً على أزمة سياسية عميقة. وأعربت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، عن أن هذه الخطوة تعكس “أزمة شاملة للديمقراطية” في فرنسا.

من جهتها، اتهمت مارين لوبان، زعيمة حزب “التجمع الوطني” اليميني، الرئيس ماكرون بالتخلي عن مبادئ الديمقراطية، في ظل استمرار الأزمة التي تعصف بالبلاد.

وفي ظل الأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة، شهدت باريس مظاهرة حاشدة يوم الجمعة طالبت باستقالة الرئيس ماكرون وخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). انطلقت المظاهرة من جادة مونبارناس واتجهت نحو متحف اللوفر، مرددة هتافات مناهضة للحكومة.

وقال فليبيو فلوريان، زعيم حزب “الوطنيون”، في تصريحات صحفية إن “ما تشهده البلاد خارج إطار الديمقراطية، وأن الحكومات تُعين لفترات قصيرة فقط لتمرير الميزانيات، دون وجود حلول حقيقية”.

وطالب فلوريان بضرورة خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي والناتو فوراً، محذراً من فقدان السيادة الوطنية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

الحكومة تواجه انتقادات شديدة وسط أزمة متصاعدة

تواجه حكومة ماكرون انتقادات واسعة من المعارضة والشعب على حد سواء، بسبب ما يُوصف بالعجز في إدارة الأزمات والانفصال عن هموم المواطنين، وسط مطالبات متزايدة بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وفي سياق ذي صلة، شهدت باريس مظاهرات غاضبة ضد خطة التقشف الحكومية، أدت إلى اعتقال أكثر من 300 شخص خلال الاحتجاجات، مما يضيف مزيداً من التوتر على المشهد السياسي الفرنسي.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: احتجاجات فرنسا الاقتصاد الفرنسي الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون المعارضة الفرنسية تشكيل الحكومة الفرنسية فرنسا

إقرأ أيضاً:

ماكرون يرفض الاستقالة رغم تهديدات بحجب الثقة عن حكومته الجديدة

باريس "رويترز": رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوات الاستقالة ووجه انتقادات حادة إلى معارضيه اليوم الاثنين في وقت تواجه فيه حكومته خطر السقوط بسبب اقتراحين لسحب الثقة قد يُطيحان بها بحلول نهاية الأسبوع.

وتمر فرنسا بأسوأ أزمة سياسية منذ عقود، إذ تسعى حكومات الأقلية المتعاقبة إلى تمرير ميزانيات تهدف إلى تقليص العجز وسط برلمان مُنقسم إلى ثلاث كتل أيديولوجية مختلفة.

وعين ماكرون خمسة رؤساء وزراء في أقل من عامين، فيما اعتبر عدد من خصومه أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو دعوة الرئيس إلى انتخابات تشريعية مبكرة أو تقديم استقالته وهو ما رفضه ماكرون.

وعند وصوله إلى مصر اليوم الاثنين للمشاركة في اجتماع يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، بدا ماكرون متحديا، ملقيا باللوم على خصومه في زعزعة استقرار فرنسا، ومؤكدا أنه لا يعتزم التنحي عن منصبه قبل انتهاء ولايته الثانية والأخيرة في عام 2027.

وقال "أُكرّس جهودي للحفاظ على الاستقرار وسأواصل ذلك".

وأعاد ماكرون يوم الجمعة تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسا للحكومة بعد استقالته من المنصب في وقت سابق من الأسبوع. وأعلن مكتب ماكرون عن تشكيلة حكومة لوكورنو الجديدة في وقت متأخر من أمس إذ احتفظ عدد كبير من الوزراء بمواقعهم على الرغم من تعهد لوكورنو بتعيين وزراء يجسدون "التجديد والتنوع".

وقدم كل من حزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مقترحات لسحب الثقة من الحكومة اليوم الاثنين.

وسيواجه لوكورنو تصويتا على سحب الثقة يوم الخميس المقبل وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان يملك الأصوات الكافية للبقاء في منصبه، إذ لا يزال الحزب الاشتراكي، الذي يُعد دعمه ضروريا، مترددا ولم يحسم أمره.

يريد الاشتراكيون من لوكورنو إلغاء إصلاحات ماكرون للمعاشات التقاعدية وفرض ضريبة على المليارديرات، وهو إجراء يرفضه اليمين رفضا قاطع ا.

ويُعد لوكورنو أقصر رؤساء وزراء فرنسا خدمة، إذ لم تتجاوز مدة ولايته الأولى 27 يوما. ولم يستبعد إمكانية الاستقالة مجددا إذا تعذر عليه أداء مهامه.

مقالات مشابهة

  • فرنسا : حكومة سيباستيان ليكورنو تنجو من حجب الثقة في الجمعية الوطنية
  • كاميرات داخل مرافق صحية في الدار البيضاء تثير جدلا في المغرب
  • الاشتراكيون الفرنسيون يرفضون سحب الثقة عن حكومة ليكورنو الجديدة
  • شاهد.. فيديو يظهر ياسر أبو شباب في رفح يثير جدلا واسعا على مواقع التواصل
  • أثار حضوره جدلا واسعا.. سر تواجد رئيس الفيفا في قمة شرم الشيخ
  • مستقبل إحدى المواهب الدفاعية تثير جدلاً في برشلونة
  • ماكرون: مؤتمر للمساعدات الإنسانية لغزة خلال أسابيع
  • ماكرون: فرنسا ستنشر قوة أممية في غزة وتدعم تدريب قوات الأمن الفلسطينية
  • ماكرون يحمّل الأحزاب مسؤولية أزمة تشكيل الحكومة
  • ماكرون يرفض الاستقالة رغم تهديدات بحجب الثقة عن حكومته الجديدة