معارك دارفور .. على طريق الجزيرة -الخرطوم-كردفان
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
من كل النواحى تجرى التجهيزات لمحاربة الجنجويد في ولايات دارفور و مطاردتهم مثلما حدث في ولاية الجزيرة والوسط عموما والخرطوم و كردفان الكبرى
كافة الاستعدادات لإسناد القوات المرابطة في الفاشر ودعمها بمتحركات من كردفان ومن الشمال
لم تعد خطوط الإمداد عبر ليبيا أو تشاد كما كانت ومهابط الجنجويد باتت تحت الطيران الحربي الجديد والكماشة تضيق يوما بعد يوم
ستكون معارك دارفور هي الجحيم الذي يقضي على الجنجويد جراء ما ارتكبوا من انتهاكات في دارفور وفي كل مكان من السودان
بكرى المدنى
.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت في حي راكافوندا مهد سطوع الموهبة لامين جمال
برشلونة– ساعة من الزمان تفصل ما بين مركز برشلونة الصاخب وحي راكافوندا الواقع شمالها ضمن مدينة ماتارو، ذلك الحي الهادئ المتواضع الذي خرج من بين أزقته "لامين جمال" الموهبة الكروية الأكثر جذبا للأضواء في الوقت الراهن.
في مقهى "إل كوردوبيس" اعتاد منير نصراوي كل صباح أن يحتسي فيها كأسا من القهوة، بينما كان ابنه الصغير لامين جمال يلهو بكرته في أرجاء المقهى وهو ينتظر بحماس أن يصحبه إلى أكاديمية برشلونة "لاماسيا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برشلونة يواجه عقوبات جديدة محتملة من "يويفا"list 2 of 2سر البقع الخضراء على قمصان ريال مدريد بمبارياته في البرنابيوend of listيتحدث صاحب المقهى وصديق العائلة كارلوس سيرانو للجزيرة نت عن هذه اللحظات، ويقول أنه لم يكن يتخيل أن ذلك الطفل ابن الـ5 سنوات والمثير للصخب في المقهى، سيصبح نجما في نادي برشلونة، ولم يبلغ الـ18 من عمره بعد.
وتقديرا للحظات الجميلة لجمال ووالده في المقهى، حصل سيرانو على قميص يحمل الرقم 39 وهو الذي خاض به جمال أول مباراة له ضمن تشكيلة "البارسا"، وقال له والده حينها "أريدك أن تحصل عليه لأنه أول قميص يرتديه ابني، هذا القميص سيصبح مشهورا بمرور الوقت".
جالت الجزيرة نت في شوارع حي راكافوندا حيث كبر فيها جمال أمام أعين والده وجدته ومن معه من أبناء عمه وجيرانه، وباتت مهاراته تلفت أنظار الجميع في ساحة الحي الذي لم ينسه في خضم شهرته مع برشلونة واحتفاله بالأهداف من خلال الإشارة بيديه للرقم 304 وهو الرمز البريدي لراكافوندا.
الملعب الأولبعد تناول وجبة الغداء والقيلولة، يحين موعد اللقاء اليومي بين أطفال وشباب الحي للعب كرة القدم على ملعب اسمنتي بسيط يتوسط المساحة بين منطقة لعب مخصصة للأطفال وملعب كرة قدم عشبي كبير مخصص لنادي راكافوندا، يقول القائمون عليه للجزيرة نت إنهم كانوا يتمنون لو أن لامين قد انتسب إليهم يوما ما.
إعلانبعيدا عن أشعة الشمس وعلى مدرجات إسمنتية، بدأ مجموعة من اليافعين بالتجمع في انتظار البقية، فبادرتهم الجزيرة نت بالسؤال إن كان أحدهم سبق وأن التقى بابن حيهم لامين أو لعب معه في هذه الساحة وهذا الملعب المتواضع الذي شهد أهداف لامين جمال الأولى.
يقول رايان محمدي (21 عاما) إن جمال "كان فتى متواضعا ومن عائلة متواضعة، وكان يأتي دائما للعب معنا هنا عصر كل يوم".
وأضاف أنه "لم يكن يفكر إلا في كرة القدم منذ أن كان صغيرا، بعمر الـ8 أو الـ9 سنوات كان يلعب مع أشخاص في الـ20 من عمرهم، كان الأفضل منذ الأزل".
وردا على سؤال "الجزيرة نت" عن مشاعره الآن تجاه صديقه يقول "أنا أيضا أحب كرة القدم كثيرا منذ صغري وأحب مشاهدة المباريات والآن أنا فخور بجمال لأنه أصبح أن واحدا من أفضل اللاعبين في العالم".
ويستذكر محمدي بعض ذكرياته مع لامين، فيقول أن صديقه كان يستشيط غضبا عندما يخسر أمام الآخرين.. لم يكن يحب الخسارة، كان دائما يريد الفوز وكان فخورا جدا بمستواه منذ صغره" حسب وصفه.
ويتفق جابر الحامدي (28 عاما) مع هذا الوصف، ويضيف متحدثا عن صفات لامين أنه "كان خجولا جدا، لم يكن يتحدث كثيرا، كان دائما يشّكل فريقه وكنا نلعب ضده، أحيانا كثيرة كان يفوز، لكنه أحيانا يخسر، وحينها كان يغادر غاضبا جدا".
حي 304وفقا لبيانات مجلس مدينة ماتارو عام 2023، فإنه من بين نحو 130 ألف شخص تقريبا يعيشون في المدينة، يعيش أكثر من 11 ألفا و730 شخصا في حي راكافوندا، ومن بينهم ما يزيد عن 5400 شخص من أصول أجنبية، أي أن نسبة السكان الأجانب تتجاوز 46%، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العام للسكان الأجانب في برشلونة الذي يبلغ نحو 24%.
"يبدو الحي من الخارج خطيرا أو سيئا" يقول الحامدي متحدثا عن الصورة النمطية المتكررة عن راكافوندا، لكنه يستطرد موضحا أن الأمر يختلف عند النظر للحي من الداخل، فهو "حي متواضع جدا يسكنه أناس مجتهدون، وخاصة العمال والعاملين في الحقول والبساتين، والكثير من كبار السن".
ويضيف موضحا أن "الحي يبدو متواضعا جدا لأنه لا يوجد فيه أناس أثرياء يملكون الكثير من المال، بل أناس يكسبون القليل جدا من الرواتب شهريا، ولديهم طفلان أو ثلاثة، يتنقلون بين المدرسة والمنزل والحديقة هنا ولا شيء آخر، إنه حي نموذجي جدا في هذه المناطق" واصفا الناس بأنهم محبون ولطيفون للغاية.
إعلانوعن الشغف بكرة القدم المنتشر بين أبناء الحي، يؤكد الحامدي أن ثقافة كرة القدم سائدة هنا، وفي أحياء أخرى مشابهة في مدينة ماتارو وفي برشلونة بشكل عام، حيث يمارسها الأطفال منذ الصغر، أو ينخرطون بممارسة رياضة أخرى.
تعايش وتكافللا يقتصر هذا الرأي على صغار السن فقط، فالحي الذي تم إنشاؤه في ستينيات القرن الماضي لاستيعاب السكان من جنوب إسبانيا ازدادت شعبيته في التسعينيات مع وصول المهاجرين، وباتت تسكنه جاليات مختلفة في مقدمتها المغربية التي ينتمي إليها طارق الرحموني (50 عاما) وهو من سكان الحي منذ ما يزيد عن 20 سنة.
ويستذكر الرحموني كيف كان لامين جمال يلفت الانتباه بمهاراته الكروية ودماثة خلقه ومحبة أبناء الحي التي بات يُعرف بها.
ويؤكد الرحموني أن حرص جمال على رسم الرقم 304 بأصابعه – رمز حي راكافوندا البريدي- أسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على الحي، الذي يعانى من بعض المشاكل الاجتماعية المتكررة، "لكنه لا يصل إلى حد اعتباره مهمشا، فلامين يذكره من باب المحبة والوفاء لأهله فيه" كما يقول.
يُذكر أن عبد الخالق نصراوي عمّ نجم برشلونة يمتلك مقهى في الحي تعج فيه صور لامين جمال وفريق برشلونة، لكنه تحفظ على التحدث للجزيرة نت.
ويبدو أن هذا حال باقي أفراد العائلة أيضا التي تشهد اهتماما من وسائل الإعلام، خاصه بعد أن اتجهت الأنظار لهم وللحي في أغسطس/آب 2024 عندما تعرض والد لامين جمال لحادث طعن إثر مشاجرة جرت بينه وبين مجموعة من سكان الحي.