تُعد رياضة الوادي في جبال محافظة ظفار واحدة من الأنشطة المحببة لمحبي المشي والمغامرة، إذ تقدم لهم متعة فريدة وراحة نفسية رغم صعوبة الأماكن والتحديات التي تواجههم، مثل تسلق الجبال الشاهقة وسفوحها الشديدة الانحدار، وهذه الرياضة تحقق للمتنزهين لياقة بدنية ممتازة وبنية جسدية متناسقة، إضافة إلى الاستمتاع النفسي الذي ينجم عن خوض تجارب استثنائية واستكشاف المواقع الطبيعية المميزة، كما تمنح هذه الأنشطة شعورًا بالرضا عن الذات والسعادة، بفضل الثراء المعرفي الذي تقدمه.

وتدفع المناظر الطبيعية الخلابة في هذه المنطقة، مثل الحياة البرية والتضاريس الجبلية والنباتات المتنوعة، إضافة إلى الكهوف القديمة والموارد المائية الطبيعية، المغامرين إلى الإصرار على الاستمرار في مغامراتهم، وتزيد من رغبتهم في خوض المزيد من التجارب.

ومن أبرز الأماكن التي بدأت تجذب أنظار هواة رياضة "الهايكنج" والمغامرات هو كهف صفريت أجبهت الواقع في وادي أصيِقوع بمنطقة جبل قفطوت بولاية صلالة، ويعود تاريخ الكهف إلى السبعينيات من القرن الماضي، حيث تم وضع صفرية معدنية في قمة إحدى السواعد الجيرية داخل الكهف، وذلك لتجميع مياه الأمطار المتساقطة عبر هوابط صخرية، بهدف توفير المياه للعابرين في هذا الوادي النائي، حيث كانت المياه نادرة في تلك المنطقة.

وأصبح هذا الكهف الآن وجهة مفضلة لهواة رياضة "الهايكنج"، ويُعد الوصول إليه تحديًا حقيقيًا يتطلب مهارات عالية في تسلق الجبال والمغامرة، وقد قامت جريدة "عُمان" بتجربة هذه الرحلة رغم صعوبتها، برفقة مجموعة من هواة المغامرة والتسلق الجبلي، حيث انطلقنا في الساعة العاشرة صباحًا من عين "غبرين" بمنطقة قفطوت، نزولًا إلى وادي أصيِقوع، مع الدليل أحمد بن محمد الكثيري، الذي يتمتع بخبرة تمتد لحوالي 30 عامًا في الأعمال التطوعية في جبال وأودية المحافظة.

وقبل بدء الرحلة، قدم الدليل أحمد الكثيري شرحًا مفصلًا حول المسار، محذرًا من خطورة الطريق، ومشددًا على ضرورة التقيد بالتعليمات الإرشادية، وعدم التفرد أثناء المشي بسبب صعوبة المسار وكثافة الأشجار المتشابكة التي تحجب الرؤية، كما أشار إلى أهمية الحفاظ على وحدة الفريق لضمان سلامة الجميع.

ويُعد وادي أصيِقوع من الأودية العميقة ذات التضاريس الجبلية المتنوعة، وهو موطن للعديد من الحيوانات البرية مثل النمر العربي والوبر "المعروف محليًا بالثفن"، بالإضافة إلى تنوعه البيئي الذي يشمل الحياة الفطرية والطيور، كما يُعد وادي أصيِقوع مأوى طبيعيًا للنحل الجبلي، مما يجعله مهمًا لمربي النحل.

وتتسم كهوف وادي أصيِقوع بجمالها الفريد، حيث تحتوي على أقواس طبيعية ونقوش ورسوم تزين جدرانها، مما يوفر للزوار فرصة نادرة للتعرف على التكوينات الجيولوجية للكهوف والتطورات التي مرت بها عبر الزمن.

وعلى الرغم من صعوبة الرحلة، إلا أن تجربة تسلق الجبال والنزول الحاد على الصخور تستحق العناء، خاصة عندما يصل المتنزهون إلى هدفهم الرئيسي، وهو كهف صفريت أجبهت، هنا يمكن للزوار الاستمتاع بتناول الشاي الأحمر تحت ظلال الأشجار أو في أحد الكهوف الجبلية، بينما يعزف الهواء العليل وتغرد الطيور، مما ينسيهم التعب ويمنحهم شعورًا بالراحة التامة.

وبعد استراحة قصيرة وتناول الغداء، واصلنا المسير لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات أسفل الوادي، لنختتم هذه المغامرة الرائعة بزيارة معلم أثري مميز.

وفي الختام، يجب على محبي رياضة الوادي أن يتخذوا احتياطات السلامة اللازمة، مثل ارتداء أحذية عالية الجودة والتزود بأدوات السلامة، مع توخي الحذر والانتباه أثناء المشي، لتجنب الحوادث والإصابات التي قد تحدث نتيجة للمخاطر المترتبة على التضاريس الوعرة، خاصة وأن هناك حوادث سابقة سجلت في هذه المناطق، بما في ذلك حالات وفاة وإصابات خطيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

توقيع اتفاقية إنشاء سد وادي العوينة بولاية ضنك بالشراكة المجتمعية

ضنك - ثويني اليحيائي 

تم توقيع اتفاقية إنشاء سد وادي العوينة بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة وذلك في مقر المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة اليوم، بحضور المهندس علي بن سليمان المنظري مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وعدد من مديري الدوائر والمختصين بالمديرية إلى جانب عدد من أهالي قرية العوينة وتأتي هذه الاتفاقية في إطار تعزيز الجهود إلى تحسين الوضع المائي في قرية العوينة ودعم استدامة الموارد المائية فيها،

ويسهم بصورة مباشرة في دعم الأنشطة الزراعية وتربية المواشي التي تشتهر بها البلدة وبموجب الاتفاقية، تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 120 ألف ريال عماني، تغطى بالشراكة بين أهالي القرية ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في خطوة تعكس التزام المجتمع بالمشاركة في تطوير البنى الأساسية الحيوية.

وسيكون الإشراف على المشروع تحت إدارة الوزارة بما يضمن تنفيذ المشروع وفق الأساليب الفنية المتبعة وعن مواصفات المشروع يبلغ طول السد 100 مترًا وارتفاعًا يصل إلى 14 مترًا وتقع بلدة العوينة في ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة ويعتمد سكانها بشكل رئيسي على الزراعة بأنواعها المختلفة من النخيل والأعلاف والمزروعات الموسمية، إضافة إلى تربية المواشي، الأمر الذي يجعل هذا المشروع ذا أثر مباشر على تحسين مصادر المياه الداعمة لهذه الأنشطة.

مقالات مشابهة

  • زاهي حواس يرد على شائعات وادي الملوك (فيديو)
  • زاهي حواس يرد على شائعات وادي الملوك .. فيديو
  • افتتاح مبسّط لكأس الإمارات لهواة الجولف
  • الكثيري يؤكد: لا انقلاب ولا تصفية حسابات في وادي حضرموت
  • الإبحار الشراعي رياضة لا تعرف الحدود.. وشعرت بالحرية على سطح الماء
  • مجلس الوزراء يوافق على استكمال إجراءات طرح محطات توليد الكهرباء بجبل الزيت
  • مجلس الوزراء يوافق على استكمال طرح محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح بـ580 ميجاوات بجبل الزيت
  • مجلس الوزراء يُوافق على استكمال إجراءات طرح محطات توليد الكهرباء بجبل الزيت
  • الوزراء يوافق على استكمال إجراءات طرح محطات توليد الكهرباء بجبل الزيت
  • توقيع اتفاقية إنشاء سد وادي العوينة بولاية ضنك بالشراكة المجتمعية