غزة – أكدت الشابة الفلسطينية ريهان شراب، رغم الظروف الصعبة التي تواجهني وخسارة بيتي وأحبائي أريد أن أُفرح أهل غزة خاصة الأطفال بقدوم شهر رمضان
وقالت شراب استخرجت قماش وأشياء مناسبة من تحت الركام واستخدمت كراتين مساعدات لصنع فوانيس رمضان

في خيمة بدائية نُصبت بين أنقاض منازل مدمرة في خان يونس جنوب غزة، تجلس الشابة الفلسطينية ريهان شراب منشغلة بقص وتشكيل كراتين فارغة كانت تحتوي مساعدات إنسانية تصل إلى قطاع غزة المنكوب جراء الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل.

من هذه الكراتين ومواد أخرى تصنع ريهان فوانيس رمضان، لتحمل فرحة شهر الصيام لأطفال نازحين عانوا ويلات إبادة جماعية إسرائيلية استمرت نحو 16 شهرا.

بأدوات بسيطة وبيديها المنهكتين، تمسك ريهان بمقص قديم، وتقصّ قطع قماش استخرجتها من بين ركام مبانٍ دمرتها إسرائيل، ثم تقيسها بعناية، وتلصقها على فوانيس ورقية لتضفي عليها ألوانا زاهية.

وتصل إلى غزة كراتين مساعدات إنسانية عبر المؤسسات الدولية والأمم المتحدة، محملةً بمواد أساسية يحتاجها الفلسطينيون الناجون من الإبادة، والذين يواجهون أوضاعا معيشية كارثية.

تحاول ريهان أن تبدد شيئا من ظلام الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل، وأن تعيد للأطفال والأهالي الفلسطينيين لمسة من أجواء رمضان التي اعتادوا عليها قبل الدمار.

وجاهدة، تسعى الشابة التي أنهكتها الحرب إلى إعداد كميات كبيرة من الفوانيس، لتقدمها للأطفال مع بداية شهر رمضان الذي يبدأ بعد أسبوع.

جزء من هذه الفوانيس تمنحها ريهان للنازحين بالمجان، والجزء الآخر تعرضه للبيع.

ويعتبر الفانوس بأشكاله وألوانه وأحجامه المختلفة من أبرز مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في البلاد العربية والإسلامية.

ويواجه نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون في غزة مأساة التشرد القسري؛ جراء الإبادة والتدمير الواسع الذي ألحقته إسرائيل بمنازلهم.

ويضطر هؤلاء للعيش في خيام مؤقتة، ومراكز إيواء مزدحمة، أو لدى أقاربهم في ظروف معيشية قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وسط شح الغذاء والمياه، وانعدام الخدمات الأساسية، مما يفاقم معاناتهم اليومية.

وقبيل الإبادة، كانت ريهان تعمل على تزيين منزلها وحارتها بفوانيس رمضان، استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل، ناشرة أجواء البهجة بين جيرانها وأفراد أسرتها.

أما اليوم، وبعد أن دمّرت إسرائيل منزلها وحرمتها من مظاهر فرحة رمضان المعتادة، تحاول ريهان إعادة روح الشهر المبارك عبر صنع فوانيسه المميزة.

وتستخدم كراتين مساعدات إنسانية وأقمشة مستخرجة من تحت أنقاض، لصناعة فوانيس تُضيء بها خيام النازحين، وتُدخل السرور إلى قلوب الأطفال الذين فقدوا بيوتهم وألعابهم.

ريهان التي تعمل في المشغولات اليدوية منذ 5 سنوات، قالت للأناضول إنها اعتادت صناعة الفوانيس من الخشب، حيث كانت المواد متوفرة قبل الحرب .

لكن جراء الحصار الإسرائيلي وما خلفته الإبادة، تواجه الفتاة شحا في الموارد، فلم تجد سوى كراتين المساعدات التي قررت تحويلها إلى زينة رمضانية تبهج بها النازحين.

وأضافت للأناضول: “رغم الظروف الصعبة وخسارة بيتي وأحبائي، أريد أن أُفرح أهل غزة، خاصة الأطفال”.

وتابعت: “أواصل عملي رغم قلة الموارد، تمكنت من استخراج القماش والأشياء المناسبة من تحت الركام، واستخدمت كراتين المساعدات التي تصل إلى غزة لصنع الفوانيس”.

“أحاول أن أصنع أجواء من الفرح، ففي العامين الماضيين كنا مشرّدين بين الخيام، ونعاني من الإخلاءات المستمرة”، كما زادت ريهان.

ولفتت إلى أنها تستخدم أيضا خيوط الصوف في صناعة فوانيس صغيرة، لتضفي مزيدا من التنوع على أعمالها الفنية.

وفي 2 فبراير/ شباط الجاري، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف القطاع منطقة “منكوبة” جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فوانیس رمضان

إقرأ أيضاً:

يديعوت: العصابة التي سلحها الشاباك بغزة تنشط في الدعارة وتهريب المخدرات

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن مسؤولين بمخابرات الاحتلال، قولهم، إن العصابات التي قاموا بتسليحها في قطاع غزة، وترتبط بأحد أصحاب السوابق الذي يدعى ياسر أبو شباب، تنشط في تهريب المخدرات والدعارة وفرض الإتاوات.

ويتناقض إعلان مخابرات الاحتلال، مع ما أعلنه أبو شباب في تسجيل صوتي نشره قبل أيام، من أنه يعمل تحت ما أسماه "الشرعية"، ويقصد السلطة الفلسطينية في رام الله.

ويعززه ما كشفت عنه قناة "آي 24 نيوز" العبرية، أمس، من أن مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود الهباش، على علاقة مباشرة بأبو شباب، وكل شيء بشأنهم يجري بعلم السلطة في رام الله.

ولفتت القناة إلى أن دولة عربية، متورطة في تدريب مليشيا ياسر أبو شباب في قطاع غزة.

وتنشط المليشيا في منطقة شارع صلاح الدين، بالقرب من طريق موراج بين رفح وخانيونس، وتعمل على مهاجمة شاحنات المساعدات ونهبها.



من جانبها قالت هيئة البث العبرية، إن خطة تشكيل وتسليح العصابات في غزة، من المجرمين واللصوص، في غزة بدأت بمبادرة من الشاباك، قبل حوالي ستة أشهر، حيث طلب من الشاباك تقديم أفكار حول كيفية إضعاف حماس.

وأشارت إلى أن رئيس الشاباك رونين بار، شارك الفكرة مع رئيس الأركان، واتفقا سويا على الخطة، ثم عرضاها على وزير الحرب، يسرائيل كاتس، الذي وافق على هذه الخطة.

ولفتت إلى أنهم توجهوا إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفي اجتماع شخصي بين رئيس الشاباك، اقتنع نتنياهو، وصادق على هذه الخطوة التي بدأ تنفيذها.

واعترف نتنياهو رسميا، مساء أمس، بالوقوف وراء هذه العصابات، وقال ردا على ليبرمان الذي كشف تفاصيل تشكيلها، بأنه "لا مشكلة من تشكيلها من أجل هزيمة حماس" وفق قوله.

وكانت كتائب القسام، بثت قبل أيام، مشاهد لإيقاعها مجموعات أبو شباب المتعاونة مع الاحتلال، في كمين، خلال قيامها بتفتيش المنازل شرق رفح لكشف مواقع المقاومين.

وأظهرت اللقطات مراقبة القسام، لتحركات المجموعة، وقيامها بتفتيش المنازل، قبل أن يتم تفجير عبوات ناسفة فيها ومقتل عدد من عناصرها.

مقالات مشابهة

  • يديعوت: العصابة التي سلحها الشاباك بغزة تنشط في الدعارة وتهريب المخدرات
  • الإبادة مستمرة.. إسرائيل تقتل 19 فلسطينيا بغزة منذ فجر أول أيام عيد الأضحى
  • امرأة فرنسية تقاضي إسرائيل بتهمة الإبادة
  • القسام وسرايا القدس تعلنان استهداف عسكريين إسرائيليين وجرافة بغزة
  • الإعلامي الحكومي بغزة: الفيتو الأميركي يُكرّس التواطؤ مع الإبادة بغزة
  • أول تعليق من حركة المجاهدين الفلسطينية على الفيتو الأمريكي
  • 248 شهيدًا وجريحًا بغزة وحصيلة الضحايا ترتفع لنحو 180 ألفًا
  • رفضا للإبادة بغزة.. فنانون إسبان يقاطعون مهرجانات على صلة بإسرائيل
  • من القاهرة.. الوفد البرلماني الهندي: لا نشارك إسرائيل في حرب الإبادة بغزة
  • أسامة كمال: «الموت يوزع في كراتين» بغزة.. ومراكز المساعدات تتحول لـ«ساحات إعدام»