لجريدة عمان:
2025-05-23@05:33:40 GMT

سعد مكاوي رائدًا للقصة القصيرة

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

سعد مكاوي رائدًا للقصة القصيرة

(1)

يعيد هذا الكتاب، الصادر أخيرًا في سلسلة (مكتبة الدراسات الأدبية) التاريخية العريقة، الاعتبار لأحد أهم وأبرز كتاب القصة العربية القصيرة في القرن العشرين، وهو الكاتب الراحل سعد مكاوي الذي ترك إرثا قصصيا وروائيا معتبرا فضلا على تراثه من المقالات والكتابات النقدية والأدبية.

وسعد مكاوي كاتب شهر بريادته في فن القصة القصيرة كما شهر بريادته في الرواية التاريخية التي تجاوزت المفهوم الكلاسيكي (كما عرفت على يد جورجي زيدان، وعلي الجارم وفي الموجة التالية على يد نجيب محفوظ وعادل كامل وعبد الحميد السحار وعلي أحمد باكثير.

. إلخ)، وذلك بروايته التأسيسية «السائرون نياما» التي صدرت في ستينيات القرن الماضي، وهي التي فتحت الباب واسعا لأعمال أخرى استلهمت التاريخ كي تطرح أسئلة الراهن أو تتخذ من الأحداث والوقائع التاريخية قناعا لمساءلة الحاضر.

وهذا الكتاب الذي نتناوله في هذه الحلقة من (مرفأ قراءة) قدِّم في صورته الأولى لكلية الآداب جامعة القاهرة لنيل درجة الماجستير، قدمها صاحبها الناقد والأكاديمي المعروف الدكتور خيري دومة في ثمانينيات القرن الماضي، ودافع عنها أمام لجنة علمية رفيعة المقام (الناقد الراحل الدكتور عبد المحسن بدر، والناقدة الرائدة الكبيرة سهير القلماوي، ومؤرخ فن القصة القصيرة وناقدها البارز الراحل الدكتور سيد حامد النساج).

وهي تقريبا الأطروحة المنهجية الأولى التي خصصت لدراسة فن القصة القصيرة لدى سعد مكاوي، خصوصًا أن معظم الدراسات تركزت والتفت حول إنجاز يوسف إدريس القصصي، مغطية على ما عداه سواء من الريادات السابقة عليه، أو من المعاصرين له، من أبناء جيله "الخمسينيات".

(2)

وفن القصة القصيرة هو المضمار الأصيل لسعد مكاوي، وشغفه الأول، فقد ترك فيها ما لا يقل عن خمس عشرة مجموعة قصصية، من أبرزها «الماء العكر»، «في قهوة المجاذيب»، «مجمع الشياطين»، «الزمن الوغد»، و«الفجر يزور الحديقة».. وغيرها.

وعدّ نقادٌ مجموعته «الماء العكر» (صدرت طبعتها الأولى سنة 1956، عن دار الفكر بالقاهرة)، واحدة من أهم عشر مجموعات قصصية صدرت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ومعظم الكتب والدراسات التي تعرضت لفن القصة القصيرة في مصر خلال هذه الفترة تعرضت لها وتحدثت عنها، ليس فقط لقيمتها الفنية ولغتها المميزة، بل أيضًا لأنها اُعتبرت مجموعة رائدة لتيار مهم في كتابة القصة القصيرة وهو تيار "الواقعية الرمزية" الذي يعد سعد مكاوي أحد رواده الكبار..

وهذا الكتاب الذي نشر تحت عنوان «سعد مكاوي كاتبًا للقصة القصيرة» دراسة ممتازة ووافية وشاملة للإبداع القصصي لواحد من كبار رواد القصة القصيرة في مصر والعالم العربي كله، رائد كبير وحقيقي وصاحب مذاق خاص في كتابته؛ ورغم ذلك فلم يحظ بدراسة شاملة لإنتاجه القصصي.

أهدى مؤلف الكتاب دراسته إلى "ذكرى هؤلاء الكبار جميعًا: سعد مكاوي، سهير القلماوي، عبد المحسن طه بدر، سيد حامد النساج، سيد البحراوي. أساتذتي الذين أفخر بالانتساب إليهم". ولعله لم يجتمع لكتاب من الكتب النقدية أو الأدبية هذا الحشد من الأسماء اللامعة؛ موضوعا وقراءة وإشرافا ومناقشة!

(3)

في تصديره للكتاب يكشف دمة عن مكانة واستحقاق سعد مكاوي بدراسة فنه القصصي، فقد كان مكاوي نجمًا لامعًا على صفحات جريدة (المصري) العريقة قبل قيام ثورة يوليو 1952، وبعدها إلى جانب عبد الرحمن الخميسي، ومحمد مندور، وشكري عياد، ثم يوسف إدريس، وآخرين. وفى إحدى أزمات السياسة المصرية، ولعلها كانت مواجهة بين الجريدة والرقابة في ذلك الزمان احتجبت الصفحة الأولى، ووضعوا بدلًا منها قصة لسعد مكاوي عنوانها "قراريط رضوان التسعة"، كان ذلك يوم 21 فبراير عام 1952، أي قبيل قيام ثورة يوليو بأشهر قليلة، وهي إحدى قصصه الشهيرة التي ضمتها بعد ذلك مجموعته الأشهر «الماء العكر» المنشورة عام 1956.

ورغم مرور الزمن لم يحظ سعد مكاوي (1916-1985) بما يستحق من درس وتقدير لمنجزه السردي الكبير. جاءت هذه الدراسة إذن لتسد بعضا من هذا الفراغ، وتقوم ببعض هذا الدور، ولو على سبيل تمهيد الأرض ومسح المجال الواسع الذي تحرك فيه الرجل، وهو ما قدمته بامتياز فيما أرى، خاصة مع الجهد المسحي الاستقصائي المذهل الذي قام به المؤلف لجمع وحصر أعمال الرجل أولًا، وتصنيفها وترتيبها وفق مواقيت النشر ثانيا، ثم إعداد الببليوجرافيا التي تكاد تكون الوحيدة والأهم عن سعد مكاوي.

يصف دومة في مقدمته سعد مكاوي بالكاتب الكبير في تاريخنا الأدبي، ويقول "ولا زلت أذكر مسحي لقصصه ومقالاته وترجماته في صحف ومجلات مختلفة، خصوصًا في جريدة المصري أواخر أربعينيات وأوائل خمسينيات القرن العشرين. بهذا المسح تعرفت على عالم الثقافة والأدب المصري النابض في صحافة ذلك الزمان".

ثم يكشف عن بعض الجهد في تأطير الدراسة "حاولت استقصاء إنتاج الرجل وتصنيفه، وتقدير دوره الكبير في تاريخ القصة المصرية والعربية، والاقتراب من عالمه وتجربته الواسعة التي بدأت من مسقط رأسه قريته الدلاتون بالمنوفية، ومرت بالسفر إلى فرنسا لسنوات لعبت دورًا مهما في تكوينه وإنتاجه، وانتهاء بالعمل الطويل في الصحافة والثقافة دون صخب، وبروح كاتب كبير لا تخلو تجربته من الزهد والتصوف والفهم العميق للجسد والروح والمجتمع والإنسان في كل مكان".

(4)

لعل أحد الدوافع الرئيسة وراء الدفع بالكتاب إلى النشر بعد أربعين سنة كاملة من إنجازه؛ قيمة أدب سعد مكاوي العالية، وراهنية الكثير من نصوصه القصصية والروائية معا للقراءة وكذلك بجماليتها اللافتة، ومنها ما يشير إليه المؤلف نفسه في مقدمته التي كتبها خصيصًا لهذه الطبعة:

ربما انتظرت طويلًا على أمل أن تُكتَب دراسة أكثر تقدمًا عن سعد مكاوي كاتب القصة القصيرة، الفن الذي وهب له الرجل عمره، وقدم فيه إنجازات واضحة، لكن هذا لم يحدث. كتب كثيرون -ومنهم الباحث نفسه- عن رواياته، خصوصًا عن درته الفريدة «السائرون نيامًا»، لكن أحدًا لم يكتب عن قصصه القصيرة. لذلك كله بقيت لهذا البحث قيمته التاريخية أكثر من قيمته النقدية.

ولا يتوقف الأمر هنا على "القيمة التوثيقية" التي أشرتُ إليها منذ قليل، وإنما يمتد أيضًا إلى نوعٍ من القيمة التعريفية الضرورية بالرجل وإبداعه وحضوره في المشهد السردي العربي في القرن العشرين.

هذه الدراسة فيما أظن تقدم تعريفًا دقيقًا برحلة سعد مكاوي في كتابة القصة القصيرة، والمراحل التي مر بها، ونوعيات القصص التي كتب فيها، والمؤثرات الاجتماعية والثقافية الفاعلة في أدبه، وبحثه الدؤوب عن شكل يلائم ما يريد أن يقوله، فضلا عن قراءة فاحصة لنصوصه المتنوعة.

وبرغم ما تنطوي عليه هذه القراءة أحيانًا من محاكمات قاسية (بتعبير مؤلف الكتاب)، فإنها تستحضر خلال القراءة مقتطفات من هذه النصوص التي ربما غابت في الزمن، ولم تعد حاضرة لدى قراء زماننا هذا.

ولعل كل من يطالع هذه الدراسة، ويقرأها بتمعن ويستعيد ما استشهد به مؤلفها من نصوص، يشعر مثلما شعرت أنا بالحاجة الملحة لإعادة قراءة سعد مكاوي، وتأمل نصوصه القصصية في ضوء جديد.. إن نصوصًا مثل "شهيرة"، و"شقيقات الأستاذ عصام"، و"الزمن الوغد"، و"في خير وسلام"، و"الماء العكر"، و"على بحر شبين"، و"مصرع حمار"، و"الساعة التي تسبق الفجر"، و"المؤدبون في الأرض"... وغيرها، وغيرها، ربما تثير لدى قارئ اليوم الرغبة في إعادة قراءتها، وإعادة تقييم ما قدمه هذا الكاتب الكبير للقصة القصيرة وللأدب العربي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القصة القصیرة الماء العکر کاتب ا

إقرأ أيضاً:

مناقشة آفاق الخدمات المصرفية الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

الرؤية- سارة العبرية

تصوير/ راشد الكندي

نظمت هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أمس، جلسة حوارية تناولت خدمات المصرفية الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين بيئة الأعمال والإسهام في تطوير السياسات الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ وذلك في إطار دعم بيئة الأعمال وتيسير الشراكة والتكامل مع الجهات المعنية.

شهدت الجلسة حضور سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة الهيئة، وراشد بن زايد الغساني نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الرقابة والتنظيم بالبنك المركزي العُماني، إلى جانب عدد من المسؤولين والمختصين، وممثلي المؤسسات صغيرة ومتوسطة.

وفي تصريحات لـ"الرؤية"، قال راشد بن زايد الغساني نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الرقابة والتنظيم بالبنك المركزي العُماني إن "القطاع المصرفي في السلطنة يشهد اليوم تنافسًا كبيرًا في تقديم الخدمات، والفترة الزمنية التي يستغرقها البنك التجاري لإنهاء عمليات القرض أصبحت أقل بكثير، كما أن البنوك تقطع شوطًا كبيرًا في تسهيل إجراءات التمويل لخدمة مختلف شرائح المجتمع والاقتصاد". وأضاف الغساني أن هذا اللقاء مُهمٌ جدًا لرواد الأعمال؛ لأنه يسلط الضوء على قضايا جوهرية يجب أن يكونوا على دراية بها، مثل: الحاجة الحقيقية للتمويل والمخاطر المرتبطة به، ومدى قدرة رائد الأعمال على إدارة الموارد المالية بفعالية؛ فالتمويل لا ينتهي عند استلام القرض؛ بل الأهم هو ما بعده من حيث توزيع المبلغ على إدارة أعمال المؤسسة، ومعرفة مدى قدرة رائد الأعمال على سداد القرض في الوقت المحدد.

وأكد الغساني أن الإدارة المالية عنصر محوري في نجاح أي مشروع، مشيرًا إلى أهمية أن يمتلك رائد الأعمال المهارات اللازمة في إدارة التمويل، والتعامل مع الأطراف ذات العلاقة، بما يضمن استدامة مشروعه ونجاحه. وحثَّ الغساني رائد الأعمال على الاستفادة من الخدمات غير المالية التي تُقدِّمها البنوك، مثل التثقيف المالي والاستشارات المتعلقة بإدارة المخاطر ومؤشرات الأداء، مشيرًا إلى أن معرفة ما بعد القرض -أي كيفية الاستفادة منه وإدارته واسترجاعه- لا تقل أهمية عن الحصول عليه، وهذه المعرفة ضرورية لضمان استدامة وتعظيم مردوده الاقتصادي.

من جانبه، قال قيس بن راشد التوبي نائب رئيس هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتمويل والاستثمار إن هذه الجلسة تطرقت إلى الأدوات التمويلية التي يتطلبها رواد الأعمال لإجراءات وآليات المتبعة في التمويل والتحديات التي يُواجهها رواد الأعمال، وتم الأخذ بالملاحظات ومناقشتها بكل شفافية مع المختصين، لافتًا إلى أن هذا النوع من الجلسات عادة ما يرتكز على العمل على تحسين الإجراءات ليتم طرحها وإيجاد الحلول ومن ثم الإعلان عنها بشكل شفاف، مضيفا أن الهيئة ملتزمة بهذه اللقاءات المستمرة في مختلف القطاعات.

وأشار إلى أن هناك 10 برامج تمويلية متاحة لرواد الأعمال تتفاوت في أسقف التمويل ومتطلباته، ويصل سقفه إلى 250 ألف ريال لمساعدة رواد الأعمال على تأسيس مشاريعهم أو في توسيع مشاريع قائمة، بفترة سداد تصل إلى 10 سنوات، إضافة إلى سنتين سماح ورسوم إدارية لا تتجاوز 2%.

من جهتها، قالت رحمة بنت سليمان الخروصية مديرة التدريب في أكاديمية الذكاء الاصطناعي إن التمويل في سلطنة عُمان، خاصة للشركات الناشئة، بحاجة إلى نهج مبتكر؛ حيث يُمكن تبني تجربة مشابهة لما هو معمول به في فرنسا؛ إذ لا يُمنح رائد الأعمال القرض مباشرة، وإنما يُقدَّم من خلال مركز احتضان مثل مركز رواد الأعمال العُماني، ويكون التمويل عبر الهيئة أو بنك التنمية، ولكن يُوجَّه لتوفير الموارد الفعلية التي يحتاجها رائد الأعمال، كبديل عن المبلغ المالي المباشر. وأضافت الخروصية: "يجب أيضًا أن يكون هناك دعم قانوني فيما يتعلق بالعقود؛ فالسوق العُماني تنافسي للغاية، وبعض المنتجات تعاني من ارتفاع في التكلفة التشغيلية مقارنة ببلدان أخرى مثل الصين، على سبيل المثال بعض المنتجات تكون أرخص عند استيرادها مقارنة بتكلفتها داخل السلطنة بسبب معايير الإنتاج والتشغيل، وهذا يدفع البعض لشراء الأرخص، وهو ما يُضعف من موقف الشركات الناشئة".

وأكدت الخروصية أنه من الضروري إعادة النظر في آلية التمويل المتّبعة حاليًا في السلطنة، مقترحةً دراسة أسباب تعثر بعض رواد الأعمال. وقالت: "هناك مواد خام تُصدَّر من السلطنة وتُعاد كمصنّعات، مما يرفع التكلفة التشغيلية، ويجب التركيز على هذه النقطة، بحيث لا تُعاد المواد لتُستخدم محليًا بأسعار مرتفعة، وإنما تُستغل في الصناعات المحلية، على سبيل المثال الجبس يُصدَّر من عُمان ثم يُعاد في شكل ألواح تُستخدم في الديكور من قبل مؤسسات داخل السلطنة؛ فينبغي النظر في هذا الأمر ومعرفة المواد التي يحتاجها السوق المحلي ويمكن تصنيعها محليًا بدلًا من إعادة استيرادها".

وناقشت الجلسة 4 محاور أبرزها، السياسات والتشريعات الداعمة في الخدمات المصرفية، والتراخيص في الرسوم المطلوبة في تقديم الخدمات المصرفية، والتمويل، إضافة إلى الممكنات الداعمة للقطاع المصرفي من برامج الشراكة والتدريب والحوافز والتسهيلات والحلضنات ومسرعات الأعمال.

وتأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة اللقاءات الحوارية التي تنفذها الهيئة على مدار العام، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مواجهة التحديات وتحقيق النمو المستدام، وتعزيز بيئة ريادة الأعمال بما يسهم في تحقيق رؤية "عُمان 2040".

مقالات مشابهة

  • أبوظبي.. مركز رائد للسينما العالمية
  • متحف الأمن العام في العقبة يستقبل الزوار طيلة أيام الأسبوع احتفاءً بالاستقلال
  • مناقشة آفاق الخدمات المصرفية الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • "ميدفست مصر" يمدد موعد التقديم للمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة حتى 30 مايو
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • «أبوظبي للغة العربية» يعلن القائمة القصيرة لـ «المنح البحثية»
  • باحث أمريكي: عهد ترامب سيكون لحظة مفصلية في صعود القرن الصيني
  • مؤسس بلومبيرغ الإعلامية: قطر نموذج اقتصادي رائد
  • سياسات منطقة الخليج ووعي أجياله
  • بتصميم رائد ومعالج قوي.. هاتف جديد من وان بلس