خالد ميري يكتب: الحلم العربي يعود
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
الرئيس الأمريكي «ترامب» تفاجأ برفض مصر والأردن لخطته حول ريفيرا غزة، فأعلن أنّ مقترحه الهمام سيظل مجرد اقتراح ولن يحاول فرضه.. نعم نحن قادرون، بحسن الإدارة والوحدة العربية والقدرة على الإقناع، مصر القوية وخلفها العرب قادرون على فرض إرادتنا.
الحلم العربي يعود ليشرق من جديد، توحد القادة العرب وخلفهم كل الشعوب العربية، وكما انتصر الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة وخلفه الأشقاء العرب، قادرون سياسيا ودبلوماسيا أن نحقق نصرا جديدا كل يوم.
غزة ستظل لأهلها الذين ضحوا بأرواحهم فوق ترابها.. الحقوق التاريخية لا تسقط بالاحتلال أو التقادم، الأرض ستظل لأصحابها والاحتلال الغاشم مهما غرّته قوته ومهما شنّ من حروب إبادة لن يستطيع أن يقتلع شعبا حرا أبيا من أرضه.. هذه دروس التاريخ والجغرافيا لمن لديه قلب يعي أو عقل يفكر.
القمة العربية الطارئة بالقاهرة يوم 4 مارس القادم في شهر رمضان المعظم ستشهد الحضور الأكبر للقادة العرب، وستخرج بكلمة حق موحدة.. الكل على قلب رجل واحد، لا لتهجير شعب فلسطين من أرضه ونعم لسلام عادل يقوم على أساس إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الحضور الكبير لقادة العرب في اللقاء الأخوي التشاوري يتقدمهم زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبجواره ولي العهد السعودي صاحب الدعوة وملك الأردن وأمير قطر ورئيس الإمارات وأمير الكويت وولي عهد البحرين، إشارة واضحة قبل قمة القاهرة الجامعة، العالم لن يرى العرب إلا معا.. في قضايا الحق والمصير كلمتنا واحدة موحدة ولن يستطيع أحد أن يفرق فيما بيننا.. يمكن أن يختلف الأشقاء لكنهم أبدا لن يسمحوا لأحد أن يبذر بينهم بذور الشقاق والخلاف، ولن يسكتوا على ضياع حق الأشقاء في فلسطين على يد محتل غاشم يمارس حرب إبادة جماعية ضد شعب أعزل.
أمريكا مصالحها تجمعها مع العرب، وترامب عندما ألقى خطته حول غزة لم يكن ينتظر ردود الفعل الرافضة صونا للحق والحقيقة، وعندما شاهد الحقيقة بعينيه عاد إلى الصواب، والاعتراف بالحق فضيلة.. لا أحد يملك ولا أحد يستطيع أن يرسم للفلسطينيين مستقبلهم أو يختار بدلا عنهم، رفضوا ذلك وخلفهم كل العرب والعالم يستمع إليهم ويستجيب.. نتنياهو سادر في غيه لكنه أبدا لن يفرض واقعا على أصحاب الأرض والحق، وسيظل الحق فوق القوة مهما تجبرت، وسيظل العرب معا يملكون مفاتيح الحق والقوة معا.
دعت مصر للقمة العربية الطارئة واستجاب العرب جميعا وقبل القمة تم التنسيق على أعلى مستوى ليخرج العرب للعالم بكلمة واحدة، خطة واضحة لإعادة إعمار غزة مع وجود شعبها على أرضه، فلا تهجير ولا مكافأة للمحتل على جرائمه، ستظل غزة والضفة والقدس الشرقية عربية فلسطينية ولن تخضع أبدا للصهيوني القاتل سافك الدماء.. أوهام نتنياهو وزمرة الشر في إسرائيل ستتطاير أدراج الرياح، هي حرب سياسية ودبلوماسية قبل أن تكون عسكرية، هي حرب وقت وصبر وتضحية إذا لزم الأمر، ولا تهاون فيها ولا استسلام.. صحيح أن العرب يمكن أن يمروا بلحظات ضعف لكنهم قادرون على تجاوزها وما يمتلكونه من مفاتيح القوة يفوق كثيرا ما يمتلكه عدوهم وبوحدتهم قادرون على فرض إرادتهم.
من القاهرة سيعلنها العرب عالية مسموعة، والكل سينصت باهتمام.. غزة سيتم إعمارها وما خربته أيدي قتلة الأنبياء سيعود أفضل مما كان، وأهل غزة العزة سيظلون فوق ترابهم وأرضهم ولن يستطيع أحد اقتلاعهم من جذورهم.
رمضان كريم:
كل عام وأنتم بخير..
رمضان كريم.. شهر الخير على الأبواب، نحتفل معا السبت القادم بأول أيام شهر رمضان المبارك، نحتفل ونحن نبدأ الصيام والقيام، نعيش أيام الرحمة التي اشتقنا لها وتمنيناها.. من العام للعام ننتظر هذه الأيام، نغسل الذنوب ونعود بقلوب تائبة طائعة لرب الأرض والسماء.
اللهم ارزقنا حسن الصيام وحسن القيام وحسن الزكاة وحسن الصدقة وحسن تلاوة القرآن، اللهم اجمعنا وأهلنا وكل من نحب على موائد الإفطار والسحور ليعود للعائلة سحرها وضيها ونورها في حياتنا.
رمضان ليس شهرا لزيادة الإنفاق إلا فى الخير، وليس شهرا للإسراف إلا في الفرائض والنوافل، هو الشهر الذى ننتظره ليغسل قلوبنا ويجلو ما علاها من هموم وذنوب لنعود أنقياء كيوم ولدتنا أمهاتنا.
كل عام وأنتم بخير.. وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة، اللهم ارزقنا رمضان أعواما وأعواما وأنت راضٍ عنا يا رب العلمين يا أرحم الأرحمين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر الأردن القضية الفلسطينية الرئيس الأمريكى ترامب
إقرأ أيضاً:
أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا الآن بالذات؟ سؤال يتكرر كلما ارتفعت حدة الحملات ضد الدولة المصرية، وكلما بدا واضحًا أن هناك من لا يريد لمصر أن تنهض أو تستعيد دورها التاريخي والمركزي في المنطقة. وفي الحقيقة، فإن استهداف مصر لم يكن يومًا جديدًا، لكنه يشتد حين تتقدم الدولة خطوة للأمام، ويتراجع حين تتعثر أو تتباطأ. واللحظة التي نعيشها الآن هي لحظة صعود مصري حقيقي، لا على مستوى البنية التحتية فقط، بل على مستوى الإرادة الوطنية والقرار السياسي المستقل، وفي لحظات كهذه، تظهر الأيادي التي تعبث، والأصوات التي تهاجم، والحملات التي تتخفى وراء شعارات زائفة.
مصر اليوم تسترد دورها بثبات. تخرج من دوائر الفوضى والانقسام، وتتجه نحو البناء والانضباط. مدن جديدة ترتفع من الرمال، شبكات طرق وموانئ وشرايين طاقة تقطع الصحراء، وجيش يُعاد بناؤه وتحديثه، واقتصاد يحاول أن يفك أسره من سنوات طويلة من التبعية والعجز. هذه التحركات تزعج كثيرين، داخليًا وخارجيًا. لأن مصر حين تبني وتنهض، لا تفعل ذلك بمعزل عن محيطها، بل تهدد تلقائيًا مشاريع الآخرين، وتعيد ترتيب أولويات الإقليم، وتفرض على اللاعبين الكبار أن يعيدوا حساباتهم.
وفي التوقيت نفسه، تعيش المنطقة واحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا وإعادة التشكيل. الحدود لا تزال مرسومة بالدم، والقضايا العالقة تُدفع قسرًا نحو نهايات يراد لها أن تكون أمرًا واقعًا. ومن بين كل دول المنطقة، تبدو مصر وحدها الدولة التي استطاعت أن تحافظ على كيانها، ومؤسساتها، وجيشها، بل وتعيد صياغة علاقتها بشعبها في اتجاه جديد. ولذلك، لا غرابة أن تكون على رأس قائمة الدول المستهدفة، لأن وجود مصر قوية ومستقرة يعني بالضرورة أن مشاريع التوسع والهيمنة لا يمكن تمريرها، وأن فكرة “الفراغ العربي” لم تعد قائمة.
ثم جاء المشهد الفلسطيني ليزيد الأمور تعقيدًا. فمع تفجر الحرب في غزة، وارتكاب إسرائيل لمذابح غير مسبوقة، عادت القضية الفلسطينية إلى صدر المشهد العربي والدولي. ومصر، بطبيعتها الجغرافية ودورها السياسي، لا يمكنها أن تقف على الهامش. لكنها أيضًا لا يمكن أن تنزلق إلى فخاخ تم رسمها بعناية. مصر رفضت أن تكون جزءًا من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. رفضت أن تُستخدم معبرًا لقتل القضية الفلسطينية تحت عنوان “المساعدة الإنسانية”. وتمسكت بموقفها الثابت: لا لتصفية القضية، لا لتغيير الطبيعة الديموغرافية لغزة، ولا لمشاريع الوطن البديل. هذه المواقف لم تعجب كثيرين، وبدأت حملة ممنهجة لتشويه صورة مصر، واتهامها زورًا بالتقصير أو التواطؤ، بينما الحقيقة أن مصر وحدها التي تتعامل مع الموقف بحسابات دقيقة ومسؤولية تاريخية.
لكن في زمن الحروب الجديدة، لم يعد العدو يطرق الأبواب بالدبابات، بل يدخل من نوافذ الإعلام، ومواقع التواصل، والمحتوى المموَّل. تُصنع حملات التشويه ببراعة، وتُزرع الشائعات باحتراف، ويُصوَّر كل تقدم على أنه فشل، وكل إنجاز على أنه وهم. يُستهدف وعي المواطن، ويُدفع الناس دفعًا إلى الشك واليأس والانسحاب من المشهد. كل هذا يحدث لأن مصر بدأت تقول “لا”، وتخط طريقها وفقًا لأولوياتها، لا وفقًا لأوامر تأتي من الخارج.
تتعقد المشهد أكثر إذا وضعنا ذلك في سياق عالمي مشحون. فالعالم كله يعيش حالة من الفوضى غير المعلنة. القوى الكبرى تتصارع من خلف الستار، الأزمات الاقتصادية تطحن الجميع، وسباق السيطرة على الموارد والمواقع الإستراتيجية بلغ ذروته. في وسط هذا الجنون، تظل مصر قطعة أساسية في لوحة الشطرنج الدولية. دولة بحجمها وسكانها وموقعها لا يمكن تجاهلها، لكنها أيضًا لا يمكن السماح لها بأن تكون مستقلة بالكامل دون ثمن. ومن هنا، يأتي الضغط، تارة من مؤسسات مالية، وتارة من تقارير دولية، وتارة من “ناشطين” و”صحفيين” و”حقوقيين” يظهرون فجأة كلما قررت الدولة أن تمضي في مسارها دون استئذان.
إذًا، لماذا مصر الآن؟ لأن مصر ترفض الانحناء. لأنها تُعيد تعريف دورها في محيطها العربي والإفريقي. لأنها تقود مبادرات تنموية حقيقية وليست شعارات. لأنها توازن بين علاقاتها شرقًا وغربًا دون أن تُستَتبَع. لأنها تتحدث عن الصناعة والزراعة والموانئ والمناطق اللوجستية، لا عن الفوضى والحروب. لأن مصر ببساطة تختار أن تكون دولة ذات سيادة، تدير شؤونها من داخلها لا من سفارات أو عواصم أجنبية.
إن من يهاجمون مصر اليوم لا يفعلون ذلك حبًا في الشعوب، ولا دفاعًا عن حقوق الإنسان، بل لأنهم يدركون أن عودة مصر إلى مكانها الطبيعي تعني أن اللعبة ستتغير، وأن شعوبًا أخرى ستطالب بما طالبت به مصر: بالكرامة، والاستقلال، والتنمية، وبأن تكون شريكًا لا تابعًا. لهذا، تُستهدف مصر. ولأنها تختار النهوض الآن، يُفتح عليها النار الآن.
ورغم كل هذا، فإن الشعب المصري الذي عبر محنًا لا تُحصى، يظل هو الرهان الحقيقي. لأنه يمتلك حسًا تاريخيًا يعرف متى تكون الحرب حربًا على الوطن، ومتى تكون الأزمات مفتعلة، ومتى تكون الأكاذيب أكبر من أن تُصدق. الشعب المصري لا يخون تاريخه، ولا يبيع بلده، ولا يترك دولته وحيدة في وجه العاصفة. ولهذا، فإن مصر ستظل، رغم كل شيء، قادرة على الصمود، لأنها لم تقرر فقط أن تبقى… بل قررت أن تتقدم، وهذا هو السبب الحقيقي وراء استهدافها.